بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الحج قل يا ايها الناس انما انا لكم نذير مبين. فالذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في اياتنا ومعجزين اولئك اصحاب الجحيم اه يقول ابن كثير يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم حين طلب منه الكفار وقوع العذاب واستعجلوه به قل يا ايها الناس انما انا لكم نذير مبين اي انما ارسلني الله اليكم نذيرا لكم بين يدي عذاب شديد وليس الي من حسابكم من شيء امركم الى الله ان شاء عجل لكم العذاب وان شاء اخره عنكم وان شاء تاب على من يتوب عليه وان شاء اظل ما كتب عليه الشقاوة وهو الفعال لما يشاء ويريد ويختار لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب اذا هذه الايات الله عز وجل يقول لنبيه قل يا نبينا يا ايها الناس. هذا نداء النداء يقتضي الانتباه لما سيأتي واهمية ما سيأتي انما انا لكم نذير مبين انما حصر شأن النبي وعمله ووظيفته بالنذارة فهو نذير ينذر عن الشر ينذر من الكفر ينذر من النار ينذر من سوء العاقبة وهو ايضا نذير مبين واضح. لانه قد بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وتركها على محجة بيظا ليلها ونهارها سواء فدعوته بينة واضحة فهو بشير فهو نذير لمن عصى وبشير لمن طاع واتقى انما انا نذير مبين لكن هذا في حق الكفار فذكر النذارة انه قد انذرهم لان الانذار هو الاعلام بموضع المخافة فقد انذرهم واعلمهم وبين لهم ذلك بيانا ما بعده بيان وليس عليه الا هذا ليس عليه الا النذارة انما هو نذير ليس عليه هداهم وليس عليه محاسبتهم ولا مجازاتهم قال جل وعلا فالذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم بعد ان بين انه نذير بين حال الناس مع انذاره فمنهم من امن ومنهم من كفر فاما الذين امنوا فالذين امنوا وعملوا الصالحات امنوا اي صدقوا واقروا بقلوبهم وعملوا الصالحات اظافوا الى الايمان في الباطن والتصديق والجزم العمل الصالح في الظاهر والعمل الصالح كله عمل اشتمل كل عمل اشتمل على امرين اخلاصا لله جل وعلا فيه واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وهذا هو مذهب اهل السنة والجماعة في باب الايمان ان الايمان قول واعتقاد وعمل هو قول اللسان واعتقاد القلب وعمل الجوارح بقية الجوارح فالذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم لهم عند الله جل وعلا مغفرة لذنوبهم وستر لها وتجاوز عنها ولهم رزق كريم كما قال محمد ابن كعب القرظي قال اذا سمعت الله تعالى يقول ورزق كريم فهو الجنة والمراد ان لهم مجازاة حسنة وثواب عظيم وهو دخول الجنة يرزقون فيها بغير حساب لهم ما يشاؤون فيها ثم قال جل وعلا والذين سعوا في اياتنا معاجزين اولئك اصحاب الجحيم الذين سعوا يعني عملوا ان السعي يطلق على العمل وهم عملوا مثبطين للناس عن هذا الدين ولهذا قال المجاهد يثبتون الناس عن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال ابن الزبير مثبطين فقال ابن عباس معاجزين مراغمين وجاء عن ابن عباس ايضا انه قال مغالبين مشاقين وقيل مسابقين فالحاصل ان هؤلاء الذين ان هؤلاء الكفار الذين سعوا في مغالبة الحق سأسع سعيا شديدا في ابطاله وفي صد الناس عنه لهم اولئك اصحاب الجحيم. اولئك اسم اشارة دال على البعيد لبيان بعد مكانتهم عن عن الحق وبيان بعد وبيان بعد مكانتهم في الشر هم اصحاب الجحيم اصحاب النار الجحيم اسم من اسماء النار يدل على شدة توقدها واستعارها نسأل الله العافية والسلامة ومعاجزين فيها قراءتان قرأ الجمهور معاجزين بالالف وقرأ ابن كثير وابو عمرو معجزين بلا الف وهي على قراءة معجزين المعنى واضح يعني كما قال الزجاج قال يظنون انهم يعجزوننا لانهم ظنوا ان لا بعث وان الله لا يقدر عليهم سعوا باياتنا حالة كونهم معجزين يظنون انهم معجزين لنا واننا نعجز عنهم لانهم ظنوا انهم لا يبعثون. هكذا قال الزجاج واما معاجزين بالفتح وقد قال الشيخ الامير الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان قال الظاهر بحسب الوضع العربي في قراءة الجمهور معاجزين هو اقتضاء طرفين طرفين معاجز ومعاجز لان لان الظاهر لا يعدل عنه الا لدليل يجب الرجوع اليه والمفاعلة معاجزين مفاعل عاجز قال والمفاعلة تقتضي الطرفين الا لدليل يصرف عن ذلك واقتراء المفاعلة الطرفين في الاية من طريقين الاولى هي ما قاله ابن عرفة. من ان معنى معاجزين في الاية انهم يعاجزون الانبياء واتباعهم فيحاول كل واحد منهما اعجاز الاخرين. فالانبياء واتباعهم يحاولون اعجاز الكفار واخضاعهم لقبول ما جاء عن الله تعالى والكفار يقاتلون الانبياء واتباعهم ويمانعونهم ليصيروهم الى العجز عن امر الله وهذا الوجه ظاهر كما قال تعالى ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا وعليه فمفعول معاجزين محذوف اي معاجزين الانبياء واتباعهم اي مغالبين لهم ليعجزوهم عن اقامة الحق هذا التوجيه الاول ومعنا معاجزين يعني مغالبين الانبياء مغالبين لهم مغالبين الانبياء واتباعهم مغالبين لهم لاجل ان يعجزوهم عن الحق لاجل لاجل ان يصدوا عن دين الله عز وجل ثم قال الشيخ الامير الشنقيطي الطريقة الثانية وهي التي ذكرناها انفا عن الزجاج ان معنى ان معنى ظانين انهم يعجزون ربهم فلا يقدر فلا يقدر عليهم لزعمهم انه لا يقدر على بعثهم بعد الموت كما قال تعالى زعم الذين كفروا الا يبعثوا وكما قال تعالى وظرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم وقال تعالى انهم قالوا وما نحن بمبعوثين انه وقال تعالى عنهم انهم قالوا وما نحن من مبعوثين وما نحن بمنشرين وعلى هذا القول فالكفار معاجزين الله في زعمهم الباطل وقد بين تعالى في اية كثيرة ان زعمهم هذا كاذب وانهم لا يعجزون ربهم بحال كقوله تعالى واعلموا انكم غير معجز الله وان الله مخزي الكافرين وقوله فاعلموا انكم غير معجز الله وبشر الذين كفروا بعذاب اليم وقوله وما انتم بمعجزين في الارض ولا في السماء الاية وقوله في الجن وانا ظننا ان لن نعجز الله في الارض ولن نعجزه هربا الى غير ذلك من الايات ثم ذكر كلاما بعد ذلك فخلاصة كلام المفسرين ان معاجزين هنا اما ان هناك شيء محذوف وتقديره والذين سعوا في اياتنا معاجزين انبيائنا والمؤمنين او سعوا في اياتنا معاجزين لله بانهم يظنون ان الله لا يبعثهم ويعجز عن ويعجز عن بعثهم والحاصل انه وصف لهم في معاندتهم للحق واهل الحق والذين سعوا باياتنا العياط والدلائل التي انزلناها والبينات التي تدل على الحق فسعوا معاجزين يريدون ان يعجزوا النبي والمؤمنين فيبطلوا الدين الذي جاءوا به او انهم معاجزين لنا معاجزين لله لانهم يقولون انه لا بأس ولا نشور فيبطلون الحق ويسعون في ابطال ايات الله لانهم لا يعتقدون موتا ولا حياة ولا نشورا لا يعتقدون نشورا ولا بعثا بعد الموت قال جل وعلا وما ارسلنا من قبلك وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم قال جل وعلا وما ارسلنا من قبلك من رسول يعني ما ارسلنا قبلك يا نبينا من رسول ولا نبي الا اذا تمنى وتمنى اختلف العلماء في معناها فقال بعضهم تمنى كما قال ابن عباس قال اذا حدث القى الشيطان في حديثه تمنى يعني تحدث تكلم وقال مجاهد اذا تمنى يعني اذا قال ويقال امنيته قراءته والا اماني يقولون ولا يكتبون يعني يشير يشير الى قوله جل وعلا ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا امانيا وانهم الا يظنون معنى لا يعلم كتاب الا اماني يعني يقولون ولا يكتبون. يعني القول هذا هذا القول عن مجاهد يجعل ما نتمنى يعني بمعنى قال قال ابن كثير وقال البغوي واكثر المفسرين على ان معنى قوله تمنى اذا تلى وقرأ كتاب الله القى الشيطان في امنيته يعني في تلاوته قال الشاعر في عثمان رضي الله عنه حين قتل تمنى كتاب الله اول ليله واخره لاقى حمام المقادير وبعضهم يرويه تمنى كتاب الله اول ليلة واخرها لاقى حمام المقادير يعني لاقى الموت وين مشهور الاول؟ تمنى كتاب الله اول ليله يعني كان يقرأ ويصلي واخر هذه الليلة قتله الخوارج وقال الضحاك اذا تمنى اذا تلى قال ابن جرير وهذا القول اشبه بتأويل الكلام وقوله فينسخ الله ما يلقي الشيطان حقيقة النسخ لغتها الازالة مرة ثانية هذا هو الاسوء بالكلام ان معنى تمنى يعني تلا فالله جل وعلا اخبر انه ما ارسل من رسول قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولا نبي وهذا يدل على الفرق بين النبي والرسول الا اذا تمنى النبي او الرسول يعني قرأ وتلا كتابه الذي ارسل به او تلى ايات الله القى الشيطان في امنيته القى الشيطان كلاما في قراءته فيسمعها الناس او بعض الناس وهذا الذي يلقيه كلام باطل تحريف مخالف للحق ولكن الله جل وعلا ينسخ ما يلقي الشيطان قال فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم لان النسخ لغتين الازالة والرفع قال ابن عباس فينسخ الله ما يلقى الشيطان اي فيبطل الله سبحانه وتعالى ما القى الشيطان يعني في كلام النبي حينما تلا وقال الضحاك نسخ جبريل بامر الله ما القى الشيطان واحكم الله اياته فهذا وعد من الله جل وعلا انه ينسخ ويبطل ولهذا قال اه ابن عباس قال فيبطل الله ما القى الشيطان فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم قال ابن جرير الطبري ثم يحكم الله اياته قال ثم يخلص الله ايات كتابه من الباطل الذي القى الشيطان على لسان نبيه فينسخ ويبطل ويزيل ما القاه الشيطان واضافه ويحكم اياته فيجعلها محكمة ليس بها الا كلام الله جل وعلا وليس معه كلام غيره ثم يحكم الله اياته فيخلصها ويبطل ويزيل عنها ما اضافه الشيطان اليها والله عليم حكيم جل وعلا قال ابن كثير وقوله والله عليم حكيم اي والله عليم بما يكون من الامور والحوادث لا يخفى عليه خافية وحكيم اي في تقديره وخلقه وامره له الحكمة التامة والحجة البالغة وقد ذكر ابن كثير وغيره بل ذكر المفسرون هنا قصة الغرانيق قال ابن كثير وقد ذكر كثير من المفسرين ها هنا قصة الغرانيق وما كان من رجوع كثير من المهاجرة الى ارض الحبشة ظنا منهم ان مشركي قريش قد اسلموا لانه يعني تنامت الى اذهانهم والى اسماعهم هذه القصة وان قريش سجدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا اذا امنت قريش لا نبقى في دار الهجرة فرجعوا الى مكة ووجدوا الامر اشد قال ابن كثير ولكنها من طرق من طرق كلها مرسلة ولم ارها مسندة من وجه صحيح والله اعلم وهي ما تسمى بقصة الغرانيق سنذكرها الان خلاصتها انه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى القى الشيطان تلك الغرانيق العلا وان شفاعتهن ترتجى او لترتجى هذا الذي اضافه الشيطان وقد الف العلامة الالباني رحمه الله كتابا سماه نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق وهذه القصة جودها ابن حجر في الفتح وضعفها ابن كثير هنا واكثر اهل العلم على تضعيفها ولكن القرآن يدل على انه حصل شيء القرآن يدل على ان الشيطان يلقي في قراءة النبي لكن الكلام هذه القصة وهي سجود قريش وقول النبي تلك الغرانيق العلا وان شفاعتهن لترجى لترتجى. هذه هي الذي تكلم فيها اهل العلم. والصواب انها غير ثابتة وغير صحيحة ولا يصح شيء منها مرفوع لكن كون الشيطان يلقي في امنية النبي في قراءته وحديثه لا شك في هذا لان هذا ظاهر القرآن ولكن الله جل وعلا بجوده ومنه وكرمه ينسخ ويبطل هذا الالقاء وهذه الزيادة التي زادها الشيطان والقاها ثم يحكم اياته جل وعلا قال ابن كثير رحمه الله قال ابن ابي حاتم يعني بعد ان ذكر سندها قال ولكنها من طرق كلها مرسلة ولم ارها مسندة من وجه صحيح والله اعلم قال ابن ابي حاتم حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا ابو داوود قال حدثنا شعبة عن ابي بشر عن سعيد بن جبير قال قرأ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بمكة النجم يعني سورة النجم فلما بلغ هذا الموضع افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى قال فالقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلا وان شفاعتهن ترتجى قالوا ما ذكر يعني قريش قالوا ما ذكر الهتنا الهتنا بخير قبل اليوم فسجدوا وسجدوا احنا كان فيها سجدة بعد هذه الاية فيه سجدة جاءت السجدة فسجد النبي صلى الله عليه وسلم فسجد معه كفار قريش قال فسجدا وسجدوا فانزل الله عز وجل هذه الاية وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته ورواه ابن جرير عن بندار عن غندر عن شعبة به نحوه وهو مرسل من انواع الضعيف الا اذا تعزز ثم قال ابن كثير رحمه الله وقد رواه البزار في مسنده عن يوسف ابن حماد عن امية بن خالد عن شعبة عن ابي بكر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس بما احسب الشك في الحديث اشك في او الشك في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بمكة سورة النجم حتى انتهى الى قوله افرأيتم اللات والعزى وذكر بقيته ثم قال البزار لا يروى متصلا الا بهذا الاسناد تفرد بوصله امية ابن خالد وهو ثقة مشهور وانما يروى هذا من وانما يروي هذا من طريق الكلب عن ابي صالح عن ابن عباس ثم رواه ابن ابي حاتم عن ابي العالية عن السدي مرسلا وكذا رواه ابن جرير عن محمد ابن كعب القرظي ومحمد ابن قيس مرسلا ايضا وقال قتادة كان النبي صلى الله عليه وسلم عند المقام اذ نعس فالقى الشيطان على لسانه وان شفاعتهن لترتجع وانها لمع الغرانيق العلا فحفظها المشركون واجر الشيطان ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأها فزلت بها السنتهم فانزل الله وما ارسلنا من قبلك من رسول. الاية فدحر الله الشيطان قال ابن كثير ثم قال ابن ابي حاتم حدثنا موسى ابن ابي موسى الكوفي وساق بسنده عن ابن شهاب قال انزلت سورة النجم وكان المشركون يقولون لو كان هذا الرجل يذكر الهتنا بخير اقررناه واصحابه ولكن لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر الهتنا من اذاهم بمثل الذي يذكر الهتنا من الشتم والشر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتد عليه ما ناله واصحابه من اذاهم وتكذيبهم واحزنه ضلالهم فكان يتمنى هداهم فلما انزل الله سورة النجم قال افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى الكم الذكر وله الانثى القى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله الطواغيت فقال وانهن لهن الغرانيق العلا وان شفاعتهن لهن وان شفاعتهن التي التي ترجى التي ترتجى وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة وزلت بها السنتهم وتباشروا بها وقالوا ان محمدا قد رجع الى دينه الاول ودين قومه فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اخر النجم سجد وسجد معه كل من حضره من مسلم او مشرك غير ان الوليد ابن المغيرة كان رجلا كبيرا فرفع على كفه ترابا فسجد عليه فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاما المسلمون فعجبوا لسجود المشركين معهم على غير ايمان ولا يقين ولم يكنوا مسلمون سمعوا الاية التي القى الشيطان في مسامع المشركين فاطمئنت انفسهم لما القى الشيطان في امنية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثهم به الشيطان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأها في السورة نعم الكلام فيه سقط قال ولم يكن المسلمون سمعوا الاية التي القى الشيطان في مسامع المشركين واما المشركون فاطمئنت انفسهم لما القى الشيطان في امنيتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثهم به الشيطان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأها فسجدوا تعظيما لالهتهم ففسد تلك الكلمة في الناس واظهرها الشيطان حتى بلغت ارض الحبشة ومن بها من المسلمين؟ عثمان ابن مظعون واصحابه وتحدثوا ان اهل مكة قد اسلموا كلهم وصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه وحدثوا ان المسلمين قد امنوا بمكة فاقبلوا سراعا وقد نسخ الله ما القى الشيطان واحكم الله اياته وحفظه الله من الفرية وقال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرظ القاسية قلوبهم وان الظالمين لهم لفي شقاق بعيد فلما بين الله قضاءه وبرأه من سجع الشيطان انقلب المشركون بظلالهم وعداوتهم للمسلمين واشتدوا عليهم قال ابن كثير وهذا ايضا مرسل وفي تفسير ابن جرير عن الزهري عن ابي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام نحوه وقد رواه الامام ابو بكر البيهقي في كتابه دلائل النبوة ثم قال ابن نعم قال ابن كثير قلت وقد ذكرها محمد ابن اسحاق في السيرة بنحو من هذا وكل مرسلات ومنقطعات فالله اعلم وذكر كلاما فالحاصل انها وردت هذه القصة ولكن لا يصح سندها لكن كون الشيطان يلقي في كلام الانبياء شيئا ويسمع بعض اوليائه شيئا فهذا حق ولكن الله جل وعلا لا يبقي هذا الباطل بل ينسخه ويزيله ويبقي الحق فقط وهذا من رحمته بخلقه جل وعلا كما قال جل وعلا انا انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون واكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد