الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة طه وما اعجلك عن قومك يا موسى وهذا هذه الاية بعد قوله جل وعلا يا بني اسرائيل قد انجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الايمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا او فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى. واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى يقول الله عز وجل اه عبده ونبيه موسى وما اعجلك عن قومك يا موسى. قال الطبري اي شيء اعجلك عن قومك فتقدمتهم وخلفتهم وراءك ولم تكن معهم قال هم اولائي على اثري وعجلت اليك ربي لترضى. قال موسى هم اولائي على اثري لان موسى عليه السلام سار بقومه الى الموعد الذي ضربه الله عز وجل لهم وهو ان يأتوا الى الطور وان ينزل الله عز وجل على موسى التوراة والالواح فاستعجل موسى للقاء ربه تأخر بعده قومه واوصى هارون بهم خيرا وان يرفق بهم ويلحقون به وكان عجله هذا من اجل ارظائه لربه ورغبته في لقاء ربه فقال جل وعلا فانا قد فتنا قومك من بعدك واظلهم السامرين فاخبره جل وعلا انه قد فتن قومه ووقعوا في الفتنة بسبب ما فعله السامري من وضع العجل وزعمه ان ان هذا الههم والى موسى. وسيأتي ان شاء الله هذا قريبا مفصلا ويقول ابن كثير ملخصا لهذا المعنى قال لما سار موسى عليه السلام بني اسرائيل بعد هلاك فرعون واتوا على قوم يأكهون على اصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما ما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون ان هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون ووعده ربه ثلاثين ليلة ثم اتبعها عشرا فتمت اربعين ليلة اي يصومها ليلا ونهارا هذا مر معنا في سورة البقرة وفي سورة الاعراف ان الله وعده ثلاثين ليلة ان يصوم ثم بعدها يلقى ربه وان موسى لما تمت الثلاثين اه تناولا شيئا فاكله او مضغه حتى تذهب رائحة فمه بسبب الصيام فلما لقي فقال الله له لم فعلت ذلك؟ قال يعني احببت ان اطهر فمي قال ان ريحة الصيام اطيب من ريح المسك او كما جاء في الاثار فامره ان يصوم عشرا اخرى ثم يأتيه بعد ذلك فصارت اربعين وقد مر معنا ان كثيرا من المفسرين يقولون هي شهر ذي القعدة وعشر من ذي الحجة الاربعين يوما قال ابن كثير وقد تقدم في حديث الفتون بيان ذلك فسارع موسى عليه السلام مبادرا الى الطور واستخلف بني على بني اسرائيل اخاه هارون ولهذا قال وما اعجلك عن قومك يا موسى اه جاء بتفسير ابن اسحاق لهذه الاية انه قال واستخلف على بني اسرائيل اخاه هارون ومعه السامري يسير بهم على اثر موسى ليلحق ليلحقهم به اذا هم كانوا ايضا يسيرون الى الموعد لكن موسى تعجل قبلهم وهم وراءه مع هارون قال ابن كثير ولهذا قال وما اعجلك عن قومك يا موسى؟ قال هم هؤلاء على اثري اي قادمون ينزلون قريبا من الطور وعجلت اليك ربي لترضى اي لتزداد عني رضا قال الله له فانا قد فتنا قومك من بعدك واضلهم السامرين قال ابن كثير اخبر تعالى نبيهم موسى بما كان بعده من الحدث في بني اسرائيل عبادتهم العجل الذي عمله لهم ذلك السامري وفي الكتب الاسرائيلية ان انه كان اسمه هارون ايضا يعني الساملي كان اسمه هارون قال وكتب الله تعالى له في هذه المدة الالواح المتضمنة التوراة يعني كتبها الله لموسى كما قال تعالى وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وامر قومك باحسنها ساريكم دار الفاسقين اي عاقبة الخارجين عن طاعة المخالفين لامري قال جل وعلا فرجع موسى الى الى قومه غضبان اسفا لما اخبره الله عز وجل فتنه لقومه وما حصل من اظلال السامري لهم وجعله العجلة لهم الها رجع موسى الى قومه غضبان اسفا قال ابن كثير اي بعدما اخبره تعالى بذلك رجع في غاية الغضب والحنق عليهم وهو يعني فيما وهو فيما هو فيه من الاعتناء بامرهم. يعني غضب يعني هو ذهب عنهم لاجل يعتني بامرهم ويتلقى التوراة التي فيها مصالحهم وفيها امرهم ونهيهم ودينهم وهم يشركون بالله وهو ذاهب في مصلحتهم وقبل ذلك يشركون مع الله الها غيره. وقد نجاهم الله من فرعون ورأوا ما رأوا ان قال وتسلم اه قال نعم. اي بعدما اخبروه اي بعد ما اخبره تعالى بذلك رجع في غاية الغضب والحمق عليهم هو فيما هو فيه من الاعتناء بامرهم وتسلم التوراة التي فيها شريعتهم وفيها شرف لهم وهم قوم قد عبدوا غير الله ثم يعني ذكر كلامه وقال وهذا يدل على ما هم فيه من سخافة عقولهم واذهانهم ولهذا رجع اليهم غضبان اسفا والاسف شدة الغضب قال مجاهد غضبان اسفا اي جزعا وقال قتادة والسدي اسفا حزينا على ما صنع قومه من بعده فقال لهم لما جاءهم يا قومي الم يعدكم ربكم وعدا حسنا وهذا استفهام تقرير اليس الله قد وعدكم وعدا حسنا قال ابن كبير اي ما وعدكم على لساني كل خير في الدنيا والاخرة وحسن العاقبة كما شاهدتم من نصرته اياكم على عدوكم واظهاركم عليه وغير ذلك من اياديه عندكم وقال الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان واظهروا الاقوال عندي في المراد بهذا الوعد الحسن يعني قوله الم يعدكم ربكم وعدا حسنا قال انه وعدهم ان ينزل على نبيهم كتابا فيه كل ما يحتاجون اليه فيه كل ما يحتاجون اليه من خيري الدنيا والاخرة. وهذا الوعد الحسن المذكور هنا هو المذكور في قوله تعالى ووعدناكم جانب الايمن وفيه اقوال غير ذلك قال جل وعلا عن موسى معاتبا لقوله افطال عليكم العهد وهذا استفهام انكاري قال ابن كثير اي في انتظار ما وعدكم الله ونسيان ما سلف من نعمه وما بالعهد من قدم وقال نحو الامين الشنقيطي قال يعني لم يطل العهد قال هذا استفهام انكاري يعني لم يطل العهد كما يقال وما بالعهد من قدم لان طول العهد مظنة النسيان والعهد قريب ولم يطل فكيف نسيتم قال جل وعلا ام اردتم ان يحل عليكم غضب من ربكم ام اردتم بفعلكم هذا ان يحل عليكم غضب الله لان من اشرك بالله فقد احل غضب الله عليه. واستوجب غضب الله وصار مستحقا للهلاك والعذاب قال ابن كثير ام ها هنا بمعنى بل وهي للاضراب عن الكلام الاول وعدول الى الثاني وعدول الى الثاني. كأنه يقول بل اردتم بصنيعكم هذا ان يحل عليكم غضب من ربكم فاخلفتم موعدي وقال الامين الشنقيطي قال بعض العلماء ام هنا هي المنقطعة؟ والمعنى بل اردتم ان يحل عليكم غضب من ربكم ومعنى ارادة حلول الغضب انهم فعلوا ما يستوجب غضب ربهم بارادتهم فكأنهم ارادوا الغضب لما ارادوا سببه وهو الكفر بعبادة العجل يعني كفرهم بالله بسبب عبادتهم العجل فاخلفتم موعدي هاي بنو اسرائيل في جواب ما انبهم آآ نعم يعني اخلفتم الموعد الذي بيني وبينكم وهو عبادة الله وحده لا شريك به له لا شريك له واللحوق بي الى جبل الطور ويذكرون ويذكر العلماء ان ان لهم تأويلات منها انهم قالوا اربعين ليلة هي اربعين يعني مكثوا عشرين يوما وعشرين ليلة قالوا هذه اربعون عشرون يوما وعشرون ليلة هذه اربعون ويقال انهم لما مرت الثلاثون ولم يأتهم قالوا موسى اظل ربه لانه موسى كما مر معنا زاده الله عشرا قال ابن كثير فاخلفتم موعدي قالوا اي بنو اسرائيل في جواب ما انبهم موسى وفرعون وقرعهم ما اخلفنا موعدك بملكنا عن قدرتنا واختيارنا وملكنا فيها قراءات قرأ نافع وعاصم بفتح الميم بملكنا وقرأ حمزة والكساء بضم الميم بملكنا وقرأ ابن كثير وابن عامر وابو عمرو بكسر الميم بملكنا. قال الامين الشنقيطي رحمه الله والمعنى على جميع القراءات ما اخلفنا موعدك بان بان ملكنا امرنا فلو ملكنا امرنا ما اخلفنا موعدك وهو اعتذار منهم بانهم ما اخلفوا الموعد باختيارهم ولكنهم على امرهم من جهة السامري وكيده وهذا اعتذار بارد ساقط ونحوه قال ابن كثير قال ثم شرعوا يعتذرون يعتذرون بالعذر البارد يخبرونه عن تورعهم عما كان بايديهم من حلي القبط الذي كانوا قد استعاروه منهم حين خرجوا من مصر فقد افناها اي القيناها وقد تقدم في حديث الفتون ان هارون عليه السلام هو الذي كان امرهم بالقاء الحلي في حفيرة فيها نار وفي رواية السد عن ابي ما لك عن ابن عباس انما اراد هارون ان يجتمع الحلي كله في تلك الحفيرة ويجعل حجرا ويجعل جحرا او حجرا واحدا حتى اذا رجع موسى عليه السلام يرى فيه ما يشاء ثم جاء السامري فالقى عليه تلك القبضة التي اخذها من اثر الرسول وسأل هارون ان يدعو الله ان يستجيب له في دعوته فدعا له هارون وهو لا يعلم ما يريد فاجيب له فقال السامري عند ذلك اسأل الله ان يكون عجلا فكان عجلا له خوار اي صوت استدراجا وامهالا ومحنة تنوي اختبارا ولهذا قال فكذلك القى السامري فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار. اه ابن كثير رحمه الله هنا هذه الاية والحديث يحتاج الى بسط في بيانها وهو ان موسى لما لامهم على اختلافهم الموعد واعتذروا بهذا العبء العذر البارد الساقط الساذج اه قالوا ما اخلفنا موعدك بملكنا ولكن حملنا اوزارا من زينة القوم والاوزار هي الزينة او الحلي آآ نعم لا الاوزار فيها قولان قيل ان الاوزار هنا الاحمال وقال بعضهم الاوزار هنا هي الاثام ووجه القول الاول حملنا اوزارا من زينة القوم يعني انها احمال من حلي القبطي استعاروها منه يعني احمال اوزارا يعني حملا لاننا كنا استعرنا منهم بعض الحلي فلما خرجنا الى البحر ولم نردها اليهم ولحق بنا فرعون واغرقه الله بقي هذا الحلي معنا فاردنا نتخلص منه وعلى القول الثاني بان الاوزار الاثام يعني قالوا انها اثام وتبعات لانهم كانوا معهم في حكم المستأمنين في دار الحرب وليس للمستأمن ان يأخذ مال الحرب ولان الغنائم لم تكن تحل لهم التعليل الاخر الاخير اقوى. قاله الشنقيطي يعني هم يقولون اوزار اما انها احمال وتحملن هذه الامانات او ان المراد بها الاثام والمراد اننا لما اخذنا الحلي نردها اليهم تحملنا بهذا اثام. لان كنا مستأمنين عندهم. وكان الواجب علينا ان نفي بالعهد ولا نأخذ حليهم معنا هذا معنى اوزارا من زينة القوم وزينة القوم يعني يقصدون حلي بني اسرائيل يعني من او من زينة القوم يعني من زينة قوم آآ القبط من قوم فرعون لان بني اسرائيل اخذوا منهم واستعاروا منهم بعض الحلي. ويدل على ان الزينة هنا هي الحلي قوله جل وعلا وفي اية اخرى واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار فقذفناها اي طرحناها في الحفرة كما مر معنا ان هارون آآ امرهم ان ان يطرحوا كل ما معهم حفروا حفرة واوقدوا نارا وامرهم ان يطرحوا كل الحلي الذي استعاروه من القبط من قوم فرعون آآ يطرحوه في هذا المكان فقذفوه وطرحوه في النار وانما القوه في النار حتى يجتمع على بعضه ويذوب فيصبح سبيكة واحدة لئلا يضيع منه شيء وينتظرون مجيء موسى وقال ان هارون امرهم بذلك اه حتى يجتمع الحليب كله ويسلمون من التبعة لا يكونوا في ايديهم. فاذا جاء موسى يعني يخبرونه ويصدرون عن رأيه في هذه في هذا الحلي قال فكذلك القى السامري اي ومثل ذلك القى السامري وذلك ان السامري آآ كما سيأتي قريبا اه قبض قبضة من اثر الرسول واختلف ما المراد نعم اختلف متى كان ذلك والا الرسول هو جبريل فقال بعضهم المراد انه اخذ من اثر فرس جبريل اه لما جاء على فرسه فتقدم امام حصان فرعون لما اراد حصان فرعون ان يتأخر ولا يدخل في اليم آآ جاء جبريل على حصان على فرس اه تطلب الفحل فلما رآها حصان فرعون تقدم في اثرها فدخل في البحر فلما رآه جاء اخذ قبضة من اثره. هذا قول والقول الثاني ان انه انما اخذ من اثر فرس جبريل لما جاء واخذ موسى الى ميقات ربه والله اعلم. لكن لا شك انه اخذ من اثر الرسول كما سيأتيه صريحا في القرآن فاخذ هذه القبضة ومر معنا ان في انها انه طلب من هارون ان يدعو له فدعا له فالقى القبضة التي معه على الحلي التي في النار فصار الحلي على هيئة عجل عجل صغير البقر فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار. يعني اخرج لهم عجلا جسد له جسد تمثال له خوار آآ خوار صوت مثل صوت العجل وليس المراد انه صار حيا له فيه روح وانما كما مروا سيأتي من قول ابن عباس وغيره انه صار الهواء يمخر فيه فيدخل من فمه ويخرج من دبره. كان تمثال فيخرج الهواء يدخل الهواء من فمه ويخرج من دبره فيحدث صوتا مثل خوار اه العجل آآ الحي المخلوق. والا لم يكن هو عجل حقيقي قال فقالوا هذا الهكم واله موسى هذه هي فتنتهم لما رأوا ذلك روى العجل ورأوا صوته قالوا هذا الهكم وهذا اله موسي وهذا اله موسى فنسي فنسي آآ فيها عدة اقوال فمنها ما ذكره ابن كثير رحمه الله قال فنسي وهذا قول السد قال نسيه موسى نسي موسى ربه ها هنا وذهب يتطلبه كما تقدم في حديث المتون عن ابن عباس وبه قال مجاهد فنسي اذا هذا قولهم لما تأخر موسى عليهم وقال لهم السامري هذا الهكم وهذا ربكم قالوا فنسي فنسي موسى نسي موسى الهه وذهب يتطلبه عند جبل الطور وهذا الاله هنا هذا قول كفر نعوذ بالله. والقول الثاني ايضا عن ابن عباس قال معنى فنسي اي نسي موسى ان يذكركم ان هذا الهكم هذا الهكم لكم موسى نسي ان يقول ترى هذا الهكم وهذا ربكم والقول الثالث وهو مروي عن ابن عباس ايضا انه قال فنسي اي ترك السامري ما كان عليه من الاسلام فنسي اي فنسي السامري بدعوته لعبادة العجل نسي وترك ما كان عليه من الايمان والتوحيد واتباع موسى قال جل وعلا فنسي قال الله تعالى فرد نعم قال الله تعالى فاخرج نعم افلا يرون الا يرجعوا اليهم قولا ولا يملكوا لهم ضرا ولا نفعا قال ابن كثير قال الله تعالى ردا عليهم وتقريعا لهم وبيانا لفضيحتهم وسخافة عقولهم فيما ذهبوا اليه افلا يرون الا يرجعوا اليهم قولا ولا يملكوا لهم ظرا ولا نفعا ايا العجل افلا يرون الا يجيبهم اذا سألوه ولا اذا خاطبوه ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا اي في دنياهم ولا اخراهم وقال ابن عباس رضي الله عنهما لا والله ما كان خواره الا انه يدخل الريح من دبره فيخرج من فيه فيسمع له صوت قال ابن كثير وقد تقدم في متون الحديث يعني بعض الروايات عن الحسن البصري انه ان هذا العجل كان اسمه بهموت ثم قال ابن كثير وحاصروا ما اعتذر به هؤلاء الجهلة انهم تورعوا عن زينة القبط فالقوها عنهم وعبدوا العجل فتورعوا عن الحقير وفعلوا الامر الكبير كما جاء في الحديث الصحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه سأله رجل من اهل العراق عن دم البعوض اذا اصاب الثوب يعني هل يصلي فيه ام لا فقال ابن عمر رضي الله عنه انظروا الى اهل العراق قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الحسين وهم يسألون عن دم البعوض اي نعم ابدا هذا مثل فعل بني اسرائيل يتورعون عن حلي القبط ولا يتورعون عن عبادتها من دون الله وجعلها شريكا لله يتورعن عن اخرها عن اخذها لكن لما صارت على هيئة عجل ما تورعوا عن عبادتها وعن الكفر بالله وجاء بها الها مع الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وقوله افلا يرون ان لا يرجع اليهم قولا هذا استفهام انكار ينكر الله جل وعلا عليهم ذلك قال جل وعلا ولقد قال لهم هارون من قبل يا قومي انما فتنتم به يعني ولقد قال لهم هارون من قبل رجوع موسى اليهم يعني وموسى ما زال في ذهابه الى ربه فهارون لانه نبي نصح قومه من قبل ان يأتي موسى وبين لهم الحق وحذرهم وقال يا قومي انما فتنتم به انما اختبر الله ايمانكم ومحافظتكم على دينكم بهذا العجل فهو فتنة لكم ليتبين من يثبت على التوحيد ويشكر الله على نعمه من انجائه من فرعون ممن يضل ويقع في الفتنة ويرسب في الاختبار ثم بعد ان بين انه فتنة وابتلاء واختبار لهم قال وان ربكم الرحمن ربكم ومعبودكم الحق هو الله الرحمن الرحيم جل وعلا ولا يجوز ان يعبد احد معه لا العجل ولا غير العجل قال فاتبعوني واعطوا امري وهيدا انهم وقعوا في في الشرك والكفر فقال اتبعوني اي في عبادة الله فكونوا معي على ما انا عليه واطيعوا امري في ترك عبادة العجل لانه امرهم بتركه وبين انه فتنة وانه وان اله هو الرحمن وانه لا يجوز ان يعبد احد معه جل وعلا فقالوا لن نبرح عليه عاكفين قالوا لن نبرح اي لن لن نزال او لن نزل مقيمين على عبادة العجل برح من المكان يعني تركه ولم يبرح يعني بقي عليه بقي فيه فهم كذلك يقولون لن نبرح اي لن نتزحزح ولن نزل باقيين فلن نبرح عن عبادته بل سنتخذه ربا ونبقى على عبادته عاكفين من العكوف وهو العبادة التقرب اليه بالعبادة ولهذا يقول ابن كثير يخبر نعم قال قوله قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى قال اي لا نترك عبادته حتى نسمع كلام موسى فيه وخالفوا هارون في ذلك وحاربوه وكادوا ان يقتلوه هذا معنى للنبرة عليه عاكبين ليس معنى سننتظر ولن ولن نعكف عليه حتى يأتي موسى لا لن نبرح سنبقى لانهم اشركوا ولهذا نصحهم هارون وهذا واضح في كلام هارون انهم ضلوا وانهم عبدوا غير الله هم قالوا لنا يعني لن نترك هذا الامر ولن وسنبقى على عبادة العجل عاكفين ولن نزل عن هذا عن هذه العبادة حتى يرجع الينا موسى وعند ذلك نسمع ما يقول موسى في عبادة العجل وعند ذلك نصدر عن قوله ان قال انه لا يجوز تركناه وهذا كله من تعنتهم وشرهم قال جل وعلا قال يا هارون ما منعك اذ رأيتهم ظلوا الا تتبعني افعصيت امري يعني بند بعد بعد ان جاء وعاتب قومه قال لاخيه هارون ما منعك اذ رأيتهم ضلوا؟ هذا دليل انهم وقعوا في الشرك مع ان المفسرين يذكرون انهم انقسموا الى قسمين منهم من عبدوا العجل بل الى ثلاثة اقسام منهم من عبد العجل وهذا سبق ان ذكرناه في سورة الاعراف. ومنهم من توقف حتى يرجع موسى ومنهم من بين انه لا يجوز وان هذا شرك وكفر ونابذوهم وغضبوا من فعلهم فقال هارون فقال موسى يا هارون ما منعك اذ رأيتهم ضلوا يعني عبدوا غير الله الا تتبعني افعصيت امري آآ ذكر الطبري ان معنى قوله الا تتبعني ذكر قولين نسب احدهما لابن عباس وهو الا يتبعني يعني هو ترك السير بمن اطاعه في اثر موسى يعني ان ان لا تتبعني بمن اطاعك وبقوا على التوحيد ولم يعبدوا العجل لماذا لم تتبعني بهم وتلحق بي في الموعد بل بقيت مع اولئك العبدة للعجل. والقول الثاني ونسبه الى ابن جريج هو تركه ان يصلح ما كان من فساد القوم الا تتبعني؟ يعني تركت ان تصلح فسادهم وتنصحهم لانه ما علم ماذا فعل آآ اخوه هارون وذكر ابن كثير قولا ثالثا فقال الا تتبعني يعني فتخبرني بهذا الامر اول ما وقع لان الله هو الذي اخبره بها به. فقال يعني هلا اتبعتني ولحقت بي فاخبرتني عن صنيع قومي. وكل هذه الاقوال محتملة وان كان الامين الشنقيقي رجح اه قول ابن عباس الا تتبعني يعني انت سيرا وتتبعني وتلحق بي بالموحدين بمن اطاعك ولم يعبدوا العجل فتلحقوا بي الى الموعد افاعصيت امري؟ وهذا استفهام انكاري عليه عصيت امري وانا قلت لك الحقني ببني اسرائيل واتبعني واصلح قال يا ابن امة لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ندوا بالام يا ابن ام لان كما قال ابن كثير قال ترفق له بذكر الام مع انه شقيقه لابويه لان ذكر الام ها هنا ارق وابلغ في الحنو والعطف ولهذا قال يا ابن يا ابن امي لا يا ابن امة لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي وذلك ان فرعون وذلك ان موسى عليه السلام لما رأى الشرك والكفر اشتد غضبه في الله وهكذا ينبغي للموحد اذا رأى الشرك او عباد غير الله والسجود لغير الله والحنو او او الذبح لغير الله ان يتمعر وجهه وان يغضب حقيقة يشرك برب العالمين وهو ينظر لابد من الغضب والغيرة لله جل وعلا. ولهذا من شدة غضبه وغيرته على التوحيد اخذ بلحيتي اخيه وبرأسه يجره اليه يجره اليه غضبا لله جل وعلا قال لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي عن الذي منعني من ان اتبعك والحق بك انني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل وذكر العلماء ذكر الطبري وغيره معناه فرقت بين بني اسرائيل قال هو قول هارون وهو ان هارون خاف ان يسير بمن اطاعه واقام على دينه في اثر موسى ويخلف عبدة العجل وراءه وهذا يقوله ابن زيد ونحوه قول ابن عباس الذي مر اني خشيت لو لحقتك بمنأى بالمؤمنين ان تقول فرقتها بيني وبين بين بني اسرائيل فجئت بفرقة وتركت الفرقة الاخرى وقال بعضهم وهو مانويل المنسوب لابن جريج انه قال خشيت ان نقتتل فيقتل بعضنا بعضا حتى نتفانى يقول فرقتها بين بني اسرائيل لاننا لما اختلفنا مع عبدة العجل اه انا ما عصيت امرك لكن خشيت لو قمنا وتقاتلنا معهم وقتلناهم وتفانينا ان تقول فرقت بين بني اسرائيل من اجل هذا وانا انتظر امرك متى تأتي ولم ترقب قولي يعني وخشيت ان تقول انك لم تحفظ قولي يعني ما اوصاه به واخلفني في قومي واصلح وقيل ولم ترقب قولي يعني لم تنتظر قولي وما انا صانع وقائل في عبادتهم العجل تعجلت فقاتلتهم ولم ترقب قولي تنتظر ماذا ساقول في الامر هنا قبل عذره اذا هذا سبب او هذا هو معنى قول هارون او معنى قول موسى اذا رأيتم الا تتبعني فعصيت امري فذكر هذا العذر ومن هنا نعلم ظلال وخطأ قول بعظ المعاصرين الذي يقول كل شيء يفرق الامة يجب ان يترك. حتى لو كان التوحيد يفرق الامة يجب ان نتركه قال والدليل ان هارون لما خشي ان يفرق بين بني اسرائيل اقام مع قومه على الشرك وهم يعبدون العجل. نقول هذا استدلال سقيم لا يدل عليه معنى الكلام. لا من قريب ولا من بعيد وما ذكر حتى في اخبار بني اسرائيل على ما فيها من الكذب والبطلان ما ذكروا هذه المقولة الخبيثة وهارون ما اقرهم على الشرك بل كان مجانبا لهم وعاتبهم حتى تهددوه بالقتل لانه كما مر الايات انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا امري لكنهم خشوا ان يقتلوه كما في الاية الاخرى في سورة الاعراف قال ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الاعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين فاين موافقة هارون على الشرك اين موافقة هارون ورضاه بالشرك سبحانك هذا بهتان عظيم. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد