الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله اصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا ولا نكلف نفسا الا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون قبل هذه الاية قوله جل وعلا ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ثم قال هنا ولا نكلف نفسا الا وسعها قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن عدله في شرعه على عباده في الدنيا انه لا يكلف نفسا الا وسعها اي الا ما تطيق حمله والقيام به وانه يوم القيامة يحاسبهم باعمالهم التي كتبها عليهم في كتاب مسطور لا يضيع منه شيء ولهذا قال ولدينا كتاب ينطق بالحق يعني كتاب الاعمال وهم لا يظلمون اي لا يبخسون من الخير شيئا واما السيئات فيعفو ويصفح عن كثير منها لعباده المؤمنين ونحوه قال ابن جرير الطبري قال لا يكلف لا يكلف نفسا الا ما يسعها ويصلح لها من العبادة ولذلك كلفناها ما كلفناها من معرفة وحدانية الله وشرعنا له وشرعنا له ما شرعنا من الشرائع اذا لا يكلف الله نفسا الا وسعها يعني الا ما تستطيعه ولا يكون شاقا عليها ما جاء عليكم في الدين من حرج التكاليف التي كلفنا الله بها هي في مقدورنا وسعتنا ثم قال ولدينا كتاب ينطق بالحق قال الطبري ولدينا كتاب ينطق بالحق يقول وعندنا كتاب اعمال الخلق مما عملوا من خير وشر ينطق بالحق يقول يبين بالصدق عن يبين بالصدق عما عملوا من عمل في الدنيا لا زيادة عليه ولا نقصان. ونحن موفوا جميعهم اجورهم المحسن باحسانه والمسيء باساءته اذا لدينا كتاب ينطق بالحق وهو كتاب الاعمال كما قال جل وعلا وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبة وكما قال جل وعلا ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. اذا الكتاب هو كتاب العمل. ينطق ايوبين ويوضح ما عملوا من عمل وهم لا يظلمون لا يظلمهم الله جل وعلا فيجعل عليهم ما لم يعملوا وانما يجازيهم باعمالهم. ولهذا المؤمن يضاعف له الحسنة بعشر امثالها من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون فلا يظلم احد الكل انسان يجازى بعمله الذي عمله في الدنيا ان خيرا فخير وان شرا فشر ثم قال جل وعلا بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون بل قلوبهم في غمرة. قال الطبري بل قلوبهم بل قل قال ما الامر كما يحسب هؤلاء المشركون من ان من ان امددناهم من ان امدادنا هم بما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم بالخيرات من مال بخير مرة اخرى يقول ما الامر كما يحسب هؤلاء المشركون من ان امدادنا هم بما نمدهم به من مال وبنين بخير نسوقه بذلك اليهم والرضا منا عنهم ولكن قلوبهم في غمرة في عمن عن هذا القرآن وعنا بالغمرة ما غمر قلوبهم فغطاها عن فهم ما اودع الله في كتابه من المواعظ والعبر والحجج وانا بقوله من هذا اي من القرآن ونحوه قال ابن كثير رحمه الله قال ثم قال منكرا على الكفار والمشركين من قريش بل قلوبهم في غمرة اي في غفلة وضلالة. من هذا من اي القرآن الذي انزله على رسوله صلى الله عليه واله وسلم ثم قال جل وعلا ولهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون قال ابن كثير رحمه الله ولهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون. قال الحكم ابن ابان عن اكرم عن ابن عباس ولهم اعمال اي سيئة من دون ذلك يعني من دون الشرك هم لها عاملون لابد ان يعملوها وكذا روي عن مجاهد والحسن وغير واحد وغير واحد. وقال اخرون لهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون اي قد كتب عليهم اعمالا سيئة لابد ان يعملوها قد كتب عليهم اعمال سيئة لابد ان يعملوها قبل موتهم لا محالة لتحق عليهم كلمة العذاب وقال الطبري وقوله ولهم اعمال من دون ذلك هم لها عامرون. يقول تعالى ذكره ولهؤلاء الكفار اعمال لا يرضاها الله من المعاصي من دون ذلك يقول من دون اعمال اهل الايمان واهل التقوى والخشية له اذا نلاحظ اختلافا لكنه لا يؤثر اختلافا بين ابن جرير وابن كثير فابن كثير يقول من دون ذلك قال يعني الشرك من دون الشرك وابن جرير يقول من دون ذلك قال من دون اعمال اهل الايمان بالله واهل التقوى والخشية له فالحاصل ان الاية دلت على ان لهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون لهم اعمال دون الشرك هم لها عاملون يعني لابد ان يعملوها لان الله جل وعلا لا يعذب احدا الا بعمله لانه حكم عدل مع انه ترك للعبد حرية الاختيار واعطاه الالات التي يتمكن بها معرفة الحق من الباطل ودعاهم الى الايمان وحذرهم من الكفر ومع ذلك ابوا الا طريق الظلال قال جل وعلا نعم بل قلوبهم في غمرة وبل هنا للاظراب آآ الانتقالي فهو بعد ان بين انه لا يكلف نفسا الا وسعها وان عليهم وان لهم كتابا ينطق عليهم بالحق اضرب عن هذا الى قوله بل قلوبهم في غمرة من هذا انتقل الى بيان ان قلوبهم في غمرة في غفلة في عناية عن الحق في ظلالة غمرت قلوبهم فلا يبصرون الحق فيتبعونه ثم قال جل وعلا حتى اذا اخذنا مترفيهم بالعذاب اذا هم يجأرون قال حتى اذا اخذنا مترافيهم قال ابن كثير حتى اذا جاء مترفيهم وهم السعداء المنعمون في الدنيا هذا قال السعداء وهو في الحقيقة السعداء هنا يعني يقصد انهم سعداء بحصول المال لكن ليس المراد يعني السعادة الحقيقية لان المال شقى ولهذا قال ابن كثير مترفيهم المترفون العظماء منهم والمترف هو المنعم والحاصل ان الله جل وعلا اخبر انه اخذ المنعمين والغالب انهم كبراء القوم الذين عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا اخذناهم بالعذاب وحل بهم عذابنا ونكالنا اذا هم يجعرون قال ابن كثير ان يصرخون ويستغيثون. كما قال تعالى وذرني والمكذبين اولي النعمة ومهلهم قليلا. ان ان كالوا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا اليما وقال تعالى كم اهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولا حين مناص والجؤار هو رفع الصوت على سبيل الاستغاثة ومنه جؤار البقر وهل معنى انه اذا احل الله بهم عذابه واخذ المنعمين منهم عظماءهم ورؤسائهم اذا هم حين اخذهم يجعرون يصرخون ويستغيثون لا تجعلوا اليوم انكم منا لا تنصرون. لا تجرأوا يعني لا تصرخوا ولا تستغيثوا فانكم اليوم يوم القيامة منا لا تنصرون ليس لكم ناصر يتولى نصرتكم ويقوم بالذب عنكم بسبب سوء اعمالكم ولهذا قال ابن كثير لا تجعلوا اليوم انكم منا لا تنصرون اي لا نجيركم مما حل بكم سواء جعرتم او سكتم لا محيد ولا مناص ولا وزر لزم الامر ووجب العذاب ثم ذكر اكبر ذنوبهم قال وقد كانت قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكسون. اي اذا دعيتم ابيتم. وان طلبتم امتنعتم. ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا. فالحكم لله العلي الكبير اذا لما يحل بهم العذاب لا ينفعهم شيء ولا استغاثة وذلك بسبب انهم كانوا ينقصون حين ينقصون حينما تتلى عليهم ايات الله ويتلى عليهم القرآن لاجل ان ان يتعظوا بما فيه ولاجل ان يقبلوا عليه ويعملوا بما فيه. ولكنهم حينما يتلى عليهم القرآن فانهم ينكسون قال ابن كثير قال ابن جرير الطبري اي ترجع ترجعون مولين عنها اذا سمعتموها كراهية ام منكم لسماعها نعم يعني يرجعون ينكسون من النكوص وهو الرجوع فهم لا يقبلون ولا يقدمون على القرآن اذا سمعوا اياته لكنهم ينكصون ويتراجعون وهذا دليل على شدة كفرهم واعراضهم عن الحق. ثم قال جل وعلا مستكبرين به سامرا تهجرون قال ابن كثير رحمه الله مستكبرين به سامرا تهجرون في تفسيره قولان احدهما ان مستكبرين حال منهم حين نكوصهم عن الحق وابائهم اياه. استكبارا عليه واحتقارا له ولاهله يعني مستكبرين حال من منهم حين نكوصهم لانه قال في الاية التي قبلها قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكسون اي وهنا حال منها فقال اي حال كونكم مستكبرين. تنقصون عند سماع القرآن وتلاوته عليكم ترجعون والحال انكم مستكبرون عنه والقول الثاني ان المراد بقوله مستكبرين به اي بالبيت ان يفتخرون به ويعتقدون انهم اولياؤه. وليسوا وليسوا كما وليسوا بهم يعني ليسوا باوليائه ثم قال ابن كثير بعد ان ذكر القول الاول يعني ان قوله مستكبرين راجع على نكوص الكفار واعراضهم قال فعل هذا الضمير مستكبرين به يعني حال نقوصكم ثلاثة اقوال احدها انه الحرم بمكة ذموا لانهم كانوا يسمرون به الهجر من الكلام والثاني انه ضمير القرآن كانوا يسمرون ويذكرون القرآن بالهجر من الكلام انه سحر انه شعر انه كهانة الى غير ذلك من الاقوال الباطلة والثالث انه محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يذكرونه في سمرهم بالاقوال الفاسدة ويضربون له الامثال الباطلة من انه شاعر او كاهن او او ساحر او كذاب او مجنون وكل ذلك باطل بل هو عبد الله ورسوله الذي اظهره الله عليهم واخرجهم من الحرم صاغرين اذلا اذا ابن كثير افادنا فائدتين اولا بعود الضمير مستكبرين به فقيل يعود به اي بالبيت على البيت وقيل به على مكة على البلد الحرام بل هذان قولان انه الحرم او البيت الحرام وقيل بل انه يعود على القرآن مستكبرين به اي بالقرآن متكبرين عنه وقيل ان به راجع عن النبي صلى الله عليه وسلم مستكبرين به اي بالنبي صلى الله عليه وسلم معرضين عنه طاعنين فيه وافادنا ايضا ان مستكبرين يحتمل ان تكون من قوله تنقصون حالة كونكم مستكبرين ويحتمل ان مستكبرين راجع على البيت مستكبرين بالبيت على غيركم متعاظمين مترفعين عليهم بذلك وكلا الامرين محتمل وان كان ابن كثير يعني رجح والله اعلم انه راجع على نقوصهم عن الحق وابائهم اياه فيكون راجع على القرآن الايات التي تتلى عليهم مستكبرين بها اي عنها وان كان حكى القول الثاني ان المراد ابن مستكبر اي بالبيت يفتخرون به ويعتقدون انهم اولياؤه ثم اورد اثر ابن عباس وهو ما رواه النسائي في تفسيره وصححه الطبري عن ابن عباس انه قال انما كره السمر حين نزلت هذه الاية وصححه الطبري لكن الطبري ليس عنده انما كره انما كره السمر حين نزلت هذه الاية لكن عنده القصة او ما ذكره بعد ذلك قال مستكبرين بالبيت يقولون نحن اهله سامرا قال كانوا يتكبرون ويسمرون فيه ولا يعمرونه ويهجرونه وقوله سامرا آآ او قبل ذلك وقال الطبري مستكبرين بحرم الله يقولون لا يظهر لا يظهر علينا فيه احد لان اهل الحرم ثم ثم قال وقولهم اه وقال القرطبي اه قال القرطبي ايضا مستكبرين به قيل راجع عن المسجد او البلد الذي هو مكة او البلد الذي هو مكة ولكن ابن كثير كما لاحظتم يعني رجح انه يحتمل ايضا انه راجع على القرآن او على الرسول صلى الله عليه وسلم. وهو في الحقيقة الاقوال يعني متلازمة يعني سواء قلنا انه راجع عن الحرم او انه يعني عالبيت او انه عن النبي صلى الله عليه وسلم او انه على القرآن كل ذلك متلازم لان من استكبر بالحرم وزعم انه وليه من دون المؤمنين فهذا كذب وباطل وكذلك من استكبر عن القرآن فقد استكبر عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الهجر يحتمل هجرهم للقرآن او هجرهم للنبي صلى الله عليه وسلم او هجرهم للبيت ولهذا قال سامرا تهجرون سامرا آآ قال الطبري سامرا يقول تسمرون بالليل تسمرون بالليل ووحد قول سامر وهو من معنى السمار لانه وضع موضع الوقت ومعنى الكلام وتهجرون ليلا فوضع السامر موضع الليل فوحد لذلك واما واما القرطبي فقال سامرا قال سامرا نصب على الحال ومعناه سمارا وهم الجماعة يتخذون وهم الجماعة يتحدثون بالليل مأخوذ من السمر وهو وهو ظل القمر ومنه سمرة اللون وكانوا يتحدثون حول الكعبة في ثمر القمر فسمي التحدث به ومعنى يهجرون تقولون قولا هجرا وهو السيء من القول. وقال الطبري يقولون قولا باطنا في القرآن. اذا مرة اخرى يكون معنى قوله مستكبرين به سامرا تهجرون اي مستكبرين بالبيت او عن القرآن او عن النبي سامرا تهجرون. وانتم تسمرون وتسهرون لان السمر هو السهر بالليل وعدم النوم فهم يسمرون والحال كذلك انهم يهجرون. فهم يسمرون بالبيت او حول البيت ويقولون هجرا من القول وهو قولهم نحن اولياؤه ولا احد احق منا بذلك. او انهم انهم يسمرون حول البيت ويهجرون يقولون قولا هجرا في القرآن يقولون قولا هجرا في القرآن انه من عند غير الله وانه ليس بكلام الله وانه قول البشر وقيل سامرا تهجرون يعني تسمرون وتهجرون تقولون قولا هجرا في النبي صلى الله عليه وسلم فتقولون ساحر كذاب مجنون وتطعنون فيه فالحاصل ان الله جل وعلا اخبر انهم مستكبرين عن الحق مترفعين عنه وانهم يسمرون الليل بقول الهجر وبالقول الباطل سواء كان الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم او الطعن في البيت او الطعن في القرآن كل ذلك ولا مانع من ان يقال ان ذلك كله حاصل منهم لان هذه الامور متلازمة. فمن طعن في القرآن وقال هجرا فيه وهو القول القبيح فقد كذلك طعن في النبي صلى الله عليه وسلم ومن طعن في النبي صلى الله عليه وسلم فقد طعن في القرآن الذي انزل عليه وكذلك من قال انه احق بالبيت من غيره وانه هم اهله دون غيرهم فهذا كذب باطل. ان اولياءه الى المتقون. اولياؤه المتقون هم احق الناس فيه والقيام عليه لانهم اتقوا ربهم وسلموا من الشرك والذنوب وسائر المعاصي ثم قال جل وعلا افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت اباءهم الاولين هذا استفهام انكاري والتدبر هو اعمال النظر العقلي في دلالات الدلائل على ما نصبت له وعصره من النظر في دبر الامر اي فيما لا يظهر منه للمتأمل بادئ ذي بدء افلم يتدبروا القول والمراد بالقول هنا هو القرآن الكريم ولهذا يقول ابن كثير يقول تعالى منكرا على المشركين في عدم تفهمهم للقرآن العظيم وتدبرهم له واعراضهم عنه مع انهم قد خصوا بهذا الكتاب الذي لم ينزل الله على رسول اكمل منه ولا اشرف ولا سيما لا سيما ابائهم الذين ماتوا في الجاهلية حيث حيث لم يبلغهم كتاب ولا اتاهم نذير فكان اللائق بهؤلاء ان يقابلوا النعمة التي اسداها الله اليهم بقبولها. والقيام بشكرها وتفهمها والعمل بمقتضاها اناء الليل واطراف النهار كما فعله النجباء منهم ممن اسلم واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وقال قتادة افلم يتدبروا القول اذا والله يجدون في القرآن زاجرا عن معصية الله لو تدبره القوم وعقلوه ولكنهم اخذوا بما تشابه منه فهلكوا عند ذلك اذا الله ينكر عليهم عدم تدبرهم وهذا دليل ان التدبر امره مهم. لماذا؟ لان اللسان لا يفهم المعنى الا عند التدبر والتأمل والنظر ام جاءهم ما لم يأت اباءهم الاولون الاولين ام هنا هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة تقدير الكلام بل اجاءهم ما لم يأت ابائهم الاولين فجاءهم من الكتاب ما لم يأتي اباءهم الاولين فكان ذلك سببا لانكارهم القرآن والمقصود انه لم يأتي اباءهم الاولين رسول فلذلك انكروه لم يأتهم كتاب ولا اتاهم رسول بكتاب حتى يعني يكون معهودا معروفا لهم لكنهم ما جاءهم لا هم ولا اباؤهم ومع ذلك انكروا وكفروا به من غير معرفة له ولا تأمل ليس عندهم كتاب ولا عند ابائهم كتاب يقولون نحن نعرف الحق وعندنا كتاب من الله ما نحتاج لا هم واباؤهم ما جاءهم من نذير ولا جاءهم ولا انزل ما جاءهم من نذير ولا انزل عليه كتاب لهم فلماذا يعرضون عنه؟ كان الواجب ان يقبلوه ويأخذ بما فيه ثم قال جل وعلا ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون هذا كالتي قبلها بل الم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون يعني ما عرفوا الرسول صلى الله عليه وسلم بل عرفوه ويعرفون مدخله ومخرجه لانه لو كانوا لا يعرفونه ربما كان هذا فيه نوع عذر بعدم قبوله قول ما جاء به لكنهم يعرفون صدقه وامانته ولهذا كانوا يسمونه الصادق قال امين. قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره ام لم يعرفوا رسولهم؟ قال ثم قال منكرا على الكافرين من قريش ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون اي افهم لا يعرفون محمدا وصدقه وامانته وصيانته التي نشأ بها فيهم اي افيقدرون على انكار ذلك والمباهتة فيه ولهذا قال جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه للنجاشي ملك الحبشة ملك الحبشة ايها الملكان الله بعث الينا رسولا نعرف ونسبه وصدقه وامانته وهكذا قال المغيرة ابن شعبة لنائب كسرى حين بارزهم وكذا قال ابو سفيان صخر بن حرب لملك الروم هرقل حين سأله اصحابه عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه وصدقه وامانته وكانوا هم وكانوا بعد كفارا لم يسلموا. ومع هذا ما امكنهم الا الصدق. فاعترفوا بذلك. اذا هم حق المعرفة ولهذا انكر الله عليهم ام لم يعرفه رسول فهم له منكرون؟ لماذا لا يقبلون هذا الحق وهذا القول ولماذا لم يتدبروا اياته فهل جاءهم جاء ابائهم الاولين قبلهم مثله سلفهم واباؤهم الذين سبقوه. جاءهم كتاب حتى يكون عندنا كتاب نعرف ونستغني به. لا ما جاءهم كتاب طيب او انهم ما عرفوا رسولهم لا يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابنائهم ويعلمون انه رسول الله حقا ويعرفونه معرفة تامة ويعرفون مدخله ومخرجه وصدقه لانه عاش معهم وبين اظهرهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد