ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى اثاقلتم الى الارض. يا ايها الذين امنوا يناديهم الايمان الذي مقتضاه ان لا تتثاقلوا عن امر الله وان تسارعوا الى الجهاد. فيا اهل الايمان ان كنتم مؤمنون حقا لماذا تتثاقلون عن الجهاد في سبيل الله ما لكم اي شيء حصل لكم؟ اذا قيل لكم انفروا ومعنى في رؤية اخرجوا في سبيل الله وجهاد اعداء الدين اخرجوا في سبيل الله وجهاد اعداء الدين وقال الشوكاني انهضوا للقتال انهضوا لقتال العدو والنذير في اللغة هو الخروج بسرعة وهذا معنى انفروا يعني اخرجوا بسرعة لا تتباطؤون مالكم اذا قيل لكم انفروا؟ يعني اخرجوا مسرعين بادروا اثاقلتم الى الارض تثاقلتم تباطئتم وتكاسلتم آآ نعم فقال الشيخ السعدي اثاقلتم؟ قال تكاسلتم وملتم الى الارض والدعة والسكون فيها وقال القرطبي معناه اذ ثاقلتم الى نعيم الارض والى الاقامة بالارض. وهذا توبيخ على ترك الجهاد وعتاب على التقاعد عن المبادرة الى الخروج اليه ارضيتم بالحياة الدنيا؟ هذا استفهام انكار وتوبيخ ينكر الله عليهم يوبخهم على عدم المسارعة الى الخروج الى الجهاد. ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ قال الطبري ارضيتم بحظ الدنيا وادعت فيها عوضا عن نعيم الاخرة لان من ترك الجهاد معناته انه رضي بالحياة الدنيا. يريد يتمسك بالدنيا. اريد هذا ما اريد غيره وهذا لا يليق بالمؤمن ان يرضى بالحياة الدنيا بدلا من الاخرة. الدنيا منتهية وفانية. لكن الاخرة هي الحيوان لو كانوا يعلمون. هي الدار الباقية خيرا وان شر ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل ما متاع الحياة الدنيا وهذا التمتع والابتذاذ والتنعم والعيش في هذه الدنيا الا قليل جدا بالنسبة للاخرة ولهذا كم يعيش الانسان؟ يعيش مئة سنة ثم ماذا؟ انظر النبي صلى الله عليه وسلم عاش ثلاثة وستين سنة. توفاه الله الان منذ الف واربع مئة سنة وزيادة ما تقارن الدنيا بالاخرة ابدا