بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. آآ مر معنا بالدرس في الدرس السابق آآ قصة السحرة مع موسى ومر معنا ايضا قصة توبتهم وثباتهم الحق لما هددهم فرعون فقال امنتم له قبل ان اذن لكم انه لكبيركم والذي علمكم السحر فلاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن اينا اشد عذابا ابقى قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا. ان امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر. والله خير وابقى. ثم قال انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى اه قال ابن كثير الظاهر من السياق ان هذا من تمام ما وعظ به السحرة فرعون. يحذرونه من الله وعذابه الدائم السرمدي ويرغبونه في ثوابه الابدي المخلد فقالوا انه من يأتي ربه مجرما ان يلقى الله يوم القيامة وهو مجرم فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى آآ وهذا هو الظاهر لان لان الاية التي قبلها انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وابقى. يواجهون بهذا فرعون. ومن كمال كلامهم انهم قالوا انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم ليموت فيها ولا يحيى وهذا هو الظاهر كما قال ابن كثير ان هذا من تمام كلام آآ السحرة بعد ايمانهم لفرعون اذا انه من يأتي ربه مجرما والمجرم المراد به من ارتكب الاجرام. وعمل الجرائم واعظمها الشرك بالله والكفر. وكل انواع وكل هذه الانواع عندها فرعون. فانه كافر مشرك مدع للربوبية ظالم يقتل المؤمنين يصد عن دين الله عز وجل فمن جاء كذلك فان له جهنم. من يأتي ربه ويلقى الله عز وجل على هذا الاجرام وعلى الكفر والشرك. فان له جهنم يعني له عند عند الله جل وعلا عذاب جهنم له النار يعذب فيها. ولهذا قال لا يموت فيها ولا يحيى قال ابن كثير آآ كقوله لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور يعني لا يموت فيها ولا يحيى وكقوله ويتجنبها الاشقى الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى. وقالت تعالى ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال انكم ماكثون. والمراد بهذا الاشارة الى ان له نار جهنم وانه خالد مخلد فيها وانه ايضا لا يقضى عليه فيموت ويرتاح من العذاب ولا يحيى حياة طيبة نسأل الله العافية والسلامة. بل حياة النكد والعذاب والبؤس والانكال والاغلال. ولا يموت فيرتاح من هذا العذاب ويتمنون ان يموتوا ولكن ليس لكن ليسوا بميتين. قال جل وعلا ومن يأتي مؤمنا ايضا هذا من تمام خبر من تمام قول آآ سحرة فرعون بعد ايمانهم. ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات فاولئك لهم الدرجات العلى. آآ قبل ذلك نورد حديثا اورده ابن كثير يدل وعلى معنى الاية لا يموت فيها ولا يحيى وهو ما رواه الامام احمد والامام مسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. اما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون. لا لا يموتون ويستريحون من العذاب ولا يحيون حياة طيبة. ولكن ناس تصيبهم النار بذنوبهم. فيميتهم حتى اذا صاروا فحما اذن في الشفاعة. فجيء بهم ظبائر ظبائر. فبثوا على انهار الجنة فيقال يا اهل الجنة افيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل. فقال رجل من القوم كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالبادية. فتضمن هذا الحديث ان الكفار الذين هم الكفار لا يموتون في النار ولا يحيون حياة طيبة. لكن بعض الموحدين الذين ادخلوا النار بسبب ذنوبهم يموتون فيها موتة ثم يحيون ويؤتى بهم ظبائر يعني مجموعات مجموعات. ويلقون في انهار او في افواه انهار الجنة يبثون على انهار الجنة فيحيون وينبتون كما تنبت الحبة وهي البذرة بذرة النبات في حميل السيل اذا جاء السيل وسال في الارض يكون آآ حميله اي طرف منه تجتمع فيه بعض البقايا التي في الارض من الاعواد بعض اشياء فينبت النبات فيها اسرع منه في غيرها اه ثم اورد ايضا ابن كثير ما رواه مسلم عن ابي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم خطب فاتى على هذه الاية انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى قال النبي صلى الله عليه وسلم اما اهلها الذين هم اهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون. واما الذين ليسوا من اهلها يعني عصاة الموحدين. فان ان النار تمسهم ثم يقوم الشفعاء فيشفعون فتجعل الظبائر اي المجموعات فيؤتى بهم نهرا يقال له الحياة او الحيوان فينبتون كما ينبت القثاء في الى السيل فهذا الحديثان او هذا الحديث يعني يبين ان اهل النار الذين هم اهلها انهم لا يموتون فيها وهذا لما جاء في الاية. ثم قال جل وعلا ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات اي من لقي ربه يوم المعادي مؤمن القلب قد صدق ضميره بقوله وعمله فاولئك لهم الدرجات العلى قال ابن كثير اي الجنة ذات الدرجات العالية والغرف الامنات والمساكن الطيبات ثم اورد ما رواه الامام احمد الترمذي بسند صححه الشيخ الالباني في صحيح الترمذي عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال الجنة مئة درجة. ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض والفردوس اعلاها درجة ومنها تخرج الانهار الاربعة والعرش فوقها فاذا سألتم الله فاسألوه الفردوس. وفي الصحيحين ان اهل عليين ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الغابر في افق السماء لتفاضل ما بين انهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الانبياء. قال بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين. اذا هذا الحديث يدل على ان الجنة درجات. لان اهل عليين آآ او لان اهل الجنة يرون اهل عليين مثل ما ترون انتم في الدنيا الكوكب الغابر. ومعنى الغابر يعني الذاهب الماضي الذي ذهب في السماء او قيل الغابر البعيد يعني لارتفاعهم فانهم مرتفعون على بقية اهل الجنة. وهذا الدليل على ان الجنة درجات. وآآ لما قال الصحابة تلك منازل الانبيا يعني لا يبلغها الا الانبياء قال النبي صلى الله عليه وسلم بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين وفي السنن وان ابا بكر وعمر لمنهما وانعما. وهذا صحيح بمجموع وصحيح لغيره يعني منهم ابو بكر وعمر رضي الله عنهما لعظم مقامهما في الاسلام قال آآ وفي بيان ايضا انه لا بد من الايمان باركانه. ولهذا قال من يأتي مؤمنا الايمان وهو التصديق والاقرار. التصديق عن يصدق ويقر بقلبه ويعتقد قد عمل الصالحات جمع صالح وكل عمل ابتغى به اخلص به لله واتبع فيه رسول الله. وهذا يشمل اعمال القلوب واعمال الابدان. اذا هذا هو الايمان عند اهل السنة والجماعة اعتقاد ام عمل وقول لا اله الا الله من العمل. قال فاولئك لهم الدرجات العلى اتى باسم الاشارة الدالة على البعيد فاولئك لعلو مقامهم ومكانهم الذي هم فيه ثم قال جنات عدن قال الطبري ثم بين تلك الدرجات العلى ما هي؟ فقالهن جنات عدن يعني جنات اقامة لا ضعن عنها ولا لها ولا فناء. اذا جنات عدن هذا تفسير للدرجة العلا التي جعلها الله لمن امن وعمل صالحا قال ابن كثير نحو قول الطبري جنة عدن اي اقامة وهي بدل من الدرجات العلى تجري من تحتها الانهار خالدين فيها اي ماكثين فيها. وذلك جزاء من تزكى هنا ذكر انها تجري من تحتها الانهار. هذه نعمة اخرى. وكما مر معنا في الحديث ان الانهار اربعة بل جاء في القرآن. انهار من ماء رئاسة وانهار من اه لمن لم يتغير طعمه وانهار من خمر اللذة للشاربين وانهار من عسل مصفى. وهم مع ذلك خالدين فيها وهم مع ذلك خالدون فيها لا يخرجون منها. وهذا ليدل على تمام الانس انه هذا النعيم الذي هم فيه لا ينقطع عنهم في وقت من الاوقات فقد جاء في بعض الايات للتأكيد تأكيده بابدا وهو الذي لا نهاية له. وذلك اي هذا النعيم والدرجات العلى هي جنة تعادل تجري من تحتها الانهار. ذلك جزاء من تزكى قال ابن كثير اي طهر نفسه من الدنس والخبث والشرك وعبد الله وحده لا شريك له. وصدق المرسلين فيما جاءوا به من خبر وطلب نعم تزكى المراد به هنا التزكي تزكية النفس وهو افراد الله جل وعلا بالعبادة والسلامة واجتناب الشرك لانه هو الدنس الحقيقي. ثم قال جل وعلا ولقد اوحينا الى موسى ان اسري بعباده فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا هنا يذكر الله جل وعلا اه اتباع فرعون وقومه لموسى وقومه وهذا يعني من زيادة بغيهم من زيادة بغيهم لما خرج موسى ببني اسرائيل واراد ان ينقذهم مما هم فيه من العذاب المهين فرعون لم يرظى بهذا. ولهذا ذكر الله عز وجل قصصه في سورة آآ القصص فقال سبحانه وتعالى واوحينا الى موسى ان اسري بعبادي انكم متبعون. فارسل فرعون في المدائن حاشرين ان هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائضون وانا لجميع حاذرون فاخرجنا من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم. كذلك واورثناها بني اسرائيل فاتبعوه مشرقين فلما تراءى الجمعاني قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا ان معي ربي سيهدين اذا هذه الايات جاء بيانها في مواطن اخرى ومنها هذه الايات التي اشرنا اليها في سورة الشعراء فقد اوحى الله الى موسى ان بعبادهم كما قال هنا ولقد اوحينا الى موسى ان اسري بعبادي. وكان ذلك يعني في الليل. يعني اخرج بهم ليلا. كما قال جل وعلا في اية اخرى في سورة الدخان اسري بعبادي ليلا ان متبعون. اذا امرهم بالخروج ليلا لان السرى لا يكون الا بالليل لكن قد يستشكل البعض ما جاء في قوله جل وعلا فاتبعوهم مشرقين فاتبعوهم مشرقين والمراد ان فرعون وقومه اتبعوا وتبعوا موسى وقومه في وقت الاشراق وهذه الاية تدل على انهم خرجوا في الليل امرهم بالخروج ليلا. فكيف يجمع بينها؟ بين هاتين الايتين كيف يجمع بينهما؟ هل كان خروجهم في وقت الليل او كان في وقت اشراق الشمس نقول الصحيح انه لا تعارض اصلا بين بين الايات. لماذا لان الذين امروا بان يخرجوا ليلا هذا موسى وقومه موسى وبنوا اسرائيل. واما الذين اتبعوهم مشرقين. فهذا فرعون وقومه لانهم ما خرجوا في الليل لكن خرجوا في عند شروق الشمس. وقد ذكر بعض المفسرين بعض الاخبار التي يعني لا لا نستطيع الجزم بها بانه في تلك الليلة كسف القمر فما استطاع ان يخرج فرعون وقومه الا بعد شروق الشمس. وقيل انهم ان بني اسرائيل دعوا عليهم فشغلوا فاستجاب الله دعاءهم مات كل ابن كل ابن بكر للاقباط لقوم فرعون فاشتغلوا في دفنهم وما استطاعوا ان يلحقوا بموسى وقومه الا بعد شروق الشمس. المهم ان الله جل وعلا بهذا ولهذا قال فاتبعوهم وكما قرأنا الايات قبل قليل قال فارسل فرعون في المدائن حاشرين ان هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائب وانا لجميع لجميع حاذرون فاخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك واورثنا بني اسرائيل فاتبعوهم مشرقين. وقت شروق تمس. اذا لا تعارض بين الايات فالذي امر بالخروج ليلا هو موسى. امره الله ان يخرج ببني اسرائيل ليلا واما الذين اتبعوهم في الاشراق هذا هو فرعون وقومه. ليقضي الله امرا كان مفعولا. قال جل وعلا اضرب لهم طريقا في البحر يبسا. ويبس واليبس واليابس بمعنى ومعنى يبسا اي لا ماء فيه ولا بلل فريق يابس مع انه ماء بحر لكن الله جل وعلا جعله لهم طريقا يبسا لا ماء ولا طين يمشون فيه كما يمشون على سائر الارض. وقد بين الله جل وعلا ذلك ايضا في كتابه في سورة الشعراء فقال فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وازلفنا ثم وهو فرعون وقومه وانجينا موسى ومن معه اجمعين ثم اغرقنا الاخرين. ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين اذا قول هنا فاضرب لهم طريقا في بحرية بسا جاء مبينا في سورة الشعراء وموظحا وهكذا القرآن يفسر بعظه بعظا لا تخافوا دركا ولا تخشى. الدرك بمعنى الادراك. يعني لا تخشى ان يدرك ان يدركك فرعون وقومه ولا تخشى من الغرق في البحر. لماذا؟ لان البحر امامه هو هو يعني البحر امام موسى وبني اسرائيل وفرعون ورائهم هو وجنوده يريد قتلهم. ولهذا قال الطبري لا تخافوا دركا ولا تخشع قال يعني لا تخافوا. من فرعون وجنوده ان يدركوك من ورائك ولا تخشى غرقا من بين يديك ووحلا. يعني اذا قال وهنا ايضا قوله لا تخف لا تخاف دركا ولا تخشى ايضا جاء سورة الشعراء فيه زياد تفصيل قال فلما ترى الجمعاني يعني لحق بهم فرعون وقومه ورأى موسى ودنا منهم وموسى وقومهم رأوه قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا ان معي ربي سيهدين اذا اصحابه قال قالوا انا لمدركون. والله قال له وهو قال كلا لا يمكن ان يدركونه. ان معي ربي سيهدين ثقة بالله جل وعلا في المواقف الحرجة ولهذا قال هنا لا تخافوا دركا ولا تخشع اه قال جل وعلا فاتبعهم فرعون بجنوده فاتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم. وقد مر الاخبار بقصص فرعون مع موسى وقومه مر شيء منها في سورة الاعراف ومر في طه وذكرت في عدة مواضع فالحاصل ان فرعون اتباعهم واتباعهم وتبعهم بمعنى واحد يقال اتبعوا ويقال تبعه المراد انه اتبعهم فرعون. فلما دخلوا في البحر وظرب موسى البحر فانفلق كما قال جل وعلا فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق. فكان كل فرق كالطود العظيم صار كل فرق وطريق كما ذكر المفسرون بعدد اسباط بني اسرائيل اثني عشر سبطا كل طريق مثل الجبل العظيم يسعهم ولا يتأخر منهم احد ولا يبقى منهم احد. قال فغشيهم من اليم ما غشيهم وهذا كما قال فغشيهم من يم ما غشيهم. قال ابن كذيب نعم اي البحر فغشيهم آآ فغشيهم من اليمي اي البحر ما غشيهم اي الذي هو معروف ومشهور. وهذا قالوا عند الامر المشهور المعروف عند الامر المعروف المشهور كما قال تعالى والمؤتفكة اهوى فغشاها ما غشها. وقال الشاعر انا انا ابو النجم وشعرى شعرى اي الذي يعرف وهو مشهور ونحوه قال الامين الشنقيطي رحمه الله قال قوله فغشيهم ليلم ما غشيهم يدل على تعظيم الامر وتفخيم من شأنه ونظيره في القرآن اذ يغشى السدرة ما يغشى. وقوله والمؤتفكة اهوى فغشاها ما غشاه. وقوله فاوحى الى عبده ما اوحى اذن مبغاش يهمنا غشيهم اخبار عن غرقهم وغشيان الماء لهم وهو امر مشهور بين وهو ايضا شيء عظيم وشيء وعذاب مفجع غطى فرعون وقومه اجمعين وما نجا منهم احد قال جل وعلا واضل فرعون قومه وما هدى قال الشوكاني اظلهم عن الرشد وما هداهم الى طريق النجاة لانه قدر ان موسى ومن معه لا يفوتونه لكونه بين لكونهم بين ايديهم يمشون في طريق يابسة وبين انهم في البحر وفي قوله وما هدى تأكيد لاضلاله قومه هكذا كانه يرى ان واضل فرعون قومه وما هدى ان هذا خاص امره لهم بدخول البحر وراء موسى وقال ابن كثير وكما تقدمهم فرعون فسلك بهم في اليم فاضلهم وما هداهم الى سبيل الرشاد كذلك يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود يعني يميل الى ما قاله اه الشوكاني. وقال الامين الشنقيطي وهو الاظهر والله اعلم قال يعني ان فرعون اظل قومه عن طريق الحق وما هداهم اليها اظل فرعون قومه عن طريق الهدى مطلقا. يدخل فيه امرهم امره لهم بدخولهم في البحر وكذلك اظلاله لهم عن الحق ومنعهم عن الايمان بموسى ومعارضة موسى وكفره بالله جل وعلا وقومه اتبعوه ومهد قومه اظلهم عن الصراط المستقيم وعن اتباع الحق وما هداهم وهذا تأكيد لاظلاله لهم نسأل الله العافية والسلامة قال جل وعلا يا بني اسرائيل قد ايناكم من عدوكم يا بني اسرائيل قد انجيناكم من عدوكم. يقول ابن كثير او قبل ذلك لاحظوا يقول يا بني لقد انجيناكم من عدوكم هذه مسألة ووعدناكم جانب الطور الايمن هذه ايضا قضية اخرى ونزلنا عليكم المن والسلوى هذه قضية اخرى هنا اختصر وذكر ثلاث قضايا يعدد مننه على بني اسرائيل كل قضية كانت مستقلة. لكن هذا من اعجاز القرآن وبلاغته يقول ابن كثير يذكر تعالى نعمه على بني اسرائيل العظام. ومنن ومننه الجسام. حيث نجاهم من عدوهم فرعون واقر اعينهم منه وهذا هو الذي سبق الان الكلام فيه وانه اغرق فرعون ونجاهم قال وهم ينظرون اليه والى جنده قد غرقوا في صبيحة واحدة لم ينجوا منهم احد كما قال تعالى واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون. اذا هذه القضية في الاولى ثم قال وقال البخاري اه حدثنا يعقوب ابن ابراهيم وساق عن ابن عباس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء فسألهم فقالوا هذا اليوم الذي اظهر الله فيه موسى على فرعون قال نحن اولى بموسى فصوموه رواه مسلم ورواه البخاري ومسلم. قال ثم انه تعالى واعد بني اسرائيل وعد موسى وبني اسرائيل هذه القضية الاخرى. وعد موسى اسرائيل بعد هلاك فرعون الى جانب الطور الايمن وهو الذي كلمه تعالى عليه وسأل فيه الرؤيا واعطاه التوراة هناك وفي غظون ذلك ابد بنو اسرائيل العجل كما يقصه تعالى قريبا. ستأتي قصته قريبا. اذا وعدناكم بجانب الطول من هذا لما اختار موسى من قومه سبعين رجلا كما مر في سورة الاعراف وذهب لمناجاة ربه ولنزول التوراة عليه فيمتن الله عز وجل عليهم بذلك قال ونزلنا عليكم المن والسلوى. قال ابن كثير واما المن والصلى هذي قضية ثالثة. وهذي كانت في التيه. لما ابوا ان يدخلوا بيت المقدس وقالوا ان فيها جبارين ظرب الله عليهم التيه اربعين سنة. ولكن مع انهم عصاة وعاقبهم الله بهذه العقوبة لكنه الرحمن الرحيم انزل عليهم والسلوى. قال ابن كثير واما المن والسلوى فقد تقدم تقدم الكلام على ذلك في سورة البقرة وغيرها. فالمن حلوا كانت عليهم من السماء والسلوى طائر يسقط عليهم فيأخذون من كل من كل قدر الحاجة الى الغد لطفا من الله ورحمة بهم واحسانا ولهذا قال تعالى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تبقوا فيه في حل عليكم غضبي. اي كلوا من هذا الرزق الذي رزقناكم ولا تطغوا في رزقي فتأخذ من غير حاجة وتخالفوا ما امرتم به في حل عليكم غضبي اي اغضب عليكم. ايضا ابن كثير هنا يرى انه آآ كلوا من طيبات ما رزقناكم اي المن والسلوى ولا تطغوا فيه لا تتجاوزوا الحد. فتأخذوا زيادة على نصيب اليوم الواحد. اذا هذا خاص فقط في الطعام الذي انزل عليهم في المن آآ الطعام الذي هو المن والسولة الذي انزل عليهم في التيه. ونحوه قال الطبري او سبقه الطبري فقال هذا مما استغني بدلالة ظاهره على ما ترك منه. وذلك تأويل الاية. وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى وقلنا كلوا من طيبات ما رزقناكم فترك ذكر قوله وقلنا لكم لما بينا من دلالة الظاهر في الخطاب عليه وعن بقوله من طيبات من شهيات اه رزقنا الذي رزقناكموه وقيل معناه من حلاله الذي ابحناه لكم فجعلناه رزقا لكم اذا لا تطغوا فيه لا تتجاوزوا الحد في الاخذ من المن والسلوى التي تنزل عليكم كل يوم فخذوا قدر حاجتكم وكل يوم بيومه ولا تزيدوا على ذلك في حل عليكم غضبي اي انزلوا واحل بكم غضبي ومن يحل عليه غضبي فقد هوى. قال علي ابن ابي طلحة فقد شقي ونحوه قال ابن كثير ونحوه قال الطبري قد تردى فشقي. من يحلى عليه غضب الله فقد تردى وشقي ولا شك في ذلك. ثم قال واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى هذا فضل من الله. قال واني لغفار. قال ابن كثير اي كل من تاب الي تبت عليه من اي ذنب كان حتى حتى انه تاب على من عبد العجل من بني اسرائيل. وقوله تاب اي رجع عما كان فيه من كفر او او شرك او معصية او نفاق وقوله وامن اي بقلبه وعمل صالحا اي بجوارحه وقوله ثم اهتدى قال علي بن ابي طلحة اي ثم لم يشك وقال سعيد بن جبير ثم اهتدى اي استقام على السنة والجماعة وروي نحوه عن مجاهد والضحاك وغير واحد من السلف قال قتادة ثم اهتدى اي لزم الاسلام حتى يموت. وقال سفيان ثم اهتدى اي علم ان لهذا ثوابا. وثم هاون لترتيب الخبر على الخبر كقوله ثم كان من الذين امنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. وهذه الاقوال كلها حق ويؤيد بعضها بعضا. والمراد انه اهتدى اي لزم منهج اهل السنة والجماعة واستقام عليه ولزمه حتى خروج الروح فهذا دليل على وجوب الاستقامة على الدين وانه لا يكفي ان يستقيم الانسان كانوا يتركوا احيانا فيكون من المخلطين بل يثبت ويلزم هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الى ان يلقى الله والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانا مع عبده ورسوله نبينا محمد