ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين. هذا نهي هذا نهي هذا الاسلوب ما كان قد يأتي بالنهي وقد يأتي للنفي. فهنا للنهي يعني ينهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ان يستغفروا للمشركين. ينهاهم عن ذلك اشد النهي ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا المشركين. في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مات لما حضرت ابا طالب للوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عمه ابي طالب وعنده ابو جهل وعنده عبدالله بن امية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا اله الا الله. كلمة احج لك بها عند الله فقال هذان الجليسان له اتترك ملة عبد المطلب؟ فاعاد النبي صلى الله عليه وسلم عليه فاعاد. حتى كان اخر ما قال كان اخر من قال هو على ملة عبدالمطلب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انهى عنك. فنزلت ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى وقال ونزلت فيه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. اخرجه وذكر ابن كثير له ايضا ذكر عن الامام احمد سبب اخر عن علي رضي الله عنه قال سمعت رجلا يستغفر لابويه وهما مشركان فقلت يستغفر الرجل لابويه وهما مشركان فقال اولم يستغفر ابراهيم لابيه قال فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا الى ان يستغفروا للمشركين طيب الحقيقة ان الاول وان كان في الصحيحين لكنه مشكل جدا فالقول بان هذه الاية نزلت في ابي طالب هذا مشكل جدا. كيف هذه الاية نزلت في اخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم في اخر حياته وموت ابي طالب قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات فكيف تكون هذه الاية نزلت قبل ثلاثة عشر سنة من نزولها هذا وجه الاشكال انا واجيب لكم عنه من العلماء من اجاب بهذا وذكروا بعض اهل العلم بصيغة ضعيفة ذكره السيوطي في الاتقان ان هذه الاية هاتين الايتين نزلتا في مكة قبل ان يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم في وفاة ابي طالب فالنبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت عليه التوبة وضع هاتين الايتين في هذه السورة. وهذا يحتاج الى دليل صحيح صريح ولا دليل القول الثاني ولعله من اقوى التوجيه قال لا يمنع ان ان يكون هناك سبب ويتأخر سبب النزول ويتأخر سبب النزول الى امد طويل بعد ذلك واقول ما الذي يمنع ان يكون قول الصحابي هنا فنزلت هو من باب قول الصحابة نزلت الاية في كذا ولا يعني انها سبب النزول. لكن يعني انها تشمل هذا الموضوع ويدل على هذا رواية البخاري نفسه التي ذكرناها رواية البخاري نفسها التي فيها لاستغفرن لك ما لم منها عنك. تظنون ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نهاه الله عز وجل عن الاستغفار لعمه المشرك يستغفر له لا والله ما يستغفر ولعل الاقرب في سبب نزول الاية هو ما ذكره الامام احمد بسند صحيح كما قال الالباني او حسنه الترمذي وحسنه الالباني وهو خبر علي قال يستغفر لابويه فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الاية. قال هذا هو سبب نزول الاية. المهم ان هذه الاية تدل على انه لا يجوز للمؤمن ان يستغفر للمشرك ولن ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان خرج في عمرة فمر على قبر امه فذهب الى قبرها فبكى وابكى من حوله ولم يستغفر لها. فقال اني استأذنت ربي في زيارة قبر امي والاستغفار لها. فاذن لي في الزيارة ونهاني عن الاستغفار ما يستغفر المسلم للمشرك فهذا والله اعلم دليل على ان قصة ابي طالب ليست هي موت ابي طالب ليست هي سبب نزول هذه الاية ولهذا يقول الشيخ عبدالرحمن ابن قاسم في حشر كتاب التوحيد قال باجماع المفسرين ان الذي نزل بسبب ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء نعم اذا ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين من مات على الشرك ولو كانوا اولي قربى لو كانوا قرابة اولي اصحاب قرابة لهم لو كان ابوه او امه او اخوه لماذا؟ قال ميم من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم. من بعد ما يتبين لهم اذا علموا اذا مات على الشرك او علم بنص الشرع جاء ما يدل عليه او علموا ذلك بالموت. ولهذا قال من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم يعني اصحاب النار الملازمون لها لا يخرجون منها