قال جل وعلا وقل اعملوا وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون قال مجاهد هذا وعيد وقل اعملوا قال هذا وعيد يعني من الله تعالى للمخالفين اوامره بان اعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين وهذا كائن لا محالة يوم القيامة كما قال يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية وقال تعالى يوم تبلى السرائر وقال وحصل ما في الصدور وقد يظهر الله تعالى ذلك للناس في الدنيا كما قال الامام احمد وساق حديثا وقال الطبري في تفسير هذه الاية وقل اعملوا قال وقل يا محمد لهؤلاء الذين اعترفوا لك بذنوبهم من المتخلفين عن الجهاد معك اعملوا لله بما يرضيه من طاعته واداء فرائضه فسيرى الله عملكم ان عملتموها ويراه رسوله والمؤمنون في الدنيا وستردون يوم القيامة الى من يعلم سركم وعلانيتكم اذا هذا فيه تهديد وتخويف اعملوا او تقرير اعملوا اعملوا ايها الناس وهذا طبعا خاص به ولاية المنافقين فسيرى الله عملكم ان صدقتم سيظهر عمله ابدا سيظهر وسيراه الله سيراه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة. ولهذا الصحابة كانوا يعرفون المؤمنين ويشكون في المنافقين؟ لان اعمالهم تظهر كلما جاء امر انحازوا تركوا الجهاد طعنوا في المسلمين لكن اولئك المؤمنون كانوا حريصين على الخير فرأوا اعمالهم وظهرت اعمالهم ولهذا جاء في الاثر عثمان ما اسر عبد سريرة الا اظهرها الله على وجه او فلا تأتي لساني ابد ولهذا ذهب جمع المفسرين ان قوله وثيابك فطهر قال اعمالك لا بد ترى ثيابك التي عليه كذلك اعمالك لا بد ترى يا اخي ولا بد يراه الناس والناس شهداء الله في ارضه واورد المؤلف رحمه الله ابن كثير بعض الاحاديث لكن لا تخلو من ضعف كلها حول ظهور الاعمال وكذا لكن كلها فيها بالهيئة واسانيدها ضعيفة. لكن مما اورده وهو صحيح اه عند البخاري قالت عائشة اذا اعجبك حسن عمل امرئ مسلم فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وورد عند الامام احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عليكم ان تعجبوا باحد حتى تمضيوا حتى تنظروا بما يختم له فان العامل يعمل زمانا من عمره او برهة من دهره بعمل صالح لو مات علي لدخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملا سيئا وان العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيء لو مات عليه دخل النار ثم يتحول في عملا صالحا واذا اراد الله بعبده خيرا استعمله قبل موته قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله كيف يستعمل الله عبده قال يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه تفرد به الامام احمد وصححه الشيخ الالباني علم توفيق الله عز وجل للعبد وجاء ايضا في الحديث الاخر اذا اراد الله بعبده خيرا عسله قال وما عسله قال وفقه لعمل صالح ثم قبضه عليه او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لان الاعمال بالخواتيم وفي الحديث الاخر وان الرجل ليعمل في عمل اهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيذكره الله الجنة وهذا ما هو لله على خلقه