ثم قال سبحانه وتعالى الم يأتهم نبأ الذين من قبلهم الم يأتهم نبأه اي خبر الذين من قبلهم من الامم ثم بين يقول هؤلاء المنافقون وهؤلاء الكفار ما جاءتهم اخبار الامم السابقة كيف عصوا الله وكذبوا رسلهم فلما فعلوا ذلك اهلكهم الله الا يعتبرون بمن سبقهم اذا عملوا بعملهم فالمصير واحد ولهذا بين هذه الامم. الم يأت من نبأ الذين من قبلهم قوم نوح الذين بعث اليهم كانوا يعبدون الاصنام ومكث فيهم الف سنة الا خمسين عاما فابوا ان يؤمنوا فاغرقهم الله بالطوفان بالماء واهلكهم وقوم وعاد قومي عاد وهم قوم هود نبي الله هود هم الذين ارمى ذات العماد بنوا ارم في جهة نجران في الربع الخالي كانت من اعجب المدن بناء فاهلكهم الله ما اغنى عنهم شيء اخذهم بالريح العقيم سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما حتى تركتهم صرعاء لانهم كفروا بالله ولم يؤمنوا بنبيهم وزمود وهم قوم صالح اصحاب الحجر فكذبوا وابوا وقتلوا الناقة فارسل الله عليهم الصيحة واخذتهم الريح تنزع احدهم حتى فيسقط في الارض على رأسه كانهم اجازوا نقل خاوية وقوم ابراهيم لما كذبوا ابراهيم عليه السلام عذبهم الله اهلكم وقوم واصحاب مدين واصحاب مدين وهم قوم شعيب اصحاب مدين هم قوم شعيب. قال تعالى في سورة الاعراف قد مر معنا والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله من اله غيره اذا لما كذبوا شعيب اخذهم عذاب الظلة واهلكهم الله جل وعلا والمعتفكات والمؤتفكات جمع مؤتفكة وهي قرى قوم لوط قالوا كانت قوم لوط الذي بعث اليهم لهم ثلاث قرى وكلهم والعياذ بالله اتفقوا على هذه الفعلة الشنيعة اللواط واتيان الرجال من دون النساء فارسل الله عليهم جبريل وقلبه رفعهم الى السماء فقلب ارضهم عليه وكلاها مؤتفكات من ائتفك الشيء يأتفك اذا انقلب. يقل المؤتفكات لان الله قلبها عليهم جزاء وهاقا اتتهم رسله هذه الامم ما جاءكم خبرهم؟ اتتهم رسلهم جاءتهم رسلهم بالبينات بالحجج والدلائل الواضحات والعلامات الدالة على صدقهم وعلى وجوب افراد الله بالعبادة فما كان الله ليظلمهم ما كان الله جل وعلا ليظلمهم ليأخذهم بدون ان يقيم عليهم الحجة بل ارسل لهم الرسل وانزل عليهم الكتب فابوا كفروا فعند ذلك اخذهم. فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون هم الذين ظلموا انفسهم قامت عليهم الحجة جاءتهم الرسل نزلت الكتب قامت عليهم البينات فلم يؤمنوا واعرضوا عن الحق واستهزأوا بي فاخذهم الله بسبب ظلمهم لانفسهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون