بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الحج وان يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعادوا وثمود وقوم ابراهيم وقوم لوط واصحاب مدين وكذب موسى فامليت للكافرين ثم اخذتهم فكيف كان نكير مر معنا بالامس قوله جل وعلا الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور وقلنا ان هذه الاية وان كانت على سبيل الاخبار لكنها بمعنى الامر والحث على ذلك فاذا مكن الله اهل الايمان وجب عليهم كان واجبا عليهم ان يقيموا الصلاة ويظهروا امرها ويبنوا المساجد ويعمروها ويظهروا هذه الشعيرة ويؤدون زكاة باموالهم لمستحقيها ويأمرون بالمعروف وهو ما عرف حسنه الشرع وينهون عن المنكر وهو ما عرف قبحه في الشرع ولله عاقبة الامور مصير الامور ومآلها الى الله جل وعلا ثم قال تعالى وان يكذبوك وان يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعادوا وثمود قال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى مسليا نبيه محمدا صلى الله عليه واله وسلم في تكذيب من من خالفه من قومه وان يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح الى ان قال وكذب موسى وكذب موسى اي مع ما جاء به من الايات البينات والدلائل الواضحات فهذه الايات يبين الله جل وعلا او يسلي الله جل وعلا نبيه بما وقع من الامم السابقة فان كذبك قومك يا نبينا فقد كذبت قبلهم قوم نوح وهو اول الرسل وكذلك كذبت قوم عاد كذبت عاد وكذلك كذلك كذب الثمود وكذبت قوم ابراهيم وكذب قوم لوط وكذب اصحاب مدين ومدين وهم قوم شعيب وكذب موسى كل هؤلاء الانبياء قد كذبوا من قبلك فلا تحزن ولا يصيبنك الهم والحزن بسبب تكذيبهم فان هذه سنة الله في الامم السابقة الكافرة مع انبيائهم فقد كذبت رسل من قبلك وما يجري لك ويقع من قومك انت فيه على سبيل من سبقك من انبيائنا ولا شك ان هذا فيه تسلية للنبي صلى الله عليه واله وسلم مما يحزنه من فعل قومه وتكذيبهم ثم قال جل وعلا فامليت للكافرين امليت لهم يعني يقول ابن كثير انظرتهم واخرتهم وقال غيره امليت لهم اي امهلتهم وانذرتهم يعني امهلهم الله وانظرهم واعطاهم وقتا لعلهم يتوبون لعلهم يرجعون لتقوم عليهم حجة الله الرسالية ولكن لا يعني هذا الامهال انهم لا يؤخذون بجريرة اعمالهم لهذا قال ثم اخذتهم اتى بثم المفيدة للترتيب والتراخي وانه جل وعلا امهلهم مدة يعلمها جل وعلا لحكمة ثم بعد هذا الامهال حل بهم العقاب وحل بهم العذاب ولهذا يقول بعض السلف انه كان بين قول فرعون لقومه انا ربكم الاعلى وبين اهلاك الله له اربعون سنة اه اورده ابن كثير كذلك وهذا يدل على ان الله قد امهله مع انه قال هذه المقولة الخبيثة وادعى الربوبية عدو الله فامهله الله اربعين سنة ثم اخذه اخذ عزيز مقتدر فلا يعني الامهال وترك اهل الباطل واهل الشر واهل المعاصي لا يؤاخذون اول ما يعملون المعصية ليس معنى هذا انهم لا يعذبون ولا يعاقبون ولا يؤخذون لا يمهلهم الله جل وعلا ثم يأخذهم اخذ عزيز مقتدر. ولهذا جاء في الصحيحين عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته نعوذ بالله يملي للظالم لكن اذا اخذه واحل به العقوبة لم يفلته الا وقد دمره واهلكه وجزاه على ظلمه ثم قرأ وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد اذا فامليت للكافرين ثم اخذتهم فكيف كان نكير؟ الاستفهام هنا للتقرير يعني يقرر كيف كان نكير نكيري عليهم يقول ابن بكثير في معنى الاية اي فكيف كان انكاري عليهم ومعاقبة لهم وقال اه الطبري يقول فانظر يا محمد كيف كان تغييري ما كان بهم من نعمة وتنكري لهم عما كنت عليه من الاحسان اليهم الم ابدلهم بالكثرة قلة وبالحياة موتى وبالعمارة خرابا. فكذلك فعلي بمكذبيك من قريش وان امليت لهم الى اجالهم فاني منجزك وعدي فيهم كما انجزت غيرك من رسل وعدي في اممهم فاهلكناهم وانجيتهم من بين اظهرهم قال السمعاني فكيف كان نكير؟ اي انكاري؟ وانكاره العقوبة. وقال الشوكاني الاستفهام هنا للتقرير فكيف كان مناكير اي فانظر كيف كان انكاري عليهم وتغيير ما كانوا فيه من النعم واهلاكهم فكيف كان نكير فكأين من قرية اهلكناها فكأين اه كاي مركبة من كافي التشبيه واي فدخلت على كاف التشبيه على اي فبنيت عليها وهي بمعنى كم فكأين من قريه يعني وكم من قرية اهلكناها والقرية هي مكان اجتماع الناس الذين يجتمعون في مكان واحد وهي مما يعبر عن الان بالمدن الدول كلها بمعنى فكائين من قرية اهلكناها يعني انزلنا بها هلاكنا وبأسنا واخذناها بالعقوبة وهي ظالمة والحال انها ظالمة والظلم هنا يدل على الكفر يعني انها ظالمة اي بكفرها بالله جل وعلا وهو اشد انواع الظلم. وكذلك ما عندهم من الذنوب معاصي ايضا فالحاصل ان الله جل وعلا لا يهلك قرية مستقيمة على امره ودينه مطيعة له وانما يأخذهم اذا ظلموا اعظم الظلم هو الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى قال فهي خاوية على عروشها يعني بعد ان اخذتها واهلكتها وهي مقيمة على ظلمها اصبحت خاوية على عروشها فهي خاوية على عروشها اه خاوية يقول الطبري فبادى اهلها وخلت وخوت من سكانها خاوية يعني بمعنى خالية يعني خوت يعني خلت وذهب اهلها ليس بها احد قال الطبري فباد اهلها وخلت وخوت من سكانها فخربت وتداعت وتساقطت على عروشها يعني على بنائها وسقوفها ونحوه قال ابن كثير اي كم من قرية اهلكناها وهي ظالمة اي مكذبة لرسولها فهي خاوية على عروشها قال الضحاك سقوفها قد خربت منازلها وتعطلت حواضرها قال الطبري نعم آآ سبق كلام الطبري. اذا ما معنى خاوية؟ خالية على عروشها عروشها سقوفها يعني خاوية فهي باقية العروش السقوف او تداعت سقوفها فهي خاوية على عروشها يعني ساقطة على عروشها لانها قد خربت وتدمرت وهذا امر معلوم اذا اذا مررت ببناء قديم قد تهدم تراه خاوي خالي ليس فيه احد وقد سقطت عروشها و في وسطها او بجوارها فهي خاوية على عروشها وهذا المثل يطلق على حلو الشيء من السكان ومن الحياة قال فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وبئر معطلة هذه يعني عبر ومواعظ يعظنا الله بها فانظر الى تلك القرى الظالمة الذي ان كان لهم سطوة كيف تبدل امرهم؟ اهلكهم الله فتجد بيوتهم خاوية خالية ما فيها شيء قد سقطت على عروشها لما اهلكهم الله جل وعلا وبئر معطلة اي البئر وهي التي كان يخرج منها الماء ويشرب منها قد عطلت قال ابن كثير اي لا يستقى منها ولا يردها احد بعد كثرة والديها والازدحام عليها وقال الطبري وبئر معطلة عطلناها بافناء اهلها وهلاك والديها فاندفنت وتعطلت فلا واردة لها ولا شاربة منها نعم يعني بئر معطلة كانت بئر الناس يستقون الماء منها وكان الناس يزدحمون لاخراج الماء منها لكنهم لكنها بعد ان اهلكناها صارت معطلة لا يريدها احد ولا يأتيها احد وذهب اهلها وهذا امر ايضا معهود الانسان اذا ذهب الى الابار القديمة يتعجب ابار ليس عليها احد معطلة عن عمله العمل الذي كانوا يخرجون منها الماء ويشربون ويستقون ويريدون عليها ويصدرون منها الان لا احد يمر بها قال وقصر مشيد مشيت قال عكرمة يعني المبيض بالجص ومنه الشيد الجص يقال له الشيد ومعنى قصر المشيد يعني من فخامته قد وضع عليه الشيد والجص فصار لونه ابيض وقال علي ابن ابي طالب ومجاهد وعطاء نحو ذلك وقال اخرون المشيد هو المنيف المرتفع وقال اخرون هو الشديد المنيع الحصين وقال الطبري مشيدة وقصر مشيد قال رفيع بالصخور والجص قد خلا من سكانه بما اذقنا اهله من عذابنا لسوء فعالهم فبادوا وبقي قصورهم المشيدة خالفة منهم قال ابن كثير بعد ان اورد اقوال السلف الثلاثة اه ان القصر المشيد المبيض بالجص او المبيض بالجس او انه المنيف المرتفع يعني الطويل المرتفع الكبير او انه الشديد المنيع الحصين قال وكل هذه الاقوال متقاربة ولا منافاة بينها فانه لم يحمي اهله شدة بنائه والارتفاعه ولا احكامه ولا حصانته عن حلول بأس الله بهم. كما قال تعالى اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة اذا القصر المشيد معناه الذي قد شيد وبني وصار عاليا رفيعا قويا مبيظا بالشيدي يعني قصر فخم يحرص عليه اهله وبذلت فيه الاموال ويدل على الرئاسة والملك اين هو الان ما بقي خاليا ليس فيه احد وهذا فيه عبرة وعظة لمن يعتبر لا تغتر بدنياك لا تغتر ببيتك لا تغتر بزراعتك. لا تغتر بسيارتك لا تغتر بقومك لا تغتر باموالك والله ستذهب وتتركها يعني ان لم تتركها هي ستتركها انت ولابد ويبقى هذا القصر المشيد الكبير العمارة الفلة الكبيرة تبقى في مكانها وانت تنتقل الى المقبرة فاصلح العمل الذي يجعل قبرك روضة من رياض الجنة. ويجعله خير من هذا البناء الذي بنيته. فان المؤمن يفسح له في قبره مد بصره اين تجد في الدنيا قصر مشيد مد البصر كم مد البصر عشرون كيلو او خمسطعشر كيلو ما تجد قصر بهذا هذه المثابة لكن المؤمن هذا اول نعيم الجنة له انه يكون له يمد له مد بصره كل هذا ملك له ونعيم له في الجنة. قال جل وعلا افلم يسيروا في الارض الاستفهام هنا استفهام انكاري ينكر عليهم لانهم قد ساروا في الارض ومشوا وذهبوا وجاؤوا فكان الواجب عليهم ان يتعظوا بذلك ويعتبروا ولهذا الاستفهام هنا للإنكار استفهام للانكار كما قاله ابن عاشور افلم يسيروا في الارض والسير في الارض هو الذهاب بها من اجل آآ الاعتبار والاتعاظ والمشي والذهاب فيها ذهابا وايابا قال جل وعلا فتكون لهم قلوب يعقلون بها فتكون لهم اذا ساروا قلوبا تكون لهم قلوب يعقلون بها قال الطبري يعقرون بها حجج الله على خلقه وقدرته جل وعلا. لان العقل هو بمعنى الفهم يعني يعقلون يفهمون يعقلون الامر يحققونه ويدركونه ثم يتعظون ويعتبرون بما عقلته قلوبهم اه او نعم وهنا مسألة وهي مسألة شهيرة اين عقل الانسان فقال بعض العلماء عقل الانسان آآ في قلبه فقال بعض العلماء عقل الانسان في رأسه وقد ذكر هذا كثير من المفسرين ومما ذكره الامير الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان ثم رجح ان عقل الانسان ان عقل الانسان في قلبه وهذا هو الصواب ان عقلك في قلبك لكن لا شك ان القلب مرتبط بالراس ارتباطا وثيقا جدا فكأن مركز تحليل المعلومات في الرأس لكن العقل انما هو في القلب. ولهذا اذا ضرب الانسان في رأسه فانه لا يعقل شيئا لكن العقل محله القلب وهذه الاية اوضح دليل على ذلك. لان الله جل وعلا قال فتكون لهم قلوب يعقلون بها اين العقل في القلوب ما قال فتكون لهم رؤوس يعقلون بها فعقل ابن ادم في قلبه محل العقل هو القلب وهذه الاية صريحة في هذا صراحة بينة قال فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها اه قال الطبري يسمعون بها اي تصغي لسماع الحق فتعي ذلك وتميز بينه وبين الباطل المراد ان لهم قلوب لكن المراد اين العقل؟ اين التعقل والتدبر والتفهم؟ الذي يثمر الايمان والعمل الصالح والايمان بالبعث والنشور والايمان بفناء الدنيا او اذان يسمعون بها. المراد سماع الانتفاع وانهم يسمعون في الاذان لكن المراد سماع سماع الانتباه يسمعون الحق يعونه ويعقلونه ويتبعونه قال فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فانها لا تعمى الابصار الابصار جمع بصر وهو النظر العين ما تعمل يسيرون وينظرون البيوت المتهدمة ابار المعطلة وينظرون بابصارهم لكن بدون بصيرة ولهذا انكر عليهم جل وعلا وبين انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. فالعمى هو عمى القلب العمى هو عمل عمى القلب ولهذا قال ابن كثير افلم يسيروا في الارض اي بابدانهم وتفكرهم ايضا وذلك كاف ثم قال في هذه الايات فتكون لهم قلوب يعقلون بها واذاني يسمعون بها. اي فيعتبرون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. اي ليس العمى عمى البصر وانما العمى عمى البصيرة وان كانت القوة الباصرة سليمة فانها لا تنفذ الى العبر ولا تدري ما الخبر وما احسن ما قاله بعض الشعراء في هذا المعنى وهو ابو محمد عبدالله ابن محمد ابن سارة الاندلسي الشنكريني يقول قال ابن كثير وكانت وفاته سنة سبع عشرة وخمسمئة يقول يا من يصيخ الى داعي الشقاء وقد نادى به الناعي يعني الشيب والكبر يا من يصيخ يعني يستمع الى داء الشقاء يعني الدنيا والمكث فيها وعدم الاستعداد الاخرة وقد نادى به الناعيان الشيب والكبر اذا ظهر فيك الشيب فهو ينعيك. يقول انت دنا منك الموت والكبر تقدم السن هذا كله ينعيك ويذكرك لان الامر قريب استعد لما امامك سترحل عن هذه الدنيا. قال ان كنت لا تسمع الذكر ففيما ترى في رأسك الواعيان السمع والبصر ما ترى يعني في رأسك الوعيان عندك سمع وبصر تعي بها الامور تعقل بها تنظر تسمع قال ليس الاصم ولا الاعمى سوى رجل لم يهده الهاديان العين والاثر اعيان الاشياء يعني هذا الخلق وهذا الوجود وايضا اثر الاشياء التي دمرها الله وقضى عليها. كل ذلك يهدي الانسان ويدله الى الله جل وعلا لمن اعتبر وتدبر قال لا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلك الاعلى ولا النيران الشمس والقمر. النيران الشمس والقمر ليرحلن عن الدنيا وان ليرحلن عن الدنيا وان كره فراقها الساويان البدو والحضر ليرحلن ليرحلون عن الدنيا البدو والحظر جميعا الثاويان يعني الثاوين هم يأثمون على الارض الان ويعيشون عليها سينتقلون عنها ولابد هذه ابيات يعني فيها عبرة وفيها موعظة ولهذا اوردها الحافظ ابن كثير رحمه الله قال ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. اذا يا اخوان استعدوا لما امامكم واعتبروا الانسان يعتبر ويتعظ لان الذي يرى هو القلب والذي يبصر هو القلب والذي يصيبه العمى الضار هو القلب اما عمى العين فانه اذا احتسبه الانسان يكون عوضه الجنة في الاخرة. ولا يمنع الانسان ممارسة حياته وعبادته وزواجه وتجارته وعمله وما شابه ذلك. لكن عمى القلب نسأل الله العافية يعطل الانسان ويجعله كالبهيمة بل اضل حتى يصير نهاية امره الى عذاب السعير. نعوذ بالله من ذلك. قال جل وعلا ويستأجرونك بالعذاب يستعجلك قال جل وعلا ويستأجرونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده. وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون وكأين من قرية امليت لها وهي ظالمة ثم اخذتها والي المصير يقول ابن كثير يقول الله تعالى لنبيه صلوات الله وسلامه عليه ويستأجرونك بالعذاب اي هؤلاء الكفار المكذبون الملحدون بالله وكتابه ورسوله واليوم الاخر كما قال تعالى في اية اخرى واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم وقالوا وقال تعالى وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب اذا يستعجلونك هؤلاء الكفار من شدة تكذيبهم ومعارضتهم وعنادهم يقولون هات العذاب. اين العذاب الذي تقول؟ ائت بما تقول؟ ان كنت صادقا ربنا عجل لنا قطنا يعني نصيبنا وحظنا من العذاب الذي تقوله قبل يوم الحساب ان كنت صادقا فقال الله جل وعلا ولن يخلف الله وعده يعني سيأتيهم العذاب سيأتيهم لكن الله يمهل ولا يهمل والا الله جل وعلا لا يخلف وعده لان الله وعد من اطاعه واتبع رسله بالجنة وتوعد من عصاه بالنار والعذاب الشديد فالله لا يخلف وعده ولا يخلف الميعاد. وسيأتي ذلك وكل ما هو ات فهو قريب قال ابن كثير ولن يخلف الله وعده اي الذي قد وعد من اقامة الساعة والانتقام من اعدائه والاكرام لاوليائه ثم اورد يعني هنا نكتة لطيفة قال الاصمعي كنت عند ابي عمرو بن العلاء فجاءه عمرو بن عبيد عمرو بن عبيد هذا الخارجي ينكر بعض الايات يعني يؤولها على غير تأويلها على طريقة الخوارج فقال يا ابا عمرو هل يخلف الله الميعاد فقال لا فذكر اية وعيد يعني يحتجون يقولون ما دام ان الله وعد اناس العذاب الله ما يخلف الميعاد اذا لابد يقع فيهم العذاب يعني حتى لو تابوا حتى لو رجعوا ولذلك يكفرون الخوارج بالمعاصي والذنوب مجرد ما يرتكب الانسان المعصية او الكبيرة يكفرونه بها ويقولون انه لا يخرج احد من النار لان الله وعدهم النار. من دخل النار لا يخرج منها حتى لو كان الذي فعله كبيرة. معصية غيبة نميمة على خلاف منهج اهل السنة والجماعة. فاحتج باية لكن ماذا قال له؟ قال له امن العجمي انت كلامك هذا كلام رجل اعجمي ما يعرف اسلوب العرب ولغة العرب ثم قال ان العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤما وعن الايعاد كرما اوما سمعت قول الشاعر لا يرهب لا يرهب ابن العم مني سطوتي ونقتتي من سطوة المتهدد فاني وان اوعدته او وعدته لمخلف اعادي ومنجز موعدي يعني نبه على مسألة لطيفة هنا يا اخوان يقول الله جل وعلا اذا توعد على ذنب عقوبة فهو بالخيار قد ينفذ به العقوبة وقد يعفو عنه اذا تاب وانام واما اذا وعد ثوابا وعملا صالحا فانه لا يخلف الميعاد وهذا جاء فيه حديث صحيح كما في السنة لابن ابي عاصم وصححه الالباني وحسنه الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اوعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له ومن توعده على عمل عقابا فهو بالخيار ان شاء ادبه وان شاء غفر له وهذا من رحمته سبحانه وتعالى وكرمه وجوده نسأل الله عز وجل ان يرحمنا وان يغفر لنا فانه اذا توعد بالعذاب قد يعذب وقد لا يعذب ويعفو ويصفح. واما اذا وعد بالثواب والجزاء الحسن العظيم فانه ينجزه ولا محالة قال جل وعلا وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون. قال ابن كثير اي هو تعالى لا يعجل فان مقدار الف سنة عند خلقه كيوم واحد عنده بالنسبة الى حكمه لعلمه بانه على على الانتقام قادر. وانه لا يفوته شيء وان وان اجل وانظر واملى ولهذا قال بعد هذا وكأين من قرية امليت لها وهي ظالمة ثم اخذتها والي المصير ثم اورد حديث ابي هريرة الذي رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حسن صحيح وهو حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم خمسمائة عام سبحان الله هذا اليوم عند الله يقابله عند بني ادم الف سنة فنصف يوم يعني خمس مئة سنة عند الله جل وعلا ثم اورد ابن كثير يعني بعض الاحاديث التي تدل على ذلك منها ما عند ابي داوود احمد وقال ما ناوي سنده جيد اه عن سعد بن ابي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اني لارجو الا تعجز امتي عند ربها ان يؤخرهم نصف يوم قال لي سعد ما نصف يوم؟ قال خمس مئة عام وذكر بعض الاحاديث وبعض بل ذكر قول مجاهد هذه الاية كقوله يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون فالحاصل ان هذا كله ايضاح من ابن كثير رحمه الله لمعنى آآ وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون يعني يوم واحد عنده الف سنة من عددكم انتم ترون الف سنة عند الله عز وجل هذه هذه السنة الف سنة عندكم يوم واحد ثم قال وكأي من قرية اهلكت امليت لها معنى مرة معنا كئين ان معنى وكم من قرية امليت لها امهلتها وانظرتها وهي ظالمة على الظلم والكفر والشرك والذنوب والمعاصي ثم اخذتها والي المصير ثم اخذتها بالعذاب والنكال والهلاك والي المصير الي مرجعهم ومآلهم فاحكم بينهم واجازي كل عامل بعمله. ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد