الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. يقول الله جل وعلا في سورة طه قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. اه هذه الاية في سياق اه قصتي ادم مع ابليس وقد مر اول هذه القصة في درس الامس وكان اخره قوله جل وعلا فاكلا منها او قبل ذلك فوسوس اليه الشيطان قال ادم هل ادلك هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى؟ فاكلا منها فبدت لهما سوءاتهما رفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى وقد بينا ان الله سبحانه وتعالى اجتباه يعني اصطفاه وتاب عليه من اكله ومعصيته لربه جل وعلا ثم هداه تاب عليه وهداه قال بعد ذلك قال اهبطا منها جميعا. يعني اخبر انه اجتباه وتاب عليه وهداه من المعصية ثم قاله بطاء منها جميعا. والهبوط معلوم هو النزول من اعلى الى اسفل يقال هبط فلان ارض كذا اذا حل فيها وقد اختلف المفسرون في عود الظمير اهبطا يعود على من فقال ابن جرير الطبري اهبطا يعود لادم وحواء وقال بقوله الشوكاني وايظا استظهره الامين الشنقيطي فقال الظاهر ان الف الاثنين في قوله اهبطا راجعة الى ادم وحواء المذكورين في قوله اكلا منها فبدت لهما سوءاتهما يعني يقصد الاية التي قبل الاصل ان السياق معتبر. والاصل في الحديث انه يعود على واحد فسياق الحديث سياق الايات السابقة الاية الاية التي قبل السابقة فاكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما هذا لا شك انه راجع على ادم وحواء قال فكذلك الضمير هنا الكلام عنهما ولا يزال الحديث عنهما فقال اهبطا ادم وحواء وثم ذكر عدة ايات تفسر قصة نزول ادم وحواء وهبوطهما و قصة هبوطهما كان مما ذكره اه قوله جل وعلا في سورة الاعراف قلنا اهبطوا منها جميعا فاما اياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفي هذه الاية ايضا قال بعد قوله قال اهبط منها جميعا بعضكم لبعض عدو فاما يأتينكم مني بهدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. وهذا والله اعلم يؤكد انه يعود على ادم وحواء لماذا؟ لان ابليس لن يهتدي قد كفر واستكبر وطرده الله عز وجل من الجنة حكم عليه بالكفر ولذلك لن يتبع الهدى لانه وقع في الضلال والشقاء. وهو هنا يقول قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو اما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي. لو كان ابليس هذا ما ما يستقيم في حق ابليس لانه لن يتبع هدى الله. وقد وشقي ولكن هذا القول الاول والقول الثاني وقال به القرطبي والسعدي وابن عاشور ان الضمير او الالف في اهبطا تعود على ادم وابليس. على ادم وابليس والاظهر هو القول الاول. لكن يرد علينا اشكال على القول الاول لانه قال بعضكم لبعض عدو فهل ادم حواء بعضهم لبعض عدو او ذريتهم لان المراد هنا الذرية. لان لانه جمع قال بعضكم ما قال بعضكما لانه هنا باعتبار الذرية ذرية ادم وحواء وهم جمع كبير. الخلق كلهم الناس من ذرية ادم وحواء فهنا يبقى اشكال. هل معنى ذلك ان ذرية ادم وحواء بعضهم بعض عدو قال الطبري آآ انتما عدوا ابليس وذريته وابليس عدوكما وعدو ذريتكما وقال الامين الشنقيطي رحمه الله على ما ذكر انه الاظهر قال فالمعنى فالمعنى ان بعض بني ادم عدو لبعض كما قال تعالى او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. ونحوها من الايات. اذا اجاب الامين الشنقيطي ان بعضكم لبعض العدو فعلا مراد ذرية ادم فالمسلمون اعداء للكفار والكفار اعداء للمسلمين. وهذا حق وقال الطبري ما معناه انه يعني انتم انتم وذريتكما عدو ابليس وابليس وذريته عدو لكما. فكأنه يقول هذا وان كان الكلام على ادم وحواء وهو رجح هذا فان هذا مفهوم من عموم والادلة لانه جاءت ادلة اخرى ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا وكذلك مر معنا في الايات قال يا ادم ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى. فهذا معلوم من عموم الادلة ان الشيطان عدو لبني ادم هو ذريته وبنو ادم وادم وذريته عدو للشياطين وللشيطان وذريته قال جل وعلا بعضكم لبعض عدو فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى. قال الطبري فاما يأتينكم مني هدى. قال اي بيان لسبيلي. وما اختاره لخلقي من دين وقال ابن كثير رحمه الله فاما اياتينكم مني هدى؟ قال ابو العالية الانبياء والرسل والبيان. هذا هو الهدى. الانبياء والرسل والبيان وقال الشنقيطي لاضواء البيان هدى اي رسول ارسله اليكم وكتاب يأتي به رسول والاقوال بالحقيقة متقاربة كلها حق ولا تعارض بينه. فسبيل الله وما اختاره لخلقه سبيله هو طريق وهو طريق الانبياء والرسل. وما وما دلت عليه الكتب التي انزلت عليهم اذا فمن اتبع هداي. اذا لابد من الاتباع. لا يكفي ان يعلم الانسان الحق. لا بد ان يعمل به. وان تبعه وان يكون من اهله ومن هنا فرق العلماء بين الاتباع والتقليد. فقالوا الاتباع هو الواجب على الانسان والتقليد حرام الا عند الضرورة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية قال هو كلحم الميتة. الذي لا يجوز الا عند الضرورة. لكن ما الفرق بين الاتباع والتقليد الاتباع هو الاخذ بقول الغير بعد معرفة دليله. سمعت قول الامام الفلاني قال قولا فاستدل عليه بدليل فاخذت انت بالقول لان الدليل صحيح صريح والدليل يدل على هذا القول الذي قال به اذا حينما تتبع احدا او تقول بقول احد من العلماء والاصل ان الانسان ليس هناك قول لم يقل به احد من العلماء السابقين. بل ولا يجوز للانسان ان يأتي بقول لم يقل به سلف الامة. فحينما تأخذ بقول الطبري مثلا في التفسير وتقول هو القول الراجح اذا كنت قلت بذلك لماذا ان كنت قلت لي انه استدل بحديث صحيح او استدل بدليل صحيح يدل على صحة القول الذي ذهب به فانت تبع لانك اتبعته لاجل الدليل ويصدق عليه قوله جل وعلا فمن اتبع هداي. واما اذا اخذت قول وهذا التقليد اخذت قوله من غير معرفة دليله. ما دام الامام الطبري امام مسر قال بهذا القول فهو الحق. ولا اخذ بقول غيره. ما دام الفلاني قال بهذا القول فهو قولي لماذا؟ قال لانه امام هدى. ما اختلفنا امام هدى لكنه ليس بمعصوم كلن يؤخذ من قوله ويرد الا النبي صلى الله عليه وسلم. اذا الاتباع هو الاخذ بقول الغير بعد معرفة دليله. والتقليد هو الاخذ بقول الغير من غير دليل اذا علينا الاتباع ايها الاخوة قال فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. الله اكبر لا يضل. قال ابن عباس لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة وعلى هذا تدور اقوال السلف ولهذا قال الامين الشنقيطي لا يضل قال لا يزيغ عن طريق الحق لاستمساكه بالعروة الوثقى ولا يشقى في الاخرة لانه كان في الدنيا عاملا بما يستوجب السعادة من طاعة الله تعالى. وطاعة رسله فهذا فضل عظيم. اتبعوا الحق يا عباد الله اتبعوا الوحي اتبعوا الكتاب والسنة بفهم سلف الامة فلكم الا تضلوا ولا تزيغوا عن الحق في هذه الدنيا بل تهتدون اليه ولا تشقون في الاخرة يوم يشقى الذين تركوا اتباع الرسل قال جل وعلا ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا قال ابن كثير اي خالف امري. اعرض عن ذكري قال اي خالف امري وما انزلته على رسولي اعرظ عنه وتناساه واخذ من غيره هداه وقال آآ ثم قال جل وعلا فان له معيشة ضنكا من اعرض عن ذكر الله خالف امره وهداه وما جاءه من الذكر وهو الكتاب والسنة فان له معيشة ضنكا قال ابن كثير ايضا ايضا كم في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج ضلاله وان تنعم ظاهره ولبس ما شاء واكل ما شاء وسكن حيث شاء فان قلبه ما لم يخلص الى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة متعدد وهذا تلخيص لاقوال السلف. ولهذا بعد ان ذكر ابن كثير هذا القول ذكر اقوال السلف فقال ابن عباس قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس فان له معيشة ضنكا. قال الشقاء وقال العوفي عن ابن عباس ضنكا قال كل مال اعطيته عبدا من عبادي قل او كثر لا يتقيني فيه فلا خير فيه. وهو الظنك في المعيشة وقال ايضا ابن عباس ان قوما ضلالا اعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين فكانت معيشتهم ضنكا ذلك انهم كانوا يرون ان الله ليس مخلفا لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله والتكذيب. فاذا كان العبد يكذب بالله ويسيء الظن به والثقة به. اشتدت عليه معيشته فذلك الضنك وقال الضحاك الضنك هو العمل السيء والرزق الخبيث. وكذا قال عكرمة ومالك بن دينار وقال سفيان بن عيينة عن ابي حازم عن ابي سلمة عن ابي سعيد في قوله معيشة ضنكا قال يضيق عليه قبره حتى تختلف اضلاعه فيه سم قال وقال وقال ابن ابي حاتم جعله مرفوعا قال عن ابي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل فان له معيشة ضنكا قال ضمة القبر له. قال ابن كثير والموقوف اصح اذا هذه اقوالهم بل جاء بذلك حدي ثاني مرفوعان وكلاهما صحيح الحديث الاول وكلاهما اورده ابن كثير الحديث الاول هو ما رواه ابن ابي حاتم ورواه ابو يعلى وابن حبان في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال المؤمن في قبره في روضة خضراء يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له قبره كالقمر ليلة البدر اتدرون فيما انزلت هذه الاية فان له معيشة ضنكا. اتدرون ما المعيشة الضنك؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال عذاب كافر في قبره والذي نفسي بيده انه ليسلط عليه تسعون تنينا اتدرون ما التنين تسعون حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه الى يوم يبعثون قال ابن كثير رفعه منكر جدا وقال الالباني في صحيح الترغيب اسناده حسن وذكر حجته انه بعد اللتي والتي تبين له ان رواية دراج ابي السمح عن ابن حجيرة صحيحة انها حسنة كما قاله بعض الائمة والحديث الثاني هو ما رواه البزار وابن حبان عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فان له معيشة ضنكا قال عذاب القبر قال ابن كثير اسناده جيد وحسنه الالباني في التعليق على صحيح ابن حبان اذا هذه هذان الحديث ان يدلان على ان المعيشة الظنك هي عذاب القبر ولا شك ان هذا من دلالة الاية ما دام ورد فيه الحديث لكن لا يمنع ان له معيشة ضنكا في الدنيا كما هو ملاحظ. الان فان العصاة في ضيق من بواطنهم غير المؤمن في صدره من الضيق والحرج ما الله به عليم ولهذا قال اجا عن الحسن انه قال ان الذل في رقابهم ولو هملجت بهم البراذين لو ركب على البرذون وهو ولد الحصان من الحمار او العكس وغالبا انه يعتنى به فيركبونها تكون مركوبا فارها ويدل على غناه يقول الذل في عنقه وهذا لا شك ولهذا انظروا الان الانتحار نسأل الله العافية في في بلاد الكفر تأمل في حياة الكفار همهم يبحث عن شيء فقط يسلي نفسه تجده يعمل طيلة السنة فاذا اخذ الاجازة ذهب ينفقه هنا وهناك يريح نفسه لانه يجد ظيق حرج لكن المؤمن ولله الحمد الذي يؤمن بالله واليوم الاخر كوفي سعة وفي سعة صدر وانشراح صدر وزوال الهم والغم وهذا في الحقيقة شيء محسوس شيء محسوس فالله الله في اتباع الحق وعدم الاعراض عنه. قال فمن اعرض عن ذكري فان له معيشة ونحشره يوم القيامة اعمى نسأل الله العافية يحشر يوم القيامة يقوم في المحشر اعمى لكن اختلفت عبارات السلف في في في المراد بالعمى هنا فقال مجاهد وابو صالح والسدي اعمى اي لا حجة له وقال عكرمة عمي عليه كل شيء الا جهنم ثم ذكر ابن كثير القول الثاني قال ويحتمل ان يكون المراد انه يبعث او يحشر الى النار اعمى البصر والبصيرة ايضا يعني يحشر اعمى لا حجة له ذهبت عليه الحجة ما له حجة يحتج بها بين يدي الله وكذلك يحشر اعمى لا يبصر ولا يرى قال ابن جرير الطبري الصواب انه يشمل الامرين يشمل العمى عن الحجة فلا حجة له ويشمل ايضا عمى عمى البصر لا يرى لكن قد يرد علينا اشكال وهو ان هناك ايات عديدة تدل على الكفار يرون ويرون النار ويرى بعضهم بعضا فاجاب ابن عباس وذكره الامير الشنقيطي في دفع ايهام الاضطراب بان بان القيامة مواقف ففي بعض المواقف يرون وبعضها لا يرون بعضها يسمعون وبعضها لا يسمعون بعضها يتكلمون وبعضها لا يتكلمون وهذا هو الصواب اذا اول ما يحشرون عمي عن حجتهم لا يبصرون الا طريق جهنم. نسأل الله العافية والسلامة هذا موقف من مواقف القيامة قال جل وعلا ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى؟ ينادي ربه ربي يعني يا رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرة يعني في الدنيا القول في هذا كالقول في في الاية السابقة ونحشره يوم القيامة اعمى فيقول ربي لم لم حشرتني اعمى اي اعمى عن الحجة او اعمى كفيف البصر لا ارى وقد كنت بصيرا في الدنيا كنت ارى وهذا قد يقال انه يرشح القول بان العمى هنا هو عمى البصر لان الكافر في الدنيا كان يبصر يرى لكن ما كان يبصر الحق ولهذا قال جل وعلا صم بكم عمي فهم لا يرجعون عم عن رؤية الحق والا الابصار موجودة قال جل وعلا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها قال الله له لما قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال الله له فذلك اتتك اياتنا كذلك اي مثل ذلك فعلت بك ثم فسر ذلك بسبب انه اتتك اياتنا فنسيتها. كذلك فعلنا بك فاعميناك وحشرناك اعمى لانه اتتك اياتنا فنسيتها جاءتك اياتنا وحججنا ودلائلنا التي تدل على الحق وعلى طريق وعلى الطريق المنجية الطريق الموصلة الى الله فنسيتها اي تركتها واعرظت عنها لان النسيان في القرآن يأتي على معنيين كما ذكرنا بالامس يأتي النسيان بمعنى السهوة السهو والغفلة ويأتي بمعنى الترك في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى وما كان ربك نسيا. يدل على هذا وعلى هذا هنا جاءت كاياتنا فنسيتها تركتها واعرضت عنها ولم تعمل بمقتضاها. وكذلك اليوم تنسى كذلك اليوم تترك من رحمة الله وتحشر اعمى وتلاقي عملك جزاء وفاقا ما ظلمك الله وما الله بظلام للعبيد ثم قال جل وعلا وكذلك نجزي من اسرف ولم يؤمن بايات ربه ولا عذاب الاخرة اشد وابقى. وكذلك اي مثل ذلك الجزاء نجزيه من اسرف باياتنا هذا الجزاء وهذه العقوبة نجزي بها من اسرف ولم يؤمن والاسراف كما قال الشوكاني قال هو الانهماك في الشهوات وكان الإسراف في الشرك ولا شك ان الاسراف هو تجاوز الحد في اي امر كان لكن المراد هنا انه تجاوز الحد في المعصية عسى الله وانهمك بالذنوب والمعاصي وكذلك انهمك في الشرك ولم يؤمن بايات ربه بشدة انهماكه في المعاصي لم يؤمن لم يصدق ولم يقر بالايات بايات ربه بالدلائل والبينات الواضحات التي جاءته ومنها الرسول ومنها القرآن ومنها بقية الحجج والدلائل الدالة على انه لا اله الا الله ولا معبود بحق سواه ولا يجوز ان تصرف العبادة لغيره سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا ولا اذاب الاخرة اشد وابقى عذاب الاخرة اشد من العذاب الذي يحصل له حين ما يحشر حين الحشر وقال الشوكاني عذاب الاخرة اشد يعني افظع من المعيشة الظنك. وابقى اي ادوم واثبت لانه لا ينقطع وقبله قال ابن كثير يقول تعالى وهكذا نجازي المسرفين المكذبين بايات الله في الدنيا والاخرة لهم عذاب في الحياة الدنيا ولا عذاب الاخرة اشق ومالهم من الله من واق ولهذا قال ولا عذاب الاخرة اشد وابقى اي اشد الما من عذاب الدنيا وادوم عليهم فهم مخلدون فيه. ولهذا قال الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين يعني الرجل الذي لعن زوجته قال لهما ان عذاب الدنيا اهون من عذاب الاخرة يعني كون الانسان يجلد او يقام عليه الحد او يرجم هذا اهون من عذاب الاخرة لان عذاب الاخرة شديد فالحاصل ان من اعرض عن ذكر الله فان له المعيشة الضنك وشدة الحياة وبؤسها وهذا في الدنيا وكذلك في القبر ويوم تقوم الساعة العذاب اشد وابقى اشد عذابا وادوم لان ما في الدنيا ينقطع ما في البرزخ ينقطع ولهذا قال جل وعلا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب مع انه كانوا في عذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. فالواجب على المسلم ان يتقي الله وان يتبع هدى الله فيتبع ما جاء في الكتاب والسنة على وفق هدي سلف الامة ويحذر من الاعراض عن ذكر الله لئلا يقع في الضيق والظنك في الدنيا قبل الاخرة وفي الاخرة يعذب عذابا اشد وادوم نسأل الله العافية والسلامة الله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد