بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول الله جل وعلا في سورة المؤمنون حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون قبل هذه الايات المباركات قوله جل وعلا ادفع بالتي هي احسن السيئة نحن اعلم بما يصفون وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان وكنا قد بينا الايات وذكرنا اه حديثين اه عظيمين يجدر بكل مسلم ان يحفظه وان يدعو بهما فذكرنا آآ الحديث الذي رواه ابو داوود وبسند صحيح كما يقول الالباني في صحيحه ابي داود ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم اني اعوذ بك من الهرم واعوذ بك من الهدم ومن الغرق واعوذ بك ان يتخبطني كانوا عند الموت ومناسبة ايراد هذا الحديث عند قوله واعوذ بك ربي ان يحضرون. يعني المسلم يستعيذ بربه ان يحضره الشيطان. سواء في الدنيا او كذلك عند الموت حينما يكون في آآ اخر آآ امره من الدنيا فانه يعوذ بالله ان يحذره الشيطان عند الموت او ان يتخبطه ان يتخبطه لان الشيطان عدو لدود فيحاول ان تخبط الانسان حتى عند الموت لعله يترك الحق الذي هو عليه فهو دعاء عظيم. وايضا مما اوردناه ونعيده ما رواه الامام احمد اه بسند صحيح اه كما يقول الالباني في صحيح داوود والترمذي والصحيحة وكذلك في الارواء اه من حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات يقولون ان يقولهن عند النوم من الفزع بسم الله اعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وان يحظرون والحديث رواه جمع من اهل العلم وبعضهم بدون ذكر بسم الله وبعضهم ذكر ان الحديث سببه ان خالد بن الوليد رضي الله عنه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واشتكى له انه يقوم فزعا من نومه فعلمه اذا قام فزعا ان يقول هذا الدعاء اعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون. فالحاصل ان هذه الاية العظيمة ارشاد من الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا واسوتنا ان يعود ان يعوذ بالله جل وعلا من همزات الشياطين وان يعوذ بالله من ان يحضروه ويكونون حاضرين عنده فيصيبون منه فينبغي للانسان ان يدعو بهذا الدعاء ويحرص عليه آآ لان الشياطين موجودون في الارض ومع الناس ويروننا من حيث لا نراهم ولكنا اذا اعتصمنا بالله جل وعلى وحافظنا على الاذكار الواردة فان الله جل وعلا يحفظنا منهم ويقينا شرهم. ثم قال جل وعلا حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون يقول ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن حال المحتضر عند الموت من الكافرين او المفرطين في امر الله تعالى وقيلهم عند ذلك. يعني ويخبر عن قيلهم عند ذلك عند الموت وسؤالهم الرجعة الى الدنيا ليصلح ما كان افسده او ليصلح ما كان افسده في في مدة حياته. ولهذا قال ربي ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا كما قال الله تعالى وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكم واكن من الصالحين. ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها. والله خبير بما تعملون وقال تعالى وانذر الناس يوم يأتيهم يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا ادخلنا الى اجل قريب نجب دعوتك اتبع الرسل اولم تكونوا اقسمتم من قبل اقسمتم من قبل ما لكم من زوال. وقال تعالى يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل وقد جاءت رسل ربنا بالحق. فهل لنا من شفعاء فيشفع لنا؟ او نرد فنعمل غير كنا نعمل وقال تعالى ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل فرحا انا موقنون. وقال تعالى ولو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل. ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. وانهم لكاذبون. وقال تعالى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل الى مرد من سبيل؟ وقال تعالى قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل؟ ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك بي فالحكم لله العلي الكبير. وقال تعالى وهم يصطلحون فيها. ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر؟ وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ثم قال ابن كثير فذكر تعالى انهم يسألون الرجعة فلا يجابون عند الاحتضار ويوم النشور ووقت العرض على الجبار. وحين يعرضون على النار وهم في غمرات العذاب في الجحيم اه لقد افاد ابن كثير رحمه الله واجاد في الاستدلال بالايات التي تؤيد هذه الاية وتدل على معناها وهذا دليل على امامته وكمال حفظه واستحضاره للنصوص كيف نزع بهذه الايات المباركات التي توضح هذه الاية وتؤيدها فرحمه الله واجزل له الاجر والثواب ومما يلاحظ ان ابن كثير هنا قال يخبر تعالى عن حال المحتضر عند الموت من الكافرين او المفرطين في امر الله اذا الذي يتمنى عند الموت الرجوع ليس خاص بالكفار. نعم الكفار يتمنون كذلك بعض المسلمين المفرطين يتمنى الرجوع كما في سورة في اخر سورة المنافقين وهي الاية التي اشار اليها او ذكرها ابن كثير رحمه الله فهؤلاء من المسلمين يقولون يقول جل وعلا في اخر سورة المنافقون. يقول جل وعلا وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين. ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجله والله خبير بما تعملون قال وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت هذه في المسلمين لان الكافر لا ينفعه ولو انفق قبل موته لانه ما اتى بالتوحيد ما دخل في الاسلام وقدمنا الى ما ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا قال جل وعلا ان اشركت ليحبطن عملك اذا فهي في المسلمين كذلك فعلينا ان جد ونجتهد ونحرص على ان نأتي بالطاعات وبما نستطيع من الاعمال الصالحة حتى لا نندم حتى لا نتندم ونندم حينما لا ينفع الندم فقدم لنفسك قدم لنفسك الان اجتهد وعظك الله موعظة عظيمة فانت ولله الحمد حي ترزق تستطيع تتزود من الصالحات وتستغفر وتتوب من السيئات ما زلت ممهلا وسيأتي عليك هذا اليوم الذي سيأتي عليك هذا اليوم وهو مجيء الموت لك وكلنا ذلك الرجل فعلينا ان نقدم لانفسنا الان ولا ننتظر ونتعظ بهذه الايات وهذه ثمرة قراءة القرآن والتدبر في اياته الانسان يأخذ العبرة والعظة ويقدم لنفسه وينتفع حينما يسمع قول هؤلاء الذين ما تابوا ولا رجعوا الا عند موتهم او قول الكفار ولا ينفعهم ذلك القول ولا يقبل منهم علينا ان نجتهد الان ما دام يقبل منا قال قال جل وعلا حتى اذا جاء احدهم الموت وهذا هو كلام آآ هذا هو كلام الحافظ ابن كثير ويقول الطبري ايضا في هذه الاية حتى اذا اتى احد هؤلاء المشركين الموتى وعاين نزول امر الله به قال للعظيم او قال لعظيم ما يعاين مما يقدم عليه رب ارجعون ولكن كما تلاحظون قول ابن كثير ادق لانه حتى بعض المسلمين المفرطين وليس خاص بالكافرين وقال السعدي نعم آآ او قبل ذلك قال ربي ارجعون اي ردوني الى الدنيا لعلي اعمل صالحا كي اعمل صالحا اي كي اعمل عملا صالحا ينفعني ينجيني يكون سببا في خلاصي فيما تركت قال ابن قال القرطبي اي فيما صنعت اي فيما ضيعت وتركت العمل به من الطاعات وقيل فيما تركت من المال فاتصدق قال جل وعلا كلا. قال ابن كثير وكلا حرف ردع وزجر اي لا نجيبه الى ما طلب ولا نقبل منه وايضا قال بعض اهل التفسير اي ليس الامر على ما يظنه من انه يجاب الرجوع الى الدنيا وقال الشيخ السعدي او الشيخ السعدي كلا لا رجعة ولا امهال قد قضى الله انهم اليها لا يرجعون انها اي مقالته التي تمنى فيها الرجوع الى الدنيا كلمة هو قائلها اي مجرد قول باللسان لا يفيد صاحبه الا الحسرة والندامة وهو ايضا غير صادق في ذلك فانه لو رد لعاد لما نهي عنه ونحوه قول ابن كثير قال وقوله انها كلمة هو قائلها قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم اي لابد ان يقولها لا محالة كل محتضر ظالم ويحتمل ان يكون ذلك علة لقوله كلا. اي لانها كلمة اي سؤاله الرجوع ليعمل صالحا هو كلام منه. وقول لا عمل معه ولو رد لما عمل صالحا ولا كان ولكان يكذب في مقالته هذه كما قال تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون وقال محمد بن كعب القرظي حتى اذا جاء احدهم الموت قال ربي ربي ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت. قال فيقول الجبار كلا انها كلمة هو قائلها وقال عبد وقال عمر ابن عبد الله مولى غفلة اذا سمعت الله تعالى يقول كلا فانما يقول كذب وخلقت هذا قوله حتى اذا جاء احدهم الموت قال كان العلاء ابن زياد يقول لا ينزل لينزل لينزل احدكم نفسه انه قد حضره الموت. كما تقول تصور الان خلص ضع نفسك الان انه نزل بك الموت يعني هذا من الحث على الاعتبار قال لينزل احدكم نفسه انه قد حضره الموت. فاستقال ربه فاقاله استقال ربه اقلني ردني الى الدنيا فقبل الله منه فاقع له قال فليعمل بطاعة الله عز وجل يعني خلاص انت الان مقال انت الان ما يقال لك كلا فانت الان تستطيع ان تعمل قال وقال قتادة والله ما تمنى ان يرجع الى اهل ولا الى عشيرة. ولكن تمنى ان يرجع في عمل بطاعة الله صدق ماذا قال؟ رب ارجعون لعلي اعمل صالحا ما قال رب ارجعون حتى ارجع الى بيتي الى عمارتي الى فلتي الى زوجتي الى اولادي الى اموالي لا لا يتمنى فقط ان يرجع من اجل العمل الصالح فانت ما زلت ممهلا اعمل عملا صالحا يا عبد الله قال ابن كثير فانظروا امنية الكافر المفرط بل هذا اظنه من تمام كلام قتادة قال ولكن تمنى ان يرجع في عمل بطاعة الله فانظروا امنية الكافر المفرط فاعملوا بها ولا قوة الا بالله وعن محمد بن كعب القرضي نحوه ثم ذكر بعض الاثار آآ عن ابي هريرة وعن ام المؤمنين عائشة ويعني خلاصتها ان معذب فعد في قبره وتأتيه الهوام والحيات وتنهشه ولكن اه مثل هذا يصدر فيه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم لان هذا من امور الغيب ثم قال جل وعلا كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون قال ابن كثير قال ابو صالح وغيره من ورائهم يعني امامهم من ورائهم يعني امامهم وقال مجاهد نعم. وقال بعض المفسرين قال من ورائهم اي من امامهم وبين ايديهم البرزخ وهو الحاجز بين الشيئين وهو حاجز بين الموت والبعث وعلى كل حال سواء كان ومن امامهم او من ورائهم من خلفهم كل هذا يدل على ان هذا البرزخ حاجز ومانع من ورائهم لا يستطيعون ان يجتازوه فيعودوا الى الدنيا لكن ما هو هذا البرزخ طبعا الاصل في البرزخ هو الحاجز بين الشيئين الاصل في البرزخ هو الحاجز بين الشيان يسمى برزخ ولهذا يسمى آآ تسمى الحياة التي يكون فيها الميت بعد موته من الدنيا انتقاله من الدنيا وقبل قيام الساعه تسمى برزخ لانها معبر بين شيئين ولهذا يقال الحياة البرزخية في البرزخ المعبر بين شيئين. وقد اختلف العلماء في المراد به على اقوال ذكرها او ذكر الحافظ ابن كثير شيئا منها فقال قال مجاهد البرزخ الحاجز بين الدنيا والاخرة هذا هو البرزخ وقال محمد بن كعب البرزخ ما بين الدنيا والاخرة ليسوا مع اهل الدنيا يأكلون ويشربون ولا مع اهل الاخرة يجازون باعمالهم وقال ابو صخر البرزخ المقابر لهم في الدنيا ولهم في الاخرة فهم مقيمون الى يوم يبعثون وهذه الاقوال متقاربة الحاصل ان البرزخ يعني معبر بين شيئين فالبرزخ يعني بعد موتهم هذه المدة التي يمكثونها في قبورهم بعد خروج ارواحهم من الدنيا الى قيام الساعة تعتبر برزخ وممر معبر لان الاستقرار في الاخرة هناك يستقرون وان كان الانسان في البرزخ ينعم او يعذب كما قال جل وعلا عن ال فرعون النار النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب وكذلك ثبت في السنة بالتواتر ان اصحاب القبور يؤدبون او ينعمون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في حديث البراء الطويل وذكر فيه ان المؤمن يفسح له في قبره مد بصره ويأتيه من يؤانسه وهو عمله ويفتح له باب الى الجنة وان الكافر يضيق عليه قبره ويفتح له بابا على النار يأتيه من حرها وسمومها ويأتيه رجل قبيح الوجه يضيق به صدره ففيه اثبات عذاب القبر وانا نبهت على هذا لان قد يفهم من بعض كلام السلف الذين اوردناه انهم يعني لا ينعمون ولا ولا يعذبون لكنهم لا يقصدون هذا يعني قالوا ليسوا مع كما قال محمد ابن كعب قال ليسوا مع اهل الدنيا يأكلون ويشربون ولا مع اهل الاخرة يجازون باعمالهم هذا على سبيل يعني سعة الكلام لكن لا يعنون هذا انكار عذاب القبر فان هذا اصل من اصول اهل السنة والجماعة ولهذا قال الى يومي يبعثون. والمتقرر عند اهل العلم ان انه منذ ان تخرج روح الانسان في الدنيا كل هذا يعتبر من الاخرة يعتبر من الاخرة انتهى العمل وانتهى انتهى العمل وانقضى وصار الى جزاء العمل اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث لكن لكنه لا يبقى في هذا البرزخ دائما ابدا يمكث ما شاء الله الى ان تقوم الساعة ويبعثون. ثم ينتقل الى الدائرة الاخرة التي فيها الاستقرار اما الى الجنة واما الى النار ولهذا نبه بعض اهل العلم على مقولة بعض الناس انتقل فلان الى مثواه الاخير الولد ما هو بصحيح ليس هذا مثواه الاخير في مثوى اخر بعد ذلك. المثوى المكان الذي يعني يقيم فيه كوافيه اقامه يقول لا هناك مثوى اخر وهو الاخير في الاخرة بعد قيام الساعة وهو الذي يثوي فيه الكافر في النار ابد الاباد والمؤمن يكون في الجنة سواء ابتداء او انتهاء ثم يبقى فيها فتكون هي اخر مثوى يسوي فيه وبعض اهل العلم قال لا هو اصلا لا يقصد هنا بمثواه الاخير انه ينكر آآ البعث لكن هو يقصد يعني انه الان من الدنيا سوى في هذا المكان يعني فلا حرج في هذا ولكن مع ذلك على الانسان يتجنب مثل هذه العبارات التي آآ قد يترتب عليها امور لا تحمد ثم قال جل وعلا آآ فاذا نفخ في الصور فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون الذي ينفخ في الصور هو اسرافيل موكل بالنفخ والصور هو البوق الذي يمضغ فيه اسرافيل وهو القرن قرض وعلى هيئة القرن اعلاه واسع واسفله ضيق وبهذا روى الامام احمد وغيره بسند صحيح ان اعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الصور قال قرن ينفخ فيه سنده صحيح كما قال الالباني وغيره وايضا روى الامام احمد والترمذي والحاكم بسند صحيح عن ابي سعيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كيف انعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته واصغى سمعه متى يؤمر فينفخ فينفخ في الصور قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ يعني الامر قريب ويكون الفزع قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل توكلنا على الله توكلنا على الله ايضا هذا حديث صححه الالباني اذا هذا هو السور فاذا رؤف في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون اذا نوبي في الصور تذهب هذه الانساب ويذهب الاثر المترتب عليها والتعاطف والمصالح لانه في الدنيا آآ بينهم انساب والنبي صلى الله عليه وسلم قال تعلم من انسابكم ما تصيرون به ارحامكم هناك انسان بينتبه الانسان بها فاتقوا الله الذي تساءلون به هو الارحام فينفعه النسب يعني من ناحية الانسان يعطف على قريبه يتصدق عليه يعينه يساعده يصل رحمه لكن في الاخرة لا يكون شيء من هذا كما قال جل وعلا يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه. لماذا؟ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه قال ابن كثير فلا انساب بينهم او يقول نقرأ كلامه كله قال يخبر تعالى انه اذا نفخ في الصور نفخة نشور وقام الناس من القبور فلا انساب بينهم اي لا تنفع الانساب يومئذ ولا يرثي والد لولده ولا يلوي عليه. قال تعالى ولا يسأل حميم حميما يبصرونه. اي لا يسأل القريب عن وهو يبصره ولو كان عليه من الاوزار ما قد اثقل ظهره وهو اعز الناس عليه كان في وهو اعز الناس عليه كان في الدنيا يعني حينما كان في الدنيا ما التفت اليه ولا حمل عنه وزن جناح بعوضة. قال الله تعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه ابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه آآ اه ثم اورد بعد ذلك حديثا رواه الامام احمد وصح سنده آآ الحاكم بل صحه كذلك الالباني عن المسور ابن مخرمة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بضعة مني يقف يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها وان الانساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري كان يورده من اجل هذا. الانسان مات الانسان ما تنفع فلا انساب بينهم قال النبي صلى الله عليه وسلم الا نسبي وسببي وصهري لانه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد بايظا بالنسب هنا يعني آآ يعني انه لا ينقطع نسبه صلى الله عليه وسلم حتى في الاخرة ولهذا لا يتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من الامة يوم القيامة بل يشفع ويقول انا لها انا لها وثم اورد ايضا ما رواه الامام احمد وصححه الارناؤوط في تحقيقه لنسند الامام احمد عن ابي سعيد الخدري عن ابيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر ما بال رجال يقولون ان رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفعوا قومه. بلى والله ان رحمي موصولة في الدنيا والاخرة. واني ايها الناس فرط لكم اذا جئتم؟ قال رجل يا رسول الله انا فلان ابن فلان وقال اخوه انا فلان ابن فلان فاقول لهم اما النسب فقد عرفت كأنكم احدثتم بعدي وارتدتم القهقرة وذكر الحديث وفي ايضا مسند امير المؤمنين عمر بن الخطاب آآ انه انه رضي الله عنه عمر لما تزوج ام كلثوم بنت علي بن ابي طالب رضي الله عنها عنهما قال اما والله ما بي الا انني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل سبب ونسب فانه قطع يوم القيامة الا سببي ونسبي رواه الطبراني والبزار والهيثم والهيثم بن كليب والبيهقي والحافظ ضيافة المختارة الى غير لذلك من الاثار التي اوردها اه يقول جل وعلا فالاسف بين بينهم يومئذ يعني حينما ينفخ في الصور يوم القيامة ذكرنا قول ابن كبير ويقول الطبري فلا انساب بينهم يومئذ يتواصلون بها ولا يتساءلون ولا يتزاورون فيتساءلون عن احوالهم وانسابهم هذا المعنى وذكر امين الشنقيطي رحمه الله ان في دفعها من الاضطراب ان هذه الاية تعارضها اية اخرى منها قوله جل وعلا واقبل بعضهم على بعض يتساءل نعم اه نعم قال واقبل بعضهم على بعض يتساءلون وهنا قال ولا يتساءلون وايضا قال فلا انساب بينهم وقال في اية اخرى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه فاثبت النسب اجاب الامين الشنقيطي رحمه الله في دفعها من اضطراب ما حاصله لان في تصرف في في الكلام ليس كله نصا كما قاله ان المراد بنفي النسب انقطاع فوائدها يعني قوله هنا فلا انساب بينهم مع انه يقول يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه اثبت هناك الانسان قال المراد هنا بالنفي نفي بنفي النسب انقطاع فوائدها واثارها التي كانت مترتبة عليها في الدنيا من العواطف والنفع والصلات والتفاخر بالاباء لا نفي حقيقتها واما الجواب عن الثاني يعني عن آآ عن قوله لا يتساءلون مع انه يعارض الاية اية اخرى وهي قوله اقبل بعضهم على بعض يتساءلون فقال يعني الجمع بينها من ثلاثة اوجه او في ثلاث او جاءوا اقوال في وجه الجمع فالاول ان نفي ان نفي السؤال بعد النفخة الاولى وقبل الثانية واثباته بعدهما معا يعني قوله لا يتساءلون هذا بعد النفخة الاولى نفخة البعث واما تساؤلهم واثبات انهم اقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال هذا بعد النفخة الثانية لأن الساعة مواقف القيامة مواقف ففي موقف لا يتساءلون وفي موقف يتسائلون وبهذا يجمع بين الايات ثم قال الثاني ان نفي السؤال عند اشتغالهم بالصعقة والجواز على الصراط واثباته فيما عدا ذلك يعني لا يتساءلون هذا في موقف من مواقف القيامة حينما يكونون على الصراط وبالصعقة كل مشغول بنفسه نفسي نفسي لكن يتساءلون بعد ذلك فهو كالذي قبله. يعني القيامة مواقف. ففي موقف لا يتساءلون وفي موقف يسأل بعضهم بعضا. ولا تعارض بين ايات في القرآن قال والسؤال والجواب الثالث ان السؤال المنفي سؤال خاص وهو سؤال بعضهم العفو عن بعض فيما بينهم من الحقوق من الاعطاء ولو كان المسؤول ابا او ابنا او اما او زوجاه يعني السؤال المنفي ولا يتساءلون يعني المراد به لا يسأل بعضهم بعضا العفو عن بعض ما بينهم لكن فقط هذا الذي نفي لكن يتساءلون في غير ذلك وهذا ايضا وجه من الوجوه التي قيلت في الجمع آآ بين هذه الايات قال جل وعلا فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. من ثقلت موازين حسناته ورجحت بسيئاته فاولئك هم المفلحون المدركون ما طلبوا والناجون مما منه هربوا قال ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في في جهنم خالدون نسأل الله العافية. من خفت موازينه يعني خفت حسناته ورجح بها سيئاته فاولئك الذين خسروا انفسهم واي خسارة اعظم من انه اورد نفسه النار فخسر نعيم الجنة وخسر نفسه واوردها المهالك واوردها النار فخسر النعيم الذي اعده الله للمؤمنين وله لو اطاع الله وهم في جهنم خالدون اي مخلدون دائمون باقون لا يخرجون منها ابدا تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون قال الطبري تلفح اي تسفع وجوههم وقال ابن كثير تلفح وجوههم كما قال تغشى وجوههم النار وقال تعالى لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون قال الامين الشنقيطي رحمه الله اه تلفح اي تحرقها احراقا شديدا. وذكر ايات تدل لذلك منها يوم تقلب وجوههم في النار وقال تغشى وجوههم النار اذا هذا معنى تلفح وجوههم نسأل الله العافية والسلامة قال وهم فيها كالحون قال الطبري الكلوح ان تتقلص الشفتان على الاسنان حتى تبدو الاسنان ونحوه قال الامين الشنقيطي قال الكالح هو الذي تقلصت شفتاه حتى بدت اسنانه ثم قال والنار والعياذ بالله تحرق شفاههم حتى تتقلص عن اسنانهم نسأل الله العافية والسلامة اذا هذا دليل على شدة العذاب الذي يقعون فيه وان النار تلفح وجوههم وتسفعها وتحرقها جزاء وفاقا وانهم ايضا في كالحون قد اه عبست وجوههم وتقلصت شفاهم عن اسنانهم وكل ذلك بسبب العذاب الاليم الذي حل بهم بسبب كفرهم واعراضهم عن الحق ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد