ثم قال جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض مناسبة جميلة يقول ابن ابن كثير لما ذكر الله تعالى صفات المنافقين الذميمة عطف بذكر صفات المؤمنين المحمودة ذكر المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض ذكر شيئا من اخبارهم شيء مما اعده الله لهم من العذاب ثنى بذكر المؤمنين بصفاتهم وما الله لهم من الثواب ومن اجل هذا يسمى القرآن مثاني يذكر الشيء ويثنى بضده يذكر المنافقون والكافرون ويذكر المؤمنون ثم يذكر المؤمنين يذكر اهل الجنة ثم يذكر اهل النار. تذكر الجنة ثم تذكر النار. وهكذا قال جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يتولى بعضهم بعضا يميل اليه يحبه يناصره يعينه يرفده يتولون بعضهم ولو كان من ابعد الناس اولياء بعض ثم ذكر من صفاتهم يأمرون بالمعروف يأمرون بما عرف حسنه ومشرعيته في الشرع وينهون عن المنكر وهو كل ما عرف قبحه ونكرته في الشريعة ويقيمون الصلاة يؤدون الصلاة خالصة لله في اوقاتها مع جماعة المسلمين كاملة الشروط والاركان والواجبات وما تيسر من سننها ويؤتون الزكاة يعطون زكاة اموالهم اذا وجبت عليهم ويطيعون الله ورسوله في كل شيء ومنه ما سبق ذكره فيطيعون الله ويطيعون الرسول صلى الله عليه واله وسلم لان الله لا يأمر الا بالحق ورسوله لا يأمر الا بالحق. ثم قال اولئك سيرحمهم الله اولئك الذين اتصفوا بهذه الصفات سيرحمهم الله ويدخلهم في رحمته ان الله عزيز حكيم سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم. قال ابن كثير عزيز حكيم اي عزيز ومن اطاعه اعزه فان العزة لله ولرسوله والمؤمنين. حكيم في قسمته هذه الصفات لهؤلاء وتخصيصه المنافقين بصفاتهم المتقدمة. فان له الحكمة فان له الحكمة في جميع ما يفعله تبارك وتعالى