ثم قال واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا اخرون من المنافقين وهذا من عدل الله وبيانه وايضاحه فانه بين ان المنافقين طبقات وفرق يختلفون وليس حكمهم واحدا. فقال ومن واخرون اي من المنافقين قال ابن جرير الطبري واخرون من المنافقين الذين لم يخرجوا معك الى غزوة تبوك ومنهم ابو لبابة ابن عبد المنذر وطائفة اعترفوا بذنوبهم هكذا يرى انها خاصة بينما ابن كثير رحمه الله وهو الاظهر يرى ان هذه الاية عامة اية عامة طائفة من الامة من امة النبي صلى الله عليه وسلم خلطوا عملا صالحا واخرا سيئا. واستدل على ذلك بالحديث الذي رواه البخاري وفيه اتاني الليلة اتيان فابتعثاني فانتهينا الى مدينة مبنية بلبن من ذهب ولبن من فضة فتلقانا رجال شطر وجوههم شطر شطر من خلقهم كاحسن ما انت رائن وشطر كاقبح ما انت رائن وذكر الحديث قال فانهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا فتجاوز الله عنهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا. صحيح انه قد يكون المراد هنا هم اولئك الذين تأخروا عن النفاق عن عن غزوة تبوك وفيهم النفاق لكن العبرة بالعموم لا بالخصوص قال واخرون اعترفوا بذنبهم لكن هؤلاء اعترفوا واقروا بذنوبهم ورجعوا وندموا خلطوا عملا صالحا واخر سيئة العمى قال ابن جرير الطبري العمل الصالح هو اعترافهم بذنوبهم وتوبتهم منها واخر سيئا قال هو تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج الى غزوة تبوك وتركهم الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم. فالحسنة انهم خلطوا عملا صالحا وسيئا لكن اهم شيء انهم اعترفوا واقروا وندموا قال الله جل وعلا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم قال ابن عباس وغيره قالوا عسى من الله واجبة عسى من الله واجبة يعني عسى الله ان عسى الله ان يتوب عليهم يعني سيتوب الله عليه سيتوب الله عليه لانه اكرم الاكرمين واجود الاجودين. الاجودين تب عليهم يقبل توبتهم ويغفر لهم ذنوبهم ان الله غفور رحيم وسعت رحمته كل شيء ومن ذلك ان وفقه للاعتراف والتوبة والعمل الصالح وغفر لهم ذنوبهم التي كانت عندهم لما تابوا منها ورجعوا. قال جل وعلا على كل حال ابن كثير يقول الاية عامة في كل المذنبين الخطائين كما قدمنا وابن جرير يرى انها في قوم من الصحابة تأخروا عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم الى غزوة تبوك. كابي لبابة ابن المنذر ومن معه. لكن الصواب وذهب اليه ابن كثير العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. والحديث الذي ذكرناه يدل على هذا