آآ يقول الله جل وعلا في سورة التوبة ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين بهذه الاية المباركة يبين الله جل وعلا ان عدة الشهور عند الله جل وعلا التي قدرها وخلقها ورضيها لعباده ان انها اثنى عشر شهرا والمراد بالاشهر هي الاشهر الهلالية او القمرية التي تحسب من بداية الهلال حينما يخرج من جهة المغرب. لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فهذه هي الاشهر المعتبرة وهذه هي الاشهر التي كانت تتعارف عليها الامم السابقة وهي الاشهر المنضبطة التي لا يمكن ان تختلط الدنيا او يدخل بعضها في بعض. لان الهلال يبدأ هلالا صغيرا ثم يكبر حتى يصغر ثم يغيب ثم يخرج من جهة المغرب. لكن الشمس كل يوم تطلع الشمس وهي بحجمها لكن الهلال كما قال شيخنا العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال لولا الاشهر الهلالية لاختلطت الدنيا في بعضها ما يضبط الحساب لكن ابد اما اجلهم الله الى طلوع الهلال من جهة المغرب ثم يكبر يكبر يكبر حتى يكون في منتصف الشهر بدرا ثم يضعف يضعف يضعف الى ان يخرج من جهة المغرب هذا من الله هذا خلق الله ولهذا قال جل وعلا يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج هذه هي التي يوقت فيها وهي هو التوقيت الدقيق فان عدة الشهور عند الله يعني في حكمه جل وعلا وتقديره اثنى عشر شهرا في كتاب الله ومعنى في كتاب الله يعني فيما قضاه الله وقدره المراد به ايش؟ آآ المراد به اللوح المحفوظ في كتاب الله الكتاب الذي كتبه عنده وكتب فيه مقادير كل شيء ولهذا يقول الطبري اي الكتاب الذي كتب فيه ما هو كائن في قضائه الذي قضى وقال القرطبي اي اللوح المحفوظ وهو بمعنى يوم خلق السماوات والارض حين خلق السماوات والارض جل وعلا لان الله جل وعلا انما خلق السماوات والارض يعني خلقهن بعد خلق القلم وخلق العرش بل بامد بعيد كما صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لما خلق القلم قال له اكتب قال ماذا اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فجرى القلم بالمقادير وذلك قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة يا اخوان فالله جل وعلا خلق السماوات والارض جل وعلا قال يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم. من هذه الاشهر الاثنى عشر اربعة حرم وهذه الحرم بينها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين آآ عن ابي بكرة قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم في في حجته فقال الا وذلك يوم النحر بمنى على ان الا ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان الحديث ولهذا الاربع الحرم لا خلاف فيها. ثلاثة سرد وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم. وواحد فرد وهو شهر رجب وقيل له رجب مضر لان مضر كانت تعظم الله فيه اكثر من غيرها. ولهذا ما كانوا يقاتلون احدا ولا يعتدون على احد في هذا الشهر معنى حرم يعني ان الله جعلها حراما فيها زيادة تحريم للذنوب والمعاصي ولهذا آآ هذه الاشهر الحرم تعظم فيها الذنوب الذنوب والمعاصي كلها حرام في كل وقت واوان لكن تعظم في هذه الاشهر كما ان السيئات كلها حرام ويأثم صاحبها لكنها بمكة تعظم قال جل وعلا ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم وكذلك مثلا الزنا محرم مع كل احد لكن لو زنى الانسان نعوذ بالله ببعض اقاربه او بعض محارمه فهو اشد تعظيما فهذا هو المعنى يعني اربعة حرم يجب على ان ينتبهوا ويحرموها يحترسوا من الذنوب والمعاصي وان كانوا مأمورون هذا في كل وقت لكن يشتد ذلك في هذه الاشهر الحرم التي جعلها الله حراما. وقال بعض المفسرين الحرم يعني يحرم فيها القتال يحرم فيها القتال. الصواب انه حرم في كل شيء. يحرم فيها القتال على الراجح كما سيأتي. وكذلك يحرم فيها سائر فهي ليست كسائر الشهور بل الذنب فيها اعظم منه في سائر الاشهر. منها اربعة حرم ذلك الدين القيم ذلك جعل الاشهر اربعة اي اثنا عشر شهرا وجعلوا اربعة منها حرم هذا هو الدين المستقيم هو الشرع المستقيم من امتثال امر الله فيما جعل من الاشهر الحرم والحذر فيها والحذر فيها من الذنوب والمعاصي على ما سبق في الكتاب الاول كما قال ابن كثير هذه عبارة ابن كثير رحمه الله في تفسيره قال جل وعلا ذلك الدين القيم اي هذا الشرع وجعلوا الاربعة اشهر هذه هي حرم هذا دين قيم ومستقيم شرعه الله جل وعلا فلا تظلموا فيهن انفسكم اي لا تظلموا انفسكم في هذه الاشهر المحرمة. لانها اكبر وابلغ في الاثم من غيرها. كما ان المعاصي في البلد الحرام تعظم كما قدمنا. ولهذا يقول الطبري فلا تظلموا فيهن انفسكم فان معناه لا الله فيها ولا تحل فيهن ما حرم الله عليكم لتكسبوا انفسكم ما لا قبل لها به من سخط الله وعقابه. وقال ابن زيد الظلم العمل بهن في معصية الله وترك طاعته ومن الاشهر شهر رجب الذي نحن فيه الان وابتدأت دورتنا المباركة فيه فشهر رجب شهر حرام ينبغي للانسان ان يعظمه ويخشى من الذنوب فهي فيه معظمة ولا يختص شهر رجب بشيء من العبادات ولا يخص بشيء ليس به صيام ليلة الاسراء وليس فيه ليلة الاسراء والمعراج وليس فيه قيام ليلة الاسراء والمعراج ولا غيرها لا يصح شيء في تخصيص شهر رجب بشيء من العبادات نعم هو شهر محرم له حرمته ويجب ان ان يحتاط الانسان ويخشى من الذنوب ويتجنب الذنوب والمعاصي وذنوبه فيه معظمة لكن لم يرد اذ عبادة تخصه لا صيام ولا عمرة ولا صلاة ولا غير ذلك. ولا صدقات هذا هو الصحيح آآ لان المسلم ايها الاخوة اه متبع لما جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم والله جل وعلا يقول وما كان ربك نسيا. كل ما نحتاج اليه بينه الله لنا. اما في القرآن واما اوحاه الى رسوله صلى الله عليه وسلم واما ارسل جبريل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم امام الصحابة فيما لم يسألوا عنه وقال تركتكم على البيضة ليلها ونهارها سواء لا يزيغ عنها الا هالك والله جل وعلا يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وقال جل وعلا وان تطيعوه اي النبي صلى الله عليه وسلم وان تطيعوه تهتدوا وفي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله الا كان حقا عليه ان يبين لامته خير ما يعلمه لهم. وان يحذرهم شر ما يعلمه لهم. ما ورد النبي صلى الله عليه وسلم شيء في هذا قال جل وعلا فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة. واعلموا ان الله مع المتقين وقاتلوا المشركين كافة اي جميعكم لا يتأخر منكم احد قاتلوا المشركين كافة اي جميعكم. كما انهم هم يقاتلونكم كافة. جميعهم يقاتلونكم واعلموا ان الله مع المتقين اي اتقوا الله واجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه فانه جل وعلا مع المتقين. وهذي معية خاصة. معية بالحفظ والكلائة والتوفيق آآ وقد اختلف العلماء ظاهر هذه الاية ان الله جل وعلا قال وقاتلوا المشركين كافة فهل يجوز القتال في الاشهر الحرم هل يجوز القتال قتال الكفار في الاشهر الحرم؟ نقول اما اذا اعتدوا علينا فهذا لا خلاف فيه اذا اعتدوا فان جهاد الدفع وقتاله دفع شرهم هذا امر لا خلاف فيه. نقاتلهم في الاشهر الحرم او في غيرها. لكن هل نبدأهم بالقتال في الاشهر الحرم جمهور اهل العلم على ذلك قالوا نعم يبدأون بالقتال في الاشهر الحرم ويقولون ان الله جل وعلا يقول فاذا نعم يقول في هذه الاية وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة وايضا قالوا ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل ثقيف في شهر ذي القعدة وهو شهر حرام وقالوا كل الايات التي تدل على انهم لا يقاتلون في الاشهر الحرم ان هذا منسوخ بهذه الاية وبالايات التي هي الامر بقتال الكفار عموما ومطلقا وذهب بعض اهل العلم الى انه لا يجوز القتال في الاشهر الحرم مطلقا واستدلوا بقوله جل وعلا فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم لكن تعرفون الخلاف في هذه الاية الاشهر الحرم ما المراد بها؟ فمن قال ان انها الاشهر الحرم التي هي الاربعة اشهر التي معنا يستدل بها على يستدل بها على القول بانهم لا يقاتلون في الاشهر الحرم ومن قال ان الاشهر الحرم المراد بها اشهر التسيير الاربعة يصيح في الارض اربعة اشهر لا يحتج بذلك بها على هذا الامر ومن العلماء من قال انهم لا يقاتلون ابتداء في لا يقاتل الكفار في الاشهر الحرم ابتداء لكن يجوز استمرارا وهذا هو اصح الاقوال قالوا لا يجوز ان نبدأ قتالا في الاشهر الحرم. لكن لو بدأنا في قتالهم بقتالهم في شوال او جمادى الثانية فدخل علينا رجب او دخل علينا ذي القعدة نستمر قال وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم فان قتاله لثقيف كان في شهر شوال لكن تحصنوا وتمنعوا استمرت استمر الحصار الى ذي القعدة فالنبي ما ابتدأ بالشهر الحرام في القتال ابتدأ بشهر حلال في شهر شوال لكن لما استمرت المعركة الى الشهر الحرام لا بأس في هذا لكن ما نبدأ القتال في الشهر الحرام هذا هو القول الصحيح الذي تجتمع به الادلة وان كان الجمهور قالوا بخلافه