ثم قال جل وعلا في ذكر هؤلاء في صفات هؤلاء المؤمنين قال التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين. التائبون جمع تائب والتائب هو الراجع. من معصية الله الى طاعته العابدون قال الطبري اي القائمون بعبادة ربهم محافظين عليها. القائمون بعبادة ربهم محافظين عليها وهي الاقوال والافعال فمن اخص الاقوال الحمد ومن اخص الافعال الصيام ثم ذكر كلاما بعد ذلك وقال الطبري العابدون هم الذين ذلوا لله خشية لله وتواضعوا من خوفه وهذه هي العبادة العبادة معناها الذل العبادة في اللغة هي الذل ومنهم طريق معبد يعني مدلل وهو العابدون هم الذين ذلوا لله وخشعوا له وخشوه خوفا من عقابه العابدون الحامدون الحامدون الذين يحمدون الله ويكثرون من حمده على كل حال في السراء والظراء عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا وقع به ما يكفر قال الحمد لله الحمد لله على كل حال. واذا وقع فيه ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. فهم الحامدون والحمادون لكثرة حمدهم لربهم الحامدون السائحون السائحون هنا جمهور السلف وممن قال به ابن عباس وابن مسعود وعائشة وغيرهم انهم الصائمون السائحون الصائمون قال قالت عائشة سياحة هذه الامة الصيام. وقال ابن عباس الصائم كل ما ذكر الله في القرآن السياحة هم الصائمون وكذلك جاء عن ابن مسعود قال السائحون الصائمون. وروى عن جمع وروي عن جمع من السلف وقال بعض وهو قول ضعيف لكنه ذكره بعض المفسرين قالوا الصائمون هم فالسائحون هم المجاهدون في سبيل الله لانهم يسيحون ويخرجون وقال بعض المفسرين قال هم طلبة العلم ولكن جمهور السلف وهو الصواب ان السائحون هنا هم الصائمون. السائحون الصائمون. الراكعون الساجدون ذكر جزء من الصلاة من اهم اركان الصلاة. الركوع والسجود وليس المراد ركوع وحده او سجود وحده. بل يعني يصلون لله جل وعلا ويركعون ويسجدون قال الامرون بالمعروف يامرون بالمعروف فيما بينهم بما عرف حسنه او مشروعيته في الشريعة فيأمرون به وينهون عن المنكر والناهون عن المنكر. كل ما عرف نكارته وقبحه في الشرع وقال والحافظون لحدود الله اي المؤدون فرائض الله جل وعلا المنتهون الى امره ونهيه. فهم يحفظون حدود الله يؤدون فرائض الله ويقفون عند حدود الله امرا او نهيا وبشر المؤمنين بشرهم بالثواب العظيم. والبشارة هي الخبر الذي تتغير له بشرة الوجه. وذلك خبر سار. بشرهم برضوان من الله بالجنة باصحاب هذه اصحاب هذه الصفات بشرهم بالخيرات الكثيرة وبالنعيم العظيم لكن لو تأملنا بالاية نجد انه قال التائبون عدوا معي التائبون العابدون بدون واو ما عطف بالواو الحامدون بدون واو السائحون بدون واو الراكعون بدون واو الساجدون بدون واو الامرون بالمعروف بدون واو هذه كم؟ سبعة ثم قال ناهون عن المنكر اتى بالواو قالوا هذه تسمى واو الثمانية. واو الثمانية. قال وهذا كما قال جل وعلا اشربه ان طلقكن ان يبدله خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات تيبات سبعة كلها بدون واو وابكارا اتى بالواو هذه واو الثمانية قالوا لان من عادة العرب انهم من واحد الى سبعة يعدونها بدون واو وبدون عطف الثمانية فما بعدي يعطفونها بالواو. ولهذا هنا قال والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله اي السماء والثمانية. بعض اهل العلم قال هي زائدة على كل حال. فعلا هذا لو تأملت في القرآن تجد ان ان لها يعني لذلك حقيقة واو الثمانية اذكر سبعة اشياء بدون واو ثم الشيء الثامن يؤتى بالواو. وهذا على سنن العرب في كلامهم وطريقتهم اه فهذا نأتي ما اتى الله به عباده آآ المؤمنين. ثم قال