الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اه نبتدئ في هذا اليوم المبارك بالكلام على تفسير سورة الحج. واه نبدأ ببعض المعلومات المتعلقة بها فاولها اسمها. فاسمها سورة الحج قال ابن عاشور وليس لهذه السورة اسم غير هذا يعني لا يعرف لها اسم الا اسم سورة الحج وسميت بذلك في زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم ولاجل هذا والله اعلم لم يختلف اه العلماء في اسمها ويدل لتسميتها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ما اخرجه ابو داوود والترمذي بسند صححه آآ الترمذي وصححه الالباني في صحيح ابي داوود عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله آآ افضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين قال نعم قال نعم وهذا نص صحيح صريح قال سورة السجدة والنبي اقره على ذلك وانما سميت بذلك يعني بسورة الحج لذكر الحج وبعض احكامه اه اكثر من غيرها والا قد ذكر الحج في سورة البقرة لكن هنا ذكر باكثر تفصيلا آآ قال اه واما نوعها فمن العلماء من قال انها مدنية وهذا مروي عن ابن عباس وابن الزبير وقتادة وقيل مكية وهذا قاله ابن عباس في اظهر الروايتين عنه كما قال السمعاني وقال الجمهور السورة مختلطة منها ما هو مكي ومنها ما هو مدني رجحه آآ القرطبي في تفسيره وقبله ابن عطية في المحرر قال وهذا هو الصحيح وانه لا يعرف المكي بعينه ولا المدني بعينه. فهي مختلطة. وهذا هو والله اعلم ان سورة الحج آآ فيها ما هو مكي وفيها ما هو مدني. ولكن مختلطة لا يستطيع لا يستطاع التمييز بينها. وان كان جاء عن بعض المفسرين او بعض العلماء انه قال مكية ثلاث ايات من اولها وبعضهم قال غير هذا لكن كل هذا ليس له اسانيد يصار اليها فهي سورة فيها المكي وفيها المدني آآ ايضا مختلط بعضها ببعض. وذهب بعض اهل العلم كما قدمنا الى انها مدنية هم من ذهب الى هذا ابن كثير رحمه الله في تفسيره اه وهذه السورة سورة عجيبة اه نقل القرطبي عن الغزنوي انه قال سورة الحج من اعاجيب السور نزلت ليلا ونهارا يعني نزل فيها قرآن ليلا ونهارا. نزلت ليلا ونهارا سفرا وحضر مكيا ومدنية سلميا وحربية وناسخا ومنسوخا محكما ومتشابها كل هذه فيها ولهذا يمثل اهل العلم اه بها لاشتمالها على هذه العلوم من علوم القرآن لان الا الله المكي القرآن علوم القرآن كثيرة منها المكي والمدني منها الليلي والنهار منها الفراش ومنها الحظري ومنها السفري ومنها النسخ والمسوخ الى غير ذلك وترتيبها في النزول هي السورة الخامسة بعد المئة اه في عداد نزول القرآن اه وهذا على قولي آآ من قال انها مدنية وهو ابن عباس ولهذا قال ابن عباس نزلت سورة الحج بعد سورة النور وقبل سورة المنافقين وتقدم الخلاف في نوعها اه الذي يظهر انها ما نزلت كلها اه يعني جملة واحدة واما عدد اياتها فمختلف فيه ايضا اعند اهل الشام عدها اهل الشام اربعا وسبعين اية فهي عند الشاميين اربع وسبعون اية وعند اهل البصرة خمس وسبعون اية وعند اهل مكة والمدينة سبع وسبعون اية وعند اهل الكوفة ثمان وسبعون اية وقد اشرنا مرارا الى ان الاختلاف في عدد الايات لا يعني الاختلاف في السورة او ان اه يعني منع زاد في عدد الايات عنده ايات اسقطها الاولون لا ولكن بعضهم يعد هذه الاية ايتين وبعضهم يعدها اية واحدة وهكذا اه واما بالنسبة لفضلها فيكفي انها من كلام رب العالمين وان فيها سجدتان ولم يرد حديث اه بخصوصها قال جل وعلا يا ايها الناس اتقوا ربكم يا ايها الناس الياء هنا حرف نداء آآ ولم يقع نداء في القرآن الا بها وهي اعم حروف النداء واظهرها واشهرها اعرابها يا ايها يا ايها الناس يا حرف نداء واي منادى مفرد مبني على الضم وهاء للتنبيه يا ايها الناس اتقوا ربكم يا ايها الناس ومن هنا قال بعض العلماء انها مكية من اجل ورود يا ايها الناس فيها والصواب ان ورود يا ايها الناس في سورة لا يدل على انها مكية بل قد تكون مدنية فهذا ليس دليلا قطعيا على مكية السورة فمثلا في سورة البقرة يا ايها الناس في موضعين وفي سورة النساء ثلاث مواضع وبالاعراف موضع واحد وفي يونس اربع مواضع وفي الحج هنا اربع مواضع وسورة الحج سورة البقرة مكية بالاتفاق وكذلك النساء والاعراف ويونس كلها مدنية نزلت بعد الهجرة ومع ذلك فيها يا ايها الناس. لكن قد يقال ان هذا حكم غالبي. يعني اغلبي الاغلب ان السورة اذا ورد فيها يا ايها الناس فهي مكية الا في مواطن معدودة. يا ايها الناس اتقوا ربكم امرهم بالتقوى والتقوى هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه. وهي كما قال طلق ابن حبيب ان تعمل بطاعة على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله آآ فتجعل بينك وبين عذاب الله وقاية وهذا دليل على انه لا يقي من عذاب الله جل وعلا في الاخرة الا التقوى التاء التقوية وهي الالتزام باوامر الله ورسوله واتقاء المحرمات وعدم فعلها وفعل الواجبات والمأمورات وعدم التخلف عنها يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم الزلزلة في الاصل هي شدة التحريك والازعاج قيل هي شدة الحركة واصلها من زلة عن الموضع اي تحرك عنه وهي هنا كما قال ابن كثير قال هي الزلزلة هي ما يحصل للنفوس من الرعب والفزع يوم القيامة اه لانه يحصل معها اهوال لا يعلمها الا الله جل وعلا يوما يجعل الولدان شيبة الولد الصبي الصغير يشيب رأسه وهو ما ما جاء وقت الشيب في حقه وهنا زلزلتها يعني اه شدة تحركها واضطرابها وما فيها من الاهوال شيء يفزع ويخيف ويملأ النفوس رعب وخوف لا يعلمه الا الله جل وعلا ان زلزلة الساعة شيء عظيم اي امر كبير وخطب جليل وطارق مفظع كما قال ابن كثير نعم شيء عظيم والله تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتضطرب الجبال وتدك الارض والجبال وتسير جبال سيرا وتنشق السماء وتنفطر الى غير ذلك من الاهوال العظيمة التي تقع في هذا اليوم وتنازع العلماء متى تكون زلزلة الساعة فقال بعض اهل العلم ان زلزالتها قبل قيامها يعني قبل قيامها فتزلزل الارض ثم تقوم الساعة وهذا قال به اه علقمة والشعبي ومن معهم قالوا انها كائنة في اخر عمر الدنيا يعني قبل قيام الناس من اجداثهم اي في الدنيا قبل يوم القيامة وهذا القول من حيث المعنى له وجه من النظر لكن لم يثبت ما يؤيده بل ما ثبت من النصوص كما سنذكر يؤيد خلافه القول الثاني وان هذا كائن يوم القيامة وهذا هو القول الثاني وهو قول الجمهور ان زلزلة الساعة هذه كائنة يوم القيامة يعني بعد قيام الساعة وهو الصواب لقوة الادلة الدالة عليه وقد رجحه آآ ابن جرير الطبري والامين الشنقيطي وغيرهم من اهل العلم. ورجح ابن جرير القول الاول بانها قرب قيام الساعة ويستدل لهذا القول بما رواه الامام ابو جعفر ابن جرير هو حديث مطول رواه ابن جرير ورواه ايظا الطبراني ورواه ابن ابي حاتم وغير واحد مطولا فيه اه اه عن قال ابن ابو جعفر اه ابن جرير حدثنا اسماعيل ابن رافع قاضي اهل المدينة عن يزيد ابن ابي زياد عن رجل من الانصار سقط في يعني ساق اسناده لكن ساق ابن جرير اسناده فقال حدثني سليمان ابن عبد الجبار قال حدثنا محمد ابن الصلت قال حدثنا ابو كدينة به فذكره وابن كثير ذكر منه اه رواية آآ اسماعيل ابن رافع قاضي اهل المدينة عن يزيد ابن ابي زياد عن آآ رجل من الانصار عن محمد ابن كعب القرظي عن رجل عن ابي هريرة يعني ابن جرير ذكر بعض ذكر رجال الاسناد كلهم لكن ابن كثير انما ذكر بعض رجال الاسناد عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لما فرغ من خلق السماوات والارض خلق الصور فاعطاه اسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص ببصره الى العرش ينتظر متى يؤمر. قال ابو هريرة يا رسول الله وما الصور؟ قال قرن قال فكيف هو؟ قال قرن عظيم ينفخ فيه ينفخ فيه ثلاث نفخات. الاولى نفخة الفزع والثانية نفخة الصاعق والثالثة نفخة القيام لرب العالمين. يأمر الله اسرافيل بالنفخة الاولى فيقول انفخ نفخة الفزع الفزع فيفزع اهل السماوات واهل الارض الا من شاء الله ويأمره فيمدها ويطولها ولا يفتر وهي التي يقول الله تعالى وما ينظر هؤلاء الا صيحة واحدة ما لها من فواق طبعا وهذا محل خلاف هل النفخات ثلاث او نفختان والصواب انهما نفختان انهما نفختان لكن ايضا يحصل في اثناء القيامة فهناك صعق يحصل للناس قال فيسير الله الجبال فتكون سرابا وترج الارض باهلها رجاع وهي التي يقول الله تعالى يوم ترجف الراجحي فتتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجهة فتكون الارض كالسفينة الموبقة في البحر يعني المحملة التي اه يعني تجتذبها الامواج وتلعب بها هنا وهنا قال كالسفينة الموبقة اه في البحر تضربها الامواج تكفأها باهلها وكالقنديل المعلق بالعرش ترجحه الارواح فيمتد الناس على ظهرها فتذهل المراضع وتضع الحوامل ويشيب الولدان وتطير الشياطين هاربة. حتى تأتي الاقطار فتلقاها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع ويولي الناس مدبرين ينادي بعضهم بعضا. وهو الذي يقول الله تعالى يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد. فبينما هم على ذلك اذ تصدعت الارض من قطر الى قطر فرأوا امرا عظيما فاخذهم لذلك من الكرب والله اعلم به. ثم نظروا الى السماء فاذا هي كالمهل ثم آآ اه خسف شمسها او خسفت شمسها او خسف بشمسها وخسف بقمرها وانتشرت نجومها ثم كشطت عنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والاموات لا يعلمون بشيء من ذلك. قال ابو هريرة ثم استثنى الله حين يقول ففزع من في السماوات ومن في الارض ان شاء الله قال اولئك الشهداء وانما يصل الفزع الى الاحياء اولئك احياء عند ربهم يرزقون ووقاهم الله شر ذلك اليوم وامنهم وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه وهو الذي يقول الله يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد هذا هو الحديث وهذا هو يعني الحديث الذي احتج به من قال ان هذه الزلزلة في اخر الدنيا لكن هذا الحديث لا يثبت لان فيه راويان مجهولان وفيه ايضا اسماعيل ابن رافع قال عنه الحافظ ظعيف الحفظ وقال امين الشنقيطي لا يجوز الاحتجاج به وايضا في متنه اضطراب. فهم اوردوه على انه يدل على ان اه هذا في اخر الدنيا وان الاموات لا يشعرون به. لكن جاء عن ابي هريرة انه ان اهل الارض قال فاذا انصدعت الارظ من قطر الى قطر. اذا متى بتنصدع الارظ ومتى يكون ذلك؟ هذا وقت قيام الساعة والقول الثاني وان هذا يكون يوم القيامة هذا هو القول الصحيح. هذا هو القول الصحيح ويدل عليه اه ادلة كبيرة يعني اورد ابن كثير اه عدة ادلة نقتصر على دليلين منها اه لانها تقريبا بقية الادلة كلها شواهد للدليل الاول وهو ما رواه الامام احمد والترمذي والنسائي في كتاب التفسير وقال عنه الترمذي حسن صحيح وصححه ايضا الحاكم والارناؤوط ولا هو شاهد عند البخاري ومسلم عن عمران ابن حصين عن الحسن عن عمران ابن حسين رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في بعض اسفاره وقد تفاوت بين اصحابه السير رفع بهاتين الايتين صوته. يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فلما سمع اصحابه بذلك حث المطية وعرفوا انه عنده قول يقوله او يريد ان يقوله فلما تأشبوا حوله يعني تأشبوا يعني تدانوا وتضاموا وتأشب النبات اذا كثر والتف. يعني تعشب اصحابه دنوا والتفوا حول النبي صلى الله عليه وسلم ليسمعوا ما يقول قال فلما تأشبوا حوله قال اتدرون اي يوم ذاك يعني يا ايها الناس وربكم نزلزلت الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل وكل مرضعت. كل مرضعة عما ارضعتها. اي يوم هذا فقال اي اتدرون اي اي يوم ذاك؟ ذاك يوم يوم ينادي ادم عليه السلام فيناديه ربه ذاك يوم ينادى ادم عليه السلام فيناديه ربه عز وجل فيقول يا ادم ابعث بعثك الى النار فيقول يا ربي وما بعث النار؟ فيقول من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة؟ قال فابلس اصحاب وحتى ما اوضحوا بضاحكة. الضاحكة هي السن المتأخرة واوضح يعني سكتوا واغلقوا افواههم ولم يتكلموا بشيء لا كلام ولا ضحك قال فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ابشروا واعملوا فوالذي نفس فوالذي نفس محمد بيده انكم الخليقتين ما كانتا مع شيء قط الا كفرتاه. يأجوج ومأجوج. ومن هلك من بني ادم وبني ابليس قال فسري عنهم ثم قال صلى الله عليه وسلم اعملوا وابشروا ووالذي نفس محمد بيده ما انتم في الناس الا كالشامة في جنب البعير. الشامة يعني العلامة السوداء في طرف بعير صغيرة في طرف بعير او الرقمة في ذراع آآ الحمار. والرقمة ايضا آآ جزء آآ لا يصيبه الشعر اه يكون في ذراع الحمار وهو صغير قال وهكذا رواه الترمذي والنسائي في كتاب التفسير. آآ ثم اورد ابن كثير اه طريق اخرى له ثم قال الحديث الثاني ورواه عن انس وهو بمعنى هذا الحديث ثم اورد ايضا حديث قال حديث ثالث اورده عن ابن عباس وهو ايضا نحو هذا الحديث قال الحديث الرابع واورد ما رواه البخاري عن ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يوم القيامة يا ادم فيقول لبيك ربنا وسعديك في نادي بصوت ان الله يأمرك ان ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار قال يا ربي وما بعث النار؟ قال من كل الف وراه قال تسعمئة وتسعة وتسعمائة وتسعة وتسعين فحين اذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ومحل الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر قيام الساعة بعد قيامها استدل بهذه الاية فدل على ان ذلك بعد قيام الساعة وليس في اخر الدنيا قال فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم. قال النبي صلى الله عليه وسلم من يأجوج ومأجوج تسعمئة وتسعة وتسعون ومنكم واحد. ثم انتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الابيض او كالشعرة البيضاء في جنبي الثوري الاسود يعني قليل عدد هذه الامة مثل شعرة بيضاء في جلد ثور اسود كله شعر ما تساوي شيئا او العكس قال اه وقال النبي صلى الله عليه وسلم واني لارجو ان تكونوا ربع اهل الجنة فكبرنا ثم قال ثم قال ثلث اهل الجنة فكبرنا ثم قال شطر اهل الجنة فكبرنا. وقد رواه البخاري ايضا في غير هذا الموضع ومسلم النسائي وغيرهم فمحل الشاهد منه واضح اولا انه يشهد آآ حديث الحسن عن ابي هريرة السابق وايضا فيه العدد وذكر ابن كثير بعض الاحاديث آآ ايضا التي يعني يستفاد منها في ذكر بعض اهوال القيامة ولا مانع ان نذكر ما قال عنه المؤلف الحديث السابع او كذلك السادس وهو ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها اه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا قالت عائشة يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض قال يا عائشة ان الامر اشد من ان يهمهم ذلك كل مشعور بنفسه ثم اورد ايضا ما رواه الامام احمد والامام مسلم عن عائشة قالت قلت يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة قال يا عائشة اما عند ثلاث اما عند ثلاث فلا اما عند الميزان عند الميزان حتى يثقل او يخف فلا. واما عند تطاير الكتب والصحف فاما ان يعطى بيمينه او يعطى بشماله فلا وحتى يخرج عنق من النار فينطوي عليهم يعني على الكفار على المشركين ويتغيظ عليهم ويقول ذلك العنق وكلت بثلاثة وكلت بثلاثة وكلت بثلاثة. وكلت بمن ادعى مع الله الها اخر ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب ووكلت بكل جبار عنيد قال فينطوي عليهم ويرميهم في غمرات النار ولجهنم جسر ادق من الشعر واحد من السيف عليه وحسك يأخذن من شاء الله والناس عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخير والركاب يعني والناس فيهم مرورهم على هذا الصراط كالطرف بعضهم كلمح البصر بسرعة يمر. بعضهم كالبرق الخاطف لما عان البرق بسرعة يلمع بعضهم سرعة الريح الهواء وبعضهم كاجاويد الخيل والركاب قال والملائكة يقولون ربي سلم سلم فناجم مسلم ومخدوش مسلم ومكور في النار على وجهه نعوذ بالله اه قال ابن كثير والاحاديث في اهوال يوم القيامة والاثار كثيرة جدا لها موضع اخر قال جل وعلا في الاية ان زلزلة الساعة ان زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة كل مرضعة عما ارضعت قال ابن كثير ان زلزلة الساعة شيء عظيم اي امر كبير وخطب جليل وطارق مفظع وحادث هائل وكائن عجيب اه ثم قال وتضع كل ذات حمل يوم ترونها يوم تروا هذا دليل صريح على انهم يرون القيامة يعني وليس هذا في اخر الدنيا لان القيامة اذا قامت خلاص هذا هو اليوم الاخر هم يرونها بام اعيانهم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت اه الذهول هو نسيان ما من شأنه الا ينسى وذكر هنا لفظ الذهول دون النسيان لانه ادل على شدة لانه ادل على شدة التشاغر وقال الطبري تذهل اي تنسى وتترك من شدة كربها وقيل تذهل تلهو وقيل تسلو ويا متقاربة فالحاصل انها يصيبها الذهول والنسيان من شدة اهوال وكرب يوم القيامة. فيوم ترون آآ الساعة حين قيامها تذهل كل مرضعة اه تنسى تترك آآ كل مرضعة ما ارضعت والموظوع هي المرأة التي ترضع ولدها والمرضع يعني يجتمع في حقها الشفقة والرحمة لولدها وايضا يتفقوا انها معتدية به واظيعة له في حجرها وقد القمته ثديها فهو يعني قريب المراقبة والملاحظة له ليس ببعيد في نحرها ومع ذلك تذهل عما ارضعت عن الذي ارضعت تظهر عن جنينها عن ولدها لماذا؟ لشدة الاهوال يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأني يغنيه نعم هول عظيم قال جل وعلا وتضع كل ذات حمل حملها تلد الحامل مجرد ان ترى اه الساعة واهوالها تضع حملها وتسقطه وهذا يصلح دليلا للذين قالوا ان هذا في اخر الدنيا وقت قيام الساعة لان الاخرة ما فيها حمل الحمل انما هو في الدنيا الحمل وقت الدنيا في التكليف اما الاخرة لهم ما يسعون فيها. قال جل وعلا وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ترى الناس يعني تراهم وتبصرهم وتحسبهم انهم سكارى يحسبهم الراعي انهم سكارى من الخمر قد قد شربوا لانهم مضطربون في تحركاتهم وذهابهم ومجيئهم وترى الناس سكارى من شدة الخوف وما هم بسكارى ما هم بسكارى من شرب الخمر ولكن عذاب الله شديد لكن الذي اصابهم اشد من السكر بسبب شدة الاضطراب والاهوال والفزع والامور المفظعة التي تقطع القلوب فهم ليسوا سكارى من شرب الخمر وانما اصابهم من الذهول والحيرة ما اصابهم من شدة ما تراه اعينهم من شدة ما تراه اعينهم اه قرأ حمزه الكسائي سكرى وترى الناس سكرى وما هم بسكرى على وزن مرضى سكرى وما هم بسكرى وقرأ الباقون سكارى جمع سكران وما هم بسكارى سكارى وما هم بسكارى اه فهذا على كل حال يدل على شدة اهوال يوم القيامة وان عذاب الله شديد. اذا حل بالناس وقوله ولكن عذاب الله شديد. اه يرجح من قال انها بعد قيام الساعة لانه قد بدأ العذاب الشديد الذي وعدهم الله اياه وعلى كل حال على كل مسلم ان يستعد ساعة ولهذه هي احد اركان اه الايمان والستة الايمان باليوم الاخر. فعلى الانسان ان يتذكرها وان يتعظ وان يعد العدة لذلك اليوم. الذي ترى الذي تذهل فيه كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبيا محمد