ثم قال جل وعلا الاعراب اشد كفرا ونفاقا. قلنا ان الاعراب المراد بهم سكان البادية فهم اشد كفرا بالله جل وعلا واشد نفاقا يظهرون ما لا يبطنون من الحاضرة لماذا قال المفسرون او قال الطبري خاصة اشد كفرا قال اشد جحودا لتوحيد الله. واشد نفاقا من اهل الحظر في القرى والانصار وذلك لجفائهم وقسوة قلوبهم وقلة مشاهدتهم لاهل الخير فهم لذلك اقسى قلوبا واقل علما بحقوق الله كلهم كفار لكن الذي يعيشه في البادية وفي الصحراء يكون عنده شيء من الغلظة والقسوة والشدة ولهذا قال الله عز وجل الاعراب اشد كفرا ونفاقا هؤلاء الذين كفروا قصفوا بالنفاق يظهروا الاسلام ويبطنوا الكفر. وهم لم يؤمنوا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله. اجدر يعني احرى احرى واخلق واقرب الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله لانهم في البادية مع الابل والغنم وليسوا ملازمين للنبي صلى الله عليه وسلم او حوله في القرى او في المدينة فيسمعون كلامه ويتعلمون احكام الله جل وعلا واجدروا الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم عليم احاط علمه بكل شيء وهو يعلم هؤلاء القوم كلهم وحكيم ايضا فيما قدر وفي شرعه وفي قدره واقواله وافعاله فقدر على هؤلاء الكفر سواء من العرب او من غيرهم وصدهم عن السبيل وهدى من هدى فذلك لحكمة عظيمة يعلمها جل وعلا