الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة المؤمنون وهو الذي انشأ لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون وهذه الاية اه قبلها قوله جل وعلا ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون حتى اذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد اذا هم فيه مبلسون. اه ومر الكلام على هاتين الايتين مكاين وملخص ذلك ان الله سبحانه وتعالى اخبر انه آآ اخذ كفار قريش بعذاب اه بعذابه وانزل بهم بأسه وسخطه وضيق عليهم في معايشهم واجدب بلادهم وقتل سراتهم يوم بدر فما استكانوا اي ما خضعوا لربهم اه ومن قادوا لامره ونهيه وكذلك ما يتضرعون اي لا يخضعون له بالدعاء والرجوع اليه ثم قال حتى اذا فتحنا يعني لم يفعلوا ذلك حتى فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد وذكرنا ان الباب هنا اختلف فيه العلماء فمنهم من قال هو يوم بدر وهذا قول ابن عباس ومنهم من قال انه المراد به المجاعة والظر وهو الباب ذو العذاب الشديد ذكر ابن كدير اه ان المراد بان المراد به عذاب الساعة ان الباب هو عذاب الساعة آآ يوم القيامة وذكر الشوكاني الاقوال الثلاثة كلها ورجح آآ الطبري آآ القول آآ القائل بان المراد به الباب هو آآ المجاعة آآ التي انزلها الله جل وعلا بهم لانه اصابهم جوع شديد اه استجاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم لما قال اللهم اعني عليهم بسبع كسبع يوسف اه ثم بين انهم حينما اصابهم العذاب انهم كانوا مبلسين اه اي متحيرين مترددين يائسين من كل خير. ثم ذكر جل وعلا قدرته وعظيم سلطانه. فقال جل وعلا وهو الذي انشأ لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون هو الذي انشأ وخلق واوجد لكم السمع الذي تسمعون به وهو الذي اوجد وخلق لكم الابصار التي تبصرون وترون بها. وهو ايضا الذي خلق لكم الافئدة وهي القلوب آآ فقليلا ما تشكرون اي شكركم قليل. شكركم قليل. افلا تشكرون الله على ذلك؟ وهذا يدل على عظم نعمة السمع والبصر قلبي فهي نعم عظيمة وكم يحصل للانسان فيها من المصالح العظيمة فكان هذا داعيا الى ان يشكر المسلم ربه او ان يشكر الانسان ربه على ذلك فهو الذي انشأ هذه الالات العظيمة منة منه وفضلا وهذا دليل على كمال قدرته جل وعلا وكمال فضله وكمال نعمه على خلقه فكان الاجدر بالانسان ان يكون ان تكون هذه النعم التي خلقها الله له ان تكون سببا لشكر الله جل وعلا عليها واعظم شكر الله عز وجل عليها هو افراده جل وعلا بالعبادة هو الاعتقاد بانه لا اله الا هو ولا معبود بحق سواه وان المنعم المتفضل بها هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له ولهذا يقول ابن كثير رحمه الله ثم اخبر تعالى عن قدرته العظيمة وسلطانه القاهر في بدئه الخليقة وذرأه لهم في سائر اقطار الارض على اختلاف اجناسهم ولغاتهم وصفاتهم ثم يوم القيامة يجمع الاولين منهم والاخرين بميقات يوم معلوم فلا يترك منهم صغيرا ولا كبيرا ولا ذكرا ولا انثى ولا جليلا ولا حقيرا الا اعاده كما بدأه. ولهذا قال هو هو الذي وهو الذي يحيي ويميت ان يحيي الرمم يحيي الرمم ويميت الامم اه وقال جل وعلا آآ وقوله هنا قليلا ما تشكرون اي ما اقل شكركم لله على ما انعم به عليكم كقوله تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين قال جل وعلا وهو الذي ذرأكم ومعنى ذرائكم كما مر في سورة النساء اي بثكم ذراعكم في الارض اي بثكم فيها ونشركم فبثكم فيها كما تبث الحبوب لتنبت فبثكم في الارض ونشركم فرقكم واليه تحشرون فهو جل وعلا خلقكم واوجدكم وذرعكم وفرقكم في الارض حسب حكمته وعلمه جل وعلا ولكنكم لا تبقون في الارض ابد الاباد بل اليه تحشرون والحشر هو الجمع والمراد به البعث يوم القيامة فتجمعون وتبعثون واليه تصيرون فيجازي كل عامل بعمله قال جل وعلا وهو الذي وهو وهو الذي يحيي ويميت جل وعلا هو الذي يحيي خلقه من العدم ويميتهم بعد الحياة وهذا دليل على كمال قدرته فمن كان متصما بذلك فالواجب افراده بالعبادة والتصديق بخبره وكل هذا من الدلائل العقلية العظيمة على كفار قريش التي تدل اصحاب العقول السليمة على انه مستحق للعبادة وان هو الذي يجب ان يستجاب لامره ثم قال جل وعلا وله اختلاف وله اختلاف الليل والنهار قال الطبري يقول وهو الذي جعل الليل والنهار مختلفين كما يقال في الكلام لك المن والفضل بمعنى بمعنى انك تمن وتفظل وقال ابن كثير اي وعن امري وعن امره تسخير الليل والنهار. كل منهما يطلب الاخر طلبا حثيثا يتعاقبان لا يفتران ولا يفترقان بزمان غيرهما كل منهما يطلب نعم ولا ولا يقترنان بزمان غيرهما كقوله تعالى لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في بفلك يسبحون اذا هذا ايضا دليل على كمال قدرته وان وانه جل وعلا هو الذي سخر الليل والنهار وجعلهما مختلفين وجعل لكل منهما امدا ووقتا وجعل لكل واحد منهما خصائص وجعلهم يتعاقبان عليكما ليلا ونهارا فهو دليل على كمال قدرته جل وعلا. ولا يستطيع احد ان يفعل ذلك الا هو فوجب ان يعبد ويخص وحده لا شريك له. وهذا من ذكري او تقرير توحيد الربوبية الذي يتضمن تقرير توحيد الالوهية فالفاعل لذلك هو الذي يجب ان يخص بالعبادة وبالتأله وحده لا شريك له ولهذا قال بعد ذلك افلا تعقلون وهذا استفهام انكاري ومعنى ذلك ان الذي فعل هذه الاشياء لا يمتنع عليه احياء الاموات بعد فنعيم قال ابن كثير اي افليس لكم عقول قال عند قوله افلا تعقلون؟ قال اي افليس لكم عقول تدلكم على العزيز العليم الذي قد قهر كل شيء وعز كل شيء وخضع له كل شيء سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا بل قالوا مثلما قال الاولون قال ابن كثير ثم قال مخبرا عن منكر البعث الذين اشبهوا من قبلهم من المكذبين بل قالوا مثل ما قال الاولون قالوا ائذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمبعوثون يعني يستبعدون وقوع ذلك بعد بعد سيرورتهم الى البلى كما قالوا لقد وعدنا او كما قال هنا لقد وعدنا نحن واباؤنا هذا من قبل. ان هذا الا اساطير الاولين يعنون الاعادة محال انما انما يخبر بها من تلقاها عن كتب الاولين واختلافهم. وهذا الانكار والتكذيب منهم كقوله تعالى اخبارا عنهم اإذا كنا عظام نخرة قالوا تلك اذا كرة خاسرة فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة. وقال تعالى او لم ير الانسان انا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين وظرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم. ولهذا بل هنا للاضراب الانتقالي فبعد ان ذكر دلائل قدرته وما يدل على تفرده واستحقاقه للعبادة دون غيره اظرب اضرابا انتقاليا وليس ابطاليا بل انتقل الى شيء من قولهم قول هؤلاء المكذبين فانهم قالوا مثل ما قال الاولون من الامم المكذبة رسلها فان هذه سمة في الكفرة وفي وفي الامم الكافرة التكذيب بالبعث واعادة خلق الانسان بعد موته ثم بين قولهم قالوا اإلى متنا وهذا استفهام انكاري منهم ينكرون تنكرون ذلك اين متنا وكنا ترابا وهم يعني يقرون بهذا بالموت ويقرون ايضا ان الانسان يفنى بعد موته وتأكله الارض وعظاما لان لحمه يتحول ترابا تبقى العظام او على الاقل يبقى بعضها كما جاء في الحديث آآ الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن ادم يفنى الا عجب الذنب منه خلق ومنه آآ يركب او كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم ولهذا ايضا اعادوا الاستفهام ائنا لمبعوثون الاستفهام الانكار يعني بعد هذا نبعث ونحشر ونعاد الى الحياة وهم يقولون هذا على سبيل التكذيب والانكار والاستبعاد له وفي قوله جل وعلا ائذا متنا وائنا لمبعوثون فيها قراءتان في كل واحدة منهما فقرأ نافع ابو جعفر اين اذا متنا؟ اين متنا بهمزة واحدة دون همزة بهمزة واحدة دون همزة الاستفهام وكذلك في قوله انا لمبعوثون ايوا وقرأ الباقون بهمزتين ائن على انه استفهام اه انكاري منهم استفهام انكار منه والمعنى لا يختلف قالوا لانه وان حذفت همزة الاستفهام لكنها لكن الهمزة الموجودة تدل عليها وسياق الكلام ايضا يدل على انهم يقولون ذلك على سبيل اه الاستفهام والانكار له ثم قال جل وعلا عنهم لقد وعدنا واللاموطة للقسم وقد تريد التحقيق كأنهم يقولون والله قد وعدنا نحن واباؤنا هذا من قبل ووعدونا به اباؤنا وعدوا بهذا لكن ما رأيناه له حقيقة. قالوا قيل لنا ووعدنا به وما رأيناه حقيقة وهذا يعني على سبيل الاحتجاج على باطلهم وهذا لضعف عقولهم فانهم انما يعيشون مدة يسيرة في الحياة الدنيا والبعث والنشور يكون في الاخرة بعد قيام الساعة ولهذا قالوا ان هذا الا اساطير الاولين ان هنا نافية بمعنى ماء ما هذا الا اساطير الاولين. والاساطير جمع اسطورة وهو الخبر الكاذب وقصدهم ان هذا يعني من روايات واخبار الناس المتقدمين والغالب ان الاساطير تطلق على اه الامور المكذوبة واخبار الاخبار القديمة او اخبار المتقدمين التي دخلتها الخرافة والكذب وعدم الصحة فهم يعدون ان القول بالبعث ان هذا من خرافات الاولين وقصصهم وانه لا حقيقة له آآ وهذا على كل حال دليل على انهم لا يؤمنون بالقرآن ولا يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم فهم يرون ان ما يقول له النبي ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم لهم في هذا الباب انه من اخبار الامم الماضية وانه تلقاه عن غيره وما هي مجرد اخبار خرافات ممن مضى في الامم السابقة وهذا لكمال ضلالهم لشدة ضلالهم وبعدهم عن الحق هو عدم استعمال العقول فانما سبق من الادلة يكفي لو تأملوا في عقولهم لتبين لهم ان اعادتهم اهون على الله جل وعلا من بدء خلقهم وكل ذلك على الله هين وان خلقهم اول مرة اهون من خلق السماوات والارض واهون من اختلاف الليل والنهار اهون من كثير من خلق السماوات والارض وغيرها من الايات العظيمة فقد اوجدها جل وعلا ولم تعجزه وهم يقرون بهذا اذا فما الذي يمنع ان ان يوجدكم مرة اخرى بعد ان اوجدكم اول مرة فالعقول السليمة تقر وتعترف بهذا وان لم تكن مؤمنة لكن يهديها تهديها هذه الايات والدلائل البينات الى الحق فتقر به ولكنهم سلبوا ذلك لهم عقول لا ينتفعون بها وكذلك اسماع وابصار ولكنها لا تعمى الابصار فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. ثم قال جل وعلا مقيما الحجة عليهم ومقررا لهم آآ امكانية ذلك وايضا مقررا كمال قدرته جل وعلا وانه يفعل ما يشاء وخلق ما هو اعظم منهم وهم يقرون به فقال جل وعلا قل لمن الارض ومن فيها وهذا استفهام تقريري يقررهم قل لهم يا نبينا لمن الارض الارض التي تعيشون عليها ومن فيها ايضا من المخلوقات الجبال اشجار والاحجار وبني ادم ودوابهم والبحار لمن ان كنتم تعلمون ان كنتم تعلمون على علم فيما تتكلمون وعندكم علم وبينة فيما تزعمون وتقولون فقال سيقولون لله سيقولون لله يعني يقرون بان الارض وما فيها من المخلوقات انها لله سبحانه وتعالى. اذا اقروا بهذا فهم مقرون به ولهذا قال مستفهما استفهاما انكاريا افلا تذكرون ما دمتم تقرون بهذا وخلق الارض وما فيها من المخلوقات العظيمة اعظم من خلقكم بل اعظم من اعادة خلقكم مرة اخرى وقد اوجدكم اول مرة افلا تذكرون تتعظون من الذكرى وهي العبرة والاتعاظ والارتداع عما كانوا عليه من الباطل ثم قال جل وعلا آآ بل قبل ذلك نذكر كلام الحافظ ابن كثير يقول يقرر تعالى وحدانيته واستقلاله بالخلق والتصرف والملك ليرشد الى انه الذي لا اله الا هو ولا تنبغي العبادة الا له وحده لا شريك له ولهذا قال لرسوله صلى الله عليه وسلم ان يقول للمشركين العابدين معه غيره المعترفين له بالربوبية وانه لا شريك له فيها يعني في الربوبية ومع هذا فقد اشركوا معه في الالهية فعبدوا غيره مع اعترافهم ان الذين عبدوهم لا لا يخلقون شيئا ولا يملكون شيئا ولا يستبدون بشيء بل اعتقدوا انهم يقربونهم اليه زلفى ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فقال قل لمن الارض ومن فيها اي من مالكها الذي خلقها ومن فيها من الحيوانات والنباتات والثمرات وسائر صنوف المخلوقات ان كنتم تعلمون سيكون لله فيعترفون لك بان ذلك لله وحده لا شريك له. فاذا كان ذلك افى قل افلا تذكرون؟ اي لا تنبغي العبادة الا للخالق الرازق لا لغيره جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى قل من رب السماء اي قل لهم يا نبينا ايضا مقررا لهم ومقيم عليهم الحجة الحجة العقلية الدامغة قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم من هو خالق العالم العلوي بما فيه من الكواكب النيرات والملائكة الخاضعين له في سائر الاقطار منها والجهاد ومن هو رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات كما جاء في الحديث هذا كله من كلام ابن كثير كما جاء في الحديث الذي رواه ابو داوود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال شأن الله اعظم من ذلك ان عرشه على سماواته هكذا واشار بيده مثل القبة وهذا الحديث رواه آآ ابو داوود آآ غيره ضعفه بعض اهل العلم كالالباني في ضعيف ابي داود وفي الضعيفة. قال ابن كثير وفي الحديث الاخر مس السبع والاراضون السبع وما فيهن وما بينهن في الكرسي الا كحلقة ملقاة بارض فلاة وان الكرسي بما فيه بالنسبة للعرش كتلك الحلقة كتلك الحلقة في تلك الفلات هذا هو الحديث والحديث آآ وصححه الالباني ما السماوات السبع والارضون السبع؟ ما السماوات السبع والارض السبع ومن فيهن وما بينهم في الكرسي الا كحلقة ملقاة بارض فلاة وجاء في بعض الفاظ الحديث الا كدراهم سبعة القيت في فلاة يعني في صحراء واسعة القيت فيها سبع دراهم مستديرة مثل ريال الحديد الان او الدرهم فالقيتها في آآ ارض واسعة شاسعة ماذا تساوي هذه الدراهم السبعة منها قال كذلك اه السماوات السبع في الكرسي الكرسي هو موضع قدمي الرحمن كما صح عن ابن عباس الكرسي لا يساوي شيئا بالنسبة للعرش فان العرش لا يقدر قدره الا الله مع ان الكرسي وسع السماوات والارض وسع كرسيه السماوات والارض وهذا يدل على عظمة الله جل وعلا وعلى كماله وقدرته فاذا كان كرسيه الذي هو موضع قدميه وسع السموات والارض بل ما السماوات السبع فيه الا كدراهم سبعة القيت في فلاة فكيف بالعرش الذي لا يقدر قدره الا الله جل وعلا رب العرش العظيم رب السماوات السبع هو العظيم القدير والذي خلق هذه المخلوقات واوجدها هو القادر على كل شيء وما خلقكم بجانب خلق هذه المخلوقات العظيمة خلق الارض وخلق السماوات وخلق العرش ما خلقكم بجوارها فاين عقولكم؟ مع انكم مقرون بان الارض له جل وعلا وما فيها وهو جل وعلا رب السماوات وهو رب العرش العظيم مقرون بذلك فلما لا تقرون بخلقكم الضعيف واعادة خلقكم وايجادكم؟ مع انه قد اوجدكم اول مرة وكل هذا من تقرير توحيد الربوبية هذا كله من ذكر توحيد الربوبية لي اقرار او اثبات توحيد الالوهية فالحاصل ان خلاصة الاستدلال بهذا انه يقول الخالق لهذه الاشياء ورب هذه الاشياء هو المستحق ان يعبد هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له ثم اورد ابن كثير بعض قول السلف في الكرسي فقال في العرش قال ولهذا قال بعض السلف ان مسافة ما ما بين قطري العرش من جانب الى جانب مسيرة خمسين الف سنة وارتفاعها عن الارض مسيرة خمسين الف سنة ومثل هذا وان قاله بعض السلف يحتاج الى نقل صحيح اه لان مثل هذه الامور لا تقال بالرأي لكن لو قاله بعض الصحابة وصح عنه فانه وهو لا يأخذ من اخبار بني اسرائيل فانه يحمل على انه مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم اما يقوله بعض التابعين لسن الصحابة فمثل هذا لا آآ يقبل الا بنقل يكون قاله المعصوم صلى الله عليه واله وسلم ثم قال ايضا قال الضحاك عن ابن عباس انما سمي عرشا لارتفاعه. وقال الاعمش عن كعب الاحبار ان السماوات والارض في العرش كالقنديل المعلق بين السماء والارض. وقال مجاهد ما السماوات والارض في العرش الا كحلقة في ارض فلاة قال ابن ابي حاتم ساق بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال العرش لا يقدر احد قدره. وفي رواية الا الله وقال بعض السلف العرش من ياقوتة حمراء قال ولهذا قال ها هنا ورب العرش العظيم يعني الكبير وقال في اخر السورة رب العرش الكريم اي الحسن البهي فقد جمع العرش بين العظمة في الاتساع والعلو والحسن الباهر ولهذا قال من قال انه من ياقوتة حمراء واورد قول ابن مسعود ان ربكم ليس عنده ليل ولا نهار. نور العرش من نور وجهه ثم اخبر جل وعلا انهم يجيبون على هذا السؤال قل رب قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم يجيبون عليه سيقولون لله قل افلا تتقون؟ سيقولون انه لله جل وعلا قال افلا تتقون اي اذا كنتم تعترفون بانه رب السماوات ورب العرش العظيم؟ افلا تخافون عقابه وتحذرون عذابه في عبادتكم معه غيره واشراككم به ثم قال جل وعلا اه قل من بيده ملكوت ملكوت ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. لكن قبل ذلك نذكر القراءات فعندنا قوله جل وعلا في الاية الخامسة والثمانين يقول جل وعلا بعد قوله قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون. قال سيقولون لله قل افلا تذكرون سيقولون لله في الاية التي بعد التي بعدها يعني بعد قوله قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولن لله ثم قال قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله سيقول لله هنا وردت في ثلاث ثلاثة مواضع في كل موضع منها او في كل موضع منها قراءة فقرأ الجمهور في الموظع الاول او في الموظع الاول اتفق القراء اتفق القراء في الموضع الاول على انه بلام الجر قل لله سيقولون لله في المواضع الثلاثة لا في الموضع الاول سيقولون لله هذا باتفاق القراء. لكن الموضع الثاني والموضع الثالث فيهما قرائتان فالجمهور قرأوها كما قرأوها في الموضع الاول. وهو ان انه باللام سيقولون لله وقرأ آآ وقرأ بعض القراء وهي قراءة اه ابي عمرو ويعقوب سيقولون الله سيقولون الله وليس باللام سيقولون الله والجمهور يقولون سيقولون لله هذا في الموطن الثاني والموطن الثالث. وهي الاية السابعة والثمانين والاية التاسعة والثمانين. واما في الموطن الاول الذي آآ وهي الاية الخامسة والثمانون فانهم اتفقوا جميعهم على قراءتها باللام قل لله آآ نكتفي بهذا القدر ونتم في الدرس القادم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد