بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبيا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد. يقول الله جل وعلا في سورة طه وما بيمينك يا موسى قال هي عصايا اتوكأ عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مآرب اخرى يقول ابن كثير رحمه الله هذا برهان من الله تعالى لموسى عليه السلام ومعجزة عظيمة وخرق للعادة باهر دال على انه لا يقدر على مثل هذا الا الله عز وجل. وانه لا يأتي به الا نبي مرسل وقال ابن وقال القطبي او قبل ذلك وما تلك بيمينك؟ هذا ليس سؤال استفهام وانما هو سؤال تقرير وانما هو سؤال تقرير قال اه السمعاني هذا سؤال تقرير والحكمة فيه تثبيته وتوثيقه على انها عصا حتى اذا قلبها حية يعلم انها معجزة عظيمة ونحوه قول القرطبي ان مقصود السؤال تقرير الامر حتى يقول موسى موسى هي عصاي ليبين له بعد اعترافه انها عصا على قدرة الله جل وعلى وقال ابن كثير وما تلك بيمينك يا موسى؟ قال بعض المفسرين انما قال له ذلك على سبيل الاناث له على سبيل الاناث له ليستأنس بالحديث وقيل انما قال له ذلك على وجه التقرير اي اما هذه التي في يمينك عصاك التي اما هذه التي في يمينك عصاك التي تعرفها فسترى ما نصنع بها الان وما تلك بيمينك يا موسى استفهام تقرير والحاصل ان هذا تقرير هذا السؤال سؤال تقرير يقرره الله جل وعلا لاجل ان يبين له ان هذه العصا اقررت انها عصا من خشب عصا معتادة فسترى كيف تتغير ليكون ذلك اثبت لقيام الحجة ولايضا يكون اضمن لقلبه وهذا كما قال الطبري بأن الله سبحانه وتعالى اراه هذه الآية وهي العصا فليمرنه وعلى ملاقاة فرعون قال وما تلك بيمينك يا موسى؟ قال هي عصايا وقبل ذلك ايضا ما تلك؟ قال الزجاج والفراء تلك اسم ناقص وصلت بيمينك وقال ايضا تلك بمعنى هذه ولو قال وما ذلك لجاز قال هي عصاي اتوكأ عليها. قال موسى هذه عصاي التي اعتمد عليها في حال المشي عصاي التي معي ويجعلنا من سنتهم اتخاذ العصا ولو كان الانسان غير مسن قال واهش بها على غنمي اه قال ابن كثير اهش اي اهز بها الشجرة ليسقط ورقها لترعاه غنمي هذا معناه اهش ونحوه قال الطبري اضربوا بها الشجر اليابس فيسقط ورقها فيسقط فيسقط ورقها وترعاه غنمي ونحوه قال الامام مالك قال الهش ان يضع الرجل المحجن في الغصن ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره. ولا يكسر العود فهذا الهش ولا يخبط وقال ميمون وكذا قال ميمون ابن مهران. اذا الهش بمعنى الهز وبمعنى ظرب الشجرة لانه اذا جاء الشجرة المثمرة وفيها اوراق الى اعلى الغنم في الاسفل ما تستطيع ان تصل اليها ليدخلوا عصاه فيها ويهزها او يهش يضربها ضربا خفيفا فيتساقط الورقة اليابس منها على الارض فتأكله الاغنام فهذا يعمله الرعاة يعني اهل الغنم يعنون بهذا حتى يعرفوا دوابهم. اهش بها على غنمي هي فيها مآرب اخرى. المآرب جمع مأربة ويقال مأربة ومأروبة ومأربة الراء مثلثة والاصل فيها الحاجة لكن المراد بها هنا فيها معنى الحاجة لكن زيادة. قال ابن كثير ولي فيها مآرب اخرى اي مصالح ومنافع وحاجات اخر غير ذلك آآ هنا ذكر ابن كثير فائدة لانه قد يقف الانسان على بعض التفسيرات قال وقد تكلف بعضهم لذكر شيء من تلك المآرب التي ابهمت. فقال كانت تضيء له بالليل وتحرس له الغنم اذا نام اغرسوها فتصير شجرة تضله وغير ذلك من الامور الخارقة للعادة ثم قال ابن كثير والظاهر انها لم تكن كذلك ولو كانت كذلك لما استنكر موسى عليه الصلاة والسلام صيرورتها ثعبانا فما كان يفر منها هاربا ولكن كل ذلك من الاخبار الاسرائيلية. وكذا قول بعضهم انها كانت لادم عليه الصلاة والسلام قول الاخر ان هي الدابة التي تخرج قبل يوم القيامة يعني وتسم الناس وروي عن ابن عباس انه قال كان اسمها ما شاء والله اعلم بالصواب. اذا هذه كلها اخبار اسرائيلية لا لا يعول عليها وانما كانت عصا معتادة من خشب من خشبة وكان موسى يتوكأ عليها اذا مشى ويتكأ عليها ويعتمد عليها وكذلك كان يهش بها على غنمه ايضا يهزها ويضرب بها الشجر حتى تساقط الورق لتأكل غنمه منها وله ايضا فيها مآرب اخرى له فيها حاجات اخرى لانني انسان يستخدم العصا في غيره الاتكاء وفي غير اه ظرب الشجرة ليسقط الورق قد يحتاجها لامور اخرى الانسان له فيه له في العصا معايب اخرى وهذا امر معروف ممن تكون بيده العصا يتناول بها شيئا يدفع بها شيئا اه يضرب بها مثلا مؤذيا عقربا حية او نحو ذلك. فالانسان له فيها مآرب وله حاجات اخرى غير هذه قال الله عز وجل القها يا موسى القي هذه العصا واطرحها على الارض فالقاهم فالقاها طرحها موسى على الارض كما امره الله عز وجل وهذا انما كان حينما جاء موسى الى الشجرة كما مر معنا بالامس لما كان في الوادي المقدس طوى بجنب جانب الطور كان عند الشجرة وناداه الله عز وجل من جهة تلك الشجرة فاوحى اليه ومما قال له ما ورد في هذه الايات قال فالقاها فاذا هي حية تسعى فالقاها موسى القى العصا التي من الخشب واذا هي حية تسعى حية تتحرك كما قال ابن كثير قال تسعى صارت في الحال حية عظيمة ثعبانا طويلا يتحرك بحركة سريعة فاذا هي تهتز كانها جان وهو اسرع الحيات حركة ولكنه صغير فهذه في غاية الكبر وفي غاية سرعة الحركة تسعى اي تمشي وتضطرب وقد اشار الله عز وجل الى ذلك في سورة القصص وفي سورة النمل فقال في سورة القصص لموسى وان القي عصاك فلما رآها تهتز كانها جان والجان هي الحية الثعبان كانها جان ولى مدبرا ولم يعقب ولا يعني فر وهرب ولم يعقب لم يرجع يا موسى اقبل ولا تخف. ده لانه قد خاف. حصل له خوف لما رأى الحية وهذا امر يجيب لي طبعي من الانسان اذا رأى الثعبان انه يخاف منه لانه عدو قال الله عز وجل يا موسى اقبل ولا تخف انك من الامنين اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضم اليك جناحك من الرهب فذلك برهانان من ربك وقال في سورة النمل والقي عصاك فلما رآها تهتز كانها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف اني لا يخاف لدي المرسلون اذا الكلام هنا مختصر وفيه والقرآن يفسر بعضه بعضا. فهناك ايات اخرى تدل على ان موسى خاف. لما رأى الحية بل فر وادبر قال جل وعلا فالقاها فاذا هي حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الاولى. اختصر الكلام هنا ولم يذكر انه خاف ولا انه فر وادبر هاربا. ولم يعقب ولم وان الله ناداه وقال انك من الامنين وامره بالرجوع قال خذها ولا تخف خذها خذ هذه العصا ولا تخف آآ سنعيدها سيرتها الاولى اه سنعيدها سنعيدها سيرتها الاولى اي حالتها السابقة التي كانت عليها وهي انها عصرا من خشب وقال الطبري سنعيدها لهيئتها الاولى التي كانت عليها قبل ان تصير حية تسعى ونردها عصا كما كانت سنعيدها سيرتها الاولى. اه قال جل وعلا واظمم يدك الى جناحك اه هناك بعض الاخبار الاسرائيلية آآ ما عليها دليل لكن نذكر واحدا منها الاثر الوارد عن ابن عباس ونعرض عما ذكره ابن كثير عن وهب ابن منبه فجاء عن ابن عباس انه قال فالقاها فاذا هي حية تسعى قال ولم تكن قبل ذلك حية فمرت بشجرة فاكلتها يعني لما صارت حية مرت بشجرة فاكلت الشجرة كلها ومرت بصخرة فابتلعتها جاء في خبر وهب ابن منبه آآ ان الصخرة كانت مثل الخلفة من الابل. يعني مثل الناقة الكبيرة من كبرها قال فمرت بصخرة فابتلعتها فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها فولى مدبرا فنودي ايا موسى خذها فلم يأخذها ثم نودي الثانية اذ ان خذها ولا تخف فقيل له في الثالثة انك من الامنين فاخذها. هكذا قال والله اعلم ولا مانع من حكاية مثل هذا لان الايات من حيث الجملة على انه خاف ولانه فر وادبر وانها صارت حية لكن لا يلزم ان تكون كل التفاصيل التي ذكرت كلها صحيحة. قال جل وعلا على واظمم يدك ايه؟ الى جناحك لكن قبل ذلك آآ نقول ذكر بعض المفسرين ومنهم الامين الشنقيطي حكمة ان الله جل وعلا اه جاء قلب الحية عصى له قبل ان يأتي فرعون لان هذه ستكون اية حينما يقول فرعون ائتنا بما تريد ويجمع الناس ويجمع السحرة فيلقي موسى العصا قال يعني خلاصة كلامه انه ان ذلك ان الله فعل به ذلك ليمرنه عليها يعني مرن على هذه العصا انها تنقلب حية لانه لو لم يرها الا عند فرعون ربما فر كما فر اول مرة وخاف وفر من العصا فلا يكون له اية ويعذره فرعون ولا يطالبونه باية لانهم رأوا انه حتى هو فر وخاف منها ولكنه جاء يقول ان معي اية وعلامة ودليل وبين ولهذا قال الامين الشنقي الشنقيطي في المرة الاولى صارت ثعبانا وولى مدبرا ولم يعقب فلو فعل ذلك عندما آآ انقلبت ثعبانا لما طالبه او قبل ذلك قال قل من الشنقيد في اضواء البيان اراه الله جل وعلا اية اليد والعصا ليتمرن على ذلك قبل حضوره عند فرعون وقومه وقال في موطن اخر واراه في ذلك الوقت معجزة العصا واليد ليستأنس بها ليستأنس بذلك قبل حضوره عند فرعون لأنه لما رأى العصا اه في المرة الاولى صار الثعبان ولى مدبرا ولم يعقب. فلو فعل ذلك عندما انقلب الثعبانا لما طالبه فرعون وقومه بانه باية لكان ذلك غير لائق. ولاجل هذا مرن عليها في اول امره ليكون مستأنسا غير خائف منها. حين تصير ثعبانا. قال جل وعلا واضمم يدك الى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء اية اخرى. آآ قال ابن وهذه ايضا وهذا برهان ثان لموسى عليه السلام وهو ان الله امره ان يدخل يده في جيبه كما صرح به في الاية الاخرى وها هنا عين تلك بقوله واضمم يدك الى جناحك وقال في مكان اخر واضمم اليك جناحك من الرهب. فذلك برهانان من ربك الى فرعون وملأه آآ قال مجاهد واضمم يدك الى جناحك اي كفه كفه تحت عضده. يعني يجعل كف يده تحت عضده وذلك ان موسى عليه السلام كان اذا ادخل يده في جيبه ثم اخرجها تخرج وتتلألأ كانها فلقة قمر آآ الجناح هو الناحية والجنب قال ابن جرير الطبري واضم يدك الى جناحك قال اي ناحيتك وجنبك وقال قبله والجناحان من بني ادم جنباه اذا اذا واظمم الى يدك الى جناحك. لكن جاء في الاية الاخرى الى ادخل يدك في جيبك لانه اه يعني جيب ثوبه اذا اراد ان يدخل يده تحت عضده فانه لا بد ان يدخل يده مع الجيب ثم يجعلها تحت العضد فلا تعارض بين الايتين كل منهما حق ولكن كل اية فيها دلالة ليست في الاية الاخرى فقال جل وعلا واضم يدك الى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آآ اي من غير برص ولا اذى ومن غير شين قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك والسدي وغيرهم وقال الحسن البصري اخرجها والله كأنها مصباح فعلم موسى انه قد لقي ربه عز وجل ولهذا قال لنريك من اياتنا الكبرى وقال وهب وهب قال له ربه ادنه فلم يزل يدنيه حتى شد ظهره بجذع الشجرة فاستقر وذهبت عنه الرعدة الرعدة والرعدة وجمع يده في العصا وخضع برأسه وعنقه هكذا قالوا الله اعلم لان وهب كثيرا ما يروي عن بني اسرائيل اذا كانت هذه اية له انه يدخل يده في جيبه ويضعها تحت جناحه وتحت عضده فيضع كفه تحت عضده فيخرجها بيضاء تتلألأ كانها الثلج ثم يردها مرة اخرى فتخرج يدا عادية كما هي قبل ان تخرج بيظاء هذه اية وليس بسحر. ولهذا قال جل وعلا اه اية اخرى يعني اية وعلامة وبينة ودليل على قدرتنا على قدرة الله جل وعلا ودليل على ان هذه معجزة لك وكرامة وانك رسول من لدنا ليتمرن على ذلك حتى اذا حاج فرعون يأتي بها وقد اعتاد عليها ورأها قبل ذلك. قال لنريك من اياتنا الكبرى. قال الطبري اي كي نريك من ادلتنا الكبرى على عظم من سلطاننا وقدرتنا نعم الله فعل به ذلك واعطاه هاتين الايتين برهانان من ربه لاجل ان يرى من ايات الله ودلائله والعلامات الواضحات الكبرى لان هذه لا يمكن ان يفعلها الانسان ابدا حتى السحرة لما رآها السحرة وهم اعلم الناس بالسحر وتغيير الامر عن واقعه على سبيل التخييل ونحوه خروا سجدا لانهم يعلمون ان هذه لا يمكن ان تكون سحر وانما هذه اية من الله لا يقدر على ذلك الا الله جل وعلا. ثم قال جل وعلا اذهب الى فرعون انه طغى قال ابن كثير اي اذهب الى فرعون ملك مصر الذي خرجت فارا منه وهاربا فادعه الى عبادة الله وحده لا شريك له ومره فليحسن الى بني اسرائيل ولا يعذبهم. فانه قد طغى وبغى. واثر الحياة الدنيا ونسي الرب الاعلى هذا من ابن كثير رحمه الله تلخيص لدلالة عدة ايات من القرآن فالله جل وعلا ارسل ارسل موسى الى فرعون فقال اذهب يا موسى الى فرعون وفرعون هو فرعون مصر وكان ملكها وهو من اعتى الملوك بل كان اعتى الملوك في زمانه واخبر الله عز وجل عن كفره واهلاكه وذكر ابن آآ اسحاق في السيرة ان اسمه الوليد ابن الريان وقيل اسمه وليد بن مصعب والله اعلم انه طغى انه اي فرعون طغى اي تجاوز الحد بالعصيان والتمرد لانه قال انا ربكم الاعلى عدو الله قال ما علمت لكم من اله غيري وقال ما قال وعارظ الحق قتل رجال بني اسرائيل وابناء بني اسرائيل واستحيا نساءهم واستعملهن في الخدمة وفعل ما فعل من الافاعيل فقد طغى طغيانا كبيرا وتجاوز الحدود فاخذه الله اخذ عزيز مقتدر آآ كما نعم. ثم قال جل وعلا قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري قال ابن كثير هذا سؤال من موسى عليه السلام لربه عز وجل ان يشرح له صدره فيما بعثه به فانه قد امره بامر عظيم وخطب جسيم بعثه الى اعظم ملك على وجه الارض اذ ذاك واجبرهم واشدهم كفرا واكثرهم جنودا واعمارهم ملكا واتقاعهم وابلغهم تمردا بلغ من امره انه ادعى انه لا يعرف الله ولا يعلم لرعاياه الها غيره هذا وقد مكث موسى في داره مدة وليدا عندهم في حجر فرعون على فراشه ثم قتل منهم نفسا فخافهم ان يقتلوه فهرب منهم هذه المدة بكمالها ثم بعد هذا بعثه ربه عز وجل اليهم نذيرا يدعوهم الى الله عز وجل ان يعبدوه وحده لا شريك له. ولهذا قال ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري. اي ان لم تكن انت عزي اصلي وعضدي وظهري والا فلا طاقة لي بذلك. وهذا تلخيص من جميل من ابن كثير وانا في اه هذا الدرس احرص على كلام كثير لان الكلمات واضحة ولكن كلام الائمة يعني يستحضرون فيه المواطن الاخرى لان سورة لان قصة موسى مع فرعون تكررت مرات وكرات في القرآن ويذكر في مواضع ما لا يذكر في المواضع الاخرى. ويختصر في المواضع ما لا يختصر في المواضع الاخرى وقال الطبري عند قوله اشرح لي صدري اه قال يقول ربي اشرح لي صدري لاعي عنك ما تودعه في قلبي من وحيك واجترئ على خطاب فرعون قال ابن زيد ربي اشرح لي صدري جرأة لي وقال السمعاني وسعه للحق وكان يخاف وكان موسى يخاف فرعون خوفا شديدا لشدة شوكته وكثرة جنده فضاق قلبه لما بعث الى فرعون من الخوف قال الله فسأل الله ان يوسع قلبه للحق اذا هذا معنى ربي اشرح لي صدري لان القلب في الصدر قال ويسر لي امري. قال ابن كثير سهل علي القيام بما تكلفني به من الرسالة وتحملني به من الطاعة قال قال نعم وقال ابن وقال وحلل عقدة من لساني يفقه قولي. ايضا هذا مما سأل ربه اي يحلو العقدة من لساني. وهذه العقدة آآ جاء عن سعيد بن جبير ومجاهد وابن ابي نجيح وغيرهم من السلف ان سبب العجبة ان موسى لما كان طفلا وتربى في بيت فرعون آآ انه آآ امسك لحية فرعون وانتزع شعرات منها فغضب فرعون من ذلك وقال هذا عدو لي فهم بذبحه وقتله فقالت له زوجته اسية بنت مزاحم قالت له انه لا يعقل فلم يقتنع بكلامها فقالت ساجعل له شيئا وانت ترى كيف يختار فجعلت له فيما يقال حلي وجعلت جمرا جمرا من النار بجواره فامرت فامره ان يأخذ فاخذ الجمرة ووضعها في فمه فكوت لسانه فصارت عنده عقدة لكنة في الكلام بعد ذلك وانما فعلت امرأة فرعون ذلك لترد عنه عقوبة فرعون لانه هم بقتله هكذا قالوا والله اعلم قال وحل العقدة من لساني يفقه قولي قال ابن كثير وذلك لما كان اصابه من اللثة حين عرض عليه التمرة والجمرة. يعني بعض الروايات انها تمرة وليست حلي بعضها انه حلا وهذا يحتمل حلى انه من المأكولات الحلوة والتمر منها فاخذ الجمرة فوضعها على لسانه كما سيأتي بيانه وما سأل ان يزول ذلك بالكلية بل بحيث يزول العي ويحصل له فهم ما يريد منه وهو قدر الحاجة. ولو ولو سأل الجميع لزال ولكن الانبياء لا يسألون الا بحسب الحاجة ولهذا بقيت بقية قال الله تعالى اخبرنا ان فرعون انه قال ام انا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين اي يفصح بالكلام. وقال الحسن البصري واحل عقدة من لساني قال حل عقدة واحدة ولو سأل اكثر ولو سأل اكثر من ذلك اعطي. وقال ابن عباس شكى موسى الى ربه ما يتخوف من ال فرعون في القتل وعقدة في لسانه فانه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام. وسأل ربه ان يعينه باخيه هارون يكون له ردءا ويتكلم بكثير مما لا يفصح به لسانه فاتاه سؤله فحل عقدة من لسانه. وظاهر كلام ابن عباس انه كان يعني في لكنة وعقدة ليس سببها اه اخذ الجمر او كذا وسيأتي ان شاء الله مزيد بيان وتحقيق لهذه المسألة اه كما اشار الى ذلك ابن كثير رحمه الله وقال الطبري ايضا في تفسير هذه الاية واهل العقد من لساني يفقهوا قولي قال يفقه عني ما اخاطبهم به ما اخاطبهم واراجعهم به من الكلام. آآ ثم قال جل وعلا واجعل لي وزيرا من اهلي واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي. قال ابن كثير هذا ايضا سؤال من موسى عليه السلام في امر خارجيا عنه وهو مساعدة اخيه هارون له. قال الثوري عن ابي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس قال فنبأ هارون ساعة نبأ موسى عليه السلام. و يقال ان اعظم اخ اي او ان اعظم منة اخ على اخيه منة موسى على هارون. لانه سأل الله ان يجعله نبيا فجعله نبيا. ولهذا اورد ابن ابي حاتم عن عائشة رضي الله عنها انها خرجت كانت فيما كانت تعتمر فنزلت ببعض الاعراب فسمعت رجل يقول اي اخ كان في الدنيا انفع لاخيه؟ فقالوا ما ندري قال والله انا ادري. قالت عائشة فقلت في نفسي في حلفه لا يستثني انه ليعلم اي اخ في الدنيا كان لاخيه فقال هذا الاعرابي موسى حين سأل لاخيه النبوة قالت عائشة فقلت صدق والله قلت وهذا وفي هذا قال الله تعالى في الثناء على موسى وكان عند الله وجيها اذا هذي اعظم منة اخ على اخيه منة موسى على هارون. فقال واجعل لي وزيرا من اهلي. اه الوزير اه الاصل فيه من يؤازرك ويعينك على الشيء. من يؤازرك على الشيء ان يعينك ويتحمل عنك بعض ثقله. ومنه وزير الامير او وزير الملك يتحمل عنه بعض ما عليه بعض الاعباء. وقال الطبري واجعل لي وزيرا من اهلي. اه قال عونا من اهل بيتي. هارون اخي. يعني اجعل لي هارون اخي وزيرا لي. وهارون هنا منصوب اما على انه عطف بيان من وزير يبين من هو او بدل منه او على انه مفعول ثاني لي واجعل مفعولها اول وزيرا واجعل لي وزيرا واجعل هارونا. والاظهر والله اعلم كما قال ابن كثير انه انه بدل. انه بذل وبعضهم يقول هو عطف بيان ان يبين من هو هذا الوزير الذي سأل الله ان يجعله وزيرا من اهله وهو هارون؟ عليه السلام. هارون اخي فهو اخوه. ثم اه قال جل وعلا اشدد به ازري. اشدد به ازري. يعني قوي به ظهري قوي به ظهري لان الازر يطلق على الظهر. قال ابن عباس اشدد به ظهري وقال ابن زيد اشدد به امري وقوني به فان لي به قوة وقال الطبري قوي ظهري واعني به يقال قد ازر فلان وفلان اذا اعانه وشد ظهره. اشدد به ازري واشركه في امري. اي قال ابن تغيير اي في مشاورتي وقال الطبري آآ واجعله نبيا مثل ما جعلتني نبيا وارسله معي الى فرعون. وكلا هذه الاقوال قال كي يسبحك كثيرا. اه ونذكرك كثيرا. قال الطبري كي نسبحك كثيرا اي كي نعظمك بالتسبيح لك كثيرة ونذكرك كثيرا نكثر من ذكرك وهذا دليل على ان هذا من اهم يعني اهداف خلق عبادة الله وكثرة ذكره لله جل وعلا. ولهذا قال الله عز وجل اذكروا الله ذكرا كثيرا. واثنى على الذاكرين الله كثيرا والذاكرات قال ابن كثير ونذكرك كثيرا قال مجاهد لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما ايضا ومضطجعا. ثم قال جل وعلا ان انك كنت بنا بصيرا. اي في اصطفائك لنا واعطائك ايانا النبوة وبعثك لنا الى عدوك فرعون فلك الحمد على ذلك. وقال الطبري اه انك تنت بنا بصيرا اي لا يخفى عليك من افعالنا شيء وهذا فيه ثناء على الله سبحانه وتعالى آآ واكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد