ثم قال جل وعلا يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم يعتذر هؤلاء المنافقون اذا رجعتم اليهم من الغزو خاصة غزوة تبوك باعذار ويحلفون عليها كما في قصة كعب بن مالك لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك قالوا ثلاثة من الصحابة خلفوا ولا عذر لهم وهم كانوا على الايمان كما سيأتي هؤلاء الثلاثة جاءوا وصدقوا قالوا ما كان لنا عذر لكن كان يأتي المنافقون ويعتذرون يا رسول الله عندنا كذا عندنا كذا عندنا كذا والنبي يقبل منه ويأخذهم بظواهرهم ولهذا يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم يعتذرون النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه اذا رجعوا من غزوة تبوك او من الغزو مطلقا فقال الله عز وجل قل لا تعتذروا لا ما في داعي تعتذر لن نؤمن لكم قال الطبري لن نصدقكم على ما تقولون وما انت بمؤمن لنا يعني مصدق لنا من اراد التصديق مع الاقرار قل لن نؤمن لكم يعني لن نصدقكم قد نبأنا الله من اخباركم اخبرنا واعلمنا جل وعلا من امركم ما قد علمنا به كذبكم وانكم كذب كذبة مهما قلتم قد نبأنا الله من اخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون الى عالم الغيب الشهادة اي سيرى الله جل وعلا ورسوله عملكم في فيما بعد اتتوبون من النفاق وتقلعون عما كنتم عليه اما انكم ستبقون على ما انتم عليه سيظهر هذا لانه ما اسر عبد سريرة الا اظهره الله والناس يؤخذون بالظاهر ولابد ان تظهر حقائق القوم قال ثم تردون وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة عالم الغيب والشهادة. الشهادة ما يشاهد وينظر اليه والغيب ما غاب عن الحواس الخمس والغيب منه ما هو غيب مطلق ومنه ما هو غيب نسبي والله هو علام الغيوب جل وعلا ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء قال ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم فينبئكم بما كنتم تعملون. ينبئكم اي يخبركم ثم يجازيكم يخبركم باعمالكم عن بعد الذي نعم ما وصليا فينبئكم بعملكم والباء هنا اما للصاق او للاستعانة ولغيرها من المعاني لكنها ليست سببية. فينبئكم بعملكم ننبئكم بعملكم في القيامة الانسان على عمل من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شريانها