الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله اصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد وفي هذا اليوم المبارك نبتدأ بتفسير سورة طه فنقول اولا ما يتعلق باسمها سورة تسمى هذه السورة بسورة طه وهذا هو الاسم الذي عرفت به في كتب التفسير وكتب السنة وغيرها آآ وقيل انها تسمى سورة الكليم سورة الكليم يعني سورة موسى وقيل ايضا انها تسمى سورة موسى هذه اسماؤها والاشهر هو الاول وهو المعروف في كتب الحديث والتفاسير وغيرها آآ وافاد او قال الطاهر بن عاشور ان سورة طه حينما تكتب تكتب طه يكتب الحرفان بصورتهما فيكتب طاء بعدها الف الهاء تكتب كذلك وحدها قال تكتب يكتب الحرفاء يكتب الحرفان بصورتهما لا بما ينطق به الناطق من اسميهما تبعا لرسم المصحف هكذا قال ولم ار هذا في كتب اهل العلم ما الذي رأيته انهم يكتبون طاء وبعدها هاء بتركيب الكلمة لا باسم الحرفين وهذا الذي رأيته في كتب التفسير وايضا في كتب السنة وغيرها آآ نوعها سورة طه سورة مكية في قول جمهور اهل العلم بل بعض المفسرين اه كابن عطية لم يذكر غير هذا القول وبعضهم استثنى منها بعض الايات والصواب ان السورة كلها مكية وترتيبها في النزول هي السورة الخامسة والاربعون في ترتيب النزول نزلت بعد سورة مريم وقبل سورة الواقعة واما عدد اياتها فقد اختلف العادون فيها عدها البصريون مئة واثنتان وثلاثون اية هذا في العد البصري وفي العد المكي والمدني مئة واربع وثلاثون وفي العد الكوفي مائة وخمس وثلاثون وفي العد الشامي مئة واربعون ها هي وقد سبق ان نبهت مرارا على انه لا يعني الاختلاف في عدد الايات الاختلاف في السورة من حيث الزيادة او النقص فهي هي عند جميع المسلمين ولكن بعضهم يعد الاية الواحدة ايتين مثلا وبعضهم يعدها اية واحدة ومن هنا يأتي اختلاف عدد الايات والا القرآن والسورة هي هي لا يزيد فيها حرف واحد ولا ينقص منها حرف واحد عند الجميع ولله الحمد والمنة واما فضلها فيكفيها فظلا انها من كلام رب العالمين من كلام الله جل وعلا وقد اورد ابن كثير رحمه الله حديثا رواه امام الائمة محمد ابن اسحاق ابن خزيمة في كتاب التوحيد آآ عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قرأ طه وياسين قبل ان يخلق ادم بالف عام فلما سمعت الملائكة قالوا طوبى لامة ينزل عليهم هذا وطوبى وطوبى لاجواف تحمل هذا وطوبى لالسن تتكلم بهذا لكن تعقبه ابن كثير رحمه الله وقال هذا حديث غريب وفيه نكارة وابراهيم ابن مهاجر وشيخ وابراهيم بن مهاجر وشيخه تكلم فيهما وقال الالباني عن هذا الحديث هذا حديث منكر والمتن موظوع هذا هو الصواب ان هذا الحديث هو قال ابن حبان وابن الجوزي هذا حديث موظوع لا شك ان الحديث لا يثبت وانا انما ذكرته للتنبيه عليه لا للاعتماد ولا للاعتقاد لكن للتنبيه لان هناك من يذكر مثل هذه الاحاديث التي التي فيها بعض الفضائل ولا يدقق ولا يحقق ولا يقف عند صحتها فما دام انه ذكره المفسرون او رواه بعض المحدثين في كتبهم يأخذه على انه مسلم وليس الامر كذلك فلا يصح شيء من ذلك يقول الله جل وعلا طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اختلف العلماء في كلمة طه فقال جمع من اهل العلم ان طه من الحروف المقطعة وقد تم الكلام على ذلك في اول سورة البقرة واعيد الكلام في مواطنها اخرى اه وعلى كل حال هذا هو القول الاول من اقوال اهل العلم وقد تعددت اقوال اهل العلم في المراد بطه فهذا اولها تقريبا هو اشهرها ويقول به جمع من اهل العلم والقول الثاني ان معنى طه ان معناها آآ يا رجل ان معنى طه يا رجل وهذا القول مروي عن ابن عباس قال طه يا رجل وحسنه بعضهم وايظا روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير وعطية العوف والحسن وقتادة والضحاك كلهم قالوا انه بمعنى يا رجل وهذا قد اورده البخاري تعليقا ووصله الحافظ ابن حجر في تعليق التغليط بتغليق التعليق وبين ان هذه اثار يقوي بعضها بعضها وقيل ان طه اسم من اسماء السورة وقيل ان طه قسم اقسم اقسم الله به وقيل ان معنى طه يا انسان باللغة باللغة السريانية و قال بعضهم او قال الربيع بن انس روى حديثا في ذلك ان معنى طه اي طيء الارض يا محمد ونص الحديث اه وهو حديث اسنده القاضي عياض في كتاب الشفاء عن الربيع بن انس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى قام على رجل ورفع الاخرى. يعني من شدة القيام وطول القيام فانزل الله طه اي طئ الارض يا محمد ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ثم قال ولا خفاء بما في هذا من الاكرام وحسن المعاملة وهذا كما تلاحظون اه اورده القاضي عياض مسندا في كتابه الشفاء عن الربيع ابن انس قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يصح ولا يجوز ان يعول عليه لماذا لانه منقطع فيه انقطاع لان الربيع ابن انس تابعي مات سنة مئة وتسعة وثلاثين وليس بصحابي. فهو هنا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم فهد لانه غير صحيح هذا منقطع وايضا قال ابن حب قال ابن حبان عن الربيع بن انس البكري قال الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية ابي جعفر عنه لان في احاديثه عنه اضطرابا كبيرا وهذا الحديث هنا من رواية ابي جعفر عن الربيع بن انس فلا يصح ولا يجوز لاحد ان يعتمد هذا القول هو اقوى هذه الاقوال القول بانه بان المراد بها الحروف المقطعة ورجح هذا الامين الشنقيطي في اضواء البيان فقال اظهر الاقوال اظهر الاقوال فيه عندي انه من الحروف المقطعة في اوائل السور السورة او في اوائل السور ويدل لذلك ان الطاء والهاء المذكورتين في فاتحة هذه السورة طه جاءتا في مواضع اخرى لا نزاع فيها بانهما من الحروف المقطعة. اما الطاء ففي ففي فاتحة الشعراء وفاتحة النمل وفاتحة واما واما الهاء ففي فاتحة مريم في قوله كاف هاء ياء عين صاد وقد قدمنا الكلام مستوفا على الحروف المقطعة في اول سورة هود وخير ما يفسر به القرآن القرآن يعني هنا يرجح القول الذي ذهب اليه لانه استدل بوجود هذه في ايات اخرى من القرآن ثم قال عن ترجيعه ما يفسر به القرآن القرآن فما اشكل في موضع ينظر في المواضع الاخرى التي تدل علي ويمكن ايضا ان يضاف الى هذا الاستدلال انه بتتبع والاستقراء تبين انه بعد ذكر الحروف المقطعة لا بد ان يذكر القرآن اما باسم القرآن او باسم الكتاب بعد الحروب المقطعة كلها تتبع القرآن الا في موضع موطن واحد ويمكن توجيهه وهو كذلك هنا بعد ان قال طه قال ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. ذكر القرآن بعد هذه الحروف لان العلماء قالوا الصواب ان الحرم المقطعي يقال الله اعلم بمراده. والحكمة منها التحدي والاعجاز ولهذا كلما ذكر حروف مقطعة لا بد ان يذكر بعدها القرآن الاشارة الى القرآن فكذلك هنا ذكر طه ثم قال ما انزلنا عليك القرآن لتشقى فدل على انه سبيله وسبيل الحروف المقطعة والقول الثاني وهو قوي ايضا اه ان معناه يا رجل وهذه يقال انها لغة بني عك بن عدنان وبني طيء وبني عكل قالوا لو قتل رجل من بني عك يا رجل لم يفهم انك تناديه حتى تقول طه يعني يا رجل ومنه قول متمم ابن نويرة التميمي وهذا البيت ذكره الامير شفيق وذكره قبله آآ ابن جرير الطبري في تفسيره ورجح ابن جرير الطبري ان معناه يا رجل. واستدل لذلك ان هذا معروف في كلام العرب قال متم متمم ابن نويرة دعوت بطه في القتال فلم يجب فخفت عليه ان يكون موئلا دعوت بضاهي يعني دعوته يا رجل ولم يرد علي فخفت عليه ان يكون موئلا ويروى مزايدا يعني قد زال قد قتل وجاء عن عبد الله بن عمرو انه قال معنى طه بلغه بان ان معنى طه بلغة عك يا حبيبي وقال قطرب هو بلغة طي يا حبيبي واستدلوا ببيت يزيد بن المهلهل. ان السفاهة طه في شمائلكم لا بارك الله في القوم الملاعين ان السفاهة طه يعني ياء حبيبي اه ويروى ان السباهة طه من خلائقكم لا قدس الله ارواح الملايين والله اعلم. لكن عموما اقوىهما قولان فهو اما انه بمعنى يا رجل وهذا اختيار ابن جرير الطبري واما انه من الحروب المقطعة وهذا الذي يرجحه الامين الشنقيطي. وهو الذي تميل النفس الى انه هو الارجح والله اعلم قال جل وعلا طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى يقول الله جل وعلا لنبيه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي ما انزلنا عليك القرآن لاجل ان تقع في الشقاء وقد اختلفت عبارات العلماء في الشقاء هنا فقال الامين فيه قولان معنى لتشقى فالاول ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي لتتعب لتتعب التعب الشديد بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم وتحسرك على ان يؤمنوا. يعني ما انزلنا عليك القرآن لاجل ان تشقى تتعب. من اجل ان الكفار اعرضوا ولم يؤمنوا والقول الثاني انه صلى الله عليه وسلم قام حتى او صلى حتى تورمت قدماه فانزل اللهم انزلنا عليك القرآن لتشقى هكذا ذكر القولين وذكر غيره غير هذين القولين والاولى ان يقال بالعموم ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. القرآن انزله الله عليك لتسعد فيفهم من قوله ما انزلنا عليك القرآن لتشقى انه انزل ليسعد به صلى الله عليه وسلم ويسعد به كل من اخذه وعمل وبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فانزل الله جل وعلا ما انزل القرآن لاجل ان يشقى النبي صلى الله عليه وسلم في اي نوع من انواع الشقاء. ابدا وانما انزله ليسعد انواع السعادة كلها ما انزلنا عليك القرآن لتشقى وهذا دليل على ان القرآن منزل من عند الله جل وعلا وان الله نزله على جبريل ان الله كلم به جبريل وجبريل نزل به على نبينا صلى الله عليه وسلم وفيه دليل على علو الله جل وعلا وان الله جل وعلا في جهة العلو بان النزول والتنزيل يكون من اعلى الى اسفل و ذكر ابن كثير هنا سبب نزول ان جويبر عن الضحاك قال قال لما انزل الله على رسوله القرآن على رسوله قام هو واصحابه وقال المشركون من قريش ما انزل ما انزل هذا القرآن على محمد الا ليشقى فانزل الله طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى وهذا لا يصح ولا يثبت لان الضحاك ليس بصحابي فاذا قال نزلت سورة كذا يقال لهم من بينك من الوصفة بينك وبين النبي صلى الله عليه وسلم لكن لو قاله الصحابي يقبل منه لان له حكم الرفع. الصحابة شاهدوا التنزيل العجيب من الحافظ ابن كثير رحمه الله انه اعتمد هذا فبدأ ان اورده قال فليس الامر كما زعمه المبطلون بل من اتاه الله العلم فقد اراد به خيرا كثيرا كما ثبت في الصحيحين عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين نقول لكن هذا الحديث ضعيف هذا السبب ضعيف فلا يبنى عليه ثم مل مانع ان يكون هذا ابتداء ليس له سبب نزول وانما اخبار من الله جل وعلا نبيه وجميع الخلق انه ما انزل القرآن لاجل ان قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا تشقى امته ولا يشقى من يعمل به. فليس لذلك سبب نزول وهذا هو اكثر القرآن ابتداء سببي يبتدأ الله جل وعلا غير سببه يبتدأ الله عز وجل البيان من غير ان يكون لذلك سبب او حادثة او او واقعة وقعت فنزل بسببها آآ ومما ايضا ينبه عليه وكما قدمت قبل قليل انني احيانا انا انبه بعض او اذكر بعض الاحاديث الضعيفة او الموضوعة لكن لا لسبيل لا على سبيل الاعتماد لها والاعتقاد لها والقول بمضمونها وانما في الغالب انني اريدها لاجل ان انبه عليها لان من يقرأ كتب هذه التفسير فقد تقع او يقع على هذه ويظن انها فاتت علي حينما قرأت التفسير وانني لم اقف عليها وهذا هو ان شاء الله الاعم الاغلب وان كان احيانا ربما نورد بعض الاحاديث الضعيفة اذا كان معناها صحيحا ولها ما يشهد لها جاءت النصوص اخرى تدل عليها وعلى معناها فربما اذكر هذا ولا اذكره من قبل نفسي وانما اتأسى بائمة الدين اه كابن كثير وابن جرير وغيرهم آآ فمما اورده ابن كثير هنا انه قال وما احسن الحديث الذي رواه ابو القاسم الطبراني في ذلك حيث قال حدثنا احمد ابن زهير حدثنا العلاء بن سالم حدثنا ابراهيم الطلقاني حدثنا ابن مبارك عن سفيان عن سماك ابن حرب عن ثالمة ابن الحكم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى للعلماء يوم القيامة اذا قعد على كرسيه لقضاء عباده اني لم اجعل علمي وحكمتي فيكم الا وانا اريد ان اغفر لكم على ما كان منكم ولا ابالي قال ابن كثير وهذا اسناد جيد وثعلبة ابن الحكم هذا هو الليثي ذكره ابو عمر في استيعابه تقصد من ابن عبد البر في استيعابه وقال نزل البصرة ثم تحول الى الكوفة وروى عنه سماك ابن حرب وقال عنه آآ وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثوقون انتهى. وقال عنه السيوطي لا بأس به تعقب الالباني هذا القول والحق معه فقال عن هذا الحديث انه موضوع كما في ضعيفة الترغيب قال ايظا بوظعه في السلسلة الظعيفة. وتعقب ابن كثير في كلامي هنا وتعقب الهيثم والسيوطي وذكر حجته ومما استدل به ايضا النكارة في المتن وهي قوله على كرسيه. اذا قعد على كرسيه ولم يثبت ان الله عز وجل يقعد على الكرسي وانما اللي ثبت الاستواء على العرش فهذه اللفظة ايظا فيها نكارة ولهذا الحافظ الذهبي لما ذكر في كتاب العلو ذكر يعني مئات الاثار الايات والاحاديث ولم يذكر شيئا صحيحا في باب اثبات الكرسي لله جل وعلا. فلا يعول على هذا الحديث. قال جل وعلا ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى الا تذكرة اه قال الامير الشنقيطي اظهروا الاقوال ان تذكرة هنا مفعول لاجله اي ما انزلنا عليك القرآن الا لاجل التذكرة لمن يخشى الله ويخاف عقابه والتذكرة هي الموعظة التي تلين لها القلوب فتنتظر امر الله وتجتنب نهيه وقال ابن جرير الطبري ما انزلنا عليك هذا القرآن الا تذكرة لمن يخشى عقاب الله فيتقيه باداء فرائض ربه واجتناب محارمه وقال الحافظ ابن كثير الا تذكرة لمن يخشى ان الله انزل كتابه وبعث رسله رحمة رحم بها العباد. ليتذكر ذاكر وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله وهو ذكر انزل الله فيه حلاله وحرامه اذا هذا معنى الا تذكرة لمن لمن يخشى قال جل وعلا تنزيلا ممن خلق الارض والسماوات العلى قال الامين الشنقيطي في في اعرابي تنزيلا اوجه كبيرة اظهرها عندي انه مفعول مطلق منصوب بنزل بنزل من الزلا مضمرة دل عليها قوله ما انزلنا عليك القرآن لتشقى والتقدير انزله الله تنزيلا ممن خلق الارض والسماوات العلى اي فليس بشعر ولا كهانة ولا سحر ولا اساطير الاولين اذا مفعول مطلق تنزيلا وهذا كما اشرنا انه يدل على علو الله جل وعلا اذا القرآن تنزيلا ممن خلق الارض وهو الله جل وعلا هو الذي خلق الارض وخلق السماوات العلى والعلا جمع عليا وهذا دليل وهذا امر فطري محسوس ان السماوات في جهة العلو والله فوق السماء. ودل على ان الله جل وعلا في جهة العلو. ثم قال جل وعلا الرحمن على العرش استوى اه سبق الكلام عن الاستواء في سورة الاعراف وبيان منهج وبيان منهج السلف في ذلك وخلاصة ما يقال ان الاستواء صفة حقيقية لله جل وعلا وهو استواء حقيقي يليق بكماله وجلاله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير على ضوء ما قال الامام ما لك بن انس امام دار الهجرة آآ انه قال لرجل مبتدع سأله كيف استوى؟ قال الاستواء معلوم والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة فهو استواء حقيقي له كيفية لكن نحن لا نعلمها يعلمها الله جل وعلا والسؤال عن الكيفية بدعة لانه لا يمكن الوصول اليها الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى قال ابن كثير رحمه الله له ما في السماوات اي الجميع ملكه وفي قبضته وتحت تصريفه ومشيئته وارادته وحكمه وهو خالق ذلك كله ومالكه و اله لا اله سواه ولا رب غيره و هذا يمر كثيرا المعنى له ما في السماوات والارض خلقا هو الذي خلقها ملكا هو المالك لها. تدبيرا هو المدبر لها. تصريفا هو المصرف لها. وهالدليل على عظمته جل وعلا. وله ايضا ما بينهما ولهما تحت الثرى الثرى هو الاصل انه التراب الرطب المبتل وهو الندى يكون فيه ندى قال يا قتادة الثرى كل شيء مبتل وهذا الذي عليه جمهور السلف وهو الحق وجاء عن محمد بن كعب ان الثرى هو ما تحت الارض السابعة وذكر حديث اورده الحافظ ابو يعلى وانا ايضا اشير اليه او اشير الى جزء من آآ وابين حكمه حتى لا يغتر به فقال الحافظ ابو يعلى في مسنده حدثنا ابو موسى الهروي عن العباس ابن الفضل قلت ابن الفضل الانصاري؟ قال نعم عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن جابر ابن عبد الله قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فاقبلنا راجعين في حر شديد فنحن متفرقون بين واحد واثنين منتشرين قال وكنت في اول العسكري اذ عارضنا رجل فسلم ثم قال ايكم محمد ومضى اصحابي ووقفت معه فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اقبل في وسط العسكر على جمل احمر مقنع بثوبه على رأسه من الشمس فقلت ايها السائل هذا رسول الله قد اتاك فقال ايهم قلت هو صاحب البكر الاحمر فدنا منه فاخذ بخطام راحلته اه كف عليه رسول الله هكذا قال انت محمد؟ قال نعم قال اني اريد ان اسألك عن خصال لا يعلمهن احد من اهل الارض الا رجل او رجلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سل عن ما شئت فقال يا محمد اينام النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قال صدقت ثم قال يا محمد من اين يشبه الولد اباه وامه قال ماء الرجل ابيض غليظ وماء المرأة اصفر رقيق فاي المائين غلبا على الاخر نزع الولد فقال صدقت قال ما للرجل من الولد وما للمرأة منه قال للرجل العظام والعروق والعصب وللمرأة اللحم والدم والشعر قال صدقنا ثم قال يا محمد ما تحت هذه الارض؟ يعني ارض ما تحت هذه يعني الارض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق قال فما تحتهم؟ قال ارظ قال فما تحت الارض؟ قال قال الماء قال فتحت الماء؟ قال ظلمة. قال فما تحت الظلمة؟ قال الهواء. قال فما تحت الهواء؟ قال الثرى. قال وهذا هو محل الشاهد من اراد الحديث يعني يريد يفسر اه قال فما تأتي الثرى ففاضت عين رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء وقال انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق ايها السائل ما المسؤول عنها باعلم من السائل؟ فقال فصدقت اشهد انك رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايها الناس هل تدرون من هذا؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال هذا جبريل صلى الله عليه وسلم قال ابن كثير هذا حديث غريب جدا وسياق عجيب تفرد به ابو القاسم ابن عبد الرحمن هذا وقد قال فيه يحيى ابن معين ليس يساوي شيئا وظعفه ابو حاتم الرازي وقال ابن لا يعرف قلت وقد خلط في هذا الحديث ودخل عليه شيء في شيء وحديث في حديث وقد يحتمل انه تعمد ذلك او ادخل او ادخل عليه فيه والله اعلم. فالخلاصة ان هذا لا يصح وفي متنه نكارة. وان النبي لا يعرف جبريل وانه يسأل عنه الى غير ذلك من امور من كرة فلا يصح والصواب ان الثراء هو آآ البلل آآ الذي يوجد في التراب اذا اصابه الماء فهو التراب الربط الرطب المبتل واكتفي بهذا القدر اه والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد