ثم قال جل وعلا ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. قال ابن جرير الطبري اشترى اي ابتاع من المؤمنين انفسهم واموالهم بالجنة ابتاع اشتراها منهم وابتاعها منهم انفسهم واشترى منه اموالهم مقابل الجنة بان لهم الجنة. وربح البيع ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون. اذا هذا اشتغال انفس بين ما معنى اشترى الانفس؟ انهم يقاتلون في سبيل باعوا انفسهم في مرضاة الله ونصرة لدين الله. فيقتلون اعداء الله جل وعلا ويقتلون. احيانا يقتلون واحيانا يقتل المسلم. المهم ان من خرج للجهاد في سبيل الله فقد باع نفسه على ربه. سواء قتل فقط ولم يقتل او قتل ثم قتل او قتل مباشرة كله قد باع نفسه والله اشترى هذه النفس منه فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا يعني وهو اعطائهم الجنة وادخالهم الجنة بان لهم الجنة هذا وعد من الله جل وعلا والله لا يخلف الميعاد ومن اصدق من الله قيلا ومن احسن من الله حديثا قال جل وعلا وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. هذا الوعد حق على الله. وقد اخبر الله بذلك وقطعه على نفسه في كتبه المنزلة في التوراة التي انزلت على موسى وفي الانجيل الذي انزل على عيسى وفي القرآن الذي انزله الله على نبينا صلى الله عليه واله وسلم ثم قال ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم. من اوفى بهذا العهد وهذا العقد بينه وبين الله عز وجل فقاتل في سبيل الله حتى قتل او انفق امواله في سبيل الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به. استبشروا قال القرطبي اي اظهروا السرور بذلك قال والبشارة اظهار السرور في البشرة. استبشروا استسروا بهذا البيع. ان وفيتم فقمتم به كما قام الصحابة رضي الله عنه استبشروا ببيعكم سماه بيعا لان الله قال ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم اي نعم هو الفوز العظيم ان يدخلك الله الجنة في اعلى الدرجات وينجيك من النار فهو الفوز العظيم ثم قال آآ هنا نذكر مقولة للحسن جميلة قال ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم قالوا الحسن بايعهم والله فاغلى ثمنهم بايع الله المؤمنين اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. بايعهم فاغلى ثمنهم. الجنة سلعة الله غالية يا اخوان. ولا احد يدخل الجنة بعمله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم احد يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. فمن عوضه الله بنفسه وبماله الجنة فوالله قد اغلى الله له الثمن قال وقال شمر بن عطية الاسد الكاهلي الكوفي قال ما من مسلم الا ولله عز وجل في عنقه بيعة وفى بها او مات عليها ثم تلى هذه الاية ولهذا يقال من حمل في سبيل الله بايع الله اي قبل الله اي قبلها هذا العقد ووفى به ومما ذكره العلماء ان هذه الاية لها سبب نزول. ان الله اشتر من المؤمنين انفسهم قاله محمد بن كعب القرظي ان عبد الله بن رواحة قال للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة اشترط ربك ولنفسك ما شئت يا رسول الله فقال اشترط لربي ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. واشترط لنفسي ان تمنعوني مما تمنعون منه انفسكم واموالكم. واموالكم. قالوا فما لنا ان فعلنا قال النبي صلى الله عليه وسلم الجنة قالوا ربح البيع لا نطيل ولا نستقيل. فنزلت ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم الاية لكن هنا فائدة تجد في كلام السلف في كلام الصحابة او بعض التابعين او من بعدهم يقول نزلت الاية في كذا وهم لا يعنون ان هذا هذه القصة هي سبب نزول الاية. وانما يعنون ان هذه القصة تشملها هذه الاية تشملها تدل عليها تدخل تحتها في البيان. لان هذه السورة سورة براءة. من اخر السور نزولا عن النبي صلى الله عليه وسلم في اخر حياته ومجيء النبي صلى الله عليه وسلم الى معاقبة الانصار على المجيء الى المدينة متى؟ قبل الهجرة اليس معناها انها سبب نزول الاية انها نزلت بسبب قول عبد الله بن رباح ابن رواحة رضي الله عنه لكن المراد انه في مثل هذا نزلت هذه الاية في مثل قول الصحابة رضي الله عنهم الانصار للنبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا نزل قوله جل وعلا ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم