ثم قال سبحانه وتعالى وجاء المعذرون من الاعراب هذه هي قراءة الجمهور بالتشديد وجاء المعذرون وقرأ الكسائي في رواية قتيبة وجاء المعذرون المعذرون بالتخفيف وهي قراءة ابن عباس والمعذرون يعني من لهم عذر والمعذرون قالوا اصلها وجاء المعتذرون فاضرمت قالوا اصلها نعم. اصلها المعتذرون الا ان التاء ادغمت في الذال المؤذن ادعو المعتذرون هذا اصله لكن ادغمت التاء في الدال لتقارب المخرجين ولاجل التخفيف وهذا كثير يرد في الكلام مثل يتذكرون اصلها يتذكره فتدغم التاء في الذال والمراد بالمعذرون هم فريق من المؤمنين الصادقين المعذورون الذين لهم عذر وتخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم لعذر صحيح فلا لوم عليهم ولا عتب عليهم فهم مؤمنون وهذا قال به اكثر المفسرين وقال بعض المفسرين بل المعذرون هما هنا هم المنافقون والذين لا عذر لهم ولكن الصواب ان المعذرون هنا هم مؤمنون بدليله كما قال ابن جرير الطبري وغيره بدليل انه ذكر القسم الكافر بعد ذلك. قال وجاء المعذرون من الاعرابي ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله فهو ذكر هذا الصنف ثم ذكر الصنف الثاني العصاة وقاعد الذين كذبوا الله ورسوله فدل على ان هذا الصنف يختلف عنهم. وهم المؤمنون وهم المؤمنون من الاعراب من القبائل التي حول المدينة الذين لهم عذر شرعي وجاء المعذرون من الاعرابي ليؤذن لهم والاعراب هم سكان البادية وليست علما على قبيلة بعينها كما هو مصطلحات الناس اليوم لا الاعراب كل من سكن البادية فهو اعرابي واما اذا سكن الحاضرة وسكن القرى وهو من الحاضرة وليس اعرابي قال وجاء المعذرون من الاعراب ليؤذن لهم يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم يخبرونه بعذرهم عذرهم النبي صلى الله عليه وسلم قال وقعد الذين كذبوا الله ورسوله اخرون من المنافقين وبعضهم من الاعراب لكن لا عذر لهم منافقون وقعد الذين كذبوا الله ورسوله هذا فريق ثاني كذبوا الله ورسوله وكذبوا الله ورسوله فلم يؤمنوا ولم يدخلوا في الاسلام سيصيب الذين كفروا منهم عذاب اليم. هذا ايضا يدل على ان المعذرون المعذرون ليسوا بمعذبين لانه قال سيصيب الذين كفروا منهم فقط. المعذرون سيصيب الذين كفروا منهم وهم الذين قعدوا خلاف النبي صلى الله عليه وسلم بغير عذر وهم كفار وهم منافقون وقائد الذين كفروا نعم سيصيب الذين كفروا منهم عذاب اليم اي عذاب مؤلم موجع شديد لمن وقع به