ثم قال جل وعلا انذروا خفافا وثقالا. وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ايضا هذا حث وتهيج على الجهاد وخروج الجهاد والقتال في سبيل الله لما فيه من نصرة الدين واعلاء كلمة الله ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم مكث ثلاثة عشر سنة بمكة ما امن به الا عدد قليل فلما ذهب هجر الى المدينة واذن له في الجهاد في سنوات معدودة في ثمان سنوات رجع الى مكة فاتحا له والسنة التي بعدها دخل الناس في دين الله افواجا. قبائل تدخل الجهاد في سبيل الله باعلاء كلمة الله. فيه ادخال الناس بالدين وبسرعة يدخل الناس بكثرة ان الله لا يزع بالسيف والجهاد والقتال ما لا يجزع بالبيان ان الله لا يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ما لا يزع بالقرآن اي نعم القرآن هو يعني مراد الدعوة الى الله عز وجل فالله سبحانه وتعالى يقوي وينشر هذا الدين اذا جاء الجهاد يدخل الناس في دين الله وينتشر بسرعة حتى قال بعض المؤرخين ان العرب او ان المسلمين في ثمان سنوات فتحوا ما فتحته الروم في ثمانمائة سنة لما جاءت الغزوات والجهاد في سبيله في ثمان سنوات دخلت البلاد كلها الشام والعراق والمغرب والمشرق في ثمان سنين تقريبا الجهاد في سبيل الله في اعلاء ذروته وسلام الاسلام ولهذا يحث الله عليه كثيرا. قال انفروا خفافه وثقالا. يعني اخرجوا مسرعين. قال وهذا في غزوة تبوك. هذا في غزوة تبوك خاصة انفروا خفافا وثقالا وجهدوا باموالكم وانفسكم. ومعنى خفافا وثقالا قال ابو طلحة كهولا وشبابا. ما اسمع الله عذرا احدا وجاء ايضا عن علي رضي الله عنه انه قال ارى ربنا يستنفرنا شيوخا وشبانا ومنها ما جاء عن مجاهد قال قفاه وثقاله قال شبابا وشيوخا واغنياء ومساكين وقال الحكم ابن عتيبة مشاغل وغير مشاغل. مشغولين ولا غير مشغولين وقال ابن عباس نشاطا وغير نشاط غزوة تبوك ما اعذر الله فيها احد امر الجميع بالخروج وهو معنى قوله خفاف وثقال يعني على كل حال صغير او كبير شاب او مسن غني او فقير نشيط او غير نشيط اه عنده اشغال او لا شغل عنده انفروا كفافه ثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم لا بد تجمعوا بين الامرين بالاموال من له مال ينفقه في سبيل الله يجاهد بنفسه ويجود بنفسه في سبيل الله. وكما تلاحظون كلما مرت معنا الايات حين في الغالب حينما تذكر الجهاد تذكر ان يكون في سبيل الله. وفي سبيل الله معناه مخلصين لله تريدون اعلاء كلمة الله لا من اجل السمعة ولا من اجل المال ولا من اجل المغنم قال جل وعلا ذلكم خير لكم ان سنن تعلمون. ذلكم اي خروجكم خفافا وثقالا وجهادكم في سبيل الله باموالكم وانفسكم خير لكم ان كنتم تعلمون عن الله تعلمون مراد الله وتعلمون مواعظ الله التي وعدكم بها وحثكم عليها لان الانسان لابد ان يعلم حتى يتعظ ويعتبر والمراد ان كنتم تفقهون عن الله قوله تعلمونه حقا فبادروا الى ذلك. ثم قال قال بعض اهل العلم ان هذه الاية منسوخة انفروا خفافا وثقالا قال بعض اهل العلم وهذا قاله ابن عباس قال ابن عباس هي منسوخة بقوله فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين. قال نسخة هذه الاية. هذه الاية يقول انظروا يعني جميعا. لكن في الاية الاخرى قال فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ما يلزم الجميع ان ينفروا وقال السد بل هي منسوخة بقوله ليس على على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله ورجح ابن ابن جرير الطبري وابن الجوزي ان الاية محكمة ولا تعارض بينه وبين تلك الايات لان هذه خاصة بغزوة تبوك هذه الاية في غزوة تبوك خاصة ولهذا لم يعذر احد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك