الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في اخر سورة الحج يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له. وان يسلبهم الذباب شيئا لا فانقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. ما قدروا الله حق قدره. ان الله لقوي عزيز. يقول ابن كثير رحمه الله يقول تعالى منبها على حقارة الاصنام وسخافة عقول عابديها. يا ايها الناس ضرب مثل اي لما يعبده الجاهلون بالله المشركون به. فاستمعوا له اي انصتوا وتفهموا ويقول الشيخ السعدي عند قوله يا ايها الناس ظرب مثل ظرب مثلا قال هذا مثل ضربه الله. لقبح عبادة الاوثان. وبيان نقصان عقول من عبدها وظعف الجميع فقال يا ايها الناس وهذا خطاب للمؤمنين والكفار. يا ايها الناس ضرب مثل له اي انصتوا وتفهموا كما قال ابن كثير هذا معنى الاستماع ليس مجرد السماع لا اي انصتوا له تفهموا. يقول الشيخ السعدي رحمه الله اي القوا اليه اسماعكم. وتفهموا ما احتوى عليه. ولا يصادف منكم قلوبا لاهية واسماء واسماء معرضة. هذا المراد بالاستماع ليس مجرد سماع الصوت وانما يستمع و يعقل ويفهم وينتبه حتى ينتفع بذلك فالمؤمن يزداد ايمانا والكافر يرعوي عن غيه هذا المثل يبين حقيقة عبادة الاصنام من دون الله فهي لا تملك شيئا ولا تنفع ولا تضر لا يستطيعون ان يخلقوا ولو ذبابة فانتهوا ايها الكفرة عن عبادة غير الله وافردوه جل وعلا بالعبادة قال جل وعلا ان الذين تدعون من دونه ان الذين تدعون من دون الله يشمل كل ما يدعى من دون الله من حجر او شجر او صنم او وثن او جني او ميت او ولي او حي بل حتى لو قيل ايضا الملائكة والانبياء بحكم ان هناك من عبدهم. وان كانوا لا يرضون بذلك فلا يستطيع احد من دون الله ان يخلق ولو ذبابة قال ابن كثير اي لو اجتمع جميع ما تعبدون من الاصنام والانداد على ان يقدروا على خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك كما قال الامام احمد بالحديث عن ابي هريرة يرفعه قال يعني يرفعه النبي صلى الله عليه وسلم ومن اظلم ممن خلق خلقا كخلقي فليخلقوا مثل خلقي ذرة او ذبابة او حبة قال واخرجاه صاحبا الصحيح يعني في البخاري ومسلم عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة يعني ما يستطيعون هذا على سبيل التحدي لهم وخص الذباب قالوا لانه هو لانه اسهل ما يكون ترقيبه تركيبة خلقه هي ايسر ما يكون وذكر بعضهم انهم في بعض البلدان الكافرة توصلوا الى ان الذباب هو ايسر المخلوقات تركيبا خلقته مركبة من ايسر ما يكون هي ايسر المخلوقات فقاموا وصنعوا مثل الذبابة تماما واجتمع له علماؤهم وكبراؤهم وخبراؤهم صنعوا مثل شكل الذبابة لكن ثم ماذا ما يستطيعون ينفخون فيها الروح ولهذا لا يستطيعون خلق ذبابة بحيث انها تكون ذبابة حية تطير وتذهب وتجيء فينبغي ان يعرف الجميع ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وان من عاداه ومن سواه ومن دونه لا يستطيعون خلق شيء من الاشياء ولو الذبابة ما اظع فيها وصغر حجمها قال جل وعلا ولو اجتمعوا له لو اجتمع بعضهم لاجل هذا عملوا المؤتمرات والندوات لن يخلقوا ذبابة حية تطير وتذهب وتجيء مثل الذباب الذي خلقه الله ثم قال وان يسربهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ان يسلبهم الذباب شيئا هي اسلوبهم يرجعوا الى الذين يدعون من دون الله على الاصنام والاوثان هذه اصنامكم لو سلبهم الذباب واخذ منهم شيئا ما يستطيعون ان يستنقذوه ويردوه ويمنعوا الذباب منه قال ابن قال ابن جرير الطبري وان يشربوا الالهة والاوثان الذباب شيئا مما عليها من طيب وما اشبهه من شيء لا يستنقذوهم منه يقول لا تقدر الالهة ان تستنقذ ذلك من ويقول ابن كثير وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه اي هم عاجزون عن خلق ذباب واحد بل ابلغ من ذلك عاجزون عن مقاومته والانتصار منه. لو سلبها شيئا من الذي عليها من الطيب. ثم ارادت ان تستنقذه منه لما قدرت على ذلك. هذا والذباب من اضعف من اضعف مخلوقات الله واحقرها ولهذا قال ضعف الطالب والمطلوب. سبحان الله. حتى لو سلبهم الذباب شيئا مما يوضع على هذه الاصنام من من الطيب او نحوه لو اخذ منه الذبابة فشيئا ولو يسيرا ما يستطيعون ان يستنقذوه منه. لانهم عاجزون. لانهم عاجزون لا قدرة لهم لا يملكون نفعا ولا ضرا وهذا والله مثل عظيم والله يحيي القلوب. القلوب الحية العقول السليمة. تنتبه. كيف يعبد من لا من لا يملك نفعا ولا ضرا من لا يستطيع خلقه ذباب بل ولا يستطيع ان يحمي نفسه من الذباب اذا سلبته شيئا وطبعا يكون شيئا حقيرا لان الذباب نفسها صغيرة وقد ذكر بعض طلاب العلم يقول عن رجل يعرفه يقول يقول هذا الرجل يقول كنت اذا سمعت هذه الاية وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه من يقول قلت كيف لا يستنقذوه كيف الانسان ما يمنع الذباب قال وكنت اعمل في تصليح الساعات اصلاح الساعات. قالوا فكنت بمكة وفتحته مكانا لعمل الساعات قال فجاءني رجل وقال هذه ساعة الامير الفلاني من اهل الصلاح والتقى واهل المسجد الحرام قال وساعته هذه يعني غريبة ما يوجد مثلها نادر وجودها فقالوا لي تستطيع ان تصلحها ام لا اذا كنت ما تستطيع ان تصلحها لا تحاول فيها من الان هل انت تستطيع والا لا تعمل فيها لان صاحبها محتاج اليها و سيعاقبك ان لم ان افسدتها عليه فقال لا انا استطيع ان اصلحها استطيع ان اصيحه واعرف هذا قال فقمت بيفك الساعة فككتها وطبعا الساعات فيها مسامير صغيرة جدا قال فكان من بين المسامير مسمار صغير جدا فككته وضعته عندي على الطاولة قال فجاء الذبابة لانه صغير قال فجاءت فاخذت المسمار فطارت به قال فجريت وراءها ولا ادري اين ذهبت الذبابة قال فعلمت ان الله ادبني لانه كان يقع في نفسه شيء ليس تكذيبا لكن اقول يعني الانسان ما يستطيع يستنقذ نفسه او سلعته من الذبابة قال فطارت بالمسمار ولا ادري اين ذهبت قال فاسقط في يدي لاني اعرف ان صاحب الساعة يريدها وقد اكدوا علي قال وهذه الساعة لا يوجد لها مثيل الا عند تاجر واحد قال ذهبت اليه فخذوا له عندك سائلون؟ قال نعم. قلت اريد سمار كذا قال عندي ولكن بكذا وكذا. قال ورفع قيمته علي قلت لو اعطيتنيه باظعاف مظاعفة لاخذته قال فاخذته واصلحت الساعة قال فوعظني الله والله لما سلبت الذبابة مني هذا المسمار ما استطاع مع اني جريت وراءها ولا ادري اين ذهبت وهذا في الاحياء فكيف بالاموات والاصنام التي لا تنفع ولا تضر قال جل وعلا يدفعها الطالب والمطلوب قال ابن كثير قال ابن عباس الطالب الصنم والمطلوب الذباب واختاره ابن جرير وهو ظاهر السياق ظعف الطالب وهو الصنم والمطلوب وهو الذباب فظة بس صنم ما يستطيع يطلب الذباب هو الذي يعني يريد استنقاذ ما اخذه منه وسلبه منه الذباب ضعف والمطلوب ايضا وهو الذباب ضعيف فكلها ظعيفة وقال السدي وغيره الطالب العابد والمطلوب الصنم ظعف العابد اي الشخص الذي يعبد الصنم والمطلوب هو الصنم. ولكن ظاهر السياق حنا هو في الصنم والذباب لان السياق قبلها يدل عليها قال وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ضعها لا يستنقذها راجع على الاصنام على الذين يدعون من دون الله والمطلوب الذباب الذي استلب الشيء قال جل وعلا ما قدروا الله حق قدره قال ابن كثير اي ما عرفوا قدر الله وعظمته حين عبدوا معه غيره من هذه التي لا تقاوم لا تقاوم الذباب لضعفها وعجزها وقال ابن جرير الطبري ما قدروا الله حق قدره قال ما عظم هؤلاء الذين جعلوا الالهة لله شريكا في العبادة حق تعظيمه حين اشركوا به غيره فلم يخلصوا له العبادة ولا عرفوه حق معرفته. من قولهم ما عرفت لفلان قدره اذا خاطبوا بذلك من قصر بحقه وهم يريدون تعظيمه اذا هذا معنى يعني هؤلاء المشركون الذين عبدوا مع الله غيره وصرفوا شيئا من العبادة لغير الله والله ما عظموا ما قدروا الله حق قدره ما عظموه حق تعظيمه جل وعلا لانه هو القوي هو القادر وهو الخالق هو المالك هو المستحق للعبادة ولهذا ختم الاية بقوله ان الله لقوي عزيز قال ابن كثير اي عز كل شيء فقهره وغلبه فلا يمانع ولا يغالب لعظمته وسلطانه وهو الواحد القهار جل وعلا. نعم. الله جل وعلا قوي عزيز فهو القوي الذي لا يجوزه شيء وهو العزيز الذي عز فغلب كل شيء وقهر كل شيء وذل لسلطانه كل شيء جل وعلا فهذا هو الواجب هذا هو الواجب ان يعبد لا من سواه سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ان الله سميع بصير يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم والى الله ترجع الامور الله يصطفي من الملائكة رسلا قال ابن كثير يخبر تعالى انه يختار من الملائكة رسلا فيما يشاء من شرعه وقدره ومن الناس بابلاغ رسالاته اذا الاصطفاء بمعنى الاختيار والاجتماع فالله يصطفي يعني يختار ويجتبي من الملائكة رسلا يرسل رسلا من الملائكة كما ارسل جبريل وميكائيل واسرافيل وغيرهم ومن الناس ايوة ويصطفي من الناس رسلا بانها معطوفة على ما قبلها. الله يصطفي من الملائكة رسلا. ويصطفي من الناس رسلا ايضا وخاتمهم نبينا صلى الله عليه واله وسلم ولكن هذا اصطفاء واختيار من الله جل وعلا والله اعلم حيث يجعل رسالته ثم قال ان الله سميع بصير قال السعدي اي الذي احاط سمعه الذي احاط علمه وسمعه وبصره وبصره بجميع الاشياء فاختياره للرسل فاجتباؤه للرسل على علم منه انهم اهل لذلك كما قال تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته فهو جل وعلا السميع الذي يسمع كل شيء وهو البصير الذي يبصر كل شيء وهو جل وعلا اجتبه هؤلاء الرسل من الملائكة ومن الناس لكمال علمه وسمعه وبصره واحاطته جل وعلا ثم قال جل وعلا يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم قال الطبري يعلم ما بين ايدي ملائكته ورسله من قبل ان ان يخلقهم ويعلم ما هو كائن بعد ثنائهم ويعلم ما بين ايديهم يعني ما بين ايدي الملائكة والرسل قبل وجودهم وما خلفهم ايضا ما يكون بعدهم وبعد وفاتهم وبعد ثنائهم وقال ابن كثير ان يعلموا ما يفعلوا برسله فيما ارسلهم به فلا يخفى عليه شيء من امورهم كما قال عالم الغيب والشهادة عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول. الى قوله واحصى كل شيء عددا فهو سبحانه رقيب عليهم شهيد على ما يقال لهم حافظ لهم ناصر لجنابهم يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ثم قال والى الله ترجع الامور اي تصير اليه امور الدنيا والاخرة واليه تعود كما كان منه البدء قال معناه الطبري في تفسيره سبحانه وتعالى فاليه ترجع الامور مآلات الامور امر الدنيا الاخرة امور الناس ترجعوا اليه فيحكم فيهم بالعدل فيجازي المحسن باحسانه ويجازي المسيء باساءته وهذا فيه اثبات البعث والنشور والجزاء واثبات يوم القيامة ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحوا. تفلحون قال ابن قال السعدي قوله اركعوا واسجدوا قال يأمر تعالى عباده المؤمنين بالصلاة وخص منها الركوع والسجود لفضلهما وركنيتهما وعبادته التي هي قرة العيون. يقصد واعبدوا لان يعبدوا معطوبة على ما قبله يعني الله امر يأمر الذين امنوا اركعوا اسجدوا اعبدوا ربكم وهذا من باب ذكر العامي بعد الخاص لان العبادة عامة تدخل ويدخل فيها الصلاة ويدخل فيها الركوع والسجود هو ذكر الخاص ثم ذكر العام وذكر الخاص ونم لبيان اهميته اهمية الركوع والسجود الصلاة ركنان من اركان الصلاة وهو من باب التعبير بالجزء وارادة الكل قال واعبدوا ربكم قال ابن قال السعدي وعبادته يعني يأمر تعالى عباده المؤمنين بالصلاة وخص منها الركوع وخص منها الركوع والسجود لفظلهما وركنيتهما وعبادته يعني ويأمر عبادته ويمر بعبادته وعبادته التي هي قرة العيون وسلوة القلب المحزون وان ربوبيته واحسانه على العباد تقتضي منهم ان يخلصوا له العبادة ويأمرهم بفعل الخير عموما. يعني يقصد قوله وافعلوا الخير يشمل انواع الخير كلها اسم جنس كل خير فالله يأمر به فالله يأمر بالعدل والاحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر قال وافعلوا الخير لعلكم تفلحون لعلكم اذا فعلتم ذلك وهو اقام الركوع الاتيان بالركوع والسجود والعبادة وفعل الخير لعلكم تفلحون اي تفوزون لان الفلاح هو الفوز الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب قال السعدي تفوزون بالمطلوب المرغوب وتنجون وتنجون من المكروه المرهوب نعم هذا هو علامة الفلاح اذا اردت ان تكون من المفلحين فحافظ على الصلوات الخمس حافظ على عبادة الله اعظمه التوحيد كن فاعلا للخير مجتنبا للشر ثم قال جل وعلا وجاهدوا في الله حق جهاده قال ابن كثير اي باموالكم والسنتكم وانفسكم كما قال تعالى اتقوا الله حق تقاته جاهدوا في الله حق جهاده يعني هو الجهاد بالمال والنفس واللسان يبتغي بذلك وجه الله هذا هو الجهاد هذا هو حق الجهاد الجهاد بالنفس يجود بنفسه في سبيل الله فيخرج مقاتلا يجاهد بماله فينفق امواله في سبيل الله. يجاهد بلسانه. يقول الحق يدعو اليه يرد الباطل يذب عن الشريعة يعظم الله جل وعلا هذا هو حق الجهاد والقيام به على اكمل وجه قال هو اجتباكم اجتباكم اي اصطفاكم واختاركم على سائر الامم كنتم خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهون عن المنكر الله اجتبه هذه الامة على غيرها فهي افضلها واكرمها على الله كما في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم انتم توفون سبعين امة انتم اعزها واكرمها على الله جل وعلا قال هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج قال ابن كثير اجتباكم اي هذه الامة الله اصطفاكم واختاركم على سائر الامم. وفظلكم وشرفكم وخصكم باكرم رسول واكرم واكمل واكمل شرع ثم قال وما جال عليكم في الدين من حرج قال ابن كثير اي ما كلفكم ما لا تطيقون وما الزابوكم بشيء فشق عليكم الا جعل لكم فرجا ومخرجا. فالصلاة التي هي اكبر كان الاسلامي بعد الشهادتين تجب في الحضر اربعة وفي السفر تقصر الى اثنتين وفي الخوف يصليها بعض الائمة ركعة كما ورد في الحديث في صحيح مسلم حديث ابن عباس صلاة الخوف ركعة عند المسايفة عند الظرب بالسيوف قال وتصلى رجالا وركبانا. مستقبل القبلة وغير مستقبلها. وكذا في النافلة في السفر الى القبلة وغيرها والقيام فيها يسقط بعذر المرض كما قال النبي صلي قائما فالنبي صلى الله عليه وسلم فقاعدا فان لم تستضعفه على جنب. قال والقيام فيها يسقط بعذر المرض فيصليها المريض جالسا فان لم يستطع فعلى جنبه الى غير ذلك من الرخص والتخفيفات في سائر الفرائض والواجبات. ولهذا قال عليه السلام بعثت بالحنيفية السمحة وقال لمعاذ وابي موسى حين بعثهما اميرين الى اليمن بشرا ولا تنفرا قال لهم بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا ثم قال والاحاديث بهذا كثيرة صدق رحمه الله قال ولهذا قال ابن عباس في قوله ما جعل عليكم في الدين من حرج؟ قال يعني من ضيق ما جعل عليكم من ضيق نعم دين السماحة دين اليسر لا يكلف الله نفسا الا وسعها واذا وقع الانسان في حرج شرعت له الرخص حنيفية سمحة الحمد لله على هذا الدين. الحمد لله الذي جعل من اهل هذه الشريعة في غاية السماحة وبيغير غاية اليسر والسهولة. ليس فيها حرج ولا تضييق هذا من نعم الله عز وجل على عباده فينبغي للمسلم ان يعقل هذا المعنى ولهذا آآ يقول ابن يقول ابن كثير نعم نعم قال ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم ملة اختلفوا في الناصب لملة ما قال ملة. قال ملة فقال بعضهم هي منصوبة بفعل مقدر تقديره اتبعوا ملة ابراهيم اتبعوا ملة ابراهيم فيكون فعل مقدر وقال بعضهم انه معطوه على معطوفا على ما قبله وتقدير الكلام كما قال ابن جرير قال نصب على تقدير ما جعل عليكم في الدين من حرج اي من ضيق بل وسعه عليكم كما كمله ابيكم ابراهيم كما كما كمله ابيكم ابراهيم وهذا يعني غير ظاهر لكن اظهر والله اعلم ما قاله قال ويحتمل ان انه منصوب على تقدير الزموا ملة ابيكم ابراهيم. وهذا هو الاظهر والله اعلم قال ابن كثير قلت وهذا المعنى في هذه الاية كقوله قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. الاية وقوله هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا واختلف العلماء في قوله هو سماكم من هو الذي سمى فقال بعض العلماء ابراهيم هو اي ابراهيم سماكم المسلمين وهذا قال به زيد ابن اسلم وقال به عبدالرحمن بن زيد بن اسلم والاكثرون على ان القائل هو الله قال هو اي الله سماكم المسلمين وهذا قاله مجاهد واعطاه الظحاك والسدي ومقاتل ابن حيان وقتادة وغيرهم قال ابن كثير وهذا هو الصواب. قلت وهذا هو الصواب لانه تعالى قال هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ثم حثهم واغراهم على على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بانه ملة ابيهم ابراهيم الخليل ثم ذكر منته على هذه تعالى على هذه الامة بما نوه به من ذكرها والثناء عليها في سالف الدهر وقديم الزمان في كتب الانبياء يتلى على الاحبار والرهبان فقال هو سماكم المسلمين من قبل اي من قبل هذا القرآن وجاء عن بعض السلف ان عن مجاهد قال في الكتب المتقدمة قيل في التوراة والانجيل وغيرها وفي هذا اي القرآن وبهذا اي القرآن. اذا الصواب ان الذي هو سماكم المسلمين هو الله وليس ابراهيم. ويدل له الحديث وهو ما اورده ابن كثير ما رواه النسائي بسند صحيح كما صححه الالباني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثاء جهنم يعني من ما يرمى ومن حطب وقود جهنم قال الرجل يا رسول الله وان صلى وصام؟ قال نعم وان صلى وصام فادعوا بدعوى الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله لا تنادوا بالعصبية والجاهلية تنادوا به دعوة الله وهذا محل الشاهد التي سماكم بها المسلمين. اذا الله هو اللي سمانا المسلمين الله هو الذي سمانا هالمسلمين ولهذا هذا هو الصواب في قوله هو سماكم المسلمين اي اي الله من قبله في الكتب المتقدمة وفي هذا اي في القرآن ليكون الرسول عليه شهيدا عليهم. لاجل ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم شهيدا عليكم. وهذا آآ كما مر الكلام عليه عند قوله وكذلك جعلناكم امة وسطا قال ابن كثير اي انما جعلناكم هكذا سماكم المسلمين من قبل وفي هذا قال انما جعلناكم هكذا امة وسطا عدولا خيارا. مشهودا بعدالتكم عند جميع الامم. لتكونوا يوم القيامة شهداء على الناس. لان الامم معترفة يومئذ بسيادتكم وفضلكم. على كل امة سواها فلهذا تقبل شهادتهم عليهم يوم القيامة في ان الرسل بلغتهم رسالة ربهم والرسول يشهد على هذه الامة انه بلغها ذلك قال ابن كثير وقد تقدم الكلام على هذا عند قوله وكذلك جعلناكم امة وسطا. وذكرنا حديث نوح وامته بما اغنى عن عن اعادته واحد في البخاري يؤتى بنوح يقال هل بلغت امتك؟ فيقول نعم. فتسأل امتي يقولون ما جاءنا من بشير ولا نذير فيقول هل لك من شهيد؟ يقول نعم محمد وامته. فتشهد امة النبي صلى الله عليه وسلم ثم يزكيهم النبي صلى الله عليه وسلم. وتقبل شهادتهم. ثم قال جل وعلا اقيموا الصلاة الزكاة اي قابلوا هذه النعمة العظيمة بالقيام بشكرها وادوا حق الله عليكم في اداء ما افترض وطاعة ما وطاعة ما اوجب وترك ما حرم. ومن اهم ذلك اقام الصلاة وايتاء الزكاة وهو الاحسان الى خلق الله بما اوجب للفقير على الغني من اخراج جزء نزر من ماله. في السنة للضعفاء والمحاويج. كما تقدم بيانه وتفصيله في اية الزكاة من سورة التوبة. هذا كلام ابن كثير فدل على ان الصلاة مما تشكر به النعم. اقام الصلاة وايتاء الزكاة ثم قال واعتصموا بالله اي اعتضدوا واستعينوا وتوكلوا عليه وتعيدوا به هو مولاكم اي خالقكم وناصركم وهو ظفيركم على اعدائكم. فنعم المولى ونعم النصير. اي نعم الولي وهو الناصر ونعم الناصر على الاعداء وقال الطبري واعتصموا بالله اي وثقوا بالله وتوكلوا عليه في اموركم. فنعم المولى نعم الولي الله لمن فعل ذلك منكم فاقام الصلاة واتى الزكاة وجاهد في سبيل الله حق جهاده واعتصم به. يقول ونعم الناصر هو له على من بغاه بسوء. وقال السعدي واعتصموا ايمتنعوا به وتوكلوا عليه ولا تتوكلوا على حولكم وقوتكم وهو مولاكم الذي يتولى اموركم فيدبركم بحسن تدبيره ويصرفكم على احسن تقديره الى هنا نأتي الى نهاية سورة الى نهاية سورة وفي الحج ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد