ثم قال الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم هذه حالهم كما روى البخاري عن ابن مسعود عن ابي مسعود البدري قال لما نزلت اية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا رضي الله عن الصحابة نتحامل على ظهورنا ما معناه؟ ما عندنا فلوس بس لما قال الله تصدق وحثني على الصدقة كان احدنا يذهب الى السوق ويعمل حمال يحمل على ظهره ويأخذ شيء ثم يتصدق به قال كنا نتحامل على ظهورنا فجاء رجل فتصدق بشيء كثير. جاء في بعظ الروايات انه عبد الرحمن بن عوف تصدق بمئة اوقية من ذهب وقيل باربعة الاف درهم فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا مرائي المنافقين موجودين قالوا مرائي عبد الرحمن بن عوف مرائي شف قال وجاء رجل فتصدق بصاع. فقالوا ان ان الله لغني عن صدقة هذا فنزلت هذه الاية هذا رواه البخاري ورواه مسلم ايضا وجاء في سبب نزول الاية ان ذكره ابن اسحاق وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة فجاء رجل بصاع فقال يا رسول الله حثيت على الصدقة وليس عندي شيء فعملت البارحة بالماء بجر الماء يعني كان يسقي يقوم باخراج الماء من البير في الليل كله يسقي زرع رجل على ان يعطيه صاعين من طعام قال فعملت ليلتي كلها بصاعين. فصاع تركته لاهلي وصاع اتصدق به يا رسول الله فقال المنافقون ان الله لغني عنها عن صاع هذا فجاء عبد الرحمن فقال بقي احد يا رسول الله من الصدقة؟ قال لا بقيت انت فاتى باربعة الاف درهم فقال له عمر امجنون انت يا عبد الرحمن؟ قال لا لست مجنونا ولكن عندي ثمانية الاف درهم فنصفها اخرجته في سبيل الله ونصفها ابقيته فقالوا مرائي عبد الرحمن فان جاء الذي ينفق كثيرا قالوا مرائي وان جاء الذي ينفق قليلا قالوا الله غني عنه وعن صدقتي هؤلاء هم المنافقون وهو معنى هذه الاية الذين يلمزون المتطوعين يتطوعون بالصدقة من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم. يخرج جهده وقدرته طاقتهم. ما يستطيع اكثر من هذا فيسخرون منهم يستهزئون هذا منافق هذا مرائي وهذا الله غني عنه وعن صدقته سخر الله منهم الجزاء من جنس العمل الله يسخر بالساخرين سخر الله منهم ولهم عذاب اليم فوق ذلك اي مؤلم موجع شديد لمن وقع به. وكل هذا من خصال المنافقين