بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة المؤمنون ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين يقول ابن كثير في بيان وجه المناسبة بين هذه الاية وما قبلها يقول لما ذكر تعالى خلق الانسان عطف بذكر خلق السماوات السبع لانه في الايات السابقات ذكر خلق الانسان جل وعلا لقوله ولقد خلق الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة الى اخر الاية يقول ابن كثير لما ذكر تعالى خلق الانسان عطف بذكر خلق السبع السماوات السبع وكثيرا ما يذكر تعالى خلق السماوات والارض مع خلق الانسان. كما قال تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس وهكذا في اول السجدة في اول الف لام ميم السجدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها صبيحة يوم الجمعة في اولها خلق والارض ثم بيان خلق الانسان من سلالة من طين وفيها امر المعادي والجزاء وغير ذلك من المقاصد قال جل وعلا ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق قال ابن كثير قال مجاهد يعني السماوات السبع سبعة طرائق يعني السماوات السبع وهذا كقوله تعالى تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وكقوله الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وقال جل وعلا الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما وهكذا قال ها هنا ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا على الخلق غافلين آآ وقال ابن جرير الطبري يقول تعالى ذكره ولقد خلقنا فوقكم ايها الناس سب سبع سماوات بعضهن فوق بعض والعرب تسمي كل شيء فوق شيء طريقه وانما قيل للسموات السبع طرائق لان بعضهن فوق بعض فكل سماء منهن طريقة وذكر الامين الشنقيطي آآ الاية وذكر ان ان وجه تسمية السماوات بالطرائق ذكر فيها وجهين. الوجه الاول الذي اورده ابن كثير يعني انه جعلها طرائق يعني بعضها فوق بعض. قال وهو قول اكثر المفسرين ثم ذكر قولا اخر قال وقيل هي طرائق لانها طرق الملائكة في النزول والعروج وقيل لانها طرائق الكواكب في مسيرها وكل ذلك حق لكن الاظهر والله اعلم ان اه طرائق هنا يعني بعضها فوق بعض كما قال جل وعلا آآ الم تروا ان الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وقال الذي خلق سبع سماوات طباقا فهي الطباق فوق بعضها وطرائق فوق بعضها البعض ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق عن الخلق غافلين يعني ما كنا غافلين عن تصريف خلقنا وتدبيرهم ومعرفة شأنهم قال ابن كثير رحمه الله وما كنا على الخلق غافلين ان يعلموا ما يلجوا في الارض وما يخرجوا منها. وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير وهو سبحانه لا يحجب عنه سماء سماء لا يهجم عنه سماء سماء او لا يحجب عنه سماء سماء ولا ولا ارض ارضا ولا جبل الا يعلم ما في وعره ولا بحر الا يعلم ما في قعره. يعلم عدد ما في الجبال والتلال والرمال والبحار والقفار والاشجار وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ثم قال جل وعلا وانزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الارض وانا على ذهاب به لقادرون قال ابن كثير ان يذكروا تعالى نعمه على عبيده التي لا تعد ولا تحصى هكذا قال التي لا تعد ولا تحصى ويقول بعض اهل العلم ان الصواب ان يقال التي تعد ولا تحصى ما يقال لا تعد لان الله جل وعلا قال وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فالله اثبت العد لكن اثبت عدم الاحصاء فالصواب ان يقال ان نعم الله جل وعلا لا تحصى او يقال ان نعم الله تعد ولا تحصى او لا تحصى كثرة لكنها تعد تستطيع ان تعد نعمة البصر نعمة السمع نعمة اللسان نعمة الصحة نعمة الايمان لكن لن تحصي نعم الله بكثرتها وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها قال ابن كثير يذكر تعالى نعمه على عبيده التي لا تعد ولا تحصى في انزاله القطر من السماء بقدر اي بحسب الحاجة لا كثيرا فيفسد الارض والعمران ولا قليلا فلا يكفي زروعه الثمار بل بقدر الحاجة اليه من السقي والشرب والانتفاع به حتى ان الاراضي التي تحتاج ماء كثيرا لزرعها ولا تحتمل ارضها ولا تحتمل عرضها انزال المطر عليها يسوق اليها الماء من بلاد اخرى كما في ارض مصر ويقال لها الارض الجرز يسوق الله اليها ماء النيل معه طين احمر يجترفه من بلاد الحبشة في في زمان امطارها فيأتي الماء يحمل طينا احمر فيسقي ارض مصر ويقر الطين ويقر الطين على ارضهم ليزدرعوا فيه بان ارضهم سباخ يغلب عليها الرمال فسبحان اللطيف الخبير الرحيم الغفور وقال ابن وقال الامين الشنقيطي وانزل من السماء ماء بقدر قال اي بمقدار معين عنده يحصل نفع الخلق ولا يكفرهم عليه ولا يكفره عليهم حتى يكون كطوفان نوح لئلا يهلكهم فهو ينزل بالقدر الذي فيه المصلحة دون المفسدة سبحانه جل وعلا ما اعظمه وما اعظم لطفه وما اعظم لطف بخلقه وقال القرطبي بقدر اي على مقدار على على مقدار مصلح لانه لو لو كثر اهلك ومنه قوله تعالى وان من شيء الا عندنا خزائنه وما وما ننزله الا بقدر معلوم اذا يقول الله عز وجل وانزلنا والانزول يدل على جهة العلو من السماء من جهة السماء او من السحاب الذي في جهة السماء ماء بقدر قدرناه حسب حاجة الناس فلا يزيد حتى يضر بهم ولا ينقص حتى يتضرر بفقده قال جل وعلا فاسكناه في الارض قال فاسكناه في الارض قال اه الشوكاني فاسكناه قال الشوكاني فاسكناه جعلناه مستقرا فيها ينتفعون به وقت حاجتهم اليه يعني اسكناه ابقيناه ما جعلناه يغور ويذهب الى باطن الارض فلا يستطيعون الوصول اليه وما جعلناه يجري فيذهب الى بلاد اخرى ولا جعلناه يتبخر يعني تبخره الرياح بل اسكناه وجعلناه في الابار والانهار والقلوب قال تعالى فاسكناه في الارض وانا على ذهاب به لقادرون. اسكنناه لكم في الارض لينتفعون وانا على ذهاب به بهذا ما لقادرون. قال الطبري وانا على الماء الذي اسكنناه في الارض لقادرون ان نذهب به فتهلكوا ايها الناس عطشا وتخرب ارضوكم فلا تنبت ذرعا ولا غرسا. وتهلك مواشيكم وقال القرطبي وانا على ذهان به لقادرون اي الماء المخزون. وهذا تهديد ووعيد كما قال تعالى قل ارأيت ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بما ان معين اذا هذا تهديد نعم والله لو شاء الله جل وعلا لذهب به ما بقي عندنا ماء نشرب فمتنا عطشا والله ينزل لنا المطر ويأتينا بالماء جل وعلا قدر ما نحتاج نجد ولو شاء لذهب بالماء فغار الماء الذي في الانهار وغار في بطن الارظ فيموت الناس فله الحمد وله الشكر وله وله المنة. على ذلك جل وعلا ثم قال جل وعلا فانشأنا لكم به جنات من نخيل واعناب فانشأنا لكم اي فانشأنا لكم به اي فانشأنا اي اخرجنا وانبتنا لكم به بهذا الماء النازل من السماء الذي اسكنه في الارض جنات وجنات معناها بساتين جمع جنة وقيل للبساتين جنة لانها تجن ما بصاحبها ما ما بداخلها تجن ما بداخلها يعني لكثرة اشجارها وكثرة اغصانها فانها تجن وتستر ما فيها. قال فانشأنا لكم به جنات اي بساتين وزروع ومزارع من نخيل واعناب من نخيل والنخل معروف والاعناب ايضا معروفة جمع عنب آآ قال ابن جرير الطبري وخصها اي النخل والعنب لان هذين النوعين من الثمار هي اعظم ثمار الحجاز وما قرب منها فكانت النخيل لاهل المدينة والاعناب لاهل الطائف فذكر القوم بما يعرفون من نعم من نعمة الله عليهم بما انعم به عليهم من ثمارها اذا لماذا خص الثمار خصها لانها المعروفة عند المخاطبين تكثر عندهم وهي من اكثر انواع النباتات لهم نفعا هذا وهذا اختيار ابن جرير الطبري وقال الشوكاني بعد ان ذكر قول ذكر قول الطبري قال وقيل لانها اشرف الاشجار ثمرة واطيبها منفعة وطعما ولذة يعني فذكرها فذكرها بسبب ذلك و كل ذلك كل ذلك حق كل ذلك حق فهي الاشجار المعروفة عند اهل الحجاز وفي هذه المناطق فامتن عليهم بها لكثرة منافعه وهم يعرفون ذلك ويدركونه وكذلك لعظم ثمرتها وطيبها فالتمر والعنب من اطيب الثمار واحسنها والذها واشرفها قال جل وعلا فانشأنا لكم به اي بهذا ما جنات بساتين من نخيل واعناب لكم فيها اي لكم في هذه الجنات فواكه كثيرة ومنها تأكلون لكم فيها فواكه كثيرة يقول ابن كثير فانشأنا لكم به جنات من نخيل يعني فاخرجنا لكم بما انزلنا من السماء جنات اي بساتين وحدائق ذات بهجة اي ذات منظر حسن من نخيل وعناب اي فيها نخيل واعناب وهذا ما كان يألف اهل الحجاز ولا فرق بين الشيء وبين نظيره. وكذلك بحق كل اهل اقليم. عندهم عندهم من الثمار اه عندهم من الثمار من نعمة الله عليهم ما يعجزون عن القيام بشكري ما يعجزون عن القيام بشكره ثم قال جل وعلا لكم فيها فواكه كثيرة لكم فيها فواكه كثيرة اي جميع الثمار ولكم فيها هذا راجع الى الى الجنات وقيل راجع الى النخيل والاعناب والاول اولى لان هذا حاصل في جميع الجنات وليس خاصا بالنخل والعنب ولهذا لكم فيها اي في هذه الجنات قال لكم بها اي لكم فيها فواكه كثيرة اي من جميع الثمار كما قال ينبت لكم ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات وقوله من ومنها تأكلون كأنه معطوف على شيء مقدر تقديره تنظرون الى حسنه ونضجه ومنه تأكلون آآ هذا انا ما ذهب اليه ابن كثير لكن ابن جرير الطبري يقول لكم فيها اي في الجنات ومنها اي ومن الفواكه تأكلون فلكم فيها في الجنات فواكه كثيرة ومنها هذا راجع على الفواكه وين من الفواكه تأكلون وتتفكرون وتطعمون ولا شك ان هذا من فضل الله جل وعلا على عباده لان نعم الله جل وعلا عظيمة فانه لو شاء ان يذهب بالمطر لفعل فلانه قادر عليه ولهذا يقول ابن كثير اي لو شئنا ان لا تمطر لفعلنا. ولو شئنا لصرفناه عنكم الى السباخ والبراري والبراري والقفار ولو شئنا لجعلناه اجاجا لينتفع به لشرب ولا لسقي لفعلنا ولو شئنا لجعلناه لا ينزل في الارض بل ينجر على وجهها لفعلنا او لفعلنا او لو شئنا لفعلنا ذلك ولو شئنا لجعلناه اذا نزل فيها يغور الى مدى لا تصلون اليه ولا تندفعون به ولكن بلطفه ورحمته ينزل عليكم الماء من السحاب عذبا فراتا زلالا فيسكنه في الارض ويسلكه ينابيع في الارض فيفتح العيون والانهار فيسقي به زروع وثمار وتشربون منه ودوابكم وانعامكم وتغتسلون منه وتتطهرون وتتنظفون فله الحمد والمنة يعني بالكثير الكلام ابن كثير هنا رحمه الله يعني نبه على اشياء كثيرة وهو ان الله جل وعلا على الذهاب بالماء قادر لو شحن ذبيله ذهب سواء بتمويله يغور الماء فلا تصلنا اليه او ينجر على وجه الارض بل لو جعل جعله ملحا ملحا اجاجا ما تنتفعون. ما تشربون منه بل حتى ثماركم لا لا تنبتوا علي من شدة ملوحته مثلا ومرارته فلله الحمد والمنة نعمه علينا عظيمة جدا يحتاج ان نتأمل فيها لان الانسان اذا تأمل وتذكر النعم قاده ذلك الى شكر المنعم جل وعلا ونحن منذ ولدنا على هذه الارض نأكل ونشرب من الثمار ما لذ وطاب وما وقفنا مع انفسنا لو تأملنا يا اخي. هذه الثمرة التي وصلتك واكلتها لذيذة من الذي انزل الماء الذي تنبت به ومن الذي انبتها ومن الذي حفظها الى ان كبرت؟ الى ان نضجت الى ان استوت وسخر من يقوم عليها او يخطفها وتحمل من بلد الى بلد الى ان تصل اليك قد تكون من اقصى بلاد الدنيا وتأتيك بارخص الاسعار هذا كله من فظل الله وانعامه ومنته وكرمه على عباده جل وعلا فحقوا علينا ان نشكره على ذلك ان نذكره وان نشكره ولا نكفره نشكر الله جل وعلا بقلوبنا هو الاعتراف والاقرار وبالسنتنا بالثناء والحمد والشكر وبجوارحنا يظهر على جوارحنا شكر هذه النعمة ومنها التصدق بالمال هذا شكر لله جل وعلا واعانة المحتاجين تقديم الطعام لهم هذا من شكر الله جل وعلا على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى الفاعل لذلك هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له لهذا لان هذا من قبل توحيد الربوبية ذكر خلق الله جل وعلا لكنه يأتي به ليقرر به توحيد الالوهية فالفاعل لذلك هو المستحق ان يعبد فهو على كل شيء قدير وهو المستحق ان يعبد ولا تصلح العبادة لغيره جل وعلا لانه المنعم المتفظل ثم قال جل وعلا وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكلين وشجرة. قال الطبري وانشأنا لكم ايضا شجرة تخرج من طور سيناء ثم قال وشجرة منصوبة عطفا على الجنات يعني تقدير الكلام فانشأنا لكم به جنات وشجرة تخرج من طور سيناء فانشأنا لكم به جنات من نخيل وانشأنا لكم به شجرة تخرج من طول سيناء اه قال الطبري وشجرة منصوبة عطفا على الجنات ويعني بها شجرة الزيتون يعني بها شجرة الزيتون اه سيناء فيها قراءتان قرأ نافع وابن كثير وابو عمرو طور سيناء بكسر السين وشجرة تخرج من طور سيناء وقرأ الباقون بفتح السين طول سيناء قال ابن زنجلة في حجة القراءات وهما لغتان لغتان في سيناء فمنهم من يقول سينا ومنهم من يقول سيناء وكلاهما قراءة سبعية متواترة وهما لغتان في الكلمة يقال سيناء ويقال سيناء طور سيناء وطور سيناء آآ وطور سيناء هو جبل الطور هو الجبل المعروف هو الجبل المعروف جبل الطور قال ابن كثير رحمه الله وشجرة تخرج من طور سيناء يعني الزيتونة والطور هو الجبل. وقال بعضهم انما سمي قورا اذا كان فيه شجر فان عري منه سمي جبلا لاطورا والله اعلم الوقور سيناء هو طور سينين سورة الزيت في سورة التين والتين والزيتون وطور سينين قال فطور سيناء هو طور سينين قال وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى ابن عمران عليه السلام وما حوله من الجبال التي فيها شجر الزيتون اذا اراد به جبل الطور المعروف طرسين وهو في سيناء في الجهة الغربية منها وهو اذا كنت في مدينة حقل السعودية في شمال المملكة على البحر الاحمر او على يعني الجزء الممتد رأس شعبة البحر الاحمر من اعلى اذا كنت في مدينة حقل تنظر اليه امامك جبل كبير جدا ويقال ان الطور يقال للجبل الذي ينبت الاشجار لان هناك جبال صماء ما تنبت بها الاشجار هذا يسمى جبل واما اذا كان ينبت تنبت فيه الاشجار ينبت فيه يسمى طور ولهذا جبل الطور تنبت به اشجار الزيتون فيخرج منها الدهن ولهذا قال هنا تنبت بالدهن وتنبت فيها ايضا قراءتان. قرأ ابن كثير وابو بكر تنبت بضم التاء وقرأ الباقون بفتح التاء تنبت تنبت قال الفراء وهما ايضا لغتان يقال تنبت وتنبت والدهن هنا الدهن هو الزيت الدهن هو الزيت كما قال جل وعلا يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ومعنى تنبت بالدهن اي تخرج الدهن تنبت اي تخرج الدهن هناك قراءة لابن مسعود تنبت بالدهن. هناك قراءة لابن مسعود بهذا هناك قراءة لابن مسعود رضي الله عنه بلفظ تخرج بالدهن فبناء على هذا يعني يستدل بالقراءة الشاذة على معرفتي التفسير استدلوا بالقراءة الشادة على معرفة التفسير فهنا نستفيد من قراءة ابن مسعود ان معنى تنبت يعني تخرج تخرج الدهن وهذا دليل على فضل زيت الزيتون ولهذا ايضا قال وصبغ للاكلين وصبغ للاكلين. ومعنى صبغ يعني ايدام يؤتدم بها. قال الشوكاني صبغ يعني ايدام وهو ما يؤتدم به يؤتى بالخبز بالخبز ويوضع في زيت الزيتون فيؤتدم به قال الشوكاني صبغ يعني ادام وكل ايدام يؤتدم به فهو صبغ واصل الصبغ عصر الصبغ الملون ما يلون به الثياب او ما يلون به الثوب وشبه الادام به لان الخبز يكون بالايدام كالمصبوغ به لان الخبز يكون بالادام كالمصبوغ به. اذا ينبت الله جل وعلا يخرج شجر الزيتون وينبت به يخرج منه الدهن والزيت وايضا صبغ للاكلين يأتدمون به فالزيت يأتدم نبيه هذا من منافعه وايضا يدهن نبي وله منافع اخرى ولهذا ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الامام احمد بسند صححه الشيخ الالباني السلسلة الصحيحة بمجموع طرقه عن ابي اسيد الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كلوا الزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة كلوا الزيت يعني زيت الزيتون وادهنوا به فانه من شجرة مباركة هذا فيه فائدة الادهان بالزيت بل حتى لو الانسان يعني نفذ فيه قرع شيء من القرآن ونفث فيه نفثا خفيفا وتداوى به تشافى به فهو ايضا كذلك لأنه من شجرة مباركة والقرآن مبارك قال جل وعلا وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها. هيظا لكم في الانعام والانعام تنصرف الى بهيمة الانعام بهيمة الانعام الابل والبقر والغنم وقد تطلق على غير ذلك لكن هنا قال الانعام اما بهيمة الانعام فهي الثلاثة تلك الثلاثة قال لا ابرة اي عظة تعتبرون وتتعظون بها نسقيكم ما في بطونها نسقيكم من اللبن مما في بطونها تأكل النباتات ثم يخرج لكم من بطونها دما يخرج بكم يخرج لكم به من بطونها لبنا من بين فرث ودم يصبح سائغا للشاربين لذيذا وهذا كما قال جل وعلا في سورة النحل وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرض ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين. سبحان الله قال ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ايضا لكم فيها منافع كثيرة غير شرب اللبن تأكلون لحمها تركبون على الابل خاصة تنتفعون بشعرها بوبرها بجلودها بسمنها ولهذا يقول ابن كثير رحمه الله يذكر تعالى ما جعل لخلقه في الانعام من المنافع وذلك انهم يشربون من البانها الخارجة من بين فرث ودم ويأكلون من حملانها ويلبسون من اصوافها واوبارها واشعارها ويركبون ظهورها ويحملون ويحملونها الاحمال الثقال الى البلاد النائية عنهم كما قال تعالى وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس ان ربكم لرؤوف رحيم. وقال تعالى اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب افلا يشكرون. ثم قال جل وعلا وعليها وعلى الفلك تحملون. ايضا يحملكم جل وعلا على هذه الانعام وهي الابل خاصة وعلى الفلك وهي السفن يحملكم وتقطعون تحملكم في البحر من بلد الى بلد وتحمل الاثقال والامتعة والارزاق. وكذلك الابل تحملكم وتسيرون عليها من مكان الى مكان وكل هذا من فظل الله. فالمنعم المتفضل الذي فعل هذه الاشياء بنا هو المستحق ان يعبد. وهذا دليل على كمال قدرته وانه لا يعجز يعجزه شيء وانه الخلاق العليم المنفرد بذلك جل وعلا فوجب ان نطيعه ولا نعصيه وان نفرده بالعبادة وان نشكره على ذلك والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد