الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة طه قال فما خطبك يا سامري قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها. وكذلك سولت بنفسي. اه مر معنا في الايات السابقات ان موسى عليه السلام لما رجع الى قومه ووجدهم قد عبدوا عجلا غضب عليهم ونصحهم وبين لهم بطلانا العجل وانه لا يسمع ولا يرى ولا ينفع ولا يضر. ثم اقبل على اخيه هارون اه والامه وامسك بلحيته ورأسه فاعتذر بعذر بعذر قبله منه فقال اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي فعند ذلك سمع اه عذره ويعني اقتنع به فاقبل على السامري الذي الذي جعل العجل وزعم انه اله موسى فاوقع بني اسرائيل فيما وقعوا فيه فقال اعليه السلام كما اخبر الله جل وعلا عنه؟ قال للسامري قال ما خطبك يا سامري والخطب آآ الاصل هو الجليل من الامر. والمعنى ما هذا الامر العظيم الذي جئت به ويقول الطبري ما شأنك؟ وما الذي دعاك الى ما فعلته؟ ويقول ابن كثير ما لك على ما صنعت وما الذي عرظ لك حتى فعلت ما فعلت؟ آآ قال بصرت بما لم يبصروا به قال آآ السامري وكان قال السامري بصرت مما لم يبصروا به. وكان السامري كما قال آآ ابن عباس قال كان السامري رجلا من اهل باجرم وكان من قوم يعبدون البقر وكان حب عبادة البقر في نفسه وكان قد اظهر الاسلام مع بني اسرائيل وكان اسم السامري موسى ابن وفي رواية عن ابن عباس انه كان من كرمان وقال قتادة كان من قرية من قرية اسمها سامراء والله اعلم ولا تب على هذا آآ كبير فائدة آآ ولذلك اعرض الله عز وجل عن ذكر نسبه ومكانه قال بصرت بما لم يبصروا به. آآ قال الطبي اي علمت ما لم يعلموه. فصرت بما علمت بصيرا عالما وقال ابن كثير اي رأيت جبريل بصرت بما لم يبصروا به رأيت جبريل حين جاء لهلاك فرعون فقبض قبضة من اثر الرسول. اه هكذا قال ابن كثير وهذا قول كثير من المفسرين اه ان ذلك كان حينما جاء جبريل الى فرعون ليهلكه. وقال بعض انما كان ذلك حينما جاء جبريل آآ ليحمل موسى الى ميقات ربه آآ قال بصرت نعم فقبضت قبضة من اثر الرسول. القبضة كما قال قال القبضة ملئ الكف والقبضة باطراف الاصابع وذلك انه اخذها من تحت حافر فرس جبريل. فقبضت قبضة من اثر الرسول اي من اثر فرسه وهذا هو المشهور عند كثير من المفسرين او اكثرهم فقبضت قبضة من اثر الرسول يعني من اثر فرسي الرسول و اخرج الطبري عن ابن عباس قال لما هجم فرعون على البحر هو واصحابه وكان فرعون على فرس ادهم ذنوب حصان فلما هجم على البحر هاب الحصان. حصان ذكروا الخيل. هاب الحصان ان يقتحم في البحر فتمثل له جبريل على فرس انثى وضيق وضيق ومعنى وضيق يعني مريدة للفحل فلما رآها الحصان تقحم خلفها وعرف السامري جبريل عند ذلك ثم قال فقبض قبضة من اثر فرسه من تحت الحافر وكان ابن مسعود يقرأها فقبضت قبضة من اثر فرس الرسول وقال بعضهم كما قدمنا اثر فرس جبريل لما جاء يأخذ موسى موسى لميقات ربه واختاره الامين الشنقيطي والله اعلم لكن لا شك انه قبض قبضة من اثر فرس جبريل. لكن هل كان ذلك لما اراد فرعون ان يدخل البحر او كان ذلك لما اراد موسى ان يذهب الى ميقات ربه الله اعلم لكن لا شك انه قبض قبضة وحثى حثية باصابعه حتى ملأ كفه قبض اثر من من اثر الرسول يعني رأى حافر الفرس لما وطئت الارض فجاء واخذ قبضة بيده قال جل وعلا فقبضت قبضة من اثري الرسول. فنبذتها. اي طرحتها على اجل وهذا كما قال ابن ابي حاتم في سنده عن عكرمة ان السامري رأى الرسول فالقي في روعه انك ان اخذت من هذا الفرس قبضة فالقيتها على شيء فقلت له كن فكان قبض قبضة من اثر الرسول فيبست اصابعه على القبضة فلما ذهب موسى للميقات وكان بنو اسرائيل قد استعاروا ال فرعون فقال لهم السامري ان ما اصابكم من اجل هذا الحلي فاجمعوه فجمعوه فاوقدوا عليه فذاب فرأى السامري فالقى فالقي في روعة انك لو قذفت هذه القبضة في هذه فقلت كن فكان فقذف القبضة وقال كن فكان عجلا جسدا له خوار فقال هذا الهكم واله موسى. وقد سبق الكلام اه ان هارون الذي امرهم هو هارون ان يجمعوا ما عندهم من الحلي التي استعاروها من القبط قبل هلاك القبط وقبل خروجهم من مصر فجمعوها في مكان فاوقدوا عليها نارا. فالقى السامري القبضة التي اخذها من اثر فرس الرسول لما ذابت الحلي صار على بعضه القاها عليه فصار على هيئة عجل على هيئة عجل وصار له خوار وقد ذكرنا قول ابن عباس في انه الخوار انه صوت الهواء كان يدخل من دبره ويخرج من فمه مثل خوار اه مثل خوار العجل وصوت العجل حسين وهو والا هو لم يكن عجلا لكن كان تمثالا من الحلي على هيئة العجل قال اه فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها اي طرحتها على الحلي وكذلك تسولت لي نفسي سولت يعني حسنت وزينت لنفسي وهو ما مر معنا انه القي في روعة يعني في في نفسه وفي خلده والاصل في التسويل تزيين ما ليس بزين. لهذا قال سولت لنفسي. يعني زينت له وما هو قبيح لانه صار سببا للشرك بالله جل وعلا. قال قال فاذهب ان لك بالحياة ان تقول لمساس. عند ذلك قال له موسى اذهب. ان لك في الحياة ان تقول لا مساس. اي اه قال الطبري اي فاذهب فان لك في ايام حياته ان تقول لا مساس لا امس ولا امس وذكر ان موسى امر بني اسرائيل الا يؤاكلوه ولا يخالطوه ولا يبايعوه. فقال اذهب و لا مساس يعني لا تمس احد ولا يمسك ونحوه قال ابن كثير. اي كما اخذت ومسست ما لم يكن لك اخذه ومسه من اثر الرسول فعقوبتك في الدنيا ان تقول لا مساس اي لا تماس الناس ولا ولا يمسونك. وآآ قال قتادة ان تقول لا مساس قال عقوبة لهم وبقاياهم يقولون لا مساس يعني هذه عقوبة للسامري نسله من جاء بعده وزاد القرطبي يعني على هذا الاثر قال عقوبة لهم وبقاياهم يقولون لا مساس زاد القرطبي وان مس واحد من من غيرهم احدا منهم حمى كلاهما في الوقت. يعني لا يمس احد لكن لو مسه احد يصاب يصاب الماس والممسوس الحمى في نفس الحال والله اعلم. قال وان لك موعدا لن تخلفه. اي ان لك موعدا يوم القيامة لن لن تغيب عنه لن تخلفه اي لا محيد لك عنه ولن تغيب عنه. وذلك ان الله جل وعلا امهله. اعد له العذاب الشديد لانه اشرك بالله وكفر وجعل الاوثان الهة مع ما افتراه على عيسى مع افتراه على موسى وعليه اثم كل من آآ عبد غير الله وعبد العجل. وآآ قوله بصرت بما لم يبصروا به. آآ هكذا قرأها جمهور القراء يبصر به وقرأها حمزة والكسائي بما لم تبصروا بالتاء. قوله لك موعدا لن تخلف آآ قرأ ابن كثير تخلف تخلفه بكسر وقرأ الباقون بفتحها تخلف ومعناه كما سبقت الاشارة اليه يعني ان لك اجلا لن تتقدم عنه ولن تتأخر ولن تغيب عنه وهو ينتظرك يوم القيامة ولابد لك من ذلك. قال وانظر الى الهك اه والمراد باله اي معبوده وهو العجل الذي صنعه الذي ظلت عليه عاكفا. ظلت آآ اصلها ظللتا فحذفت اللام الاولى تخفيفا ومعنى ظلت عليه يعني دمت واقمت عليه عاكفا اي ملازمة من العكوف وهكذا يفعلون عند اصنامهم يعكفون اهل الشرك يفعلون هذا يعكفون عند الاصنام يسمونها طلبا لبركتها ونفعها قال جل وعلا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا لنحرقنه في النار حتى آآ يصبح آآ هباء وذرات آآ قد صارت مثل الدقيق ثم للانسفنه في اليم نسفا. وقال بعض المفسرين ان الله جل وعلا قلب هذا العجل الذي من الحلي قلبه عجلا حقيقيا من لحم ودم. ولهذا قال لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا. وذكر القرطبي وارتضاه الامين الشنقيطي ان هذا اصح قال لان الذي يحرق ويصبح ذرات تذرى وتنسف انما هو ما كان لحما ودما. واما الحلي والذهب والفضة فانها لا تصبح كذلك ومثل هذا يحتاج الى دليل ولا مانع ان يكون الحلي لما اه اشتدت النار عليه وطال اه التهابها واشتعالها عليه انه صار بسبب ذلك متلاشيا ذرات. ولهذا قال ولننسفنه في اليم اه ثم لننسفنه في يمي نسفا اه قال القرطبي لننسفنه اي لنطيرنه والنسف نفض الشيء ليذهب به الريح وهو التذرية. يعني انه سيحرقه تماما حتى رميما فعند ذلك يذروه ينسفه في اليم يذرؤه ويطيره في وحتى يقع في اليم في البحر وذلك انكى وابين على بطلانه امام اعين بني اسرائيل ان هذا الذي دعا ليس باله ولهذا انظروا ماذا صنعنا فيه احرقناه حتى صار رميما ثم ذروناه وطيرناه والقيناه او في البحر فكيف يكون الها؟ وحتى يكون ابلغ في بيان ضلالهم وان ما عبدوه ليس الها وانما هو صنم لا ينفع ولا يضر ولهذا احرقه موسى ولم يجد عن نفسه شيئا. قال جل وعلا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا انما الهكم الله الذي لا اله الا هو انما الهكم الحقيقي الاله الحق الذي لا اله الا هو ولا معبود سواه هو الله وحده لا شريك له هو الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. الذي لا اله الا هو لا نافيا العبادة عما سوى الله والا هو مثبتا العبادة له وحده لا شريك له. ثم قال وسع كل شيء علما اي وسع كل شيء علما اي وسع علمه كل شيء واحاط علمه بكل شيء ولهذا يقول اه ابن كثير قال يقول لهم موسى ليس هذا الهكم انما الهكم الله الذي لا اله الا هو اي لا يستحق ذلك على العباد الا هو. ولا تنبغي العبادة الاله فان كل شيء فقير اليه عبد لديه. وقوله وسع كل شيء علما. نصب على التمييز. يقصد علمه هنا. علما تمييز لانه تمييز لما وسع وسع الله فقال وسعها علما اي هو عالم بكل شيء احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا فلا يعزب عنه مثقال ذرة وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وقال جل وعلا وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين. والايات في هذا كثيرة جدا. يعني رحمه الله اورد ابن كثير. بعض الايات التي تدل على ما دلت عليه هذه الاية اجمالا وان الرب الحقيقة هو الله وهو الاله المعبود وحده لا شريك له. واما هذا العجل فانه لا يظر ولا ينفع ولا يجوز ان يعبد من دون الله. ولهذا ما دفع نفسه حرقه موسى وذراه في اليم آآ ولم يجدي عن نفسه شيئا. ثم قال جل وعلا كذلك نقص عليك من ما قد سبق. قال ابن كثير يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم كما قصصنا عليك خبر موسى وما جرى له مع فرعون وجنوده على الجلية والامر الواقع كذلك نقص عليك الاخبار الماضية كما وقعت من غير زيادة ولا نقص اه قال الشوكاني ان الكاف هنا كذلك انها في محل نصب على انها نعت مصدر محذوف اي قصصنا عليك خبر موسى كذلك. كذلك نقص عليك من انباء ما سبق. فالحاصل ان الله عز وجل قال اي مثل هذا القصص نقص عليك من انبائي واخباري وحوادثي ما سبق من الامم وما جرى عليهم بالحق الذي لا مرية فيه كما هو ونطلعك عليه وهو من علم الغيب الذي لا تعلمه لكن نحن نعلمك اياه لانك رسول من من لدنا. قال وقد اتيناك من لدنا ذكرا. اتيناك من لدنا اي من عندنا ذكرا وهو القرآن. قال ابن كثير اي من عندنا ذكرا وهو القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. الذي لم يعطى نبي من الانبياء منذ بعثوا الى ان ختموا بمحمد صلى الله عليه واله وسلم تسليما كتابا مثله. الى ان ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم تسليما كتابا مثله. يعني ما اعطي نبي من الانبياء منذ بعثوا الى محمد كتابا مثل القرآن. بفضله وشرفه قال ما اعطوا كتابا آآ مثله ولا اكمل منه ولا اجمع لخير ما سبق وخبر ما هو كائن وحكم الفصل بين الناس. ولهذا قال من اعرض عنه اي عن اي كذب به واعرظ عن اتباعه امرا وابتغى الهدى في غيره فان الله يظله ويهديه الى سواء الجحيم. نعم يعني اتيناك من لدنا ذكرا وهو قرآن وهو ذكر وموعظة ويذكر الله جل وعلا فيه ويتعبد بتلاوته من اعرض عنه اعرض عن هذا القرآن ولم يؤم به ولم يتبعه ولم يقبل عليه ويأخذ مما فيه فانه يحمل يوم القيامة وزرا. اي اثما اي اثما عظيما. كما قال تعالى وهذا قول ابن كثير قال كما قال تعالى ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعظة ايه ده وهذا عام في كل من بلغه القرآن من العرب والعجم اهل الكتاب وغيرهم. كما قال لانذركم به ومن بلغ فكل من بلغه القرآن فهو نذير له وداع فمن اتبعه هدي ومن خالفه واعرظ عنه ضل وشق في الدنيا والنار موعده يوم القيامة. ولهذا قال من اعرض عنه فانه يحمل يوم القيامة وزر خالدين فيه. اي لا محيد لهم عنه ولا انفكاك وساء لهم يوم القيامة حملا اي بئس الحمل حملهم. نعم اذا من اعرض عن القرآن فانه يحمل يوم القيامة آآ وزرا اي اثما عظيما خالدين فيه اي خالدين في الوزر والمعنى مقيمين في جزائه لان هذا الوزر هو الاثم وهو الاعراظ فهو اثم عظيم فهم يوم القيامة خالدين فيه في هذا الاثم وهو الخلود في النار. قال وسألهم يوم القيامة حملا اي بئس الحمل يوم القيامة حملهم والمخصوص بالذم محذوف والمخصوص بالذم محذوف اي ساء لهم حملا وزرهم اه قال جل وعلا يوم ننفخ في الصور يوم يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا قرأ ينفخ وقرأ ننفخ في الصور ويوم ظرف اه وتقدير الكلام واذكري يوم او حين او وقت ينفخ في الصور. والذي ينفخ فيه هو اسرافيل كما مر ذكر الاحاديث في ذلك اكثر من مرة ومنها الحديث اللي الذي رواه ابو داوود اه والنسائي والدارمي وقبلهم الامام احمد بسند صحيح اه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سئل عن السور قال قرن ينفخ فيه قرن مثل قرن الشاة وقرن العنز او قرن البقر اعلاه واسع واسفله ضيق والله بقدره لكن هذا هيئته. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال قرن ينفخ فيه. يعني ينفخ فيه اسرافيل جاء ايضا في حديث الصور من رواية ابي هريرة انه قرن عظيم الدارة منه بقدر السماوات والارض ينفخ فيه اسرافيل عليه السلام. وجاء في الحديث الذي اخرجه الترمذي والنسائي. وقال الترمذي حديث حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف انعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنا جبهته وانتظر ان يؤذن له يعني كيف انعم واتنعم في هذه الدنيا وصاحب القرن وهو اسرافيل قد اخذ القرن التقمه يريد ينفخ وحنى جبهته وانتظر ان يؤذن حنى جبهته يعني وجعل ينظر الى الله متى يقول له انفخ فينفخ؟ يعني الامر قريب جدا قال الصحابة يا رسول الله كيف نقول؟ قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا. استعدادا لهذا قيام الساعة. قال جل وعلا يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا. نحشر المجرمين يعني نجمعهم يوم القيامة ونأتي بهم للمحشر وزرقا اي حال والحال انهم زرق قال قال ابن كثير معنى اي زرق العيون زرق العيون من شدة ما هم فيه من الاهوال. وقال الطبري اه عبر بالزرق وهو ما يظهر في اعينهم من شدة العطش وهو ما يظهر في اعينهم من شدة الطش الذي يكون بهم عند الحشر. نسأل الله العافية والسلامة. قال ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم معنى يتخافتون كما قال ابن عباس يعني يتسارون بينهم. اي يقول بعضهم لبعض يكلم بعضهم بعضا ويقول لبعضهم بعضا لكنه يتخافتون في الكلام ويسرون ويخفون الكلام بما هم فيه من الذل والهوان. يتخافتون بينهم الا الا عشرة يعني يسر بعضهم يسر بعضهم الكلام لبعض فيقولون ان لبثتم الا يعني ما لبثتم ما لبثتم في هذه الدنيا الا عشرة لان ان هنا نافية نافية الا بتم يعني ما لبثتم وما لبقيتم في الدنيا الا عشرة يعني عشر عشرة ايام مع انهم بقوا فيها السنين طويلة المتقادمة لكن الدنيا كلها لا لا تساوي شيء مع الاخرة فهم وان كانوا معذبون في الدنيا ومعذبون في الحياة البرزخية لكن لما تقوم الساعة يقولون ما كان ذلك الوقت الا عشرة ايام قال ابن كثير ان لبثتم الا اشرعي في الدار الدنيا لقد كان لبثكم فيها قليلا عشرة ايام او نحوها قال تعالى نحن اعلم بما يقولون. نحن اعلم بما يقولون. يعني نحن اعلم بما بما يقولون في حال تناجيهم بينهم حينما يتخافتون ويتناجون نحن اعلم لان الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء من اه اقوال العباد ولا من غيرهم. آآ اذ يقول امثالهم طريقة اذ يقول امثالهم يعني احسنهم طريقة وهو العاقل الكامل فيهم يقول الا بتم الا يوما. ونحوه ونحوه قال الطبري يقول امثلهم طريقة اوفاهم عقلا واعلمهم فيه يعني في الوقت الذي لبثوا الا بثم الا يوما واحدا اي لقصر مدة الدنيا في يوم المعاد لان الدنيا كلها وان تكررت اوقاتها وتعاقبت لياليها وايامها وساعاتها كانها يوم واحد ولهذا يستقصر الكافرون مدة الحياة الدنيا ويوم القيامة نعم يستقصر الكافرون مدة الحياة الدنيا يوم القيامة او في يوم القيامة. وكان غرضهم في ذلك اه درء قيام الساعة عليهم لقصر المدة المدة ولهذا قال تعالى ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون. وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون. وقال تعالى او لم نعمركم ما يتذكر فيه من وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير. وقال تعالى قال كم لبثتم في الارض عدد سنين؟ قالوا لبثنا يوما او يوم فاسأل العادين قال الا بثم الا قليل لو انكم كنتم تعلمون اه قال ابن كثير اي انما كان لبسكم فيها قليلا لو كنتم تعلمون لاثرتم الباقي على الفاني. ولكن تصرفتم فأسأتم تصرف قدمتم قدمتم الحاضر الفاني على الدائم الباقي. اه وهذا كما ذكرنا اكثر من مرة من ميزات وحسنات تفسير ابن بكثير انه يذكر الايات وينزع بالايات التي تفسر الاية التي يتكلم على تفسيرها فقد اورد جملة من ايات تفسر معنى قوله ان لبثتم الا يوم وهذا على كل بحال يدل على قصر الدنيا بل وعلى قصر المدة التي يمكثها الناس حتى الذين ماتوا من لدن ادم الى يومنا هذا لانها بالنسبة للاخرة لا شيء لان لها امد وينتهي واما الاخرة خالدين فيها ابدا وايضا لشدة اهوال الاخرة بالنسبة للكفار فما كان الذي مر بهم في الدنيا يساوي شيئا ابدا ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك. وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد