الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فدرسنا آآ عن سورة الانبياء. وسورة الانبياء لا يعرف لها الا هذا الاسم. سميت بسورة الانبياء وذلك كما جاء في صحيح البخاري عن عبد الله ابن مسعود قال بنو اسرائيل والكهف ومريم طه والانبياء هن من العتاق الاول او من العتاق الاول وهن من تلادي. فسماها ابن مسعود كما صحيح البخاري بسورة الانبياء وعلى هذا تتابع السلف ولا يعرف لها الا هذا الاسم. وقد مر معنا توجيه قول ابن مسعود من العتاب الاول قلنا ان العتاق جمع عتيق وهو القديم او ما بلغ الغاية في الجودة وتلادي التيلاد قديم والمال وهو بخلاف والمراد انه مما حفظه قديما. وسبب تسميتها وسبب تسميتها بالانبياء انه انه ذكر فيها ستة عشر نبيا ولم يأتي في سورة ولم يأت في سور القرآن مثل هذا العدد الا في سورة الانعام. ذكر الله ثمانية عشر نبيا في قوله تعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه الايات. الاية الى قوله ويونس ولوطا ولعلها سميت بذلك يعني سميت سورة الانبياء ولم تسمى بها سورة الانعام مع ان عدد الانبياء في سورة الانعام اكثر لعلها سميت بذلك بسبب تقدم نزولها. فانها سورة مكية كما سيأتي وسورة الانعام آآ سورة مدنية. وآآ ايضا سورة الانعام اختصت ببيان احكام الانعام واما نوعها فهي مكية وقد حكى الاجماع على ذلك ابن عطية والقرطبي. وذكر السيوطي في الاتقان انها مكية الا قوله افلا يرون انا الارض ننقصها من اطرافها ولم يعزه لقائل فلا يعول عليه. الصواب ان هذه السورة سورة مكية وترتيبها في النزول هي السورة الحادية والسبعون في ترتيب النزول. نزلت بعد حامية السجدة وقبل سورة النحل فتكون من اواخر السور النازلة قبل الهجرة واما عدد اياتها فعدها الجمهور مئة واحدى عشرة اية. وهم اهل المدينة ومكة والشام والبصرة وعدها اهل الكوفة مئة واثنتا عشرة اية قال جل وعلا اقتربت اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون. اقترب اي دنى وقت حسابهم. وذلك بقرب قيام الساعة. لانه في كل ساعة تكون الساعة اقرب لهم من الساعة التي قبلها. وكل ما هو ات قريب. ونحوه قول الطبري قال اقترب للناس حسابهم اي دنى حساب الناس على اعمالهم التي عملوها في دنياهم ونعمهم التي انعمت عمى عليهم في ابدانهم واجسامهم ومطاعمهم ومشاربهم وملابسهم وغير ذلك من نعمه عندهم ومسألته اياهم ماذا عملوا فيها. قال السعدي ما ملخصه في معنى اقتربت الساعة؟ قال قولان في معنى اقترب السائق قولا احدهما ان هذا هذه الامة هي اخر الامم ورسوله ورسولها اخر الرسل وعلى امته تقوم الساعة فقد قرب الحساب منها بالنسبة لما قبلها من الامم لقوله صلى الله عليه واله وسلم بعثت انا والساعة فقرن بين آآ السبابة والوسطى. والمعنى الثاني او القول الثاني ان يعني اقتربت الساعة قال ان ان المراد بقرب الحساب الموت. وان من مات قامت قيامته الصغرى او جزي على اعماله؟ اقتربت اقترب للناس حسابهم والذي يحاسبه هو الله سبحانه وتعالى والناس هنا قال ابن عباس هم كفار قريش فدل عليه بقوله الا استمعوه وهم يلعبون. ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون. لا هي قلوبهم واسروا النجوى. قيل بل المراد بها عموم ولا شك ان قريش يدخلون في هذا دخولا اوليا وكذلك من جاء بعد قريش واقتراب الساعة اقترب من كفار قريش ومن غيرهم حتى من المؤمنين. لكن الافعى التي ذكرها هنا هي في في قريش في الكفار وهي الاعراض و انكار الوحي واللعب فيه واللهو عنه انكار ان يكون النبي من البشر هذه من صفات قريش لا من صفات اهل الايمان لكن الساعة اذا اقتربت اقتربت من الجميع وسيحاسب الله كل عام بعمله المؤمن ايمانه والكافر بكفره. قال جل وعلا وهم في غفلة معرضون وهم اي الناس والمراد بهم كفار قريش ومن كان كافرا في غفلة معرضون في غفلة في سهو وغفلة في الدنيا عن الاخرة. وهم معرضون عن الاخرة غير مستعدين لها بالايمان والعمل الصالح وهذه صفة الكفار قال جل وعلا او وقبل ذلك قال ابن كثير هذا تنبيه من الله عز وجل على اقتراب الساعة ودنوها. وان الناس في غفلة عنها اي لا يعملون لها ولا ولا يستعدون من اجلها. آآ ثم اورد ابن كثير حديثا رواه النسائي عن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في غفلة معرضون قال في الدنيا وقال تعالى اتى امر الله فلا تستعجلوه. وقال اقتربت الساعة وانشق وانشق القمر. اه طبعا هذي لا نؤمن بكثير والحديث ينتهي الى قوله في غفلة معرضون قال في الدنيا. في غفلة يعني في الدنيا غفلوا بها الاخرة واشتغلوا بها عن الاخرة. وهذه الاية اقتربت ساعة او اقتربت وللناس حسابهم كقوله جل وعلا اتى امر الله فلا تستعجلوه. وكقوله جل وعلا اقتربت الساعة وانشق القمر وان يروا اية يعرضوا ويقول سحر مستمر. وكما في قوله جل وعلا ازفت الازفة. وقال جل وعلا وما يدرك لعل الساعة قريب الى غير ذلك من الايات الكثيرة التي تدل على قرب قيام الساعة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم آآ بعثت في نسم الساعة. وهو نبي الساعة لانه اخر الانبياء وعلى امته تقوم الساعة. آآ وآآ اورد ابن كثير في ترجمة اورد ابن كثير قصة ان او خبرا فقال وروي في ترجمة عامر بن ربيعة من طريق موسى بن عبيد الامدي عن عبدالرحمن بن زيد بن اسلم عن ابيه عن عمرو بن ربيعة انه نزل به رجل من العرب فاكرم عامر مثواه وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه الرجل فقال اني استقطعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم واديا في العرب. وقد اردت ان اقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك يعني عامر لما كلم له النبي صلى الله عليه وسلم هو ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم واعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ارضا فجاء لعامر ليشكر له ما اعطاه فقال اقطعك قطعة منها. اه تكون لك ولعقبك من بعدك. فقال عامر لا حاجة لي في قطيعتك او في قطيعتك يعني القطعة من الارض التي تريد ان تعطيني اياها. ثم قال نزلت اليوم سورة اذهلتنا عن الدنيا اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون. قال جل وعلا ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون. ما يأتيهم اي ما يأتي هؤلاء الكفار كفار قريش من ذكر من ربهم وهو القرآن ما يأتيهم من الذكر الذي يأتي بالقرآن يذكرهم الله جل وعلا به ويعظهم به ويخوفهم وينذرهم ما امامهم محدثين آآ اي جديد انزاله. جديد انزاله يعني محدث نزل حديثا من الله. ولهذا قال السلف القرآن آآ قالوا القرآن كلام والله قديم قديم النوع حادث الاحاد. قديم النوع فالله عز وجل لم يزل ولا يزال متكلما. لكن حادث الاحاديث يتكلم الله ببعض كلامه جل وعلا. فمعنى هنا محدث كما قال ابن كثير قال جديد انزاله يعني حديثا واحتجت المعتزلة بهذه الاية على ان القرآن مخلوق. وقالوا معنى محدث مخلوق قالوا لان كل محدث مخلوق و اجاب السمعاني عن هذا ان محدث اي محدث تنزيله. قاله الازهري وغيره وهو نحو قوله ابن كثير وقال ابن تيمية في الرد على المؤولين والحدوث في لغة العرب ليس هو الحدوث في اصطلاح اهل الكلام فان العرب يسمون ما تجدد حادثا. وما تقدم على غيره قديما. وان كان بعده لم يكن كقوله كالعرجون القديم. فالحاصل ان محدث هنا المراد حديث وجديد انزاله وليس معنى محدث منشأ ومخلوق كما قال المعتزلة. فان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. صفة الله تكلم الله به وصفة الكلام قديمة النوع ازلية وحادثة الاحاد يتكلم الله بعد ذلك بما يشاء ويتكلم كل يوم بما شاء جل وعلا. قال جل وعلا الا استمعوه وهم يلعبون الا استمعه كفار قريش والمراد هنا انهم سمعوا الالفاظ باذانهم. قال ابن القيم سماع الالفاظ الا استمعوه قال سماع الالفاظ الذي هو حظ الاذن وهذا السماع لا يفيد السامع الا قيام الحجة عليه. ليس هو سماع الانتفاع الذي ينتفع ويعمل بما سمع. وانما مجرد سماع الالفاظ وهم يلعبون آآ الواو للحال كما قال القرطبي والحال انهم يلهون اي بلذاتهم يتلهون بها. وقيل يشتغلون في الدنيا. وقيل يلعبون اي يشتغلون يشتغلون في الدنيا وقيل يشتغلون بالقدح بالنبي صلى الله عليه وسلم وبرسالته. فالحاصل انهم يستمعون ولكن يستمعون وهم لاهون. مشتغلون معرضون عن الايمان. بكلام الله عز وجل فلا يستمعون استماع المنتفع المنصت المقبل على ما يسمع وانما يستمع وهو لاه معرض ولهذا قال جل وعلا لاهية قلوبهم لا هي اي ساهية معرضة غافلة ثم قال جل وعلا واسروا النجوى يعني هؤلاء القوم وصفهم الله عز وجل بان قلوبهم لاهية وساهية ومعرظة عن الحق وليست بمقبلة عليه ثم قال جل وعلا واسروا النجوى. قال الامين الشنقيطي النجوى هي الاصرار بالكلام واخفاؤه عن الناس. نعم ومنه الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يتناجى اثنان دون الثالث. يعني يسرون بالحديث عنه قال ابن كثير واسر النجوى الذي ظلموا اي قائلين فيما بينهم خفية هل هذا الا بشر مثلكم. هل هذا الا بشر مثلكم ما بينكم وبينه اختلاف قال قال ابن كثير اي قائلين فيما بينهم خفية هل هذا الا بشر مثلكم يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يستبعدون كونه نبيا لانه بشر مثلهم فكيف اختص بالوحي دونهم؟ وقد جاء ذكر ذلك عنهم وانكار ان يكون البشر رسول في ايات عديدة كما بين ذلك الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان. سواء من قول كفار قريش او من قول الام الكافرة قبلهم يتواطؤون على هذا. متواطؤون على انكار ان يكون الرسول بشرا. قال ابن كثير ولهذا قال قال يستبعدون كونه هل هذا الا بشر مثلكم يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم يستبعدون كونه نبيا لانه وبشر مثلهم فكيف اختص بالوحي دونهم ولهذا قال افتأتون السحر وانتم تبصرون؟ اي افتتبعونه فتكونون كمن يأتي السحر وهو يعلم انه سحر. وهذا الحقيقة من حكاية قولهم. من حكاية قولهم هم انكروا ان يكون الرسول من البشر ولهذا قال بعضهم واظهر النجوى التي تناجوا بها وقوله الذي ظلموا هنا المراد به الذين كفروا لان الظلم لان الكفر هو اظلم الظلم هل هذا اي ما هذا الا بشر مثلكم اي ما محمد الا بشر مثلكم لا فرق بينكم وبينهم فكيف يكون نبيا؟ افتأتون السحر وانتم تبصرون؟ هذا استفهام كاري ينكر بعضهم على بعض افتأتون السحر وهذا على حسب زعمهم يريدون به القرآن ان القرآن سحر او ما النبي صلى الله عليه وسلم سحر فكيف تأتون السحر وانتم تبصرونه وترونه وتعلمون انه سحر وليس بوحي لانه ابيه بشر والبشر لا يكونون رسلا. وانما يكون الرسل من الملائكة. وهذا من شدة تعنتهم وبغيهم وتكذيبهم. اه قال ابن كثير فقال تعالى مجيبا لهم عما افتروه واختلقوه من الكذب. قال ربي يعلم القول في السماء الارض آآ آآ قبل ان نذكر كلام ابن كثير نقول قال القائل هنا هو النبي صلى الله عليه وسلم قائل هو النبي صلى الله عليه وسلم ويدل عليه القراءات في هذه الاية. في قوله قال ربي يعلم القول. فقد قرأ حمزة وابن والكساء وحفص قال ربي على الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني قال النبي ردا عليهم قال ربي وقرأ الباقون قل ربي على الامر اي قل لهم يا نبي انا ربي يعلم القول في السماء. وهذه من فائدة القراءات انها تفسر وتبين فهنا قراءة قال تحتمل من القائل؟ لكن قل واظحة ان المراد به ان الله يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول لهم ذلك. آآ قال ابن كثير فقال تعالى مجيبا لهم عما افتروه واختنقوه من الكذب قال ربي يعلم القول في السماء والارض اي الذي يعلم ذلك لا يخفى عليه وهو الذي انزل هذا القرآن المشتمل على خير على خبر الاولين والاخرين الذي لا يستطيع احد ان يأتي بمثله الا الذي يعلم السر في السماوات والارض. ثم قال وقوله هو السميع العليم اي السميع لاقوالكم العليم باحوالكم. وفي هذا تهديد لهم ووعيد ولا يفسد ابن كثير انه يحصر السمع لاقوى في سماع اقوالهم فقط وعلم احصروا علم ربنا في علمه اه ما في قلوب القوم واحوالهم لكن هو هناك انه يفسر يقول آآ يعني الاية وجه ايرادها هنا وذكر صفة السمع والعلم هنا له مناسبة ويدخل فيه دخول اوليا آآ حال المخاطبين والذين الخطاب معهم والمجادلة معهم ولكن لا يمنع هذا اثبات صفة السمع فالله بكل شيء سميع وبكل شيء عليم. جل وعلا. اه قال جل وعلا بل قالوا اظغاثوا احلام. بل هنا كما قال الامير الشنقيطي رحمه الله قال الظاهر ان الاظراب في قوله بل قالوا اظغاثوا احلام الى اخره اظراب انتقالي لا ابطالي لانهم قالوا ذلك كله. يعني هم اه قالوا سحر وقالوا اظغاثوا احلام ولهذا العلماء او المفسرون منهم من يقول ان ما نسبه الله عز وجل من قولهم انه سحر وانه سعر انه اضغاث احلام قال هذا قول الكفار كلهم قالوا هذا وبعض المفسرين قال لا بعضهم قال انه سحر وبعضهم قال ان قال انه اضغاث احلام وبعضهم قال انه كهانة وبعضهم قال انه اساطير الاولين وحكى الله عز وجل تلك الاقوال الباطلة كلها. تنبيها على بطلانها. قال بل قالوا اظغاث احلام. والاظغاث كما مر معنا في سورة يونس اه في سورة يوسف. قال الطبري الاضغاث جمع ضعف. واصله الحزمة من الحشيش. الحزمة من الحشيش ونحوه قال القرطبي قال الضغث في اللغة الحزمة من الشيء كالبقل والكلأ وما اشبهها. الاحلام جمع حلم وهو ما كان من الشيطان. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا من الله والحلم من الشيطان. ومعنى الاية كما قال الامين كما قال ابن آآ يعني الطبري وقاله ايضا امين الشنقيطي قال اظغاث احلام اي اخلاط كالاحلام المختلفة التي يراها النائم ولا حقيقة لها. وقال اليزيدي الاضغاث ما لم يكن له تأويل الاصل انهم يقصدون بهذا آآ الطعن في القرآن وانه اخلاط من الاحاديث آآ احاديث النائم ورؤى النائم الذي يحتلم وهذا في غاية الطعن في القرآن وانكار انه من عند الله جل وعلا قال ابن كثير وقالوا بل قالوا اظغاث احلام بل افتراه هذا اخبار عن تعنت الكفار والحادهم واختلافهم فيما يصرفون القرآن وحيرتهم فيه وضلالهم عنه فتارة يجعلونه سحرا وتارة يجعلونه شعرا وتارة يجعلونه اضغاث احلام وتارة يجعلونه مفترى كما قال انظر كيف ظربوا لك الامثال فظلوا فلا يستطيعون سبيلا نعم ثم قال بل افتراه هذا ايضا من كذبهم يقولون بل افترى يعني بل اختلقه وكذبه من عنده. ثم قالوا بل هو شاعر. هذا كله من ضلالهم وطعنهم في القرآن وطعنهم في النبي صلى الله عليه وسلم. فقالوا افتراه من عنده اختلقه من قبل نفسه. ثم وقالوا بل هو شاعر هذا اضراب بعد اضراب. وهذا اظراب انتقال ما هو ابطال. كل ذلك قالوه. فهو اضرب وعن القول الاول الى قول اخر لكن كل هذه الاقوال قالها كفار قريش بل هو شاعر شاعر من الشعراء وليس رسولا فليأتنا باية كما ارسل الاولون. هذا من تعنتهم فانهم طلبوا منه ان يأتي باية وعلامة ودليل على انه رسول من عند الله كما ارسل الاولون والانبياء الذين من قبلهم قال ابن كثير يعنون كناقة صالحهم يعني اية كناقة صالح وايات موسى وعيسى. وقد قال الله تعالى وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون واتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها الاية. اذا ما منع الله عز وجل ان يرسل بالايات التي طلبها كفار قريش الا ان كذب بها الاولون. وقومك يتبعون من قبلهم حذو القذة بالقذة. فطلب ايات فاتينا بها فكذبوا فاهلكناهم ومنهم قوم صالح طلبوا الناقة فلما جاء الله بها ولم يؤمنوا اخذهم الله اخذ عزيز مقتدر فهذا الذي منعنا ان نرسل لامتك الايات التي طلبوها لانها امة مرحومة. امة مرحومة. ولهذا دخل في دين الله كثير من هؤلاء الذين كانوا يقترحون الايات فدخلوا في الايمان امهلوا حتى دخلوا في الايمان ولو نزلت الايات ولم يؤمنوا عاجلهم العذاب. واهلكهم الله جل وعلا قال ابن كثير ولهذا قال تعالى ما امنت قبلهم من قرية اهلكناها افهم يؤمنون؟ اي ما اتينا قرية كم من القرى التي الذين بعث فيهم الرسل اية على يد نبيها فامنوا به. فامنوا بها. بل كذبوا فاهلكناهم بذلك. اما هؤلاء يؤمنون بالايات لو رأوها دون اولئك كلا بل ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. هذا كله قد شاهدوا من الايات الباهرات والحجج القاطعات والدلائل البينات على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو اظهر واجلى وابهر واقطع واقهر مما شوهد مع غيره من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم. ومع ذلك لم يؤمنوا به. ومع ذلك لم يؤمنوا به والا قد جاءهم من الايات ما فيه مدكر. اذا اه قوله ما امنت قبلهم كما فسرها ابن جرير اخبار من الله جل وعلا انها لم تؤمن الامم التي من قبلهم ما امنت اي امة من الأمم طلبوا اية ما امنوا بتلك الايات التي طلبوها فأهلكها الله جل وعلا. افهم يؤمنون؟ هذا استفهام كاري افيؤمن قومك حينما نأتيهم بالايات الجواب لا بل سبيلهم سبيل الامة التي قبلهم ولهذا لم يأتهم الله جل وعلا لانه هدى كثيرا منهم واخرج من اصلاب من مات على الكفر من يعبد الله فهذه امة مرحومة وهذا فضل الله لانه لو جاء العذاب لعمهم ولم يترك منهم احدا. ثم قال جل وعلا وما ارسلنا قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. يقول ابن كثير يقول تعالى رادا على من ذكر بعثة الرسل من البشر وما ارسلنا قبلك الا رجال نوحي اليهم. اي جميع الرسل الذين تقدموا كانوا رجالا من البشر. لم يكن فيهم احد من الملائكة كما قال تعالى في الاية الاخرى وما ارسلنا قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى. اذا ما ارسلنا قبلك يا نبينا من الا رجالا نجعلهم رجالا من بني ادم من البشر ما نجعلهم من الملائكة ابدا. فاسألوا اهل الذكر. قال ابن كثير اه اه محتجا على يعني ان الله ما ارسل رسول الا من البشر قال وقال تعالى قل قل ما كنت بدعا من الرسل. وقال تعالى في حكاية عن من تقدم من الامة انهم انكروا ذلك فقالوا ابشروا يهدوننا. ولهذا قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. اي سلوا اهل العلم من الامم كاليهود والنصارى وسائر الطوائف. هل كان الرسل الذين اتوهم الملائكة انما كانوا بشرا. ولهذا اليهود لا ينكرون ان عيسى من البشر. والنصارى قل هو من البشر لكن صلب ثم غلوا وطغوا وجعلوه الها بعد ذلك. فالحاصل انهم يقولوا انهم بشر يقرون ببشريتهم. فاسألوا اهل العلم عندهم علم من اهل الكتاب عندهم علم بذلك. قال وقد احتمل المراد اسألوا اهل العلم المؤمنون منهم من امن منهم الذين لم يجحدوا ولم يحرفوا. اي سلوا اهل العلم من الامم كاليهود والنصارى وسائر طوائفه هل كان الرسل الذين اتوهم بشرا ام ملائكة؟ انما كانوا بشرا وذلك من تمام نعم الله على خلقه اذ بعث فيهم رسلا منهم من تناول البلاغ منهم والاخذ عنهم. هذا ادعى قبول الحق الذي جاءوا بهم لانهم من جنسهم ويعرفونهم. ويعرفون مدخلهم مخرجهم ربما لو كان من الملائكة لقالوا ما نعرفهم ما ندري هم. ما نعرف هؤلاء هل هم على حق او باطل صدقة او غير صدقة او غير صادقين ثم قال وهذه الاية يصلح الاحتجاج بها في كل شيء فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون تقال في حق العامة الان يقال لهم اسألوا اهل الذكر اي العلما لانهم اصحاب الذكر اصحاب العلم لان العلم ذكر الله جل وعلا قال وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام. يقول ابن كثير اي بل قد كانوا اجسادا يأكلون الطعام بل كانوا اجسادا يأكلون الطعام كما قال تعالى وما ارسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق. اي قد كانوا بشرا من البشر يأكلون ويشربون مثل الناس ويدخلون الاسواق للتكسب والتجارة وليس ذلك بضار لهم ولناقص منهم شيئا كما توهمه المشركون في قولهم ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا او يلقى اليه تنزل او تكون له جنة يأكل منها. وقال الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا. اذا ما جعلهم الله جل وعلا الا جسد ما جعل الانبياء الا جسدا. ما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام. يعني ما لهم جسدا لا يأكل الطعام وانما جعلناهم جسدا يأكل الطعام وهم البشر. وهم البشر. الذين الطعام اذا هم من جنس البشر. قال وما كانوا خالدين؟ قال ابن كثير اي في الدنيا بل كانوا يعيشون ثم يموتون وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد وخاصتهم انهم يوحى اليهم من الله عز وجل تنزل عليهم الملائكة عن الله بما يحكم في خلقه مما يأمر به وينهى عنه اي ان الرسل ما كانوا خالدين باقيين طيلة الابد. بل هم بشر جسد ممن من الاجساد التي تأكل الطعام وايضا من من ممن يموت وكل من عليها فان. فكلهم كانوا من البشر فما ما وجه الغرابة من بعدنا محمد صلى الله عليه وسلم آآ من البشر. ثم قال جل وعلا ثم صدقناهم الوعد. قال ابن كثير اي الذي وعدهم ربهم لا يهلكون الظالمين صدقهم الله وعده وفعل ذلك ولهذا قال فانجيناهم ومن نشاء اي اتباعهم من المؤمنين واهلكنا المسرفين الى المكذبين بما جاءت به الرسل اي ثم صدقناهم اي صدقنا رسلنا الذين ارسلناهم وهم من البشر الوعد بان ننجيهم ونهلك اعدائهم قال فانجيناهم ومن نشأ انجينا انبياءنا ومن معهم من نشاء وهم اتباعهم من المؤمنين واهلكنا المسرفين اه الذين تجاوزوا الحد واسرفوا في الكفر والضلال والطغيان ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد محمد