قال جل وعلا ولا تعجبك اموالهم واولادهم انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون هذه الاية مرت معنا هذه السورة هي الاية رقم خمسة وخمسين من هذه السورة والمعنى ان الله عز وجل نهى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يعجبه او ان تعجبه اموالهم واولادهم. تكلمنا عن الاية بالامس ان المراد ان الانسان لا يغتر بالدنيا ولا بالاولاد وانما يحرص على العمل الصالح فكم من مال وكم من ذرية هم سبب عذاب على صاحبها وان كان المال الصالح والرجل الذي يسلطه على هلكته في الحق هذا امر طيب. لكن المراد عموم الاموال عموم الاولاد وليس هذا محل مدح للانسان كثرة ماله وكثرة ولده الا اذا اتقى الله عز وجل في ماله وربى ولده على الدين وعلى العقيدة وعلى المنهج السلفي السنة قال جل وعلا ولا تعجبك اموالهم واولادهم انما يريد الله. هذه علة. لماذا؟ وهبهم الله هذه الاموال وهذه وهؤلاء وهذه وهذه الاولاد. قال انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا. مر معنا قول ابن جرير وهو قول ابن عباس قال يعذبهم بها في الدنيا قال في الزكاة بالصدقات يعني بالزكاة التي تؤخذ منه وفي الانفاق في سبيل الله في الجهاد. وهم يتعذبون ما يريدون يخرجون شيئا. وكذلك في الاخرة نعوذ بالله يعذبون بها تقوى تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم على ضوء ما مضى قال جل وعلا يريد الله ان يعذبهم بها انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا وتزهق انفسهم اي تخرج انفسهم مع شدة تخرج خروجا شديدا تفرق في ابدانهم وتنتزع كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ارتزق انفسهم وهم كافرون. نسأل الله العافية تخرج ارواحهم وهم على الكفر لماذا؟ لانهم استغنوا بمالهم واولادهم استغنوا به وعاشوا به الى ان خرجت انفسهم وهم على الكفر هذا استدراج من الله ومكر من الله