قال جل وعلا كالذين من قبلكم كانوا اشد منكم قوة واكثر اموالا واولادا قال فحالكم ايها المنافقون كحال الامم التي من قبلكم الامم الكافرة الذين سبقوكم من بني اسرائيل وغيرهم وهو وهم كانوا اشد منكم قوة كان عندهم من القوة في ابدانهم وفي اعمالهم وفي تصرفاتهم اشد من قوتكم التي عندهم وكانوا اكثر اموالا منكم عندهم اموال كثيرة وكانوا اكثر اولادا فما اغنى عنهم ذلك شيئا يعني مهما حسبتم حسبتم انكم اقوياء عندكم اموال اولاد ما يغني ذلك عنكم شيئا فقد فعل فعلكم امم قد تقدمتكم وكانوا اقوى منكم في ذلك فاهلكهم الله وعذبهم. ولم ينفعهم شيء من ذلك قال عن هؤلاء الامم السابقة فاستمتعوا باخلاقهم والطلاق هو الحظ والنصيب. الاصل في الخلاق هو الحظ والنصيب. وقيل النصيب في الخير والاستمتاع هو التمتع قال ابن جرير الطبري مقرر معنى الاية قال فاستمتعوا بخلاقهم فتمتعوا بنصيبهم يعني تلك الامم الكافرة التي كانت اقوى منكم تمتعوا بنصيبهم وحظهم من دنياهم ورضوا بذلك من نصيبهم في الدنيا عوضا عن نصيبهم في الاخرة استمتعوا بقلقهم استمتعوا في نصهم عاشوا مدة واستمتع تمتعوا بحظهم من الدنيا واستعاذوا بها الدنيا بهذا الحظ في الدنيا على الاخرة قال فاستمتعتم باخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم باخلاقهم. فانتم الان ايها المنافقون وايها الكفار تستمتعون وتتمتعون باخلاقكم بحظكم من هذه الدنيا وتغفلون عن الايمان ولهذا قال كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم. وخضتم كالذي خاضوا خوضكم انما كنا نخوض ونلعب باستهزائكم بنبيكم وطعنكم به وباصحابه وطعنكم في الدين والخوظ في هذا هم قد خاضوا قبلكم في هذا وانتم تخوضون كخوضهم اولئك حفظت اعمالهم هذه هذه نتيجة من فعل ذلك منهم ومنكم من الام السابقة ومنكم اولئك حبطت اعمالهم زالت وذهبت احبطها الله في الدنيا والاخرة فلا ينفعهم شيء في الدنيا كل ما يعملونه من الاعمال في الدنيا لا ينفعهم يحبط يزول يذهب سدى وفي الاخرة كذلك هي حابطة ما ينتفعون منها بشيء ولا يؤجرون عليها بشيء وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا حبدت اعماله في الدنيا والاخرة واولئك هم الخاسرون اتى بال التعريف الى التوكيد. هم الخاسرون حقا. وهم اخسر الخاسرين. واي خسارة اعظم؟ من ان يدخل النار نعوذ بالله ويخلد فيها ويذل ويخزى بالعذاب الشديد ولا يكون له نصيب مما عمل من صالح من اعمال صالحة لانه لم يأتي بسبب قبولها وهو الايمان بالله ما يجب الايمان به