ثم قال الله جل وعلا فرح المخلفون في مقعدهم خلاف رسول الله. المخلفون المراد المنافقون الذين تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فرحوا بمقعدهم بجلوسهم في المدينة وعدم خروجهم مع النبي صلى الله عليه وسلم خلاف رسول الله اي خلفه في المدينة وكرهوا ان يجاهدوا باموال باموالهم وانفسهم. كرهوا من قلوبهم عندهم كراهية للجهاد. للشهادة للايمان وكرهوا ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله بل حاولوا يثنون غيرهم ايضا هذه اعمالهم وقالوا لا تنفروا في الحر. قال بعضهم لبعض لا تنفروا في الحر لان معركة تبوك كانت في في عز الصيف وشدة الحرارة. لما اينعت الثمار وطابت وطاب الظل في المدينة قال النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك هلموا فيقول بعضهم البعض لا تنظروا في الحر قال الله عز وجل قلنا نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون ولهذا جاء في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم نار بني ادم التي يوقدون منها جزء من سبعين جزءا من نار جهنم. قالوا يا رسول الله ان كانت لكافية. قال انها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا. اخرجه في الصحيحين وفي الحديث ايضا عند احمد بسند صحيح ان ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم وضربت بالبحر مرتين ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لاحد نسأل الله العافية والسلامة. قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون عن الله مواعظه وعبره وما نصحهم به النبي صلى الله عليه وسلم فليضحكوا قليلا وليبقوا كثيرا. فليضحكوا قليلا. قال ابن عباس الدنيا كلها قليل. فليضحكوا في في الدنيا ما فان فانه قليل وسيلقون الله جل وعلا ويجازيهم على اعمالهم ما تنفع الدنيا. لو ضحكوا في الدنيا من اول وجودهم الى اخرهم هذا قليل جدا وليبكوا كثيرا حينما يدخلون النار جاءوا الاهالي لانهم يبكون الف سنة وان دموعهم يخرج منهم الدموع الكثيرة ما ينفع هذا جزاء بما كانوا يكسبون. جزاء كل هذا العذاب بسبب كسبهم واعمالهم ما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون