الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد آآ فان قد انتهينا الى قوله جل وعلا اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون وذلك بعد ان بعد ما سبق ذكره من صفات المؤمنين وهي قوله جل وعلا قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلاتهم يحافظون اولئك فهم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون معنى قوله اولئك هم الوارثون يعني كما قال الطبري قال هؤلاء الذين هذه صفتهم في الدنيا هم الوارثون يوم القيامة منازل اهل النار من الجنة وقال القرطبي يرثون منازل اهل النار من الجنة ومقصود الشيخين الكريمين بهذا يعني انهم الوارثون يرثون منازل الكفار التي في الجنة بانه ما من انسان الا كتب الله له منزلتين كما سيأتي في الحديث منزلة في النار ومنزلة في الجنة فالكافر لانه كفر يحرم من هذه المنزلة التي في الجنة فيرثها المؤمن والحاصل انهم يريثون الجنة يعني انهم من اهلها وانهم يرثون منازل الكفار فتكون لهم اضافة الى ما الله جل وعلا لهم من النعيم اه يقول ابن كثير رحمه الله وقد افتتح الله قال ولما وصفهم تعالى بالقيام بهذه الصفات الحميدة والفعال الرشيدة قال اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ثم قال وثبت في الصحيحين ولعل الحديث في البخاري فقط الحديث في البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فانه اعلى الجنة واوسط الجنة ومنه تفجروا انهار الجنة وفوقه عرش الرحمن لا يريد يفسر قوله الذين يرثون الفردوس التفسير اللي في الجو اسمه ثم قال وقال ابن ابي حاتم الحديث عند ابن ماجة وصححه الشيخ الالباني في صحيح ابن ماجة والسلسلة الصحيحة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فان ما اتى فدخل النار ورث اهل الجنة منزلة ذلك قوله اولئك هم الوارثون اذا هذا يفسر او يبين ما سبق ان اشرنا اشرنا اليه من قول اه الطبري والقرطبي انهم يرثون منازل غيرهم منازل الكفار لانهم حرموا منها بسبب كفرهم وادخلوا النار فصارت منازلهم ميراثا لاهل الجنة قال ابن كثير وقال ابن جريج عليت عن مجاهد اولئك هم الوارثون قال ما من عبد الا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار. فاما المؤمن فيبنى بيته الذي في الجنة ويهدم بيته الذي في النار. واما الكافر فيهدم بيته الذي في الجنة. ويبنى بيته الذي في النار. وروي عن سعيد بن جبير نحو ذلك قال ابن كثير فالمؤمنون يرثون منازل الكفار لانهم خلقوا لعبادة الله تعالى فلما قام هؤلاء المؤمنون بما وجب عليهم من العبادة وترك اولئك ما امروا به مما خلقوا له احرز هؤلاء نصيب اولئك يعني احرز المؤمنون نصيب اولئك نصيب الكفار احرز هؤلاء نصيب اولئك لو كانوا اطاعوا ربهم عز وجل بل ابلغ من هذا ايضا وهو ما ثبت في صحيح مسلم عن ابي بردة ابن ابي موسى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب امثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى وفي لفظ له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم القيامة دفع الله لكل مسلم يهوديا او نصرانيا فيقول هذا فكاكك من النار فاستحلف عمر ابن عبد العزيز ابا بردة بالله الذي لا اله الا هو ثلاث مرات ان اباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحلف له قال ابن كثير قلت هذه الاية كقوله تعالى تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا وكقوله وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون قد قال مجاهد وسعيد ابن جبير الجنة بالرومية هي الفردوس وقال بعض السلف لا يسمى البستان فردوسا الا اذا كان فيه عنب فالله اعلم ونحوه قال ابن جرير الطبري قال اه الفردوس اي البستان ذا الكرم الكرم يعني العنب وهو الفردوس عند العرب وقال مجاهد هو بالرومية يعني الفردوس باللغة الرومية هكذا قالوا فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى اخبر انهم يرثون الفردوس ان هؤلاء الموصوفون بهذه الصفات يرثون الفردوس اوسع وان يرثون الجنة والفردوس كما جاء في الحديث الذي آآ ذكرناه قريبا انه اعلى الجنة واوسطوا الجنة ومنه تفجر انهار الجنة لكن قد يستشكل البعض كيف يكون هو اعلى الجنة؟ وكيف يكون هو اوسط الجنة قالوا ان معنى اوسط هنا ليس معناه آآ المراد به العلو. فالمراد هنا اوسط يعني اعدل اعدل الجنة فهو اعلى الجنة منزلة وهو اعدلها وهو اعدلوا وهو اوسط هذه الاماكن واعدلها يعني هو اعدلها واحسنها والا هو اعلى مكان في الجنة قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة. فخلقنا لغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين ثم انكم بعد ذلك لميتون ثم انكم يوم القيامة تبعثون آآ ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين. يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن ابتداء خلق الانسان من سلالة من طين وهو ادم عليه السلام. خلقه الله من صلصال سالم من حمأ مسنون وقال ابن عباس ثم اورد قول ابن عباس من سلالة من طين قال صفوة الماء وقال مجاهد من سلالة اي من مني ادم قال ابن جرير الطبري من سلالة اي اسللناه منه فالسلالة هي المستلة من كل تربة. ولذلك كان ادم خلق من تربة اا اخذت من اديم الارض ثم آآ ذكر قولين للمفسرين فيها فذكر قول قتادة اه انه قال استل ادم من طين وخلقت ذريته من ماء مهين وذكر القول الاخر وهو قوله ولقد خلقنا ادم قال ذكر في هذا الموضع نعم وهو الانسان ولقد خلقنا ادم وهو الانسان الذي ذكر في هذا الموضع من سلالة من سلالة وهي النطفة التي استلت من الفحل من طين وهو آآ ادم الذي خلق من طين ثم رجح اه الطبري هذا القول ثم قال واولى القولين بالصواب قول من قال معناه ولقد خلقنا ادم من سلالة ولقد خلقنا ولقد خلقنا ابن ادم من سلالة ادم وهي صفوة مائه او صفة مائه وادم هو الطين لانه خلق منه وبهذا يتلخص ان اه وقبل ذلك قبل الترجيح نقول ايضا قل امين الشنقيطي السلالة فعالة من سللت الشيء من الشيء اذا استخرجته منه ومنه قول امية ابن الصلت خلق البرية من سلالة من سلالة منتن والى والى السلالة كلها ستعود ثم قال والولد سلالة ابيه كأنه انزل من ظهره ثم قال والمراد بخلق الانسان من سلالة من طين خلق ابيهم ادم منه كما قال تعالى ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب. اذا خلاصة كلام اهل العلم ان السلالة اه المراد بها اه ماء ماء الرجل المراد به الماء الذي يكون من الرجل فالله خلق الانسان من سلالة مما من سلالة يعني هو من سلالة ومن نسل ادم الذي خلقه من طين فاصلهم ابوهم ادم خلقه الله من طين. لكن الذرية ليسوا مخلوقون من طين ليسوا بمخلوقين من طين لكنه سلالة سلالة من من ادم الذي خلقه الله من طين وهذا جاء يعني صريحا في قوله جل وعلا في سورة السجدة ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه اذا الذي خلق من طين هو ادم. لكن نسله ذريته سلالته ما تسلل منه وانسل منه وصار من عقبه خلقهم جل وعلا من ماء مهين. خلقهم جل وعلا من ماء مهين اذا هذا هو معنى آآ قوله جل وعلا ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين. يعني الانسان من سلالة سلالة الذي خلق من طين وهو ادم قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم جعله جل وعلا وثم تفيد الترتيب والتراخي فالمراد انه بعد ان خلق الله ادم من طين جعل له سلالة ثم جعل هذه السلالة نطفة ومعنى نطفة يعني ماء وهي كما قال ابن كثير قال ثم صيرنا النطفة آآ قبل ذلك قال ثم جعلناه نطفة هذا الضمير عائد على جنس الانسان. كما قال في الاية الاخرى وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين اي ظعيف كما قال الم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه قرار مكين يعني الرحم يعني الرحم معد لذلك مهيأ له مهيأ له الى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون اي مدة معلومة واجل معين حتى استحكم وتنقل من حال الى حال وصفة الى صفة ولهذا قال ها هنا ثم خلقنا النطفة علقة ثم صيمنا النطفة وهي الماء وهي الماء الدافئ الذي يخرج من صلب الرجل وهو ظهره وترائب المرأة وهي عظام صدرها وما بين الترقوة الى الثندوة فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة آآ ثم قال عكرمة هي دم. اذا ابن كثير رحمه الله بين معنا هنا بين معنى النطفة وانها يعني الماء ماء الرجل ماء الرجل ثم جعل هذا الماء وهو مني الرجل جعله في قرار مكين وهو الرحم وجعله مكين يعني اه متمكن قال الطبري اي امكن لذلك هذا هو الرحم اي امكن لذلك اي انكر لذلك وهيأ له ليستقر ليستقر فيه الى بلوغ فالذي جعله الله الى بلوغ امره الذي جعله الله له قرارا اذا هنا في قرار هو الرحم وسماه قرار لانه يستقر فيه الماء الى تسعة اشهر يتطور خلقا بعد خلق ثم بعد تسعة اشهر يخرج من هذا الرحم التي استقر فيها وبقي فيها وجعلهم مكين اي مكن مهيأ لذلك يحفظه الله جل وعلا فيه قال ثم خلقنا النطفة علقة هذه النطفة خلقها علقة. والعلقة الاصل فيها القطعة من الدم يعني يتحول بامر الله جل وعلا بعد الاربعين الاولى من ماء الى من نطفة وماء الى علقة وهي دم قطعة دم على شيء على شكل مستقيل على شكل مستقيم كما قال آآ ابن كثير قال فخلقنا العلقة مضغة وهذه العلقة التي قطعة من دم بعد الاربعين الثانية خلقها الله جل وعلا من مضغة والموضة هي القطعة من اللحم المضغة هي القطعة من اللحم اذا هالاربعين الاولى كان نطفة ثم الاربعين الثانية كان علقة ثم الاربعين الثالثة كان اه مضغة مضغة لحم اي قطعة لحم. قال ابن كثير وهي قطعة كالبضعة من اللحم لا شكل فيها ولا تخطيط قال فخلقنا المضغة عظاما اي شكلناها ذات رأس ويدين ورجلين بعظامها وعصبها وعروقها وقال اخرون فخلقنا المضغة عظاما وقرأ اخرون فخلقنا المضغة عظما واشير الى القراءة فيه عظاما وعظما. فقد قرأ ابن عامر وابو بكر عظما فكسونا قال فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظم وقرأ الباقون بالجمع يعني ابن عامر وابو بكر قرأوها بالإفراد عظما والجمهور قرأوها عظاما فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين ثم اورد ابن كثير هنا اه حديث آآ ابني آآ حديث البخاري او حديث ابن عباس حديث ابي هريرة عند البخاري بل هو آآ كذلك ايضا في مسلم يعني في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم كل جسد ابن ادم يبلى الا عجب الذنب منه خلق ومنه يركب. قال جل وعلا كسونا العظام لحما. قال ابن كثير اي وجعلنا على ذلك ما يستره ويشده ويقويه. ثم انشأناه خلقا اخر اي ثم نفخنا فيه الروح فتحرك وصار خلقا اخر ذا سمع وبصر وادراك وحركة واضطراب فتبارك الله احسن الخالقين آآ ابن كثير رحمه الله هنا فسر لنا ايظا معنى ثم انشأناه خلقا اخر اه اي انا جعلناه خلقا اخر يعني غير هذا الخلق الذي فقط مكون من لحم وعظام؟ لا نفخنا فيه الروح صار خلقا اخر خلق صار خلقا ذا روح حي يمشي ويذهب ويجيء بخلاف بخلاف بخلافه قبل نفخ الروح فانه كان مجرد عظام ولحم هذي هذا هذه الاية وما جاء في هذه الاية جاء ما يدل عليه في الصحيحين وهو حديث ابن مسعود حديث الصادق المصدوق وفيه ان ولفظه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان احدكم ليجمع خلقه في بطن امه في اربعين يوما ان احدكم ليجمع خلقه في بطن امه في اربعين يوما يعني نطفة قال ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات رزقه واجله وعمله وهل هو شقي او سعيد هو الذي لا اله غيره. ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل اهل النار فيدخلها وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيسبق عليه الكتاب يعمل بعمل اهل النار او فيختم له بعمل اهل الجنة فيدخلها وهذا يدل على يعني ان الامر في غاية الخطورة فانه لا يغتر الانسان بعمل فقد يعمل بعمل اهل الجنة الان يعمل بعمل اهل الجنة لكن الاعمال بالخواتيم قد يختم له نسأل الله العافية بعمل اهل النار وقد يكون بالعكس ولهذا الامور بالخواتيم الامور بالخواتيم ولهذا كان هذا الحديث وامثاله يعني يخاف السلف منه خوفا عظيما لان اللسان مستقيم لكن لا يدري ماذا يختم به لكن من فضل الله جل وعلا انه لا يكون ذلك الا بعمل ولهذا قال فيعمل في عمل اذا الانسان يجازى بعمله لأنه ما يؤخذ بغير عمل فالانسان ان يحسن العمل وان يكون خائفا راجيا ما يأمن ما يأمن لانه لا يدري ماذا يختم له نسأل الله عز وجل لنا ولكم حسن الختام اه قال جل وعلا فتبارك الله احسن الخالقين تبارك معناها تعالى وتعاظم وقيل مأخوذة وقيل المراد استحق التعظيم والثناء وقيل مأخوذ من البركة اي كثر خيره وبركته وقال ابو حيان في البحر المحيط تعال وتقدس واكثر اهل العلم على ان معنى تبارك اي تعالى وتعاظم سبحانه وتعالى فتبارك الله احسن الخالقين يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاية قال يعني حين ذكر قدرته ولطفه في خلق هذه النطفة من حال الى حال وشكل الى شكل حتى تصورت الى ما صارت اليه من الانسان السوي الكامل الخلق قال فتبارك الله احسن الخالقين ثم اورد عن قال قال ابن ابي حاتم وساق عن عمر رضي الله عنه قال وافقت ربي ووافقني في اربع نزلت هذه الاية ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين قلت انا فتبارك الله احسن الخالقين فنزلت فتبارك الله احسن الخالقين وقال ايضا ابن ابي حاتم اه عن زيد بن ثابت الانصاري قال املى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين الى قوله خلقا اخر فقال معاذ فتبارك الله احسن الخالقين. قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له معاذ مما تضحك يا رسول الله قال بها ختمت يعني الاية بها ختمت فتبارك الله احسن الخالقين ثم قال ابن كثير يعني معقبا على هذا الاثر قال جابر بن زيد الجعفي لانه هو احد رواة هذا الحديث حديث زيد ابن ثابت الانصاري قال جابر بن زيد الجعفي ضعيف جدا وفي خبره هذا نكارة شديدة وذلك ان هذه السورة مكية وزيد بن ثابت انما كتب الوحي بالمدينة وكذلك اسلام عاد بن جبل انما كان بالمدينة ايضا فالله اعلم آآ وهنا نذكر مسألة يعني الخلق يختص الله جل وعلا به كما في قوله جل وعلا قل قل الله خالق كل شيء وقال جل وعلا على سبيل الانكار هل من خالق غير الله وباكثر من من اية الله خالق كل شيء اذا الله جل وعلا يختص بالخلق فقوله تبارك الله احسن الخالقين لانه يعني جعل افعل التفضيل انه احسن الخالقين. فهل من خالق مع الله هل هناك احد يخلق مع الله حتى يقال الله احسنهم الخالقون مثلا كثر والله احسن الخالقين نقول لا قال بهذا بعض اهل العلم آآ على معلم معين وهو ما يعني آآ ذكره الطبري عن ابن جريج قال انما قيل فتبارك الله احسن الخالقين لان عيسى ابن مريم كان يخلق فاخبر جل ثناؤه عن نفسه انه يخلق احسن مما يخلق هذا القول فيه نظر بين. وقالت قال مجاهد وغيره وهو قول جمهور اهل العلم او يكاد يتتابع عليه المفسرون كلهم اختاره من جهة الطبري وغيره قالوا معنى فتبارك الله احسن الخالقين اي فتبارك الله احسن الصانعين احسن الصانعين وقال بعضهم احسن المقدرين فابن ادم يصنع ويقدر امرا لكن هو صنع شيئا كان مخلوقا موجودا فاخذ المادة او ما جعله الله في الارض او ما خلقه الله واوجده اولا جل وعلا يأخذ ابن ادم ويصنع منه يصنع منه سيارة يصنع منه كذا لكن مادة هذا الصنع الذي فعله الله هو الذي خلقها اذا الخالق هو الله وحده لا شريك له ولكن هناك صانعون يصنع من خلق الله يصنع منه كذا ويصنع منه كذا فقالوا هنا احسن الخالقين يعني اخلق احسن الصانعين هناك من يصنع نعم والله يصنع وقيل بمعنى المقدرين وبعض اهل العلم يقول التقدير والصنع هنا بمعنى بمعنى واحد قال لان العرب وهذا يعني قاله ابن جرير الطبري آآ او قاله نعم قاله الامير الشنقيطي قال الامين احسن الخالقين اي احسن المقدرين. والعرب تطلق الخلق وتريد به التقدير قال زهير بن ابي سلمة المزني ولا انت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ولا يفري يقول زهير بن ابي سلمى يمدح هرم ابن سنان لانه احسن اليه مدحه وكان المدعي له ان يقول ولا انت تفري ما خلقته وبعض القوم يخلق ولا يثري قالوا والمعنى معنى البيت اي انت تفري اي تنفذ وتفعل ما خلقت ما قدرت شيء تقدر شيء فتفعله وبعض الناس او بعض القوم يخلق ولا يفري يعني يقدر الامر لكن لا يستطيع انفاده لعجزه وضع فيه فيكون معنى الاية هنا فتبارك الله احسن الخالقين اي احسن الصانعين واحسن المقدرين والا هو جل وعلا المنفرد بالخلق لا خالق الا الله ولا يخلق احد غير الله واما ما ذكره ابن جريج من ان عيسى يخلق فايضا يقال فيه ان عيسى آآ كان يصور والخالق هو الله جل وعلا ولهذا يقول بإذن الله فيكون طيرا الله جل وعلا هو الذي خلقه لكن عيسى صنعه وقدره والله جل وعلا هو الذي نفخ فيه الروح وخلقه. وعيسى انما يعني يصنع من مما خلقه الله. المادة خلق الله وعيسى يجعل من هذه المادة التي خلقها الله يجعل منها هيئة طير او انسان فينبغو به فيكون طيرا باذن الله جل وعلا. اذا فالله هو الخالق وحده لا شريك له. وهذه الاية احسن الخالقين يعني احسن المقدرين واحسن الصانعين جل وعلا واما الخلق فهو منفرد به دون من سواه. ثم قال جل وعلا ثم انكم بعد ذلك لميتون قال الطبري ثم انكم ايها الناس من بعد انشائكم خلقا اخر وتصيرنا اياكم وتصيرناكم اه تصيرنا اياكم انسانا سويا ميتون وعائدون ترابا كما كنتم سبحان الله اذا الله جل وعلا هو القدير وهذا وما ذكر في هذه الايات يدل على كمال قدرته جل وعلا فمن اوجدكم من الادب واحياكم ونقلكم في هذه المراحل ثم يميتكم بعد ذلك قادر على بعثكم واعادتكم واعادتكم مرة اخرى جل وعلا ولهذا قال ثم انكم ايها الناس الذين سبق الاشارة الى خلقهم بعد ذلك بعد هذه الحياة ونفخ الروح وخلق اخر لميتون وتنتقلون للاخرة ثم انكم يوم القيامة تبعثون يوم القيامة تبعثون من موتكم هذا تخرجون من الارض يتجاوزوا على اعمالكم فهذا فيه اثبات اه اليوم الاخر وفيه بيان قدرة الله جل وعلا وفيه وجوب اصلاح العمل فيما يدل على وجوب اصلاح العمل لانك ستموت وتنتقل من حياتك التي انت فيها الان ولكنك لن تكون هكذا سدى سبهللا لا ستبعث يوم القيامة وتنشر من قبرك وتجازى على عملك فاصحاب الجنة فمن عمل صالحا فله الجنة ومن عمل غير ذلك فله النار ولا يلومن الا نفسه ونكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك انعم على عبده ورسوله نبينا محمد