ثم قال ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه هذا السر ليس صنفا رابعا يا اخوان هذا هو من الصنف الثالث الذين لا يجدون ما ينفقون. لكن خصهم بالذكر لشدة حرصهم على الجهاد. اولئك ما عندهم شيء يخرجون به فيعرفون انهم ما يستطيعون الخروج فجلسوا في بيوتهم لكن هؤلاء ما عندهم شيء يخرجون به ومع ذلك ذهبوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يرجون ان يجد لهم شيئا يحملهم عليه حتى يذهبوا للجهاد يستحقوا ان يخصوا بالذكر لان مقامهم اعلى من السابقين بدلوا حاولوا ليسوا ممن يعني اقتنع بعذره وبقي لا جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يريدون يحملن احملنا اعطنا ناقة نركب عليها ونخرج للجهاد معك قال ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه. النبي صلى الله عليه وسلم ما كان عنده. جاءه بعضهم وحمله بعضهم ما وجد شيء يحمله عليه. قال ولو واعينهم تفيض من الدم تولوا عنك يعني ذهبوا ورجعوا الى بيوتهم واعينهم تفيض من الدمع واعينهم تسير بالدمع لماذا؟ حزنا الا يجدوا ما ينفقون من الحزن اصابهم حزن شديد ما عندهم مال ينفقونه حتى يخرجوا للجهاد في سبيل الله. وهذا دليل على صدقهم وهؤلاء جمهور المفسرين كما قال القرطبي انهم اولاد النعمان ابن مقرن المزني قال وكانوا سبعة اخوة كلهم جاؤوا يريدون الخروج للجهاد مع يريد ان يحمله فاعتذر فتولوا وهم يبكون وقيل بل وكلهم نفر ام زينب وقيل هم من الانصار وقيل من بني عمرو بن عوف وقيل غير ذلك. المهم ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهؤلاء يسمون البكاؤون هل بكاؤون وانظر كيف يفعل الايمان بالقلوب فالمنافقون استأذنك اولو الطول منهم قال بعضهم لا تفتني ما اريد الخروج مع انه لا عذر له والمؤمن الصادق يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول احملني احملني فلما لم يحمله صار يبكي وتبيض عينه من الدمع الا يجد ما ينفق سبحان الله الايمان اذا وقر في القلوب هو الذي يفعل الافاعيل