الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الحج ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد قال ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن اهل هذه الاديان المختلفة من المؤمنين ومن سواهم من اليهود والصابئين وقد قدمنا في سورة البقرة التأليف بهم واختلاف الناس فيهم. والنصارى والمجوس والذين اشركوا فعبدوا غير الله معه فانه تعالى يفصل بينهم يوم القيامة ويحكم بينهم بالعدل فيدخل فيدخل من امن به الجنة ومن كفر به النار فانه تعالى شهيد على افعالهم. حفيظ لاقوالهم علم بسرائرهم وما تكن هذه الاية انتظمت اصناف الناس نقول ان هذه الاية انتظمت اصناف الناس. فالله جل وعلا اخبر عن المؤمنين ان الذين امنوا وهم كل من صدق واقر بالله وبرسوله وهم الانبياء واتباع الانبياء الذين ساروا على طريقهم والذين هادوا وهم اليهود والنصارى المعروفون وقد سبق التعريف باليهود والنصارى اكثر من مرة قال والصابئين وكذلك سبق التعريف بالصابئين لكن لان الصابئين قليل ذكرها ففيها خلاف بين اهل العلم فقال ابو العالية آآ الصابئون فرقة من اهل الكتاب يقرأون الزبور وقال قتادة الصابئون قوم يعبدون الملائكة ويصلون الى غير القبلة ويقرأون الزبور وقال وهبي منبه اه الصابئ الذي يعرف الله وحده وليست له شريعة يعمل بها ولم يحدث كفرا. وسبق ان ذكرنا ان هذا هو ارجح الاقوال النصابئون قوم ليس لهم كتاب لكنهم على الفطرة يعبدون الله وحده لا شريك له وليس لهم شريعة لكن لا لم يرتكبوا شيئا من الكفر والصابئين والنصارى والمجوس المجوس هم عبدة النار. القائلون بان للعالم اصلين النور والظلمة على تفصيل في اعتقادهم والذين اشركوا وهم الذين كانوا على الشرك وثنيون ليسوا منتسبين الى طائفة من الطوائف لا من اليهود ولا من النصارى ولا من المؤمنين ولا من الصابرين ولا من المجوس لكن هذا في المشركين الخلص الوثنيون الذين لا يعبدون الها كحال كفار قريش اه وحالي الان من لا دين له ولا ينتمي الى دين من الاديان آآ السماوية يعني لا ينتمي الى دين من الاديان السماوية آآ ثم قال ان الله يفصل بينهم يوم القيامة الله جل وعلا يوم القيامة يفصل بين هذه الامم ويفرق بينها ويحكم بالعدل يدخل المؤمنين الجنة ويعظم لهم الاجر والثواب ويرفعوا شأنهم ويدخل الكافرين النار ويعذبهم فيها وفق اعمالهم ثم قال ان الله على كل شيء شهيد هذا كالتعليل يفعل ذلك بهم ويفصل بينهم لانه جل وعلا على كل شيء شهيد شاهد لكل شيء يراه ويبصره جل وعلا لا يغيب عنه شيء من اعمالهم فهو شاهد لاعمالهم وايضا حافظ حفيظ لها عليم بها فحكمه جل وعلا في منتهى العدل والحق والصواب لانه شاهد على كل شيء يراه ويبصره وقد حفظه على عباده حفظ عليهم اعمالهم لا يغيب عنه منها شيء جل وعلا ثم قال جل وعلا المتر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب. ومن يهن الله فما له من مكرم. ان الله يفعل ما يشاء آآ قوله المتر آآ كما مر مرارا ان الرؤيا تنقسم الى قسمين. رؤيا اه بصرية ورؤيا علمية وبعضهم يقول رؤيا قلبية. يعني الم ترى الم تعلم تعلم الم تعلم او ترى ذلك بقلبك يعني تعلم ذلك بقلبك لان الله اخبرك عنه والرؤيا البصرية هو ان ترى ببصرك وبام عينك فالرؤية هنا والله اعلم انها علمية قلبية الم ترى ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض السجود له معنيان معنى عام وهو الخضوع الذل والخضوع وهو الذل والخضوع والانقياد لله سبحانه وتعالى وهذا هو اصل السجود في لغة العرب الذل والخضوع وله معنى ويأتي بمعنى السجود الشرعي وهو وضع الجبهة والانف والايدي السجود على الاعضاء السبعة التي جاء فيها الحديث آآ ومن هنا اختلف العلماء في السجود هنا فقال بعض اهل العلم المراد بالسجود هنا هو السجود الشرعي هو السجود الشرعي لانه قال وكثير حق قال وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب يعني لم يسجدوا لم يكونوا يسجدون لله سجودا شرعيا وان كانوا يسجدون لله سجودا لغويا لانهم خاضعون ذالون لامره مقهورون له جل وعلا فهو قاهر لهم ومجبر لهم على ما يشاء ويريد لكن الاظهر والله اعلم هنا ان السجود هو السجود الشرعي السجود الشرعي بالنسبة لابن ادم السجود على الاعضاء السبعة وبالنسبة المخلوقات قال ابن كثير سجود كل شيء بحسبه سجود كل شيء بحسبه ولهذا قال ابن كثير يخبر تعالى انه مستحق للعبادة وحده لا شريك له فانه يسجد لعظمته كل شيء طوعا وكرها وسجود كل شيء مما يختص به كما قال تعالى الم يروا الى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون. وقال الم ترى ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض اي الملائكة في اقطار السماوات والحيوانات في جميع الجهات من الانس والجن والدواب والطير وان من شيء الا يسبح بحمده في الا يسبحوا بحمده اذا آآ السجود منه وما هو سجود شرعي ومنه وما هو سجود آآ لغوي وهو الخضوع والذل فالمخلوقات كلها تسجد لله باعتبار الذل والخضوع السجود الشرعي تسجد له المخلوقات ما عدا الكفار من بني ادم والجن الذين كفروا وسجود كل شيء بحسبه ولهذا ابن كثير ما لهنا الى ان سجود الجبال والاشياء تفيئ ظلالها عن اليمين والشمال يعني في حال شروق الشمس صباحا ومغيب الشمس لان الشمس تكون من جهة المشرق وتكون من جهة المغرب وسبق الكلام على هذا آآ فيما مضى ولا يظهر والله اعلم ان سجود كل شيء بحسبه لكنه سجود شرعي حسب ما امره الله وكل شيء يعلم ما امره الله به وما طلبه منه في السجود فكل المخلوقات قائمة بالسجود لله عز وجل الا الكفار الا الكفار قال جل وعلا الم ترى ان الله يسجد له من في السماوات من؟ اي الذي في السماوات وهم الملائكة ومن في الارض كل من في الارض يسجدون لله جل وعلا وهذا عام لكن قال بعد ذلك والشمس والقمر والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس هؤلاء كلهم مما ممن هو في الارض من هو في الارض لكن هذا من باب ذكر الخاص بعد العام يعني ذكر العام ثم اردفه بذكر بعض افراد هذا العام فخصها بالذكر قال ابن كثير رحمه الله يعني علة ذكر هذه اه هذه الامور بعد ان دخلت في العموم لكن خصها بالذكر بالسجود قال انما ذكر هذه على التنصيص لانها قد عبدت من دون الله جل وعلا تبين انها تسجد لخالقها وانها مربوبة مسخرة. لا تسجد كما قال جل وعلا لا تسجدوا للشمس ولا للقمر جودوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون اذا آآ الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب هذه داخلت من ضمن من في الارض ظمن ما في الارض ومن في الارض لكنه خصها بالذكر لمعنى مهم وهو التنبيه على انها لا تجوز عبادتها. لماذا؟ لان هناك من عبدها من دون الله. فنص عليها وافردها وخصها لتجلية الامر ولايضاحه حتى لا يبقى لمحتج حجة ويقول الاية هنا عامة وانا لا ادري هل الشمس والقمر والنجوم وما شابهها تدخل في العموم ام لا؟ نقول بلى هي داخلة. ولهذا هي داخلة في العموم وايضا اهردت خصوصا بذكر عدم جواز السجود لها لاقامة الحجة على الخلق ولقطع العذر حتى لا يسجد احد لغير الله سبحانه وتعالى فانه المستحق ان لا اله الا هو ولا رب سواه قال جل وعلا والشمس والقمر يعني يسجد له من في السماوات ومن في الارض ويسجد له ايضا الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب كلها تسجد لله سبحانه وتعالى قال وكثير من الناس كذلك يسجد له كثير من الناس وهم المسلمون المؤمنون الذين امنوا بالله واتبعوا رسله فانهم ايضا يسجدون لله السجود الشرعي وهذا الذي يظهر والله اعلم في هذه الاية ان المراد به هو السجود الشرعي المراد به هنا السجود الشرعي بدليل انه آآ لم يذكر الذين كفروا لم يذكر ان الذين كفروا يسجدون لله. ولهذا قال وكثير حق عليهم الضلالة وهم الكفار الكافرون انما حق عليهم الضلالة لانهم تركوا السجود لله جل وعلا ويكون معنى الاية وكثير من الناس ابوا السجود فحق عليهم عذاب كما قال السمعاني ولاجل هذا قلنا ان هذه الاية انما هي في السجود الشرعي واما قوله جل وعلا في الاية الاخرى ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال هذه عامة تلك عامة يدخل فيها السجود الشرعي ويدخل فيها ايضا السجود اللغوي الذي هو الخضوع والذل والانقياد لله سبحانه وتعالى فالسجود سجد. سجودان. سجود شرعي وسجود لغوي فالسجود الشرعي هو من جميع المخلوقات الا من الكفار واما السجود اللغوي فكل يسجد لله طوعا وكرها فمن يسجد سجودا شرعيا هذا قد اجتمع في حقه السجود الشرعي والسجود اللغوي والسجود اللغوي ايضا واما الذين كفروا فانهم يكون السجود في حقهم السجود اللغوي والسجود اللغوي كما اشرنا هو الانقياد والذل والخضوع لله سبحانه وتعالى لان هذا هو معنى السجود في لغة العرب الذل والخضوع كما قال اهل العلم ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله عند قوله المتر ان الله يسجد له من في السماوات والارض؟ قال هو سجود الذل والقهر والخضوع فكل احد خاضع لربوبيته ذليل لعزته مقهور بسلطانه هذا دليل ان ابن القيم رحمه الله يرى ان السجود هنا هو سجود لغوي وليس شرعي وبهذا قال جمع من اهل العلم فصار عندنا قولان هذه الاية السجود الشرعي وهناك من قال انه السجود اللغوي اي الذي هو بمعنى الذل والخضوع آآ وآآ الانقيادي لله سبحانه وتعالى آآ ولكن كما قدمت هل اظهر والله اعلم ان هذه الاية في السجود الشرعي لانه اخرج الذين كفروا وقال حق عليهم العذاب. كثير من الناس وهم الذين لم يسجدوا وعلى كل حال السجود سجودان. سجود شرعي وهذا يكون من جميع المخلوقات الا من الكفار وسجود لغوي وهو الانقياد والذل والخضوع. وهذا عام لكل المخلوقات. حتى الكفار يخضعون لامر الله وينقادون وتجري عليهم كمه ويذلون لامره ويتصرف فيهم كيف يشاء ويجرون على قضائه وقدره وما اراده بهم جل وعلا قال جل وعلا وكثير حق عليه الضلالة. كثير من الناس حق عليه الضلالة وهم الكفار وهم الكفار حق عليه حق عليهم العذاب واستحقوه جزاء وفاقا لانهم استكبروا عن السجود لله وعن الايمان به وعن الخضوع له الخضوع الشرعي والانقياد لاوامره ابو ذلك فحق عليهم العذاب واستحقوه وحل بهم العذاب واهانهم الله بسبب كفرهم ولهذا قال ومن يهن الله فما لهم من مكرم قال السمعاني ومن يهن يعني من يذله فما له من اكرام من يهينه من يهن الله من يهينه الله لا احد يكرم من يذله ويخزيه لا يكرمه احد قال وقال الطبري ومن يهنه الله من خلقه فيشقيه فما له من مكرم بالسعادة يسعده بها. لان الامور كلها بيده يوفق من يشاء لطاعته ويخذل من يشاء ويشقي من يشاء ويسعد من احب سبحانه وتعالى ومن هنا نعلم ان بعض آآ ما يتناقله بعضهم ويذكرون ان هناك رسائل في رسائل التواصل يقولون من الكلمات التي لا تجوز الله لا يهينك الله لا يهينك يقول هذه ما تجوز مثل ظلمني ظلمه الله نقول لا مهو بصحيح ظلمني ظلمه الله حرام لكن من يهن الله لا شيء فيه الله جل وعلا يقول ومن يهن الله فما له من مكرم. فانت لما تقول لمسلم الله لا يهينك يعني تسأل الله ان لا يهينه وان لا يجعله ممن اذله واخزاه بل ممن اكرمه وهداه فلا شيء في هذه العبارة. قال ومن يهن الله فما له من مكرم اذا اهانه الله واذله واخزاه لا يكرمه احد ولا يستطيع احد ان يكرمه ان يكرمه ابدا ولو حاول ان يفعل ذلك قال جل وعلا ان الله يفعل ما يشاء اثبات عموم المشيئة لله جل وعلا. والمشيئة المشيئة اذا جاءت في القرآن فهي مرادفة للارادة الكونية لان ارادة الله جل وعلا نوعان ارادة كونية