الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الحج ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعونا ذلك بان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وان الله سميع بصير ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير في هذه الايات المباركات يقول جل وعلا ذلك والاشارة بقوله ذلك الى ما جاء في الاية السابقة فقد جاء في الاية السابقة ذلك ومن عوقب بمثل ما عوقب به ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله فقالوا فقالوا الاية او الضمير راجع هنا على بيان قدرة الله جل وعلا يقول الطبري ذلك الذي انصره على من بغى على من بغي عليه على الباغي لاني القادر على ما شاء على ما اشاء فمن قدرته انه يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ونحوه قول القرطبي قال ذلك الذي قصصت عليك من نصرة المظلوم هو باني الذي اولج الليل بالنهار جمع هذه الاقوال واشار اليها الامام الشنقيطي في اضواء البيان فقال ذكر غير واحد من المفسرين ان الاشارة في قوله ذلك راجعة الى نصرة من ظلم من عباده المؤمنين المذكور المذكور قبله في قوله ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله الاية اي ذلك النصر المذكور كائن بسبب انه قادر لا لا يعجز عن نصرة من شاء نصرته ومن علامات قدرته الباهرة انه يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل او بسبب انه خالق الليل والنهار ومصرفهما فلا يخفى عليه ما يجري فيهما على ايدي عباده من الخير والشر والبغي والانتصار وانه سميع لما يقولون بصير بما يفعلون اي وذلك الوصف بخلق النهار والليل والاحاطة بما يجري فيهما والاحاطة بكل قول وفعل بسبب ان الله هو الحق اي الثابتة الالهية والاستحقاق للعبادة وحده وان كل ما يدعى الها غيره باطل وكفر ووبان على صاحبه وانه جل وعلا هو العلي الكبير الذي هو اعلى من كل شيء واعظم واكبر سبحانه وتعالى علوا كبيرا اذا هذا هو القول الاول راجعة الى نصرة من ظلم من عباده. ثم قال هو ورجح هذا القول والاظهر عندي ان الاشارة في اله قوله ذلك راجعة الى ما هو اعم من نصرة المظلوم وانها ترجع لقوله الملك يومئذ لله يحكم بينهم الى ما ذكره من نصرة المظلوم اي ذلك المذكور من كون الملك له وحده يوم القيامة وانه الحاكم وحده بين خلقه وانه مدخل الصالحين جنات النعيم والمعذب الذين كفروا العذاب المهين والناصر من بغي عليه من عباده المؤمنين بسبب انهم قادر على كل شيء ومن ادلة ذلك انه يولج الليل في النهار الى اخر ما ذكرنا اذا يحتمل وما ذهب اليه الامين الشنقيطي رحمه الله اولى لانه اعم واعادة على كل ما سبق وكل ما سبق يدل على انه على كل شيء قدير جل وعلا وانه ما يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قال جل وعلا ذلك بان الله يولج الليل في النهار قال الشيخ السعدي اي يدخل هذا على هذا وهذا على هذا. يتكلم الان على ايلاج الليل والنهار. ومعلوم ان معنى يولج يعني يعني يدخل يولج يدخل قال رحمه الله ذلك نعم قال ان يدخل هذا على هذا وهذا على هذا في الليل نعم فيدخل الليل بالنهار فيدخل الليل بالنهار نعم مرة اخرى قال ان يدخلوا هذا على هذا وهذا على هذا يأتي بالليل بعد النهار وبالنهار بعد الليل ويزيد في احدهما ما ينقصه من الاخر ثم بالعكس فيترتب على ذلك قيام الفصول يعني الفصول الاربعة ومصالح الليل والنهار والشمس والقمر التي هي اجل التي هي من اجل نعمه على العباد وهي من الضرورات او من الضروريات لهم اذا هذا معنى يورج الليل في النهار يدخل الليل في النهار فيأتي الليل ويدخل ويذهب النهار ثم يأتي بالنهار ويذهب الليل يولج النهار بالليل ينقص من هذا ويزيد في هذا. يزيد في هذا وينقص من هذا مع ما يحصل من ذلك من المنافع وعلى كل حال هذا المراد به اثبات قدرته جل وعلا وانه على كل شيء قدير فلا احد يستطيع ان يتصرف في الليل والنهار ان يدخل احدهما في الاخر او ينقص هذا او يطيل هذا او يؤخر وقت هذا او يعجل وقت هذا لا احد يستطيع ذلك الا الله وحده لا شريك له فدل على كمال قدرته ومن كان متصلا بهذا الكمال وهذه القدرة هو الواجب ان يفرد بالعبادة ويخص بها دون من سواه سبحانه وتعالى قال ذلك بان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وان الله سميع بصير سميع جل وعلا يسمع كل شيء وبصير يبصر ويرى كل شيء ومن ذلك ما قاله السعدي قال وان الله سميع يسمع ضجيج الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات صدق رحمه الله عبارة لطيفة ثم قال ذلك بان الله هو الحق قال الطبري ذلك اي هذا الذي فعلت من ايلاج الليل في النهار وايلاج النهار في الليل لاني انا الحق الذي لا مثل لي ولا شريك ولا ند وان الذي يدعوه هؤلاء المشركون الها من دونه هو الباطل الذي لا يقدر على صنعة شيء بل هو المصنوع يقول لهم تعالى ذكره افتتركون ايها الجهال عبادة من منه النفع والضر وهو القادر على كل شيء وكل شيء دونه وتعبدون الباطل الذي لا ينفع لا تنفعكم عبادته وقال ابن كثير رحمه الله ولما بين انه انه المتصرف في الوجود والحاكم الذي لا معقب لحكمه قال ذلك بان الله هو الحق اي الاله الحق الذي لا تنبغي العبادة الا له لانه ذو السلطان العظيم الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وكل شيء فقير اليه ذليل لديه وانما يدعون من دونه هو الباطل اي من الاصنام والانداد والاوثان وكل وكل ما عبد من دون الله تعالى فهو باطل لانه لا يملك ظرا ولا نفعا ثم قوله وان الله هو العي الكبير قال كما قال تعالى وهو العلي العظيم وقال الكبير المتعال فكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته لا اله الا هو ولا رب سواه بانه العظيم الذي لا اعظم منه العلي الذي لا اعلى منه الكبير الذي لا اكبر منه تعالى وتقدس وتنزه عز وجل عما يقول الظالمون علوا كبيرا وهذا يدل على معنى معنى لا وهذا يدل على معنى لا اله الا الله الذي قرره اهل العلم وهو انه لا معبود بحق الا الله هذا معنى لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله وهذه الاية تدل على ذلك لان الله جل وعلا قال ذلك بان الله هو الحق يعني المعبود الحق وحده لا شريك له المستحق للعبادة وان ما يدعون من دونه هو الباطل اذا لا اله لا معبود بحق الا الله واما ما سواه معبود بالباطل والاثم والعدوان والاعتداء. ثم قال جل وعلا الم تر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير الم ترى هذا الاستفهام استفهام تقريري والرؤية هنا رؤية بصرية لان النبي صلى الله عليه وسلم يرى نزول المطر ويرى كيف تخضر الارض بعد يبسها وعدم وجود نبات فيها ومعنى قال الم ترى ان الله انزل من السماء ماء وقد ذكرنا مرارا ان السماء كل ما علاك فليس المراد ان السماء يعني انها تنزل من السماء الدنيا فبين الارض والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام وانما المراد السماء يعني من جهة العلو والسحاب يراه الناس باعينهم يكون قريبا وثباته ليست ببعيدة الم ترى ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة الفاء هنا للتعقيب هل فهنا للتعقيب لكن قد يقول قائل كيف تكون للتعقيب؟ لان معناته لا يأتي عقبه الاصل انه يعني بسرعة تقول اكلت فقمت او دخلت فسلمت قال ابن كثير وهذه فائدة قال ابن كثير ها هنا للتعقيب وتعقيب كل شيء بحسبه كما قال تعالى ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما يعني جاءت الفاء هنا خلقنا لنطفة علقة فاء جاء بفاء التعقيب فخلقنا العلقة مضغة. ثم جاء فاء التعقيب فخلق المضغة عظاما الاية. قال وقد ثبت في الصحيحين ان بين كل شيئين اربعين يوما ومع هذا هو معقب بالفاء وهكذا ها هنا فتصبح الارض نعم يعني اراد ان ان تعقيب كل شيء بحسبه قد يكون التعقيم مباشرة. عقبه مباشرة وقد يكون التعقيب بعد مدة بعد اربعين يوما كما في نفخ آآ النطفة التي تكون في البطن لكنها لا شك انها جاءت هذه عقب هذه. جاءت معقبة لها بعدها مباشرة. لكن كم مدة التي قبلها كم مدة نزول المطر حتى تصبح الارض مخضرة؟ لا تخضر الارض في يوم وليلة ولكن قد يمكث المطر يعني بعد شهر بعد شهر تصبح الارض مخضرة. اذا فتعقيب كل شيء بحسبه. هذه فائدة ذكرها الحافظ ابن كثير. رحمه الله ثم قال فتصبح الارظ مخضرة. قال اي خضراء اي خضراء بعد لبسها ومحولها وهذه اية من ايات الله جل وعلا يقول ابن كثير وقد ذكر عن بعض ارض الحجاز انها عقب المطر خضراء. لا هذا يعني على خلاف الاصل المعهود. المعروف ان اخضرارها ليس في يوم وليلة ولكنها تمكث مدة ثم بعد ذلك تصبح مخضرة بعد نباتها. وهذا دليل على كمال قدرته جل وعلا. فان من قدر على هذا قادر على اعادة الحياة بعد الموت. سبحانه وتعالى. قال جل وعلا آآ نعم وقال الطبري معنا مخضرة يعني بما ينبت بها من النبات يعني ينقلب لونها الى اخضر بسبب كثرة النباتات التي تعلوها وتظهر عليها. ثم قال جل وعلا ان الله لطيف خبير قال الطبري رحمه الله ان الله لطيف خبير قال اي لطيف باستخراج النبات من الارض. بذلك الماء وغير ذلك من ابتداء ما شاء ان يبتدعه جل وعلا وينشأه على غير مثال سابق وهذا دليل على قدرته جل وعلا. و قال ايضا في قوله نعم خبير اي خبير بشؤون عباده جل وعلا. فالله جل وعلا لطيف خبير لطيف يلطف بخلقه وخبير بهم وبما يصلحهم وما يكون فيه سلامتهم وما يكون لهم فيه الخير. ولهذا قال جل وعلا خبير قال الطبري ما يحدث من ان ذلك النبت من الحب. وهنا مسألة وهي انه تجد احيانا ان الائمة المفسرين من السلف هذا يحصل عند ابن جرير وعند ابن كثير وعند غيرهم انه يفسرون الاية بشيء مما تدل عليه. فهل يعد هذا تأويلا؟ مثلا يقول ابن كثير في هذه الاية لطيف باستخراج النبات من الارض بذلك الماء وغير ذلك من ابتداء ما شاء ان يبتدأه خبير بما يحدث بما احدثوا عن ذلك النبت من الحب. لا اذا كان المؤلف معروف انه على منهج السلف فان هذا لا يعد تأويلا منه للاسم او للصفة من صفات الله. لكنه عبر ببعض او بنوع مما تدل عليه الصفة. وهو الا فهو يثبت ان الله لطيف بكل شيء. خبير بكل شيء. وليس فقط ما يتعلق بالنبات عند انزال الماء على الارض لكن وجه المناسبة هنا ظاهر تكلم على ما ظهر من مناسبة ايراد ختم الاية بهذه الاسمين لكنه لا ينفي ما عداه. قال جل وعلا له ما في السماوات وما في الارض قبل ذلك نذكر ايضا كلام ابن كثير قال ان الله لطيف خبير اي عليم بما في ارجاء ارضي واقطارها واجزائها من الحب وان صغر. لا يخفى عليه خافية. فيوصل الى كل منها قسطا من الماء فينبت به كما قال كما قال لقمان يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لطيف خبير. وقال الا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والارض. وقالت وقال تعالى وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا احبتي في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وقال وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ثم قال ولهذا قال امية ابن ابي امية ابن ابي الصلت او زيد ابن عمرو ابن نهيل في قصيدته قولا له من ينبت الحب في الثرى فيصبح منه البقل يهتز رابيا ويخرج منه حبه في ففي ذاك ايات لمن كان واعيا. ولعلكم تلاحظون في هذا النقل انه انه قال ان الله لطيف خبير اي عليم بما في ارجاء الارض واقطارها. لاحظ هذا ليس تأويل يعني ليس تأويل بكثير ان اللطيف بمعنى العليم لكن هو يعبر احيانا بلازم المعنى. بالمعنى العام. والا هو يثبت ان الله لطيف ان الله خبير ولكن ايضا اللطيف الخبير مستلزم لعلمه جل وعلا. وان علمه محيط بكل شيء. وان يلطف بما شاء بعلمه الواسع. به وحاجته الى ذلك. ولهذا قال اي عليم بما في ارجاء الارض واقطارها ثم قال جل وعلا له ما في السماوات وما في الارض وان الله لهو الغني الحميد ما في السماوات ملكا وخلقا وتدبيرا وتصريفا كل ما في السماوات وما في الارض له جل وعلا. فهو الخالق لها. وهو المدبر لها وهو المالك لها وهو المتصرف بها. فدل على عظمته. قال ابن كثير رحمه الله لهما في السماوات وما في الارض وان الله لهو الغني الحميد قال اي ملكه جميع الاشياء وهو غني عن من عما سواه وكل شيء فقير اليه وعبيد لديه. ايضا هذا تفسيره لمعنى الغني الحميد. فالغني نعم هذا تلو الغني الحميد بن لازم وليس تأويلا. فالغني الغنى المطلق الذي لا يحتاج الى احد ولا الى شيء ان بل كل شيء محتاج اليه جل وعلا. وهو الحميد فإل معنى مفعول اي المحمود جل وعلا. المفعول محمود على افعاله واقداره واحكامه فهو المحمود بكل حال. فله الحمد وله الشكر جل وعلا ثم قال جل وعلا المتر ان الله سخر لكم ما في الارض والفلك تجري في البحر بامره ويمسك السماء ان تقع على الارض؟ الم ترى؟ ايضا هذا الاستفهام تقريري يقصد به ان الانسان يقيم ويتدبر ويقر بما يراه فيحمله على طاعة الله جل وعلا وعلى معرفة قدرته جل وعلا وان من كان بهذه المقدرة فهو قادر على بعث الانسان واعادة نشره. وان من انا متصل بهذه القدرة انه هو الذي يجب ان يعبد دون من سواه. لانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وغيره لا يملك لنفسه نفعا ولا ظرا فظلا ان يملك ذلك لغيره. قال جل وعلا له ما السماوات وما في الارض وان الله لهو الغني الحميد. الم ترى ان الله سخر لكم ما في الارض والفلك التسخير يأتي بمعنى التدليل. سخر لكم اي ذل لكم وجعلها مذللة لكم وطوعكم تنتفعون بها وهذا من فضله ورحمته. قال الم ترى ان الله سخر لكم ما في الارض قال ابن كثير اي من حيوان وجماد وزروع وثمار كما قال تعالى وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه اي من احسانه وفضله وامتنانه. فله الحمد على ذلك. ولهذا كل هذه الدنيا التي حولك خلقها الله عز وجل لك. والذي خلق لكم ما في الارض جميعا. لاجل ان ينتفع بها بنو ادم هذا تكريم ما بعده تكريم. وهذا معروف من الله واحسان ما بعده احسان. فكيف يخص غير هؤلاء يعبد غيره او او يصرف له شيء من العبادة. فهذا اظلم الظلم. قال جل وعلا والفلك تجري في البحر بامره. الفلط سمع الفلك مفرده وجمعه واحد المراد بها السفن او السفينة التي تكون في البحر. قال جل وعلا والفلك تجري في البحر امره اي بتسخيره وتسييره. اي في البحر العجاج هذا كلام ابن كثير. اي في البحر العجاجي وتلاطم الامواج تجري الفلق باهلها بريح طيبة ورفق وتؤدة فيحملون فيها ما شاءوا من تجائر وبضائع ومنافع من بلد الى بلد وقطر الى قطر. ويأتون بما عند اولئك الى هؤلاء كما ذهبوا بما عند هؤلاء الى اولئك مما يحتاجون اليه ويطلبونه ويريدونه. فله الحمد وله الشكر على ذلك. ثم قال جل وعلا ويمسك السماء ان تقع الا باذنه قال ابن كثير اي لو شاء لاذن للسماء ان تقع لو شاء لاذن السماء فسقطت على الارض فهلك من فيها. ولكن من لطفه ورحمته بقدرته يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. قال بعض المفسرين ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه اي الا باذنه الا باذن الله لها بالوقوع. فتقع باذنه اي بارادته وتخليته لها. يعني لو لو اراد ذلك جل وعلا ولكنه يمسك السماء ان تقع على الارض بفظله وهذا منه علينا جل وعلا. ثم ثم قال ان الله بالناس لرؤوف رحيم. ان الله بالناس لرؤوف رحيم. قال ابن كثير اي مع ظلمهم كما قال تعالى في الاية الاخرى وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لشديد العقاب. والرؤوف الرأفة اشد الرحمة. فهو شديد الرحمة بعباده. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لله ارحم بخلقه او باحدكم من الوالدة بولدها سبحانه وتعالى فهو رؤوف بعباده رحيم بهم ومن رحمته انه سخر لهم ما في الارض وسخر لهم الفلك تجري في مصالحهم وامسك السماء ان تقع عليهم الا باذنه فكان الواجب عبادته وشكره على ذلك واخلاص العبادة له جل وعلا ثم قال وهو الذي احياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ان الانسان لكفور. هو الذي احياكم من العدم كنتم عدما فاحياكم واوجدكم ثم يميتكم بعد ذلك ثم تقضون اجالكم في الدنيا ثم يحييكم يوم القيامة ويبعثكم للجزاء والمحاسبة. قال ابن كثير هذه الاية وهو الذي احياكم ثم يميتكم ثم يحييكم من الانسان كفور؟ قال كقوله كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا؟ فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون وقوله وكقوله جل وعلا قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم الى يوم القيامة. لا ريب فيه وكقوله جل وعلا قالوا ربنا امتنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين ومعنى الكلام كيف تجعلون مع الله وتعبدون معه غيره وهو المستقل بالخلق والرزق والتصرف وهو الذي احياكم اي خلقكم بعد ان لم تكونوا شيئا يذكر فاوجدكم ثم يميتكم ثم يحييكم اي يوم القيامة ان الانسان لكفور. اي جحود يجحدوا نعم ربه جل وعلا عليه فكان مقتضى هذه النعم ان لا يجحد وان يؤمن ويصدق ويقر لكن رغم هذه النعم وكثرتها فالكافر يجحد ويكفر بالله ولا يؤمن به ولا يتبع رسله ولا يشكر هذه النعم. فالواجب يجب على الانسان ان يتقي الله عز وجل وان يعرف ان هذه النعم من الله وحده لا شريك له وان هو المنعم المتفضل بها ولو شاء لذهب بها ولا نملك حول ولا قوة في الاتيان بها. ومن كان كذلك فهو المستحق للعبادة هو الرب وحده لا شريك له الذي يستحق ان يعبد وان يفرد بالعبادة وحقه ان يطاعة فلا يعصى اي طاعة فلا لا يعصى ويشكر فلا يكفر. جل وعلا. لانه كما قال جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله والله اعلم ونكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد