قال سبحانه وتعالى وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة. مردوا على النفاق رجع مرة اخرى لبيان حال المنافقين لانها شأنهم خطير المنافقون شأنهم خطير في المجتمع فلابد ان يعرفوا حتى يحذروا ويعرف شأنهم لأنهم يعيشون مع المسلمين ويظهرون انهم على الاسلام فيطعنون به من باطنه ومن داخله. ولهذا قال ومن من حولكم من الاعراب احياء العرب احياء العرب العرب الذين حول المدينة من القبائل الذين هم على الكفر. منافقون يظهرون الاسلام لكم وهم في الحقيقة يبطنون الكفر ومن اهل المدينة كذلك ومن اهل المدينة مرضوا على النفاق اي ايضا ومن اهل المدينة منافقون مردوا على النفاق. ومعنى مردوا يعني مرنوا عليه مرنوا علي تعودوا مرضوا اي مرنوا عليه ودربوا به واعتدوا وهذا دليل على انهم منافقون بشهادة الله عز وجل وانهم متعودون عليه منذ زمن. ومن اهل المدينة مرضوا على النفاق يقول ابن كثير اي مرن اي مرنوا عليه مرنوا واستمروا عليه ومنه يقال شيطان مارد ومريد ويقال تمرد فلان مع الله ايعتها وتجبر مرضوا على النفاق لا تعلموا نحن نعلمه. سبحان الله النبي صلى الله عليه وسلم اعلمه الله بعضهم لكن ما اعلمه بكل المنافقين قال هؤلاء وان كان قال في اية اخرى ولا تعرفنه في لحن القول لكن ذاك استنباطا واستظهارا واما الله جل وعلا يعلمهم حقيقة يعرف بواطنهم وظواهرهم لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين قال المفسرون سنعذبه مرتين مرة بالقتل ومرة بالسبي مرة بالسبي ومرة بالقتل وقال بعض المفسرين سنعلمه مرتين بالجوع وبعذاب القبر. وقال بعضهم في عذاب الدنيا وعذاب الاخرة وهذا هو الاظهر لانه اشمل سيعذبه الله مرتين في الدنيا وفي الاخرة في الدنيا يعذبه باخذهم وتسليط المؤمنين عليهم وكذلك يعذبهم في الاخرة فهم في الدرك الاسفل من النار تحت اقدام المشركين الكافرين جزاء وفاقا