ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل كثيرا من الاحبار والرهبان الاحبار جمع حبر وهم علماء اليهود والرهبان جمع راهب وهم العباد في النصارى. ومن لهم الولاية والسيادة والامر في اليهود هم العلماء علماؤهم احبارهم. وفي النصارى من لهم الامر وزمام الامر هم الرهبان فاخبر الله عن حالهم الفريقين قال لا يأكلون اموال الناس بالباطل الباطل الباطل هو ما ليس بحق يأكلونه بالرشوة يأكلونه باخذ الظرائب يأخذونه مقابل حمايتهم للدين يأخذونه مقابل الفتوى يأخذونه مقابل الحكم بين الناس ولهذا امتنع يهود من الدخول في الاسلام رؤساؤهم بسبب انهم كانت لهم نيالات اموال كانوا يعطون اياها فقالوا ان دخلنا مع محمد انقطعت عنا هذه الدنيا. منين تأتينا؟ نصير مثل عامة الناس فكانوا يأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله يصدون عن سبيل الله عن دين الله عن السبيل الموصل الى الله فيطعنون في الدين ويخذلون ويردون عنه فبشرهم بعذاب اليم بشرهم وهي البشارة التي تتغير لها وجوههم فتسود وتتغير بسبب العذاب الاليم اي المولم الموجع الذي عده الله لهم جزاء وفاقا على اكلهم اموال الناس بالباطل وعلى صدهم عن دين الله جل وعلا فويل لمن يصد عن دين الله بشره بعذاب اليم. فكن من الداعين الى دين الله ممن يبشرون به ويدعون اليه. لا تكن صادا عنه لا بقولك ولا بعملك ولا بافعالك. قال جل وعلا مم نعم والذين طيب نحن ما وصلنا اليها والذين يكنزون الذهب لا نحن في طريقنا ايه نعم حنا قلنا ليأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ثم قال والذين يكنزون الذهب والفضة ما مناسبة ذكر الذين يكنزون الذهب والفضة ابن كثير جاب عبارة لطيفة قال الناس يعولون على العلماء والعباد واصحاب الاموال الناس عموما تجدهم يعولون دائما اما على العلماء او على العباد او على رؤوس الاموال فبين حال العلماء والعباد وانهم لابد ان يتقوا الله ويحذروا من المخالفة. وكذلك اصحاب الاموال عليهم ان يتقوا الله فيؤدوا زكاة اموالهم والا يعذبون بها. فرؤوس الناس الثلاثة بين الله صفاتهم الذميمة حتى تحذر وحتى يحذروا منها ويستقيموا على امر الله فقال والذين يكنزون الذهب والفضة والاصل في الكنز هو امساكه او هو المال الذي لا تؤدى زكاته يكنز اي يمسكه حتى يبقى عنده ولا يخرج زكاته فالذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله سبيل الله عام هنا يدخل للجهاد في سبيل الله ويدخل فيه الزكاة في سبيل الله والنفقة على الاهل في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم احسنتم نعم هذا الذي قلتم لي بشرهم بعذاب اليم ينزل بهم ويحل بهم يوم يحمى عليها في نار جهنم يحمى عليها يعني يوقد على اموالهم في النار حتى تشتد حرارتها فتكفى بها جباههم وجنوبهم نعوذ بالله وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون هذا الذي كان يسلمه اليوم ذوقوا العذاب هذا كنزكم. وقد جاء في السنة ما يدل على هذا احاديث كثيرة منها ما رواه مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ما من رجل لا يؤدي زكاة ما له الا جعل له يوم القيامة صفائح من نار. يكوى بها جنبه وجبهته وظهره في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين الناس ثم يرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار. هذا اذا كان من المسلمين وترك الزكاة من باب التكاسل الشح على المال والبخل لمبة بالاستحلال والجحود وهنا مسألة نعم قال فذوقوا ما كنتم تكنزون. يقول ابن جرير ذوقوا فاطعموا عذاب الله فاطعموا عذاب الله بما كنتم تمنعون من اموالكم حقوق الله وتكنزونها مكاثرة ومباهاة هنا مسألة معنى هذا لا يجوز للانسان يكنز المال نقول هذه مسألة قديمة الكلام فيها وقد كان ابو ذر رضي الله عنه يرى انه لا يجوز ان يدخر الانسان شيء من المال الا بقدر نفقة ابنائه طبقة عياله واما اكثر من هذا يرى انه يدخل في الاية وان من كنز المال له هذا هذه العقوبة. وهذا كان رأي له وخالف معاوية ونصحه معاوية لما كان اميرا للشام الا يفشي رأيه فابى الا ان يدافع عنه ويخطئ من خالفه. وجمهور الصحابة يرون ان ما اديت زكاته فليس بكنز المال الذي يزكى لا يسمى كنزا الكنز الذي يعذب به صاحبه هو الذي لا تؤدى زكاته. وهذا هو القول الحق بدليل ما رواه ابو داوود بسند حسن عن ام سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بلغ ان تؤدى زكاته فزكي فليس بكنز مبالغة يؤدى زكاته فزكي فليس بكنز وحسنه الشيخ الالباني اذا الانسان اذا ادى زكاة ما له فانه لا يسمى كنزا وان شاء الله لا يعذب به وان كان انفاق المال في وجوه الخير افضل واعظم اجرا عند الله جل وعلا ولهذا جاء في الحديث لا حسد الا في اثنتين وذكر رجلا صالحا اتاه الله مالا فسلطه على ملكته في الحق. على هلكته في الحق وقال نعم المال الصالح للرجل الصالح لكن اذا ادى الزكاة لو انه امسك المال لا يقال بانه عاصي او ان فيه هذا الوعيد