الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى آله ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فكنا آآ قد آآ تكلمنا على قوله جل وعلا في سورة الحج ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من الانعام. وبينا آآ ان الايام المعلومات هي ايام عشر ذي الحجة. وذكرنا كلام اهل العلم في ذلك والادلة والشواهد عليه على ما رزقهم من بهيمة الانعام والمراد به ما اه اذن لهم واحل لهم من البدن والهدي التي يأكلونها. وفيه دليل على وجوب اه تسمية الله جل وعلا عند ذبح هذه الانعام وهذا من رحمة الله عز وجل انه احل لهم اكل الهدي بل ان الاكل في ايام منى انه مقصود مقصود كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ايام منى ايام اكل وشرب وذكر لله جل وعلا. ولهذا حرم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم صيام ايام ذي ايام التشريق كما في الحديث الذي في مسلم وغيره البخاري ان النبي نهى عن ايام التشريق ان يصمنا الا انه اه رخص لمن لم يجد الهدي. فالحاصل انه جل وعلا اه احل لهم بهيمة الانعام اه لاجل ان يأكلوا منها ويذكروا اسم الله ويكثروا من التكبير والتحميد والتهليل فان التكبير في ايام منى من سنن ايام التشريق سواء التكبير المطلق او التكبير المقيد اه ثم قال جل وعلا اه فكلوا منها واطعموا البائس الفقير. فكلوا من هذه اه البدن وهذا الهدي بهيمة الانعام التي احلها الله لكم. ومن هنا ذهب بعض اهل العلم الى وجوب الاكل من الاضاحي قال ما دام ان الله جل وعلا قال فكلوا منها هذا امر والامر يقتضي الوجوب وقالوا يدل على هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذبح بدنه المئة يوم النحر انه امر باي يؤخذ من كل واحدة منها بضعة قطعة فوضعت في قدر فطبخت ثم اكل منها صلى الله عليه واله وسلم اه والقول بالوجوب كما قال ابن كثير هذا قول غريب واما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فغاية ما يدل على انه سنة يعني فعل النبي صلى الله عليه وسلم الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم يدل على سنية ما فعل ولا يلزم منه الوجوب كما هو مقرر في علم اصول الفقه ولهذا الجمهور او الذي عليه الاكثرون ان هذا من باب الرخصة او الاستحباب. كما ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نحر هديه امر من كل بدنة ببضعة تطبخ فاكل من لحمها وحسى من مرقها آآ وجاء عن عبد الله بن وهب قال قال لي ما لك احب ان يأكل من اضحيته. لان الله يقول فكلوا منها. قال ابن وهب وسألت فقال لي مثل ذلك وجاء كذلك عن ابراهيم النخعي قال كان المشركون لا يأكلون من ذبائحهم فرخص للمسلمين فمن شاء اكل ومن شاء لم يأكل وروي عن عطاء ومجاهد نحو ذلك وجاء ايضا عن مجاهد انه قال فكلوا منها هي كقوله فاذا حللتم فاصطادوا فاذا فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وهذا اختيار ابن جرير الطبري يعني يقولون ان الامر بعد النهي يدل على الحل والاباحة فقط لا يدل على الوجوب فالله جل وعلا حرم على آآ المحرم ان يصيد الصيد ثم قال واذا حللتم فاصطادوا يعني اذا حللتم ابحنا لكم اذا اردتم تصيدون الصيد. لكن ليس معناه انه يجب على كل من حل من احرامه يجب عليه ان يصيد صيدا. لا ليس هذا هو المقصود قال ابن كثير وهذا اختيار ابن جرير في تفسيره واستدل من نصر القول بان الاضاحي يتصدق منها بالنصف آآ بقوله في هذه الاية فكلوا منها واطعموا البائس الفقير قالوا فجزأها نصفين نصف للمضحي ونصف للفقراء والقول الاخر انها تجزأ ثلاثة اجزاء الاضحية ثلث له وثلث يهديه وثلث يتصدق به. لقوله تعالى فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر وسئت الكلام على ذلك ان شاء الله في محله. فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى احل واذن لهم بالاكل منها وهذا سنة ويستحب للانسان ان يأكل منها لكن اذا كان الامر كما هو الحال الان يوكل شركة اه تقوم بذبح الاضاحي واحسانها فلا يلزم منه ان يأكل فلو لم يأكل لا شيء عليه في ذلك ولا حرج عليه في ذلك. لان هنا يراعى المصلحة العامة لو ترك الناس يذبح اضحيته لادى هذا الى يعني تنجيس المكان وجلب الروائح السيئة الكريهة التي يعني تنزل آآ الظيق بالناس. وكنا آآ عهدنا هذا في اه سنة الف وثلاث مئة وخمسة وتسعين وبعض السنوات بعدها اه كان الناس وكان اصحاب الغنم يأتون بالغنم يسوقونها آآ فيأتي بين خيام الحجاج فيقوم الحجاج ويأخذونها ويشترون ثم يذبحون ورأيت بام عيني من يذبحها ويترك ويتركها لا يأكل منها شيئا يذبحه فقط ويتركها يتركها على طرف الجبل على حصاة يذبحه في مكان ويتركها فبعد اكثر الناس ما يستطيع يبقى يتعجلون كلهم يوم الثاني عشر لان منى تصبح كلها روائح منتنة مضرة بالبدن ما يستطيع الانسان ان يبقى فالحمد لله هذا الاجراء الذي اتخذه ولاة الامر وفقهم الله بجعل مشروع الهدي والاضاحي انت تدفع النقود ما عليك الا ان تدفع النقود وهم يتولون ذبحها وايضا سلخها واحسانها وتوزيعها واعطائها للفقراء والمحتاجين او لمن تنزل بهم كوارث في من المسلمين هذا في الحقيقة امر وعمرو يذكر ويشكر جزاهم الله خيرا والا لكان مصدر قلق للناس ما يلحقهم من الروائح المنتنة. اه قال جل وعلا واطعموا البائس الفقير يعني كلوا انتم منها واطعموا البائس الفقير اه والبائس كما قال عكرمة قال هو المضطر الذي عليه البؤس وهو الضعيف وقال الطبري البائس الفقير اي اطعموا مما تذبحون او تنحرون هنالك من بهيمة الانعام من هديكم وبودنكم البائس وهو الذي به ضر الجوع والزمان والحاجة والفقير الذي لا شيء عليه لا شيء له. اذا البائس هنا المراد به الفقير اصابه البؤس بسبب قلة ذات يده ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم اهدى مئة بدنة الى الى في حجة الوداع ليوسع على اهل مكة واهل البيت ويعطي الفقراء والبائسين صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقال مجاهد البائس هو الذي لا يبسط يده. وقال قتادة هو الزمن يعني المريض. وقال مقاتل هو الضرير وكل هذه الاقوال متقاربة فالحاصل انه يعطى منها ايضا البائس الفقير المحتاج آآ ما يعني يشارك به غيره فيأكل ويأنس آآ مثل بقية الناس. ثم قال جل وعلا ثم ليقضوا تفثهم ثم ليقضوا تفثهم اه الاصل في التفث هو الوسخ والدرن وقيل التفت قص الاظهار والاخذ من الشارب وقيل كل ما كل ما يحرم على المحرم يعني هذا في اصل وضع الكلمة لكن المراد بالتفت هنا ما هو اعم من ذلك قال الطبري ثم ليقضوا ما عليهم ثم ليقضوا تفثهم قال ثم ليقضوا ما عليهم من مناسك حجهم من حلق شعر واخذ شارب ورمي جمرة وطواف بالبيت ونحوه قال ابن عباس اه من طريق علي بن ابي طلحة قال هو وظع الاحرام ليقضوا تفثهم يعني وضع الاحرام يضع احرامهم من قال لي هو وضع الاحرام من حلق الرأس ولبس الثياب وقص الاظهار ونحو ذلك. وهكذا روي روى عطاء آآ ومجاهد عنه وكذا قال ابن عباس اه نعم وهكذا قال عكرمة ومحمد ابن كعب القرظي وهذا لا شك انه اه داخل اه التفت هنا اعم من ان يراد به قص الاظافر وحلق الرأس. ونحو ذلك ايظا جاء عن ابن عباس قال التفتوا المناسك ثم قال جل وعلا وليوفوا نذورهم آآ قال علي بن ابي طلحة عن ابن عباس يعني نحر ما نذر من امر البدن وقال مجاهد نذر الحج والهدي وما نذر الحج والهدي وما نذر الانسان من شيء يكون في الحج وايظا عن مجاهد قال ليوف نذورهم الذبائح. وقال كل نذر الى اجل وقال عكرمة نذر الحج اه وهكذا جاء عن سفيان قال نذور الحج فكل من دخل الحج فعليه من العمل فيه الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة وعرفة والمزدلفة ورمي الجمار على ما امروا وروي عن مالك نحو ذلك ولهذا قال اه الشيخ السعدي وليوفوا نذورهم اي التي اوجبوها على انفسهم من الحج والعمرة والهدايا وقال الطبري وليوفوا بما نذروا من هدي وبدن وغير ذلك. اذا المراد بالنذور هنا هي العبادات التي يطلب منهم. فانهم اذا اه قضوا تفثهم وازالوا ما عليهم من الشعر وما شابه ذلك. ايضا عليهم ان يفوا بنذورهم بعباداتهم منها ذبح الهدي ومنها ايضا رمي الجمار اه ومنها بقية مناسك الحج. فالحج كله اعمال هذا تشريع وبيان من الله عز وجل بيان اجماليا والنبي صلى الله عليه وسلم بين ذلك بفعله فقال خذوا عني مناسككم خذوا عني مناسككم. وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذبح حلق رأسه ونحر هديه آآ لبس ثيابه وطاف بالبيت واكثر من التهليل والتكبير والصلاة ورمي الجمار في ايام التشريق هذا كله من النذور التي يجب عليهم ان يوفوا بها ثم قال جل وعلا وليطوه بالبيت العتيق قالوا مجاهد يعني الطواف الواجب يوم النحر. وهذا المراد به طواف الحج الذي هو ركن الحج ويسمى طواف الافاضة. وطواف الحج اذا هنا في هذه الايات اشارة الى اعمال الحج جملة والنبي صلى الله عليه وسلم فصل ذلك وبينه تفصيلا. فالقصد انهم امروا بان يطوفوا بالبيت وهذا طواف الافاضة وهو ركن الحج. وهو ركن الحج ومن لم يطف طواف الحج فان حجه لم يتم بعد. فعليه ان يرجع الان ويطوف البيت بنية طواف الحج كما افتى بذلك اهل العلم. واما طواف القدوم فهو سنة واما طواف الوداع فهو واجب لكن يسقط عن الحائض والنفساء واذا تركه الانسان يذبح شاة او دما آآ آآ يصح حجه ويكفر عنه هذا الخطأ واما طواف الافاضة ما ما يجزي عنه شيء ابدا لا ليس له كفارة لا ذبح ولا شيء وانما عليه ان يأتي ولو بعد حين ويطوف بالبيت. قوله بالبيت العتيق اه المراد بالعتيق هنا فيه اقوال لاهل العلم لكن قبل ذلك آآ يقول ابن عباس لابي حمزة اتقرأ سورة الحج؟ يقول الله تعالى وليطوفوا بالبيت العتيق فان اخر المناسك الطواف بالبيت يعني يشير الى طواف اه الوداع وطواف الوداع اه واجب لا شك لكن هنا يطوفوا بالبيت المراد به طواف الافاضة دخولا اوليا ويدخل فيه غيره قال قلت وهكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لما رجع الى منى يوم النحر بدأ برمي الجمرة فرماها بسبع حصيات ثم نحر هديه وحلق رأسه ثم افاض فطاف في البيت وفي الصحيح وهو في صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس قال امر الناس ان يكون اخر عهد بالبيت الطواف الا انه خفف عن المرأة الحائض يعني يشير الى وجوب طواف اه الوداع وقوله بالبيت العتيق فيه يقول ابن كثير فيه مستدل لمن ذهب الى انه يجب الطواف من وراء الحجر لانه من اصل البيت الذي بناه ابراهيم. وان كانت قريش قد اخرجوهم من البيت حين قصرت بهم النفقة. ولهذا طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجر واخبر ان الحجر من البيت ولم يستلم الركنين الشاميين لانهما لم يتمما على قواعد ابراهيم العتيقة اه ولهذا قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي حدثنا ابن ابن حدثنا ابن ابي عمر العدني حدثنا سفيان عن هشام بن حجر عن رجل عن ابن عباس قال قال لما نزلت وليطوفوا بالبيت طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه فاذا المؤلف رحمه الله افادنا هنا بفوائد منها اه طواف الوداع لابد من الطواف بالبيت ومنها آآ ان الحجر وهو الجزء الذي نصف جدار الجهة الشمالية من البيت امام ميزاب الكعبة اه هذا الجزء من البيت العامة يقولون حجر اسماعيل وهذا غلط هو الحجر لانه حجر لكن ليس حجر اسماعيل لان في زمن اسماعيل لما بنى البيت هو وابوه ابراهيم عليهما السلام بنوا البيت كاملا لكن قريش لما بنوا الكعبة قصرت بهم النفقة يعني نقصت عليهم النفقة فتركوا هذا المقدار من البيت ولهذا لابد الطواف من وراءه من ورائه. ولهذا لو ان انسانا طاف ففي احد الاشواط دخل بين الكعبة وبين الحجر. احيانا يكون مفتوح البابين فانه بقي عليه شوط طوافه غير كامل وغير صحيح فلابد الطواف يكون من وراء الحجر لكن الحجر في بقائه هكذا في مصلحة وهن من دخل وصلى داخل الحجر فقد صلى داخل البيت فقد دل فقد صلى داخل بيت الله داخل الكعبة كما صلى النبي صلى الله عليه واله وسلم. وقوله العتيق هذا وصف للبيت بانه العتيق وخلاصة اقوال اهل العلم اه بالمراد بالعتيق ثلاثة اقوال آآ القول الاول اه وهو قول الحسن البصري وقتادة ان العتيق يعني القديم بالبيت العتيق يعني القديم لانه اول بيت وضع للناس من زمن ابراهيم وكم بيننا وبين ابراهيم من المدد المتطاولة فالبيت العتيق هنا يعني القديم كذا قال ايضا عبد الرحمن بن زيد بن اسلم وقال عكرمة انه انما سمي البيت العتيق لانه اعتق يوم الغرق زمن نوح وهذا القول بناء على ان اول من بنى البيت هو الكعبة اول من بناها هو ادم وهذا قول لطوائف من السلف وان كان الذي يترجح ان اول من بناه هو ابراهيم كما هو ظاهر النصوص اه كما في قصته في البخاري وغيره لما اتى النبي صلى الله عليه وسلم اتى نبي الله ابراهيم بهاجر وابنها اسماعيل وانزله في مكان في واد غير ذي زرع ما في شي ما في بناء لا بيت ولا سكان ولا شيء وقصة هاجر ايضا لما نفذ الماء اولا تبعت ابراهيم لما ذهب قالت يا ابراهيم تتركنا لمن هنا فجاءت تمشي وراه وهو ساكت ولا يرد عليها لانه ذهب الى الشام رجع الى زوجته سارة فقالت له الله امرك بهذا؟ قال نعم. قالت اذا لا يضيعنا. فرجعت وتركته. وبقيت مع ابنها الصغير المولود فبدو وقتا ثم نفذ ما عندهم من الماء والطعام فجعل الصبي يتلوى من الجوع فذهبت الى اقرب جبل عندها وكان الصفا فطلعت عليه وصعدت ونظرت يمينا وشمالا لعلها ترى احدا من الناس يسعفها فلم ترى احدا ثم نزلت من الصبا واتجهت الى المروة فلما نزلت في بطن الوادي لاحظوا وادي ما في بناء يا اخوان ما بنى ادم يعني هذه من الادلة ان ان اول من بنى البيت هو ابراهيم وليس ادم وادي وادي غير ذي زرع ما فيه اي مباني ولا سكان ولا اثار ولا شيء من ذلك فان ذلك سعت بين الصباح لما نزلت بطن الوادي سعت سعي المجهود حتى صعدت على المروة فنظرت يمينا وشمالا ثم رجعت الى الصفا سبع مرات وكان سنة السعي بين الصفا والمروة سنة امنا امي اسماعيل هاجر عليها السلام فسمعت صوتا فقالت اغث ان كان عندك غيث اغثنا بما تقدر عليه واذا هو جبريل فجاءه وظرب بعقبه زمزم فخرج الماء فجعلت تحجر عليه وتقول زم زم يعني ارتفع فالحاصل ان الصواب ان اول من بنى البيت هو ابراهيم وليس ادم. وبناء على هذا هذا القول الذي ذكره آآ عكرمة اه فيه نظر لانهم يقولون البيت كان بناه ادم فلما جاء الغرق في زمن نوح غطاه تماما ولم يعرف مكانه نقول هذا يحتاج الى دليل. القول الثالث في البيت العتيق انه انما سمي عتيقا لانه لم يظهر عليه جبار قط كما قال خسيف وايضا قال مجاهد اعتق من الجبابرة يسلط عليه وكذا قال قتادة وعن مجاهد قال لا لانه لم يريده احد بسوء الا هلك وعن عن ابن الزبير انما سمي البيت العتيق لان الله اعتقه من الجبابرة وجاء في ذلك حديث رواه الترمذي واخرجه الحاكم وقال على شرط مسلم وقال عنه الترمذي اه هذا حديث حسن غريب وهو آآ ما رواه الترمذي عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما سمي البيت العتيق لانه لم يظهر عليه جبار والله اعلم فالحاصل ان اقوى القولين آآ او اقوى الاقوال الثلاثة آآ قولان ولا تعارض من ان يكون كلاهما مراد. فالبيت العتيق اي القديم الذي بناه ابراهيم قديما وهو كذلك لم يسلط الله عليه الجبابرة ولهذا انما يهدم في اخر الزمان منذ السويقتين عند قيام الساعة كما في البخاري كاني بيدي السويقتين يهدم البيت حجرا حجرا بمسحاته او بمعوله وهذا عند قرب قيام الساعة ويرمونه في البحر وعند ذلك تقوم الساعة على الناس. لكن هذا في اخر الزمان لانه حتى بعد خروج يأجوج ومأجوج البيت باقي وسيحج الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ليحجن البيت بعد يأجوج ومأجوج وعيسى ابن مريم بعد ان ينزل يقول النبي صلى الله عليه وسلم انه يلبي يلبي بالحج يعني حاجا الى البيت بالروحاء قرية الروحة موجودة الان على طريق ينبع الجديد اذا باقي حتى بعد ان نزول علامات الساعة الكبرى خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم خروج يأجوج ومأجوج لا يحذرن البيت ويعتمر لكن هذا في اخر الزمان الذي بعده تقوم الساعة ثم قال جل وعلا ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له. ذلك هذا راجع على ما سبق قال ابن جرير الطبري ذلك اي هذا الذي امر به من او الذي امر به من قضاء التفذ والوفاء بالنذور والطواف بالبيت العتيق هو الفرض الواجب عليكم يا ايها الناس في حجكم. يعني ذلك واجب عليكم. وحتم عليكم ان تقوموا به وهو مناسك حجكم ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ويقول خذوا عني مناسككم ثم قال جل وعلا ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه فيعظم حرمات الله قال ابن جرير الطبري من يجتنب ما امره الله باجتنابه في حال احرامه تعظيما منه لحدود الله ان يواقعها وحرمه اي اي ان يستحلها فهو خير له عند ربه في الاخرة وقال ابن كثير او اي ومن يجتنب معاصيه ومحارمه ويكون ارتكابها عظيما في نفسه يعني يلاحظ ان ابن كثير جعلت التعظيم مطلقا ومن جرير كانه اراد ان التحريم هنا في حال الاحرام ولا شك ان قول ابن جرير داخل في هذا لكن الاولى حمله على العموم نعم يدخل فيه تعظيم حرمات الله في حال الاحرام وايضا في غير حال الاحرام ولهذا يقول ابن كثير ومن يجتنب معاصيه ومحارمه ويكون ارتكابها عظيما في نفسه فهو خير له عند ربه. اي فله على ذلك خير كثير وثواب جزيل فكما على فعل الطاعات ثواب كثير واجر جزيل. كذلك على ترك المحرمات والمحظورات هذا فائدة يا اخوان لان بعض الناس ما يعظم حرمات الله يمكن يترك المعصية ويترك فعل يعني فعل الواجب نعم يفعل الواجب او يترك محرم بس من باب انه يرى انه ملزم به او انه ما يستطيع يتركه يعيبه الناس او نحو ذلك. لا يكون في قلبك تعظيم هذا حرمه الله عظيم في نفسك. اعوذ بالله كيف افعل هذا؟ ها هذا تعظيم حرمات الله. كيف اترك الصلاة؟ لابد اصلي يا اخي حرم الله علي تركها فهذا عمل القلب هذا شيء عظيم اذا وقر في قلب العبد دليل على قوة ايمانه قوله جل وعلا اه اه ثم اورد ابن كثير قوله مجاهد ذلك يوم يعظم حرمات الله قال الحرمة مكة والحج والعمرة وما نهى الله عنه من معاصيه كلها هذا يؤيد قول ابن جرير اذا يعظم حرمات الله كل حرمات الله فيقوم بالواجبات ويترك المنهية. وان كان الاظهر هنا والله اعلم تجنب المعاصي هنا حرمات الله يعني ما حرمه الله. فيجتنب المعاصي فيجتمع في حق المؤمن فعل المأمورات وترك المنهيات لكن ايضا ترك المنهيات في قلبه تعظيم لله ولهذا يبتعد عنها ويفزع منها ويجتنبها ثم قال جل وعلا واحلت اه نعم قال فهو خير له عند ربه نعم يشكر الله له ذلك ويعظم له الاجر لان هذا من تقوى القلوب تعظيم شعائر الله هذا من تقوى القلوب تعظيم حرمات الله من تقوى القلوب وله الاجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى ان يقول اني اخاف الله رب العالمين كما في قصة الرجل الذي اراد ان يزني بالمرأة وابت عليه حتى احتاجت وطلبت منه مئة وعشرين دينارا فلما جلس بين رجليها ليفعل بها الزنا قالت اتق الله ولا ولا تفظ الخاتم. الخاتم الا بحقه فقام وتركها. يعظم حرمات الله لما نبهته وايقظت ما في قلبه قام فتركها وقال الذهب لك ايضا ففعل ذلك ابتغاء وجه الله هكذا يكون في قلبك يا اخي تعظيم الحرمات والمعاصي وتعظيم شأنها والخوف منها وعدم التهاون فيها وفي ارتكابها. قال واحلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم اي احللنا لكم جميع الانعام فما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وسيلة ولا حام ولا غير ذلك مما زعمه وكذب به المشركون من تحريم بعض بهيمة الانعام قال الا ما يتلى عليكم يعني احلت لكم بهيمة الانعام فكلها حلال الا ما يتلى عليكم في القرآن في تحريم بعضها قال ابن كثير اي من من تحريم اي الا ما يتلى عليكم اي من تحريم ثم ذكر قوله جل وعلا حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة والمقوذة والمتردية والنطيحة وما السبع الا ما ذكيتم وماذوا بها على النصب ما ذكره الله جل وعلا في اول سورة المائدة فهذا محرم عليكم الا ما استثناه الدليل الا ما استثناه اه فهذا حلال لكم الا ما استثناه الدليل اذا آآ القرآن يفسر بعضه بعضا قال جل وعلا فاجتنبوا الريش من الاوثان واجتنبوا قول الزور فاجتنبوا الرجس من الاوثان الرجز يقول ابن عاشور الرجس حقيقة الخبث والقذارة ووصف الاوثان بانها رجس لان رجسها معنوي. وهو اعتقاد الوهيتها في النفوس بمنزلة تعلق الخبث بالاجساد اذا فاجتنبوا الرجس من الاوثان يعني اجتنبوا عبادة الاوثان لان هذه من الرجس ولهذا من هنا بيانية من هنا بيانية لبيان الجنس اي اجتنبوا الرجس الذي هو الاوثان وقرن الشرك بالله بقول الزور هنا قال واجتنبوا آآ قول الزور هذا كقوله يقول ابن كثير كقوله قل انما حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا تقول على الله ما لا تعلمون قال ومنه اي من القول على الله ما لا تعلمون منه شهادة الزور. وفي الصحيحين عن ابي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال الا وقول الزور الا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ثم اورد ابن كثير بعض الاحاديث لكنها ضعيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم النبي خطبه وقال يا ايها الناس اه عدلت شهادة الزوري اشراكا بالله ثلاثا. ثم قرأ فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور. فهذا يدل على تحريم شهادة الزور وهو ان يشهد زورا وكذبا فهي من اعظم الذنوب ومن اكبر الكبائر فيجب على المسلم ان يتجنبها ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد