الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الحج واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود واذ بوأنا يقول ابن كثير هذا فيه تقريع وتوبيخ لمن عبد غير الله واشرك به من قريش في البقعة التي اسست من من اول يوم على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له فذكر تعالى انه بوأ ابراهيم مكان البيت اي ارشده اليه وسلمه له واذن له في بنائه وقال الطبري واذكر يا محمد كيف ابتدأنا هذا البيت الذي يعبد قومك فيه غيري اذ بوأنا لخليلنا ابراهيم يعني بقيل يعني بقوله بوأنا وطأنا وقال ابن عاشور وقال الزجاج بوأنا اي بينا له مكان البيت وقيل دللنا وقال ابن عباس جعلنا له مكان البيت وقال مقاتل هيأنا وقال السمعاني بينا واعلمنا وقيل بوأناه اي انزلناه وهذه العبارات كلها بمعنى متقاربة فالمراد ان الله سبحانه وتعالى بين لابراهيم مكان البيت وهيأ له ذلك ودله عليه وقد مر في سورة البقرة اه الكلام على كيفية بناء ابراهيم للبيت آآ بالتفصيل وما ذكر هناك من الاخبار انه ان ابراهيم لم يكن يعرف مكان البيت فجاءته ريح خجوج. او يقال لها الخجوج فسار وراءها اه حتى جاءت مكان البيت ويقال انها كانت على صورة حية لها جناحان ورأس وانها مسحت مكان البيت وقيل ان مكان البيت كان ربوة مرتفعة عالية وما ذكر في ذلك من اخبار بني اسرائيل والله اعلم بصحتها. لكن لا شك ان الله سبحانه وتعالى قد بوأ وهيأ وبين اه اه مكان البيت لنبيه ابراهيم عليه السلام واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت اي مكان الكعبة مكان البيت الحرام وقد مر معنا ايضا في سورة البقرة خلاف اهل العلم آآ في من هو اول من بنى بيت اول من بنى البيت الحرام فذهب جمع من اهل العلم الى انه ادم وذهب كثير من المفسرين الى انه ابراهيم. وهذا هو الاظهر والله اعلم انه ابراهيم لان الايات واضحة صريحة واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت وهناك واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا قال ان اول بيت وضع للناس للذي للذي ببكة مبارك وهدى للعالمين فالاظهر والله اعلم ان ابراهيم هو اول من بنى البيت ولذلك هو اول من اذن بالناس بالحج كما سيأتي وقيل انه ادم ولكنه جاءه الطوفان واغرق لما جاء الطوفان في زمن نوح اغرق الارض ومن عليها ومن ذلك انه اغرق بيته او اغرق البيت الحرام خفي مكانه الى ان جاء ابراهيم فدله الله جل وعلا عليه والله اعلم واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت يعني بوأنا اي وطأنا او اعلمنا او دللنا له مكان الكعبة ومكان البيت بيت الله الذي يبنى فيه وهو البيت الحرام الا تشرك بي شيئا ان هنا قيل انها مصدرية وقيل انها تفسيرية وهو الاصح انها تفسيرية وقد ذهب الى هذا الامير الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان وقال ان هناك شيء محذوف ان لا تشرك بي شيئا قال هناك شيء محذوف ومقدر دلت عليه اية سورة البقرة وهي قوله جل وعلا وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي الاية فقالوا الشيء المحذوف هنا هو الوصية لان معنى عهدنا الى ابراهيم اي وصيناه قالوا فتقدير الكلام هنا واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي اي ووصيناه الا تشرك بي شيئا وصيناه وعهدنا اليه ان لا تشرك به شيئا عن هنا للتفسير والبيان والايضاح عن الشيء الذي قاله الله لي ابراهيم عليه السلام الا تشرك بي شيئا يشمل كل شيء شيئا لان شيئا هنا نكرة في سياق النهي والنكرة في سياق النهي تدل على العموم وطهر بيتي للطائفين طهر بيتي من الشرك وعبادة الاوثان والدماء وسائر النجاسات ولهذا جعل الله بيته مطهرا كما قيل في المسجد الاقصى المقدس ايظا المطهر وهكذا يجب ان تطهر المساجد من القاذورات ومن الدماء ومن عبادة الاصنام ومن غيرها يجب ان تكون طاهرة هذه بيوت الله لا يعبد فيها الا الله ولا تصلح لشيء من الاذى والقذر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الاعرابي لما بال في المسجد فامر بصب ماء على بوله ثم قال له ان هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا الاذى والقذر وانما هي للصلاة وقراءة القرآن وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود آآ خص البيت بتطهيره لهذين الصنفين وهما الطائفون لانه لا طواف في الدنيا الا بالبيت الحرام لا طواف الا بالكعبة تقربا الى الله لا الى الكعبة واما ما يفعله المبتدعة من الطواف بالقبور والاوثان ونحوها فهذا شرك اكبر. لا يجوز فعله بحال ولا طواف الا حول بيت الله قروبا الى الله جل وعلا. والطواف معروف ان يطوف بالبيت سبعة اشواط. يجعل البيت عن يساره يبتدأ من الركن اليماني الذي قرب الحجر الاسود والقائمين والركع السجود هذه كلها من اركان الصلاة. فالقائمين اي القيام حال قيامهم وهذا ركن من اركان الصلاة والركع هذا اشارة الى الركوع وهو احد اركان الصلاة. والسجود اشار الى السجود على الاعضاء السبعة لانه احد اركان الصلاة وخص الله عز وجل هاتين العبادتين لانهما تختصان بالكعبة فالطواف لا يكون الا ببيت الله الحرام والصلاة لا تكون الا الى بيت الله الحرام حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره. وهذا من اهم واعظم المقاصد من اجل من اعظم مقاصد اه المسلم او ما يقصده المسلم اه نحو بيت الله من الحج والعمرة والطواف والسعي وكذلك الصلاة اليه فلا يصح الحج الا بالطواف حول البيت ولا تصح الصلاة الا بالتوجه واستقبال البيت الا من كان معذورا على ما فصله اهل العلم قال جل وعلا واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا واذن الاصل في الاذان هو الاعلام ومنه الاذان اي الاعلام اعلام الناس بدخول وقت الصلاة والمراد اعلم الناس بوجوب الحج. يقول ابن كثير واذن في الناس بالحج اي نادي نادي في الناس داعيا لهم الى الحج الى هذا البيت الذي امرناك ببنائه فذكر انه قال يا ربي يعني ذكر في اخبار بني اسرائيل عن عن السدي وغيره من المسجد بل عن ابن عباس ايضا اخبر لخصها ابن كثير فقال فذكر انه قال يا ربي وكيف ابلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟ يعني ما يستطيع يأتي عليهم جميعهم فقال نادي وعلينا البلاغ فقام على مقامه ومقام ابراهيم المعروف. وقيل على الحجر وقيل على الصفا وقيل على ابي قبيس وقال يعني على جبل ابي قبيس وهو اطول جبل في مكة وقال يا ايها الناس ان ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه فيقال ان الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت ارجاء الارض واسمع من في الارحام والاصلاب واجابه كل شيء سمعه من حجر والمدر الطين واجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ومن كتب الله له ان يحج الى يوم القيامة لبيك اللهم لبيك يعني اجابوا بهذا لبيك اللهم يعني اجابة بعد اجابة والاجابة لله سبحانه وتعالى ولكنهم اجابوا نداء ابراهيم الذي امرهم ان يحجوا بيت الله ويتعبدوا لله سبحانه وتعالى بحج بيته قال ابن كثير رحمه الله هذا مضمون ما روي عن ابن عباس وآآ اشار بهذا او اشار نعم بهذا القول الى ما رواه الطبري والبيهقي والحاكم وقال صحيح على وصحيح الاسناد ولم يخرجاه وافقه. الذهبي اه عن ابن عباس قال لما فرغ ابراهيم من بناء البيت قيل له اذن في الناس بالحج. قال ربي وما يبلغ صوتي؟ قال اذن وعلي البلاغ. فنادى ابراهيم ان ايها الناس قد كتب الله عليكم الحج الى البيت فحجوا قال فسمعوا ما بين السماء فسمعه ما بين السماء والارض. افلا ترى الناس يجيبون من اقصى الارض يلبون اه في لفظ عن ابن عباس ايضا قال لما اه وهو عند الحاكم ايظا وابن جرير قال لما بنى ابراهيم البيت اوحى الله اليه ان اذن في الناس بالحج فقال ابراهيم الا ان ربكم قد اتخذ بيتا وامركم ان تحجوه فاستجاب له ما سمعه من شيء من حجر وشجر واكمة او تراب او شيء لبيك اللهم لبيك. رواه البيهقي في سننه. فالحاصل ان هذا حاصل ما ورد عن ابن عباس ومثل هذا يجوز حكايته والله اعلم في حقيقة آآ الامر كيف كان ذلك لكن لا شك ان ابراهيم اذن في الناس بالحج اي نادى افي الناس وامرهم بان يحجوا الى بيت الله الحرام الذي بناه لهم بامر ربه صار الحج آآ ركنا من اركان الدين ولهذا هو في هذه الملة المحمدية هو الركن الخامس من اركان الاسلام الذي لا يصح الاسلام الا بها ولكن لمن استطاع اليه سبيلا لمن استطاع الى الحج سبيلا قال جل وعلا واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا يأتوك رجالا وعلى كل ضامر آآ يأتوك رجالا اي على ارجلهم يأتوك رجالا اي على ارجلهم يحجون على ارجلهم وقال ابن كثير قد قد يستدل بهذه الاية من ذهب الى من العلماء الى ان الحج ماشيا يعني الحج فيه خلاف هل الافضل ان يحج الانسان ماشيا على قدميه او ان يحج راكبة فذهب بعض اهل العلم الى ان الافضل ان يحج ماشيا لمن قدر عليه لانه قدمه في الذكر او لانه قدمهم قال يأتوك رجالا يأتوك رجالا وعلى كل ظامر وعلى كل امر هم الراكبون الذين ركبوا على الابل ونحوها قالوا فقدم قدمهم في الذكر فدل على الاهتمام بهم وقوت هممهم وشدة عزمهم وجاء عن ابن عباس قال ما اسى على شيء يعني ما احزن على شيء فاتني الا انني وددت انني كنت حججت ماشية لان الله يقول يأتوك رجالا ثم قال ابن كثير وهو الرأي الثاني وهو القول الثاني في هذه المسألة قال والذي عليه الاكثرون ان الحج راكبا افضل اقتداء برسول الله صلى الله عليه واله وسلم فانه حج راكبا مع كمال قوته عليه السلام وهذا هو الاظهر والله اعلم وهو آآ تقديم الركبان هنا لا يلزم منه التفضيل لا يلزم منه نعم الرجال تقديمه رجالا يعني انهم ماشيين على اقدامهم لا يلزم منه آآ التفضيل على من حج آآ لان هذا ليس صريح يحتمل وقد يقدم آآ الشيء وغيره ويؤخر عنه ما هو افضل منه يعني ليس قاعدة مطردة ليس قاعدة مطردة حتى يقال بانه يدل على فضيلة الحج على الاقدام وافضل الخلق واسوة اسوتنا صلى الله عليه واله وسلم اه انما حجة على ناقته. حجة على ناقته بل ايضا آآ طافا ايضا طافح على ناقته وسعى على ناقته ورمى الجمرة على ناقته وذهب الى عرفة على ناقته يعني كان راكبا ولهذا آآ الافضل هو الحج قائما لكن من لم يستطع اه من لم يجد راحلة لكن يستطيع ان يذهب على رجليه فانه يحج راكبا وان كان بعض اهل العلم قال ان لمن استطاع اليه سبيلا قال الراحلة والزاد لابد يكون عنده راحلة والا لا مستطيعا للحج وهذا يدل على تفضيل الحج على آآ على المركوب سواء كانت الابل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم او كانت في زمننا هذا آآ السيارات والطائرات وما يعني وما يستخدمه الناس آآ وقوله على كل ظامر الضامن الاصل فيه المهزول الاصل فيه يعني الذي اصابه الهزال والمراد كما قال اه الطبري قال وهي الابل المهازيل الابل المهازيل يعني هذه الظوامر يعني ظامر قد ظمر امرت وضعها بدنها بسبب طول المشي والمسافات التي مشتها ايام وليالي الابل مخلوقة حي تضعف بالمشي والركوب عليها والذهاب وليست مثل السيارات ونحوها فالحاصل ان الظامر هنا وصف للابل التي يأتون عليها والمراد انها مهازيل وان فيها الهزال وقد ضمرت ضمرت ابدانها بسبب المشقة وبعد المسافة. وهذا دليل على ان بعد المسافة لا يمنع من حج البيت قال جل وعلا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. هذه الابل الظوامر تأتي من كل فج من كل فج عميق قال ابن عباس كل فج اي كل طريق كما قال وجعلنا فيها فجاجا سبلا. اذا من كل فج من كل سبيل وناحية كل سبيل وطريق كل طريق يأتي من ناحية من نواحي الارض وقوله عميق اي بعيد قاله مجاهد وعطاء وسدي وقتادة ومقاتل ابن حيان والثوري وغيره واحد قال ابن كثير وهذه الاية كقوله تعالى آآ فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم. فليس احد من اهل الاسلام الا وهو يحن الى رؤية الكعبة فالناس يقصدونها من سائر الجهات والاقطار ثم قال جل وعلا ليشهدوا منافع لهم. يعني اذن بهم اه اه في الحج لاجل ان يشهدوا منافع لهم وهذه المنافع اه كما قال ابن عباس قال منافع الدنيا والاخرة اما منافع الاخرة فرضوان الله تعالى واما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن والربح والتجارات وكذا قال مجاهد وغيره وغير واحد انها منافع الدنيا والاخرة كقوله ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم نعم فالحج فيه منافع منافع دينية شرعية اول الحج اسقاط فريضة الحج ان كان لم يحج وان لم وان كان قد حج فله منفعة تكفير السيئات والذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. وقال من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع ام ذنوبه كيوم ولدته امه. كذلك يحصل فيها منافع يتعارف الناس يلتقي المسلمون بعضهم ببعض. يعرف الانسان احوال اخوانه اه ايضا اه منافع اخرى من ناحية التجارة من ناحية التجارة والبيع والشراء والانتفاع فهذه كلها من المنافع العظيمة في الحج التي لا تكون الا في الحج قال جل وعلا ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات. يذكر اسم الله ذكر الله جل وعلا لان الذكر لله ولاسمه ويدخل فيه كل العبادات. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انما جعل الطواف بالبيت ورمي الجمار من اجل اه من اجل ذكر الله هي من ذكر الله الانسان لما يرمي الجمرات ولما يطوف بالبيت هذا من ذكر الله وقال ايام منى ايام اكل وشرب وذكر لله جل وعلا فالحاصل ان هذا كله من ذكر الله يعني اعمال الحج كلها على اسم الله ومن ذكر الله عز وجل ولهذا قال واذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا لانهم كانوا يتفاخرون بابائهم في الجاهلية في يوم يوم النحر قال ويذكر اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام آآ قال شعبة قال شعبه شيء من ابي بشر عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما الايام المعلومات هي ايام العشر. ابن كثير هنا بدأ يتكلم ما المراد بالايام المعلومات فقال هي الايام العشر وروي نحوه عن ابي موسى آآ الاشعري وعم مجاهد وعن قتادة وعطاء وسعيد بن جبير والحسن والضحاك وعطاء الخرساني وهو مذهب الشافعي والمشهور عن الامام احمد بن حنبل وقال به كذلك ابراهيم النخعي وعلقه البخاري عن ابن عباس هذا الاثر عن ابن عباس قال الايام المعلومات هي ايام العشر علقه البخاري في صحيحه على سبيل الجزم على بصيغة الجزم آآ وهذا هو المشهور ان هذه الايام العشر هذه الايام المعلومات هي ايام عشر ذي الحجة. وقال بعض المفسرين ان الايام المعلومات هنا هي يوم النحر وثلاثة ايام بعده. يوم النحر وايام التشريق اه وهذا ايضا مروي عن ابن عمر وابراهيم النخعي واليه ذهب احمد بن حنبل اه في رواية عنه وهناك قول اه او القول الثالث قال الايام المعلومات يوم النحر ويوم ان بعده يوم النحر ويوم ان بعده الذي قبله اه يوم النحر وثلاثة ايام التشريق وهذا القول قال له يوم النحر يوم ان بعده قال والايام المعدودات في الاية الاخرى هي ثلاثة ايام بعد يوم النحر وهذا الاسناد الى ابن عمر صحيح عنه وقاله السدي وهو مذهب الامام مالك اه وهناك القول الرابع انه يوم انها يوم عرفة هو يوم النحر ويوم اخر بعده. وهذا مذهب ابي حنيفة الايام المعلومات هي يوم عرفة يوم النحر يوم الحادي عشر آآ والصحيح انه اه انها عشر ذي الحجة. ولهذا اكثر ابن كثير واورد جملة من الادلة على ذلك. وما يتعلق بالايام العشر فمما ذكره؟ قال قال البخاري عن ابن عباس وساق بسنده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من قال ما العمل في اي يعمل افضل منه في هذه العشر منه في هذه يعني في الايام العشر قالوا والجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء وهكذا رواه الامام احمد والترمذي وابو داوود وابن ماجه وقال الترمذي حسن صحيح اه قال ابن كثير وقد تقصيت هذه الطرق وافردت لها جزءا على حيلتي فمن ذلك ما قال الامام احمد حدثنا عفان وساق بسنده عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ايام اعظم عند الله ولا احب اليه العمل فيهن من هذه الايام العشر فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد وهذا اسناد صحيح وفيه فائدة ما من ايام العمل الصالح ان من افضل العمل الصالح او ان العمل الصالح هنا شامل لكن من افضله اه التهليل والتحميد والتكبير فاكثروا فيهن من التحميد والتهليل التكبير لهذا مع بقية الاعمال الاخرى ولهذا قال قال البخاري اه كان ابن عمر وابو هريرة يخرجان الى السوق في ايام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما اه العلماء ذكروا ان التكبير في ايام العشر آآ قسمان تكبير مطلق وتكبير مقيد. فالمطلق من دخول ايام العشر ليلة واحد من ذي الحجة يبدأ التكبير المطلق. مع المطلق انه يكبر في كل وقت يكبر في كل وقت مطلقا يستمر يكبر ان شاء بعد الصلاة وان شاء قبل الصلاة وان شاء اه وهو في بيته وهو في سوقه في كل وقت يكبر والتكبير المطلق آآ والتكبير المقيد يبدأ من فجر يوم عرفة الى آآ عصري يوم الثالث عشر يوم مجرد ما يسلم الانسان من الصلاة يستغفر الله ثلاثا ويقول لا اله الا الله لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. يعني يهلل يأتي بالتهليل ثم بعد ذلك يكبر آآ وبعضهم قال انه يبدأ بالتكبير مباشرة وهذا ثابت عن الصحابة رضي الله عنهم وهذا ادبار الصلوات. ولهذا يلاحظ انه من يوم عرفة الى يوم النحر يجتمع فيها النوعان من التكبير. التكبير المطلق والتكبير اه المقيد ثم اه ذكر ابن كثير اه ما رواه الامام احمد عن جابر مرفوعا ان ان هذا هو هذا هو العشر الذي اقسم الله به في قوله والفجر وليال عشر وقال بعض السلف ان المراد بقوله واتممها واتوا آآ وقال بعض السلف انه المراد بقوله واتممناها بعشر وفي سنن ابي داوود كان يصوم هذه العشر هذه الاقوال كلها مؤيدة او يعني اوردها الحافظ ابن كثير رحمه الله اه مؤيدا اه مستدلا بها ومؤيد ومؤيدا القول الذي يقول ان هذه الايام آآ معلومات لانها هي ايام عشر ذي الحجة. انها هي ايام عشر بالحجة هذه هي الايام المعلومات وهذا هو الصواب هو الذي عليه اكثر اهل العلم والله اعلم وابن كثير رحمه الله هنا اشار الى مسألة اه مهمة وهي اه صيام هذه الايام العشر والسنة هي صيام تسع ذي الحجة كما جاء في حديث صححه الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصوم ثلاثة ايام من كل شهر وكان يصوم تسع ذي الحجة واما ما جاء عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يصومها عائشة فاخبرتنا عن علمها وعلم غيرها ما لم تعلمه اه المثبت مقدم على النافية. ثم النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون شغل عن الصيام بسبب عارض لانه مشغول بما هو اهم. لكن النبي صلى الله عليه وسلم ارشد الى العمل الصالح ومن ومن اراد ان يستثني العمل الصالح ومن اراد ان يستثني الصيام من العمل الصالح فليأتي بالدليل هذا كله من العمل الصالح. الصيام من العمل الصالح. وما من ايام العمل الصالح فيها احب الى الله منه في هذه الايام العشر ولا اشك ان فيها ايضا يوم عرفة. قال ابن كثير وهذه العشر مشتمل على يوم عرفة الذي ثبت في صحيح مسلم عن ابي قتادة قال سئل رسول الله صلى الله الله عليه واله وسلم عن صيام يوم عرفة يوم عرفة فقال احتسب على الله ان يكفر السنة الماضية. ويشتمل على يوم النحر الذي هو يوم الحج الاكبر وقد ورد في حديث انه افضل الايام عند الله تعالى يعني افضل الايام عند الله هو يوم الحج اه الاكبر كما جاء مرفوعا من حديث عبدالله ابن قرط مرفوعا بلفظ ان اعظم الايام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم وهذا رواه احمد والحاكم آآ وابن حبان وابو داود وغيرهم بسند صححه الشيخ الالباني رحمه الله. بل جاء بلفظ والذي صححه الشيخ الالباني اعظم الايام عند الله يوم النحر ثم يوم القر. اذا الحديث صحيح في هذا الذي اشار اليه الحافظ اه ابن كثير رحمه الله قال وقيل ذلك لاشتماله على على ليلة القدر التي هي خير من الف شهر آآ اه وقبل ذلك قال ويشتمل على نعم وبالجملة قال وبالجملة فهذه العشر قد قيل انها افضل ايام السنة كما نطق به الحديث وفضل وفظله كثير على عشر رمظان الاخير. لان هذا يشرع فيه ما يشرع في ما يشرع في ذاك يعني العشر من اول ذي الحجة يشرع فيها ما يشرع في ليالي رمضان من صلاة وصيام وصدقة وغيرها ويمتاز ايضا ويمتاز هذا يعني هذه العشر باختصاصه باداء فريضة الحج. كما قال الحافظ للحج ابن حجر قال فيها امهات العبادات. الحج لا يمكن يكون الا في ايام الحج ولا يمكن يكون في رمضان طبعا هذا القول الاول وقيل ذاك افضل يعني العشرة الاخيرة من رمضان افضل لاشتمالها على على ليلة القدر التي هي خير من الف شهر. وتوسط اخرون فقالوا ايام هذا افضل وليال ذاك افضل وبهذه سمعوا شمل الادلة والله اعلم. هذا اختيار حسن. يقول نقول ان افضل الايام هي ايام عشر ذي الحجة. وافضل الليالي هي الليالي العشر الاخيرة من رمضان. وبهذا تجتمع الادلة بدل ان نرجح احد القولين على الاخر لان الادلة كلها لا تتعارض ولا يعارض بعضها بعضا دل على ان الافضل بالنسبة للايام هو هي ايام عشر ذي الحجة آآ وبالنسبة لليالي هي الليالي آآ الليالي الاخيرة من رمضان ليالي آآ العشر الاواخر من رمضان التي فيها ليلة القدر ونكتفي بهذا القدر ونكمل آآ الكلام على بقية الاية في درس قادم باذن الله جل وعلا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين