اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة براءة ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن مؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم لا يزال لا تزال هذه الايات المباركات تذكر شيئا من اقوال المنافقين ومن اصناف المنافقين ومن اعمال المنافقين فيقول جل وعلا ومنهم اي ومن المنافقين الذين يؤذون النبي يؤذون النبي صلى الله عليه واله وسلم بالكلام به وعيبه ومن وفسر ذلك هنا بقوله ويقولون هو اذن ومعنى هو اذن يعني هو اذن سامعة لكل من حدثه اي اذن كما قال الطبري قال اذن سامعة يسمع من كل من كل احد ما يقوله فيقبله ويصدقه هم اعداء الله يريدون الطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا محمد اذن اي واحد يجيه اي رجل يأتي يكلمه ويصدقه ويقبل منه ما يقول. هذا طبعا على سبيل الطعن والذنب وانما يحمد الانسان اذا كان اذن للخير. اذا كان اذا حدثه احد بالخير او بالعلم او بالقرآن او بالسنة او بالحق هذا هو الذي يمدح ولهذا قال الله جل وعلا قل هو قل هو اذن خير ما قال لا ليس باذن ابدا هكذا يجب علينا ان نبين الحق وان نقبل الحق. نرد الباطل لكن ما نرد. احيانا بعض الناس يحمله يعني الغيرة على ان يرد الحق والباطل الباطل ومن معه من الحق؟ لا هذا ما قال لا ليس باذن النبي صلى الله عليه وسلم لان الاذن والسامع اذا كان يسمع للخير هذا امر محمود. ولهذا قال قل هو اذن خير قال ابن جرير وغيره يعني يسمع الخير للشر وقيل يقبل من قال له خيرا وصدقا اي نعم الحق ضالة المؤمن قال قل هو اذن خير لكم ثم فسر كيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم اذن خير لكم؟ قال يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين. يؤمن بالله يعني يصدق بالله وحده لا شريك له. ويقر ويفرد الله جل وعلا بالعبادة. ويؤمن للمؤمنين اي ويصدق المؤمنين لا الكافرين والمنافقين يصدق المؤمنين لانهم صادقون في اقوالهم ولا يكون له الا الحق فهو يؤمن للمؤمنين يصدقهم يقبل اخبارهم. لا الكافرين ولا المنافقين ولا اليهود ولا غيرهم ويؤمن المؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم. ثم هو صلى الله عليه وسلم رحمة رحمة للعالمين وما ارسلناك الا رحمة للعالمين هو رحمة للذين امنوا. كيف يكون رحمة؟ لانهم اذا امنوا به واتبعوه واخذوا بما جاء به تسبب ذلك في رحمتهم فسلكوا طريق الرحمة فرحمهم الله ببعثة نبيه صلى الله عليه واله وسلم. فكان كله رحمة عليهم وخيرا عليهم وهو رحمة للذين امنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم. الذين يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين وغيرهم لكن السياقون في المنافقين فيؤذنونه بالطعن فيه يلمزونه يلمزونه في الصدقات يقولون هذا اذن الى غير ذلك فالذين يؤذون الله فالذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم اي مؤلم شديد موجع لمن وقع به جزاء وفاقا على طعنهم في رسول الله صلى الله عليه واله وسلم