بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين آآ اما بعد فكنا آآ قد انتهينا من الكلام على قوله جل وعلا يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وذكرنا كلام الحافظ ابن كثير ان واستنباطه ان الحلال يعني اكل الحلال عون على العمل الصالح وينبغي يجب على الانسان ان يأكل الطيب وان يطيب مطعمه ولهذا لما قال سعد للنبي صلى الله عليه وسلم ادعوا الله لي ان اكون مستجاب الدعوة قال اطب مطعمك تجب دعوتك وقد امر الله الرسل بذلك يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وامر به اهل وامر به المؤمنين ايضا قال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم آآ وايضا كان مما مر معنا قوله وارسلنا ثم ارسلنا رسلنا تترا وبينا معنى تترا انه يتبع بعضهم بعضا ولكن فاتنا ان نذكر ما فيها من القراءة ففيها قراءتان قرأ ابن كثير وابو عمرو كترا كترا يعني منونا وقرأ الباقون بلا تنوين تترى على وزن فعلى ثم قال جل وعلا في هذه الايات وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون اه وان فيها قراءتان اه فيها ثلاث قراءات فقرأ نافع وابن كثير وابو عمرو وان هذه امتكم بفتح الهمزة وبفتح همزة ان وقرأ الكوفيون بكسرها وان هذه امتكم امة واحدة اه وقرأ ابن عامر وان بالتخفيف وان هذه امتكم فصار فيها ثلاث قراءات وان وان وان بالتخفيف وان هذه امتكم امة واحدة قال ابن كثير اي دينكم يا معشر الانبياء دين واحد وملة واحدة وهو الدعوة الى عباد الله وحده لا شريك له ولهذا قال وانا ربكم فاتقون قال ابن كثير وقد تقدم الكلام على ذلك في سورة الانبياء وان قوله امة واحدة منصوب على الحال يعني وان هذه امتكم امة واحدة يعني والحال انها امة واحدة وهذا يعني بيان ان دين الانبياء واحد لانه قال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وان هذه امتكم امة واحدة والمراد به اه الدين هنا لان الله جل وعلا يقول ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فالرسل كلهم ولقد بعثنا في كل امة رسول ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فدينهم واحد ولكن شرائعهم مختلفة لكل جعلنا منكم سرعة ومنهاجا لكن اصل الدين هو التوحيد افراد الله بالعبادة دين الانبياء واحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن معاشر الانبياء اخوان اخوان لعلات يعني لضرائر ديننا واحد وشرايعنا شتى قال جل وعلا وانا ربكم فاتقون انا ربكم اي انا الذي شرعت لكم هذا الدين وانا ربكم الذي ربيتكم بنعمي وربيت جميع العالمين وانا معبودكم فاتقوني اي اجعلوا بينكم وبين عذاب وقاية بفعل اوامر واجتناب نواهي ثم قال جل وعلا فتقطعوا امرهم بينهم زبرا فتقطعوا الظمير عائد على الامم اي الامم التي بعثت اليها الانبياء تقطعوا امرهم بينهم زبرا قال ابن كثير اي الامم التي بعثت اليهم الانبياء كل حزب بما لديهم فرحون ان يفرحون بما عندهم بما هم فيه من الضلال لانهم يحسبون انهم مهتدون. ولهذا قال متهددا لهم ومتوعدا فذرهم في غمرتهم اي في غيهم وضلالهم حتى حين الى حين الى حين حينهم وهلاكهم كما قال تعالى فمهل الكافرين امهلهم رويدا وقال تعالى ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهم الامل فسوف يعلمون اذا قوله فتقطعوا امرهم بينهم زبرا المراد ان الامم اختلفوا الامم التي بعث اليها الانبياء لم يلتزموا بما جاءتهم به الانبياء ولهذا معنى زبرا كما قال الشوكاني قال زبرا المعنى انهم جعلوا دينهم من اتخاذه قطعا متفرقة قال المبرد زبرا فرقا وقطعا مختلفة واحدها زبور وهو الفرقة والطائفة فتقطعوا يعني تفرغ من التقطيع يعني التفريق ما اجتمعوا تقطعوا امرهم وامر دينهم زبرا فقطع امرهم فيما بينهم. كل امة على ظلالة غير ظلالة اخرى فصاروا زبرا جماعات متفرقة الواجب ان يكونوا كما قال لانبيائه في الاية السابقة وان هذه امتكم امة واحدة لكن اتباعهم واممهم الكافرة ما التزموا بهذا وجعلوها امة واحدة وانما تقطعوا امرهم وعبادتهم وتفرقوا فيها وجعلوها زبرا قطعا وفرقا ومللا شتى كلها فرق ظلال لان الضلال لا يحصى كثرة واما الحق فواحد ودين الانبياء واحد ولهذا قال جل وعلا وان تطع من في الارض يضلوك عن سبيل الله وقال وان هذا وان هذا صراطي مستقيما. فاتبعوه ولا ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله قال جل وعلا فتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون. كل جماعة من هذه الامم بما لديهم فرحون فرحون بما هم عليه من الضلال ويرون انه هو الدين وانه الحق ولهذا لما جاءتهم الرسل تدعوهم الى توحيد الله وافراده جل وعلا بالعبادة قاموا في وجوههم وصاحوا عليهم واتهموهم بانهم على ظلال وانهم يريدون ان يغيروا دين اباءهم واجدادهم فهم فرحون بما عندهم من الضلال ويحسبون انهم على حق وانهم مهتدون وهم على جهل وضلال وبعد عن الحق قال جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم فذرهم في غمرتهم يعمهون دارهم يعني اتركهم في غمرتهم وهذا يتضمن يعني التهديد هذا تهديد ووعيد شديد لهم ذرهم ان يتركهم في غمرتهم في غمرتهم تعددت عبارات السلف فقال الكلبي غمرتهم جهالتهم وقال ابن بحر غمرتهم حيرتهم. وقال ابن سلام في غفلتهم وضلالتهم قال الامين الشنقيطي رحمه الله بعد ان حكى هذه الاقوال قال فمعنى هذه الاقوال؟ واحد وهو انه امره ان يتركهم فيما هم فيه من الكفر والضلال والغي والمعاصي ثم قال قال الزمخشري يعني ذكر كلاما للزمخشري قال الزمخشري الغمرة هي الماء الذي يغمر القامة قامت الانسان تمر بدنة الى رأس قال الذي يغمر القامة فضربت مثلا لما هم مغمورون فيه من جهلهم وعمايتهم او شبه او شبهوا باللاعبين في غمرة الماء لما هم عليه من الباطل. اذا هذه الغمرة الاصل انها الماء الذي يغطي اغلب بدن الانسان وقوله نذرهم في غمرتهم يعني شبه ما هم فيه من الضلال والجهل بغمرة الماء التي تغمر فالحاصل ان المعنى ذرف في ظلالهم وغيهم وغفلتهم حتى حين وليس دائما حتى حين يعني الى حين الى وقت من الزمان وهو حينما يحل بهم العقاب والجزاء فعند ذلك يعرفون انهم ان تقطيعهم لامرهم وان اختلافهم وفرحهم بما هم فيه من من الباطل والشرك انه كان وبالا عليهم ثم قال جل وعلا ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ايحسبون اي كما قال ابن كثير قال يعني ايظن هؤلاء المغرورون ان ما نعطيهم من الاموال والاولاد ان ما نعطيهم من الاموال والاولاد لكرامتهم علينا ومعزتهم عندنا كلا ليس الامر كما يزعمون في قولهم نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين لقد اخطأوا في ذلك وخابر رجاؤهم بل انما نفعل بهم ذلك يعني امهالهم استدراجا وانذارا واملاء ولهذا قال بل لا يشعرون كما قال تعالى فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون وقال تعالى انما نملي لهم ليزدادوا اثما. وقال تعالى فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. واملي لهم ان كيدي متين وقال ذرني ومن خلقته وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع انا ازيد كلا انه كان لاياتنا عنيدة. وقال تعالى وما اموالكم ولا اولادكم وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى. الا من امن وعمل صالحا. فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون والايات في هذا كثيرة قد افاد واجاد رحمه الله الحافظ ابن كثير في ذكره والنزع بالايات التي تدل على ما دلت عليه هذه الاية ثم قال قال قتادة ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون قال مكر والله مكر والله بالقوم في اموالهم واولادهم. يا ابن ادم فلا تعتبر الناس باموالهم واولادهم. ولكن اعتبرهم بالايمان والعمل الصالح نعم لا يحسب ان الانسان ما ما يمده الله به من الانعام والاموال والاولاد والاموال لا يظن ان هذا يعني كرامة ولا يحكم على الناس من حيث الخيرية بكثرة الاموال والاولاد لا ما يلزم فقد تكون استدراجا يستدرج الله عز وجل من اعطاه المال والاولاد حتى يأخذه في غرة كما قال قتادة مكر والله بالقوم هذه ليست علامة تكريم وانما علامة تكريم الاستقامة على دين الله والالتزام بالتقوى كما قال جل وعلا ان اكرمكم عند الله اتقاكم قال جل وعلا ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات يظنون اننا فيما نمدهم ونعطيهم من الاموال والاولاد اننا نسارع لهم في الخيرات في في الخير وان هذا خير لهم لا انما نملي له ليزدادوا اثما ولهذا قال بل لا يشعرون بل لا يشعرون وبل هنا للاضراب عن المظنون لا على الظن لانهم هم يظنون ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين هم يظنون ان هذا اكرام لهم فقال جل وعلا بل لا يشعرون بل نفعل ذلك بهم استدراجا ومكرا بهم ولكن لا يشعرون بذلك ولهذا قال ابن عاشور بل لا يشعرون اضراب عن المظنون لا على الظن على المظنون لا عن الظن كما هو ظاهر بالقرينة ثم قال اي لسنا نسارع لهم بالخيرات لسنا نسارع لهم بالخيرات كما ظنوا آآ بل لا يشعرون. الشعور مر معنا مرارا انه بمعنى الاحساس وهذا من علامات خذلان الله للعاصي اذا كان لا يشعر انه على ظلال وخطأ فانه سيستمر في غيه وضلاله ولكن لو شعر واحس وانتبه اذا كان حريصا فانه يرجع عما هو عليه لانه احس وشعر بما هو عليه من من مخالفة الحق وما هو عليه من الضلال لكن الله جل وعلا يعمي ابصارهم فلا يشعرون ولا يحسون ولا يرون انهم اصلا على باطل بل فرحون بما هم فيه كل حزب بما لديهم فرحون ثم قال جل وعلا آآ او انبه هنا على حديث اورده الحافظ ابن كثير رواه الامام احمد اه عن عبد الله ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم ارزاقكم وان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين الا لمن احب فمن اعطاه الله الدين فقد احبه والذي نفسي بيده لا يسلم عبد لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه يا نبي الله؟ قال غشمه وظلمه ولا ثم قال ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا خلف ظهره الا كان زاده الى النار. ان الله لا يمحو السيئة بالسيء ولكن يمحو السيئ بالحسن. ان الخبيث لا يمحو الخبيث اه هذا الحديث لا شك ان فيه جملا صحيحة المعنى ولبعضها ما يشهد ما يشهد له من النصوص الاخرى لكن الحديث بهذا الاسناد اه ضعيف كما قال الالباني في ضعيف الترغيب وفي ظعيف الجامع من ثم قال جل وعلا ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون يعني بعد ان ذكر الكفار وما يفعله بهم اردف ذلك بذكر المؤمنين الاتقياء ولهذا سمي القرآن مثاني لانه يذكر الشيء ويثني بظده فذكر شيئا من خصال الكفار ثم ثنى بذكر خصال بعض خصال المؤمنين وما يفعله بهم. فقال جل وعلا ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون قال الطبري يعني ان الذين هم من خشيتهم وخوفهم من عذاب الله مشفقون فهم من خشيتهم من ذلك دائبون في طاعته جادون في طلب مرضاته وقال السعدي اي يوجهون مشفقة قلوبهم كل ذلك من خشية ربهم خوفا خوفا ان ان يعمل عليهم عدله لانه لو عاملهم بالعدل هلكوا قال خوفا ان يضع عليهم عدله فلا يبقى حسنة لهم وسوء ظن بانفسهم الا يكونوا قاموا بحق الله تعالى وخوفا على ايمانهم من الزوال ومعرفة منهم بربهم وما يستحقه من الاجلال والاكرام وهذا لكمال ايمانهم ولهذا هم مشفقون اي خائفون وجلون كل ذلك خوفا لله جل وعلا وخشية لان الخشية هي الخوف المقرون بعلم فهم من خشيتهم من خوفهم لعلمهم بي قوته وقدرته وعظم حقه خائفون ان تزيغ قلوبهم او يعرض لهم عارض لان المؤمن ما يأمن على هذه الحياة حتى ولو كان مستقيما كما قال جل وعلا عن المؤمنين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وقال لما قال له بعض ازواجه اتخشى علينا وقد امنا بك واتبعناك؟ قال كيف لا اخشى وقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبهما كيف اشاء فهم وجنون المؤمن خائف وجل يخشى يخاف الله ويخشى ان ان يزيغ قلبه والا يثبت ثم مر معنا في الحديث ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها نعوذ بالله وذكر ان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى لا يبقى بينهم وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها هذه حال المؤمنين قال جل وعلا والذين هم بايات ربهم يؤمنون هذا من صفاتهم اه او قبل ذلك نقرأ كلام الحافظ ابن كثير في تفسير الاية قال يقول تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون اي هم مع احسانهم وايمانهم وعملهم الصالح مشفقون من الله خائفون منه وجلون من مكره بهم كما قال الحسن البصري ان المؤمن جمع احسانا وشفقة وان المنافق جمع اساءة وامنا. نعم ثم قال جل وعلا والذين هم بايات ربهم يؤمنون قال ابن كثير ان يؤمنون باياته الكونية والشرعية. كقوله تعالى اخبارا عن مريم عليها السلام. وصدقت بكلمات ربها وكتبه. اي ان ما كان فانما هو عن قدر الله وقضائه وما شرعه الله فهو ان كان امرا فمما يحبه ويرضاه. وان كان نهيا فهو مما يكرهه ويأباه. وان كان خيرا فهو حق. كما قال تعالى والذين هم بربهم لا يشركون اي لا يعبدون معه غيره بل يوحدونه ويعلمون انه لا اله الا هو انه لا اله الا الله احدا صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وانه لا نظير له ولا كفؤ له اذا والذين من صفات المؤمنون انهم بايات ربهم يؤمنون. وقد ذكرنا مرارا ان الايمان يقتضي التصديق عن اقرار يعني مصدقون مقرون بايات الله ليس مجرد انهم مصدقون ها ان الشمس اية والليل اية والنهار اية والقمر اية هم مصدقون وايضا مقرون ومعترفون بان هذه الايات تدل على وحدانية الله جل وعلا واية من اياته فهم مصدقون مقرون مستجيبون لذلك وتدلهم هذه الايات على وجوب افراد الله جل وعلا بالعبادة وهذا خلاف المشركين فانهم مكذبون بايات الله مكذبون لرسله ثم قال جل وعلا والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة يؤتون ما اتوا يعني يعطون ما اعطوا من الصدقات والنفقات والصلات وهم خائفون الا يقبل منهم. قلوبهم وجلة. يعني خائفة نعم مع هذا الاحسان هم خائفون لكمال ايمانهم وخضوعهم وخشوعهم لربهم جل وعلا لان الانسان ما يدري ما يعرظ له يا اخوان ما يدري الانسان ما تدري هل تبقى على ما انت عليه الان من الاستقامة او يعرض لك ما يعرظ ولهذا الاعمال بالخواتيم والانسان لا يدري ماذا يختم له به وان كان يرجو لكن ايضا يخاف ولهذا لابد من لابد للسائر او لابد في السير الى الله جل وعلا ان يجمع المسلم بين الخوف والرجاء فيخافوا خوفا لا يحمله على القنوط من رحمة الله ويبدو رجاء الا يحمله على الامن من مكر الله هذه حال المؤمنين ولهذا يؤتون اي يعطون ما اعطوا ما اتوا وهم وقلوبهم وجلة اي خائفة مشفقة وهذه هي القراءة الصحيحة وهناك قراءة لكن من القراءات الشاذة يأتون ما اتوا والذين يأتون ما اتوا وقلوبهم وجلة لكن رد ابن كثير هذا آآ الحديث اول الحديث ضعيف الوارد عن عائشة رضي الله عنها وهو انه جاءها عبيد بن عمير دخل على عائشة آآ او رواه ابو خلف مولى بني جمح انه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة وقالت مرحبا بابي عاصم ما يمنعك ان تزورنا او تلم بنا قال اخشى ان املك اميل لك. يعني اخشى اكثر عليك فتملين مني اه فقالت ما كنت لتفعل قال جئت لاسألك عن اية في كتاب الله عز وجل كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها؟ قالت اية اية؟ فقال الذين يأتون ما اتوا يؤتون ما اتوا او الذين يأتون ما اتوا؟ فقالت ايتهما احب اليك فقلت والذي نفسي بيده لاحدهما احب الي من الدنيا جميعا. او الدنيا وما فيها. قالت وما هي قال فقلت الذين يأتون ما اتوا فقالت اشهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرأها وكذلك انزلت ولكن الهجاء حرف وهذا فيه وهذا فيه اسماعيل ابن مسلم المكي ضعيف وفيه ايضا من لا يعرف وفيه ابو خلف وهو كما قال في التأجيل لا يعرف وذكره ابو احمد الحاكم في الكنى في من لم يقف له على اسم فالحديث لا يصح اولا الحديث لا يصح اولا الامر الثاني انه حتى لو صح معناه فيه اشكال معلوم ان القراءة لا بد فيها من التواتر هذا رد رد ابن كثير قال المعنى على القراءة الاولى وهي قراءة الجمهور. يؤتون ما اتوا اي يعطون ما اعطوا. اتى اتاه اعطاه واتى الشيء يعني جاء الشيء وفعله هم لا هنا الايتاء ليس من الاتيان اتيان الشيء وفعله لا من الايتاء وهو الاعطاء الحاصل انهم يبذلون وينفقون في وجوه الخير من الصدقات والاعطيات والصلات ومع ذلك ليسوا بامنين ولا مغترين بعملهم بل هم وجلون خائفون ولهذا قال ابن كثير والمعنى على القراءة الاولى وهي قراءة الجمهور السبعة وغيرهم اظهروا لانه قال اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون فجعلهم من السابقين ولو كان المعنى على القراءة الاخرى لاوشك الا يكون من السابقين بل من المقتصدين او المقصرين والله تعالى اعلم الاستنباط دقيق من ابن كثير رحمه الله يقول الصواب انها يؤتون ما اتوا يعطون ما اعطوا وقلوب وجلة. لماذا؟ قال لان الله قال اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون يسارعون يعني يسابقون في فعل الاعمال الصالحة بالخيرات الاعمال الصالحة كل خير وهم لها سابقون يسبقون غيرهم عليها فدل على ان هذا الصنف متميز لو كانت يأتون ما اتوا يفعلون ما يفعلون ما سبقه لكان الناس كلهم سواء لان الله جل وعلا يقول ثم اورثنا كتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنه سابق بالخيرات كلهم من من المصطفين لكن لا هذي في في السابق بالخيرات هؤلاء متميزون باخلاصهم وعملهم واعطائهم والمسارعة والمسابقة الى الاعمال الصالحة ويسبقون غيرهم لحرصهم عليها ومداومتهم على ذلك هذا هو الاظهر في معنى الاية وهذا في الحقيقة يعني يجعل الانسان يخلص اعماله ويحذر من الاغترار بعض الناس اذا تصدق بمبلغ او اعطى القريب او اعطى كذا تجده يعجب وربما يتحدث به وانني فعلت وكأنه امن وما يدريك ان الله تقبل منك انما يتقبل الله من المتقين. وما يدريك لعل هذا الكلام الذي تقوله احبط عملك لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ما يدريك هل كان خالصا من كل وجه او كان للنفس فيه حظ او قصدت به جاها او سمعة او رياء الحاصل ان هذا وصف اهل الايمان يؤتون ما اتوا ويعملون الصالحات وهم خائفون وجلون الا يقبل منهم لشدة خضوعهم وتعلقهم بربهم وخوفهم منه والمنافق امن يفعل القليل وهو امن من العقوبة نسأل الله العلي العظيم ان يجعلنا واياكم ممن يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة لله خاضعة خاشعة له. ونسأل الله ان يجعلنا واياكم من المسارعين للخيرات المسابقين اليه ويجعلنا من السابقين اليها ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد