يقول الله جل وعلا في سورة التوبة افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير اما الاسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم. والله لا يهدي القوم الظالمين هذا هذه الاية الكريمة في سياق ما اخبر الله به عن مسجد الضرار وعن ما نواه اولئك الذين بنوا مسجد من المنافقين فلا تزال هذه الاية ايضا تتكلم عن الموضوع وتبين حقيقة امره وحقيقة امر اولئك المنافقين وحقيقة امر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. فقال جل وعلا افمن اسس بنيانه على تقوى من الله؟ اسس بنيانه يعني بنى اساسه واصله على تقوى من الله. بناه يريد يتقي الله به تريد ان يتقي الله به ويريد طاعة الله وابتغاء مرضاته وهذا هو المؤمن وهذا هو النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة على تقوى من الله ورضوانه. ايضا يلتمس به رضا الله. فاسس مسجده واصله وبناه. يلتمس به تقوى الله جل وعلا وطاعة الله جل وعلا وايضا يلتمس فيه رضا الله خير ام من اسس بنيانه على شفا جرفنهار؟ هل هل هذا خير؟ ام من اسس وبنى واصل مسجده على شفا جرف هار وهم المنافقون الذين بنوا مسجد الضرار وما انا على شفا جوف انهار شفى الشي حده وطرفه والجرف هو ما يتجرف بالسيول من الاودية وهي جوانبه جوانب الاودية وجوانب الوادي جوانبه التي تنحفر بالماء هو اصله من الجرف والاجتراف وهو اقتلاع الشيء من اصله. اذا الجرف او الجرف ما هو؟ هو ما يكون في حافتي الوادي بسبب جريان الماء والسيول فتنحت الوادي اجعلوا طرفه جرف حده جرف بمجرد ان يطأ عليه ولو شيء يسير يسقط واحيانا يسقط من نفسه فهذه هي حال المنافقين شفا جرف هار ايضا معنى هار اي ساقط ساقط من قولهم تهور البناء اذا سقط وانهدم فهل يستوي هذا البناء الذي بناه صاحبه على شفا وطرف جرف وهو جوانب الوادي وهو جرف ايضا منهار ساقط منهدم فمن بنى بنيانه على طرف جرف هار هذا ما بنى الحقيقة يسقط به. ولا يثبت لكن من اسسه على تقوى من الله ورضوان هذا هو الذي يبقى. ولهذا لا يزال مسجد قباء الى يومنا هذا ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم. الى قيام الساعة لكن اين مسجد الضرار كان على شفاجور بنهار فانهار بصاحبه في نار جهنم. ولهذا قال جل وعلا فانهار به اي فانهار بالبناء هذا الجرف الهار انهار بالبناء في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين قال ابن كثير قال جابر ابن عبد الله رأيت المسجد الذي بني ضرارا يخرج منه الدخان على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال ابن جريج ذكر ذكر لنا ان رجالا حفروا فوجدوا الدخان يخرجوا منه مسجد الضراء وكذا قال قتادة. وقال خلف بن ياسين الكوفي رأيت مسجد المنافقين الذي ذكره الله تعالى في القرآن وفيه جحر يخرج منه الدخان وهو اليوم مزبلة. رواه ابن جرير في تفسيره. اذا انهار في نار جهنم. ذاك المسجد انهار وسقط ما هدم وتحته نار جهنم انهار في نار جهنم ولهذا كان يرى الدخان يخرج من المكان الذي هدم فيه مكان المسجد والله لا يهدي القوم الظالمين اي لا يوفق لان الهداية هنا هداية التوفيق. لان الهداية هدايتان هداية الارشاد والدلالة وقد هدى الله الخلق جميعا وارشدهم ودلهم وارسلوا الرسل وانزلوا الكتب للدلالة على الحق. وهداية التوفيق للايمان والعمل الصالح. وهذه يملكها الله جل وعلا الله لا يهدي القوم الظالمين ولا يهدي الفاسقين وانما يهدي المؤمنين المتقين المحسنين وقوله اسس فيها قراءتان. قرأ نافع وابن عامر اسس اسس بالبناء للمفعول. وقرأ الباقون بالبناء للفاعل افمن اسس والمعنى لا يختلف. اسس بالمبني للمفعول واسس اي هو هو المعنى لا يختلف وكذلك جرف فيها قراءتان قرأ ابو بكر وحمزة باسكان الراء في جرف هار وقرأ الباقون في وقرأ الباقون بظمها بالرفع جرف قالوا وهما لغتان يقال جرف وجرف مثل ما يقال الرسل والرسل والشغل والشغل لغتان المعنى لا يختلف باختلافهما