الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا. هذه الاية في سورة طه جاءت بعد ذكر النفخ في الصور وقبلها قوله جل وعلا يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم الا بتم الا عشرا نحن اعلم بما يقولون. اذ يقول امثلهم طريقة ان لبثتم الا يوما ثم قال هنا ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا. قال الطبري ويسألك يا محمد قومك عن الجبال فقل لهم يذريها ربي تذرية. ويطيرها بقلعها واستئصالها من اصولها ودك بعضها على بعض وتصويرها هباء منبثا وقال ابن كثير قوله تعالى ويسألونك عن الجبال اي هل تبقى يوم القيامة او تزول فقل ينسفها ربي نسفا اي يذهبها عن اماكنها ويمحقها ويسيرها تسيرا فيذرها اي الارض قاعا صفصفا اي بساطا واحدا. اذا السائل هنا هم آآ قوم النبي صلى الله عليه وسلم وهم قريش يسألونك عن الجبال ما حالها يوم القيامة فقال قل لهم يا نبينا ينسفها ربي نسفا. وذلك ان الله سبحانه وتعالى يقلعها من اماكنها وتدك ثم ينسفها نسفا وايضا آآ يجعلها كالعهن المنفوش ويجعلها كالسراب وسيرت الجبال فكانت سرابا. وكل هذا من اهوال يوم القيامة لشدة الاهوال هذه الجبال التي اعتاد عليها الناس وهي صماء صلبة تتغير الامور فينسفها الله جل وعلا نسفا ومر معنا قول الطبري يذريها ذروا وكما مر معنا ثم لننسفنه في اليم نسفا في قول موسى للسامر في مسألة العجل ينسفها اي يذريها. يعني يجعلها كالتراب فيدريها في الهواء يطير بها. فينسفها الله جل وعلا نسحا. ثم بين ان نسفها بقلعها واستئصالها من اصولها ودك بعضها على بعض. فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا قال الطبري فيذر اي فيدع الله اماكنها فيدع اماكنها من الارض اذا نسفها ربي نسفا قاعا اي ارضا ملساء صفصفا يعني مستوية مستويا لا نبات فيه ولا نشز ولا ارتفاع اذا فيذرها المراد بها الارض التي نسف الجبال واقتلع الجبال منها. فتصبح الارض بعد ازالة الجبال ونسفها تصبح قاعا صفصفا. القاع هو الارظ الملسأ وليست كحالتها الان فيها جبال مرتفعة لا تصبح ارض واحدة كقرصة نقي قاع مستويا وايضا صفصفا والصفصف هو الذي ليس فيه نشز ولا ارتفاع. ولهذا قال ابن كثير فيذرها قاعا صفصفا اي بساطا واحدة ثم قال والقاع هو المستوي من الارض. والصفصف تأكيد لمعنى ذلك. يعني لا نبات فيه لا نبات ابيه والاول اولى. وان كان الاخر مرادا ايضا باللازم. ولهذا قال لا ترى فيها عوجا ولا امتاع اذا هذه الارض تصبح قاعا مستوية ملساء ليس فيها وتصبح صفصفا ايظا مستوية لا نبت فيها ولا نسج ولا نشز ولا ارتفاع ليس فيها شيء مرتفع ولا شيء منخفظ بل تصبح قاعا كقرصة نقي كما جاء في الحديث ثم ثم قال جل وعلا لا ترى فيها عوج ولا انت. قال الطبري اختلف في العوج والامت فقال بعضهم العوج الاودية والامة الروابي واسنده الى ابن عباس. فلا ترى فيها عوجا يعني لا ترى فيها اودية لا ترى فيها واديا لانها صارت مستوية ولا امتن قال لا ترى فيها روابي ونشوز واشياء مرتفعة وقال قتادة العوج الصدوع. والامت الارتفاع من الاكام واشباهها وقال ابن عباس في رواية العوفي العوج الميل والامت الاثر فلا ترى فيها ميلا ولا ترى فيها اثرا يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات فتختلف الامور في يوم القيامة وهذا من اهوال يوم القيامة وهذا في الحقيقة يجب الايمان به لانه من الايمان باليوم الاخر والمؤمن اذا امن بهذا واعتقده فان ذلك يحمله على خوفي من الله والالتزام بشرعه وترك الذنوب والمعاصي. لان هذه الارض التي اعتادها ثابتة مرساة بالجبال تتغير شأنها ويتغير حالها وذلك لشدة اهوال يوم القيامة التي التي ستمر بنا جميعا فيجب يجب على المسلم ان يعد العدة لذلك وذلك بالالتزام بطاعة الله وترك معاصيه. قال جل وعلا يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له. يومئذ اي يوم القيامة يوم يرون هذه الاحوال والاهوال وهي نسف الجبال وجعلوا الارض ايقاعا صفصفا ليس فيها عوج ولا امتى فيومئذ حينئذ في ذلك الوقت يستجيبون مسارعين الى الداعي حيثما امروا بادروا اليه ولو كان هذا في الدنيا لكان انفع لهم ولكن حيث لا ينفعهم كما قال تعالى اسمع بهم وابصر يوم يأتوننا وقال موطعين الى الداء يقول الكافرون هذا يوم عسر. وكل هذا من استدلال ابن كثير رحمه الله ثم قال ابن كثير وقال محمد ابن كعب القرظي يحشر يحشر الله الناس يوم القيامة في ظلمة ويطوي السماء او تتناثر النجوم وتذهب الشمس والقمر؟ وينادي مناد فيتبع الناس الصوت يأمونه فذلك قوله فذلك قوله يومئذ يتبعون الداء يلاء وجلاء. وقال قتادة لا عوج له اي لا يميلون عنه وقال ابو صالح لا عوج عنه. لا عوج له يعني لا عوج عنه. يعني ما ما عنه وقال الطبري عند قوله يومئذ يتبعون الداعي قال يومئذ يتبع الناس طوت داء الله الذي يدعوهم الى موقف القيامة. لا عوج له اي لا عوج لهم عنه ولا انحراف ولكنهم سراعا اليه فيحشرون. اذا هذه الاهوال التي سبقت الاشارة اليها ستكون يومئذ يوم يتبع الناس الداء الذي يدعوه هم داء الله الذي يدعوهم الى المحشر والى الموقف. لا اوج له اي لا يتأخرون عنه ولا يميلون عن هذا الداعي وانما يسيرون وراءه الى الموقف. ثم قال وخشعت الاصوات للرحمن اي في ذلك اليوم قال ابن عباس خشعت الاصوات للرحمن قال سكنت وكذا قال السدي فلا تسمعوا الا همسا. قال سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني وطأ الاقدام فتسكن الاصوات وتخشع لله جل وعلا. لا يتكلمون. هذا موقف من مواقف ياما. فلا تسمعوا الا همسا وهو وطأ اقدامهم في مسيرهم واتباعهم للداعي الى المحشر وهذا قاله ابن عباس واكرمه مجاهد الضحاك والربيع وقتادة وابن زيد وغيرهم. وقال ابن ابن عباس في رواية علي بن ابي طلحة فلا تسمعوا الا همسة قال هو الصوت الخبي. اوه رواية عن اكرمهم الضحاك. وقال ابن جبير فلا تسمع الا همس الحديث وسره ووطأ الاقدام. يعني ما تسمع الا حديثا يسر به ويخافت به ولا تسمعوا الا وطأ الاقدام. قال ابن كثير فقد جمع سعيد سعيد كلا القولين وهو محتمل اما وطأ الاقدام فالمراد سعي الناس الى المحشر. وهو مشي في سكون وخضوع واما الكلام الخفي فقد يكون في حال دون حال. فقد قال تعالى يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه فمنهم شقي وسعيد وقد سبق ان اشرنا الى جمع ابن عباس ان القيامة مواقف ففي موقف يتكلمون ويدافعون عن انفسهم والله ربنا ما كنا مشركين. وفي موقف يهمسون همسا بصوت خفي. وفي موقف يقال لهم تأويها ولا تكلمون. نسأل الله العافية والسلامة. فالقيامة مواقف وهذا من مواقفها ثم قال جل وعلا يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن. يومئذ وهو يوم ينسف الله جل وعلا الجبال نسفا. ويذر الارض صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتع ويوم يتبع الناس الداعي الذي يدعوهم الى المحشر لا عوجاء لا لا يحيدون ولا يميلون ولا يتأخرون. ويوم تخشع الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا. يومئذ التنوين هنا تنوين العوظ عن كل ما سبق من الكلام الذي اشرنا اليه لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا. لان الشفاعة هي التوسط للغير بجلب مصلحة او دفع مضرة والشفاعة لا تكون للمشركين ابدا فما تنفعهم شفاعة الشافعين ولكنها تكون لعصاة الموحدين. ولا تكون الشفاعة الا بشرطين ذكرهم الله عز وجل في هذه الاية. فالشرط الاول الاذن للشافعي بالشفاعة والشرط الثاني الرضا عن المشفوع له. وقال شيخنا الشيخ ابن عثيمين بل الرظا عن الشافعي والمشفوع له. فلا يشفع الا الموحدون المؤمنون والمشفوعين له لابد ان يكون موحدا الا من اذن له الرحمن وقال الرحمن ولم يقل الا من اذن الله لان اذنه بالشفاعة في الموحدين من رحمته جل وعلا فهو الرحمن الذي رحمهم واذن لمن يشفع واكرمه بالشفاعة واخرج المشفوعي فيه من النار لان الرحمن جل وعلا ورضي له قولا قال بعض المفسرين او قال القرطبي وكان له قول يرضي. رضي له قوله يعني كان له قول يرضي. وقال ابن عباس جاء عن ابن عباس انه وقال هو لا اله الا الله. وقال السعدي ورضي له قولا اي شفاعته. من الانبياء والمرسلين وعباده المقربين. رضي له قولا وهو من وهم الانبياء واتباع الانبياء. رضي قولهم. رضي شفاعتهم وكذلك رضي اقوالهم كانوا على التوحيد وعلى العهد وعلى الايمان قال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى يومئذ اي يوم القيامة لا تنفع الشفاعة اي عنده الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا. كقوله ثم جعل يرد الايات التي تدل على شرط الشفاعة. وهذا من تبحره رحمه الله ومعرفته بكلام الله واستحضاره للايات التي يفسر بعضها بعضا ويجمعها موضوع واحد فقال رحمه الله كقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه هذا شرط الاذن وقوله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. وهذا كهذه الاية ذكر شرطي الشفاعة وهي الاذن والرضا ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى وقال ولا يشفعون الا لمن ارتضى. ذكر شرط الرضا. وقال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له شرط الاذن وقال يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا. شرط الاذن ثم قال وفي الصحيحين من غير وجه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو سيد ولد ادم واكرم الخلائق على الله عز وجل انه قال اتي تحت العرش فاخر لله ساجدا. ويفتح علي بمحامد لا احصيها الان. ببعض الالفاظ الحديث بمحامد يلهمنيها قال فيدعوني ما شاء الله ان يدعني ثم يقول يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع وجاء عند ابن ابي عاصم فاخر ساجدا قدر جمعة. وهذا دليل ان الشفاعة ملك الله. كما قال جل وعلا قل لله الشفاعة جميعا له جل وعلا وهو الذي يأذن ويكرم نبينا صلى الله عليه واله وسلم بالشفاعة فيأذن له بذلك من هنا نعلم انه لا يجوز ان تطلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم ولا من غيره فقول بعضهم يا رسول الله الشفاعة اللهم يا رسول الله يا محمد شفعك هذا كله من المنكر الباطل الذي لا يجوز. لكن يقول القائل اللهم شفع في نبيك يا الله يا رب اجعلني ممن يشفع به نبيك هذا حق لانه سأل الشفاعة ممن يملكها جل وعلا. قال في الحديث قال ابن كثير قال قال فيحد لي حدا فادخلهم الجنة ثم اعود. فذكر اربع مرات صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الانبياء. يعني اربع مرات يحد له حدا ثم يخرجهم من النار ثم يحد له حدا ثم يخرجهم ثم يحد له حدا يكرمه بذلك. قال وفي حديثي ايضا وهو في البخاري بمعناه والحديث السابق والبخاري ومسلم. قال وفي الحديث ايضا يقول تعالى اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من ايمان فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقول اخرجوا من النار من كان في قلبه نصف مثقال من ايمان اخرجوا من النار من كان في قلبه ما يزن ذرة من كان في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال ذرة من ايمان. سبحان الله ما ارحمه جل وعلا. وما اكرمه ولهذا في الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم خيرت بين الشفاعة وبين ان يدخل نصف امتي الجنة فاخترت الشفاعة فهي نائلة من مات لا يشرك بالله شيئا ولهذا يدخل الجنة من امة النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من النصف. ادخلوا يدخلوا والثلثان او ثلثا الجنة من امة النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث عند الترمذي الجنة مئة وعشرون صفا فوانتم توفون ثمانين صفا. فالحمد لله على ذلك وقد جمع ابن القيم جمعا جمعا كبيرا طيبا عظيما دقيقا بين الحديث الذي فيه في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني لارجو ان تكونوا ربع اهل الجنة فكبر الصحابة ثم قال ثلث اهل الجنة ثم قال نصف اهل الجنة فكبروا. لكن هذا الحديث الترمذي انتم توفون ثمانين صفا. ثمانين يعني ثلثين ثمانين مئة وعشرين زين فجاء اجاب وجمع جمعا عظيما فقال النبي صلى الله عليه وسلم رجا من ربه ان يدخل نصف امته الجنة. والله اكرم الاكرمين واجود الاجودين فاعطاه فوق ما رجاه. فهو رجا ان يكون نصف الامة نصف الجنة من امته فاعطاه الله ثلثي الجنة من امته. فلله الحمد والشكر على ذلك قال جل وعلا يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما يعلم اي الله جل وعلا. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. قال قتادة ما بين ايديهم من امر ساعة وما خلفهم من الدنيا من امر الدنيا وقال ابن كثير اي يحيط علما بالخلائق كلهم ولا يحيطون به علما كقوله ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وقولي وقوله وعنت الوجوه للحي القيوم. نعم. اذا هو جل وعلا يعلم من بين الايدي وادي كاية الكرسي وهي الدنيا وهي الاخرة وما يكون فيها. وما خلفهم. وهو الدنيا وقيل ما بين ايديهم الثواب والعقاب الذي اعدونا وما خلفهم الاعمال التي عملوها في الدنيا. وهو المعنيان متقاربان. ولا يحيطون بشيء من علمه ما احد يحيط بشيء من علم الله الا بما شاء. لكن احاطة كاملة بعلم الله ابدا لا يمكن. ولهذا مر معنا في قصة مع موسى انه لما ركب السفينة وجاء عصفور فنقر وقع على حرف السفينة ونقر في البحر مرة او مرتين قال الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله الا كما نقص هذا الطائر من البحر. فلا احد يحيط بعلم الله جل وعلا. ثم قال وعنت في الوجوه الحي القيوم. قال ابن كثير وعنت اي خظعت وذلت واستسلمت الخلائق لجبارها الحي الذي لا موت. قاله ابن عباس وغيره. هذا معنى عنت الوجوه. يعني خضعت. ذلت استسلمت لربها جل وعلا. للحي الذي لا يموت. الحي الذي هو الاول فليس بعده شيء وهو اخره ليس بعده شيء. لم يسبق وجوده لم يسبقه عدم ولا يلحقه عدم جل وعلا القيوم اي قال ابن ابن كبير اي الذي لا ينام وهو قيم على كل شيء يدبره ويحفظه فهو الكامل في نفسه الذي كل شيء فقير اليه لا قوام له الا به. وقد مر معنا تفصيل معنى القيوم في سورة البقرة في اية الكرسي وفي اكثر من موضع فهو القائم على كل نفس قيوم السماوات والارض تقوم به السماوات والارض وهو قائم على كل نفس. وهو الذي يقيمها ويدبرها ويصرفها جل وعلا. قال وقد قد خاب من حمل ظلما. قال الطبري وقد خاب لم يظفر بحاجته من حمل الى موقف القيامة شركا بالله وكفرا به وعملا بمعصيته. لم يظفر بحاجته خاب وظلما اي شركا. كما قال قتادة قال ظلما اي شركا ان الطبري رأى انه الشرك وغيره. قال شركا بالله وكفرا به وعملا بمعصيته. وقال ابن كثير وقد خاب من حمل ظلما اي يوم القيامة فان الله سيؤدي كل حق الى صاحبه. حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء. الشاة الجماء التي في لا قرون لها يقتص لها من الشاة ذات القرون التي كانت تنطحها في الدنيا. والحديث في صحيح مسلم ان الله لا يقتص للشاة الجمامة الشاتي القرناء او للشاة الجلحاء من الشاة القرناء وهذا من تمام عدله سبحانه وتعالى ثم قال ابن كثير وفي الصحيح وهو في صحيح مسلم وغيره. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم والظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة وتمامه في مسلم واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم اياكم والظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة. هذا فيه خطر الظلم حمل ظلما ان الشرك لظلم عظيم. ولهذا من لقي الله مشركا فقد خاب وخسر وهلك فحقق التوحيد يا عبد الله واحذر من الشرك. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك اي ثمرة ثمرة معرفة التوحيد وخطر الشرك. في عمل الانسان بالتوحيد ويحققه ويحذر من الشرك ويجتنبه. قال جل وعلا ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فاولئك فلا يخاف ظلما ولا هظما. قال ومن يعمل من الصالحات قال الطبري ومن يعمل من من صالحات الاعمال وذلك فيما قيل اداء فرائض الله التي فرضها على عباده وهو مؤمن مصدق بالله فلا يخاف ظلما ولا نهضنا. قال ظلما فلا يخاف من الله ان يظلمه فيحمل عليه سيئاته. غيره سيئاتي غيره ولا هظما لا يخاف ان يهظمه حسناته فينقصه ثوابها. ونحوه قال ابن كثير قال لما ذكر ظالمين ووعيدهم زنى بالمتقين وحكمهم. هذا كالمناسبة كانوا يذكروا المناسب ما مناسبة هذه الاية لما قبلها ومن اجل هذا سمي القرآن مثاني. فلما ذكر الظالمين ووعيدهم وقد خاب من حمل ظلما. هنى بالمتقين وحكمهم هو انهم لا يظلمون ولا يهضمون. اي لا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم. قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك حسن وقتادة وغير واحد. ثم قال فالظلم الزيادة باي يحمل عليه ذنب ذنب غيره. والهضم النقص ينقص حقه. فهذا من تمام هجر الله عز وجل. بل ان الله سبحانه وتعالى يضاعف له الصالحات فقال كما قال جل وعلا من جاء بالحسنة فله عشر امثالها. وقال في سورة البقرة مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة. والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم فوق سبع مئة مرة. ولهذا جاء في الحديث القدسي في الصحيحين يقول الله عز وجل كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة الا الصيام فانه لي وانا اجزي به. فسبحانه ما ارحمه وما اكرمه وما اجوده ولا يهلك عليه الا هالك فالحسنات تضاعف. ولا يظلم شيء منها ولا ينقص شيء منها. ولا يهضم حقه. لا يظلم لا يعطى يوضع عليه بما ليس له ولا يهضم ولا ينقص من حقه فسبحانه وتعالى ما ارحمه بخلقه ومع ذلك كثير من الناس يهلكون. كما قرر ذلك ابن القيم قال السيئة بسيئة الحسنة بعشر امثالها ومع ذلك كثير من الناس يدخلون النار قال لكثرة سيئاتهم مع ان عندهم حسنات تظاعف عشر مرات لكن السيئات اكثر. ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك. وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد