بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في اه سورة النور في الايات التي فيها ذكر قصة الافك يقول جل وعلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة لمسكم فيما افضتم فيه عذاب عظيم لولا هنا حرف امتناع الامتناع حرف امتناع الامتناع وقد مرت معنا لولا في هذه الايات اكثر من مرة ولكن لولا لها عدة استعمالات يقول صاحب مغني لبيب لولا على اربعة احوال احدها ان تدخل على جملتين اسمية ففعلية يعني الاولى اسمية والثانية فعلية لربط امتناع الثانية بوجود الاولى كما معنا هنا فلولا دخلت هنا على جملة اسمية لولا فضل الله ثم بعد هذه الجملة الاسمية جملة فعلية لمسكم وهي هنا تكون لامتناء الثانية بسبب وجود الاولى ولهذا يقول حرف امتناع لوجود لولا حرف امتناع لوجود فهنا لولا منعت او افادت معنى مسوا العذاب لمن تكلموا بامر عائشة وتابوا لفضل الله عليهم ورحمته بان وفقهم للتوبة وايضا اقام النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الحد يقول جل نعم وثم قال ايضا ان ان ان النوع الثاني من الاحوال التي تأتي عليها لولا انها تكون للتحظيظ والعرظ هل تختص بالمضارع او ما في تأويله اذا جاء بعدها مضارع او مؤول بالمضارع فهي للحظ تحظ حظا وتعرظ عرظا والثالث ان تكون للتوبيخ والتنديد تأتي لولا للتوبيخ والتنجيم فتختص بالماضي نحن نحو لولا جاءوا عليه باربعة شهداء في الاية السابقة الحال الرابعة ان لولا تأتي للاستفهام نحو قوله لولا اخرتني الى اجل قريب فلها عدة احوال لولا ولهذا هنا ولولا فضل الله عليكم هي حرف امتناع لوجود امتنع مس العذاب بفظل وجود فظل الله جل وعلا. قال ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة يقول ابن جرير لولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة ايها الخائضون في شأن عائشة بان قبل توبتكم وانابتكم اليه في الدنيا وعفا عنكم لايمانكم بالنسبة الى الدار الاخرة لمسكم فيما افضتم فيه من قضية الافك عذاب عظيم وهذا في من عنده ايمان رزقه الله بسببه التوبة اليه كمسطح وحسان وحملة حملة بنت جحش اختي زينب بنت جحش فاما من خاض فيه من المنافقين كعبد الله ابن ابي ابن سلول واضرابه فليس اولئك مرادين في هذه الاية لانه ليس عندهم من الايمان والعمل الصالح ما يعادل هذا ولا ما يعارضه وهكذا شأن ما يرد من الوعيد على فعل معين يكون مطلقا مشروطا بعدم التوبة او ما يقابله من عمل صالح يوازنه او يرجح عليه يعني ابن كثير رحمه الله هنا ذكر قاعدة وعصر من اصول اهل السنة والجماعة فان نصوص الوعد نصوص الوعيد التي تأتي بالقرآن هي في من لم يقم فيه ما يمنع من نفاذها فلو تاب من توعده الله بعقوبة الزنا لو تاب امتنعت هذه العقوبة كذلك قد يكون له حسنات ماحية او مصائب مكفرة وهذا ما يسمى بالموازنة توزن اعمال العبد توزن حسناته وسيئاته فايهما ثقل صار جزاؤه على ذلك. فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فامه هاوية هذه فائدة ان نصوص الوعيد التي تأتي في القرآن هذا مشروط بمن لم يتب ويقلع او يقام عليه الحد او يكون له حسنات توزن فترجح على السيئات ويقول ابن كثير رحمه ويقول ابن جرير الطبري ولولا فضل الله عليكم ايها الخائضون في امر عائشة المشيعون فيها الكذب والاثم بتركه تأجيل عقوبتكم ورحمته اياكم بعفوه عنكم لمسكم عذاب عظيم وقوله لمسكم يعني اصابكم من المس وهو الاصابة ووقوع العذاب فيما افضتم فيه يعني فيما اكثرتم القول فيه يقال افاض القول يعني اذا اكثر القول فيه لمسكم في الذي افضتم واكثرتم القول فيه عذاب عظيم عند الله جل وعلا لانكم فعلتم امرا منكرا وامرا محرما وهو كذب وبهتان ثم قال اذ تلقونه بالسنتكم اذ حين تلقونه بالسنتكم وتتلقفونه قال مجاهد وسعيد بن جبير اي يرويه بعضكم عن بعض يقول هذا سمعته من فلان وقال فلان كذا وذكر بعضهم كذا وقال الطابري تتلقون الافك الذي جاءت به العصبة من اهل الافك فتقبلونه ويرويه بعضكم عن بعض وعصر واصل تلقونه تتلقونه فحذفت احدى التعين فالقصد انهم يتلقبون هذا الاخبار بالسنتهم يعني يقولونهم يأخذونه ويقولونه ويتحدثون به وتقولون بافواهكم ما ليس ما ليس لكم به علم قال وتقولون بافواهكم اليس القول بالفم بالافواه فمن العلماء من قال ان قوله وتقولون بافواهكم هذا للتأكيد كقوله ولا طائر يطير بجناحيه يعني كالتأكيد لقوله يتلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم وتقولون لان القول لا يكون الا بالهم وقال بعضهم لا عبر بالافواه هنا لبيان انهم مجرد قول بالافواه ولم يعتقد في القلوب قد ذكر بعض اهل العلم ان القول اذا جيء مقرونا بالافواه فهو كذب كما هنا تلقونه بافواهكم هذا دليل انه كذب دليل على انه كذب وايضا انه فقط قول بالافواه لا حقيقة له في القلوب لانه لم يقع هذا الامر وانما كذبه عدو الله وتلقاه بعض الناس عنه قال جل وعلا وتحسبونه هينا آآ هنا تلقونه ذكر ابن كثير قراءة فيه وهي قراءة شاذة قال وقرأ اخرون اذ تلقونه بالسنتكم تلقونه بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف تلقونه وبهذه القراءة قرأ ابن عباس وعائشة ومعهم رواه البخاري في صحيحه عن عائشة ايضا صحيح البخاري عن عائشة انها كانت تقرأها كذلك وتقول هي من والقى القول يعني الكذب الذي يستمر صاحبه فيه تقول العرب ولقى او ولق فلان في السير ولق فلان في السير اذا استمر فيه والقراءة الاولى اشهر وعليها الجمهور ولكن الثانية مروية عن ام المؤمنين عائشة اه هكذا قال وجاء ايضا روى ابن ابي حاتم عن ابن ابي مليكة عن عائشة انها كانت تقرأ اذ تلقونه ابتلي ابتلي قونه وتقول انما هو والقوا القول واللق الكذب. قال ابن ام اليك قال ابن ابي مليكة هي اعلم به من غيرها ولكن هذه القراءة تعتبر قراءة شاذة لانه يشترط في القراءة ان تكون متواترة وهذا من حفظ الله عز وجل للقرآن ومن ضبط المسلمين للقرآن بالتواتر حتى لو رواه البخاري لا يعد متواترا لا يكفي الا اذا ثبت تواتر ولهذا الصواب اذ تلقونه وليس تلقونه وان كان تلقونه مشتمل على معنى تلقونهم يعني تلقونه تتطلبونه ايضا تقعون به بالسنتكم وتستمرون فيه وتشيعونه لانه استمر شهرا كاملا قال جل وعلا وتقولون بافواهكم نعم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم قال ابن كبير اي تقولون ما تقولون في شأن ام المؤمنين؟ وتحسبون ذلك يسيرا سهلا ولو لم تكن زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لما كان هينا يعني هذا القول تتهم امرأة بالفاحشة من غير بينة ولا شهود هذا والله عظيم في اي امرأة فكيف اذا كان بام المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن كثير فكيف وهي قال ولو لم تكن زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان هينا فكيف وهي زوجة النبي الامية خاتم الانبياء وسيد المرسلين. فعظيم عند الله ان يقال في زوجة نبيه ورسوله ما قيل فان الله سبحانه وتعالى يغار لهذا وهو سبحانه وتعالى لا يقدر على زوجة نبي من انبيائه ذلك حاشا وكلا ما يقدر على زوجة نبي ان تزني سبحانه وتعالى قال حاشا وكلا ولما لم يكن ذلك فكيف يكون هذا في سيدة نساء الانبياء زوجة سيدي ولد ادم على الاطلاق في الدنيا والاخرة. ولهذا قال تعالى وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ثم قال وفي الصحيحين يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يدري ما تبلغ يهوي بها في النار ابعد مما بين السماء والارض وفي رواية لا يلقي لها بالا ونحوه قال ابن جرير الطبري وقال تحسبونه هينا وتظنون ان قولكم ذلك وروايتكموه بالسنتكم وتلقي وتلقيتموه بعضكم عن بعض هين سهل لا اثم عليكم فيه ولا حرج يقول وتلقيتم ذلك كذلك وقولكموه بافواهكم عند الله عظيم. عظيم من الامر لانكم كنتم تؤذون به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحليلته اي عائشة وهذا فيه فائدة عظيمة يا اخوان ينبغي إنسان يحذر من الطعن بالنساء او بالرجال او رميهم بالفاحشة قد يظهر لك بعض الامور لكن لا يكفي هذا دليلا الى الطعن والذم والخوض والحكم بانها زانية او ان هذا الرجل زاني نعم اذا رأى الانسان شيئا يخشى ان يوصل الى الشر يناصح يأمر بالمعروف ينهى عن المنكر احذروا انتبهوا لا يوقعكم الشيطان فيما حرم الله لكن لا يعتقد ان هذه المرأة زانية وهذا الرجل زانية الا ان يأتي باربعة شهود ولهذا حتى لو رأى الرجل رجل وامرأة ثم ذهب وقال رأيت فلان وفلان يزنيان اما ان يأتي بثلاث شهود اخرين والا يجلد حد القاذف هذا من حباض الشرع على على الاعراض والحرص على سلامتها ونقائها فيجب الحذر بعض الناس تأخذ الغيرة ويتكلم وربما يكون قصده الخير وربما يكون رأى ثم يذهب فترجع العاقبة عليه ويجلد ثمانين جلدة ينتبه الانسان لكن اذا رأى ما يريب يناصحه يبلغ ولي امر المرأة رأيت امرا لا يحمد واني اخشى اني اخشى ان تقع فلانة انتبهوا لها ولا يحكم ويقول اني رأيتها والا من حقه ان يقول ائتي باربعة شهود والا يرفع امره الى المحكمة فيجلد ثمانين جلدة فهذا ليس امر بالهين ليس امرا هينا رمي المؤمنات بالفاحشة بالزنا فكيف بام المؤمنين رضي الله عنها والله انه امر خطير وقبيح وسيء لانها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت ابي بكر الصديق ولهذا برأها الله من فوق سبع سماوات تشريفا وتكريما لها ولفراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جل وعلا ولولا ان سمعتموه قلتم ولولا ان سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين. ويبين الله لكم الايات والله عليم حكيم لولا هنا تحضيضية لولا قلتم حين تسمعون هذا الخبر وامثاله هلا ان سمعتموه قلتم ما يكون لنا ما يكون لنا ان نتكلم بهذا ما يكون لنا ان نتكلم بهذا بل الذي يظهر نعم انها ليست للتحظيظ هنا هنا هي للتوبيخ والتنديد لانها تختص بالماضي سمعتموه سمع فعل ماضي وهي هنا للتنديم والتوبيخ يوبخهم هلأ ان سمعتم هذا القول وهو رمي ام المؤمنين عائشة بالفاحشة قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا ليس لنا ان نتكلم بهذا الامر فاعرظتم عنه وسكتم وما افشيتموه واشئتموه واذعتموه وقلتم سبحانك هذا بهتان عظيم اي سبحان الله يقال هذا الكلام على زوجة رسوله وخليلة حليله وحليلة خليله حليلة خليله وقال الطبري سبحانك اي تنزيها لك يا رب وبراءة اليك مما جاء به هؤلاء ولهذا يقول ابن كثير هذا تأديب اخر بعد الاول الامر بالظن خيرا اي اذا ذكر ما لا يليق من القول في شأن الخيرة فاولى ينبغي الظن بهم خيرا والا يشعر نفسه سوى ذلك ثم ان علق بنفسه شيء من ذلك وسوسة او خبالا فلا ينبغي ان يتكلم به. فان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول ان الله تعالى تجاوز لامتي ما حدثت فيه انفسها ما لم تقل او تعمل. اخرجه في الصحيحين احيانا قد يقع في النفس شيء توقع الشيطان نفس في النفس شيء لما يسمع بعض الامور اسمع الكلام عن فلانة وفلان او يرى بعض الامور لا تتحدث لا تتكلم به لماذا حتى تنجو لان الله جل وعلا تجاوز لامة محمد صلى الله عليه وسلم ما حدثت بها انفسها ما لم تقل او تعمل ولان من تكلم بمثل هذا اما يأتي باربعة شهود او يحد حد القاذف حد المفتري قال جل وعلا يعظكم يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا قال ابن كدير اي ينهاكم الله متوعدا ان يقع منكم ما يشبه هذا ابدا. اي فيما يستقبل ولهذا قال ان كنتم مؤمنين اي ان كنتم تؤمنون بالله وشرعه وتعظمون رسوله صلى الله عليه واله وسلم فاما من كان متصلا بالكفر وذاك له حكم اخر ويقول الطبري يعظكم اي يذكركم الله وينهاكم باية كتابه لان لا تعودوا لمثله بمثل فعلكم الذي فعلتموه في امر عائشة ثم قال جل وعلا ويبين الله لكم الايات والله عليم حكيم. قال ابن كبير ان يوضحوا لكم الاحكام الشرعية والاحكام القدرية. والله عليم حكيم اي عليم بما يصل بما يصلح عباده وحكيم في شرعه وقدره نعم يبين الله لكم يوضح لكم ويجلي لكم هذا الامر وهذه الايات الدالة على الاحكام الشرعية والله عليم حكيم جل وعلا قد احاط علمه بكل شيء وبين لكم ذلك بناء على علمه جل وعلا وهو حكيم جل وعلا في شرعه وقدره واحكامه وكل شأنه ثم قال جل وعلا ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون قال ابن كثير وهذا تأديب ثالث لمن سمع شيئا من الكلام السيء فقام بذهنه منه شيء وتكلم به فلا يكثر منه ولا يشيعه ويذيعه فقد قال تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم اي يختارون ظهور الكلام عنهم بالقبيح لهم عذاب اليم في الدنيا بالحد وفي الاخرة بالعذاب وقال الطبري ان الذين يحبون ان يذيع ان يذيع الزنا يشيع يعني يذيع ويكثر لان الشيوع من صفات الاخبار وهو اشتهار التحديث بها اشتهرها وكثرة الحديث عنها قال الطبري ان الذين يحبون ان يذيع الزنا في الذين صدقوا الله ورسوله ويظهر ذلك في ويظهر ذلك بهم لهم عذاب اليم اي عذاب وجيع في الدنيا بالحد وفي الاخرة عذاب جهنم ان مات مصرا على ذلك غير تائب وكلامه هنا مثل كلام الكثير الذي تقدم قريبا ان النصوص الوعيد عند اهل السنة والجماعة انما هي فيمن لم يقم به مانع من وقوعها كما لو تاب من ذلك او اقيم عليه الحد او كان له حسنات ماحية او مصائب مكفرة وزنت بسيئة هذا العمل هذا امر مهم ان يفهم طالب العلم هذا آآ قال ابن كثير رحمه الله في قوله والله اعلم وانتم لا تعلمون اي فردو الامور اليه ترشدوا اي فردو الامور اليه ترشدوا لانه عليم قد احاط علمه بكل شيء. وهذه الاحكام بناء على علمه الذي فيه مصلحة العباد والبلاد وفي مصلحة الدنيا والاخرة وانتم لا تعلمون وانتم لا تعلمون فخذوا العلم عن الله وعن رسوله لان الله يعلم وانتم لا تعلمون قال ابن كثير وقال الامام احمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا ميمون عن ابن ابي محمد المرئي حدثنا محمد ابن عباد المخزومي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فانه من طلب عورة اخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته صححه الالباني اي نعم وهذا فيه وجوب الستر. في وجوب الحذر من من تطلب عورات المسلمين وهناتهم وزلاتهم فان بعض الناس لا هم له الا ذلك فتجده يتبع عيوب جيرانه واخوانه وزملائه واصدقائه وهمه تتبع العيوب هذا امر خطير وسيء سيجد العاقبة الوخيمة في الدنيا قبل الاخرة ولهذا حث الله عز وجل على الستر وعدم الفظح وعدم تتبع العيوب كما في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة وفي الطبراني ايضا بسند صحيح لغيره كما يقول الالباني قال النبي صلى الله عليه وسلم من ستر على مؤمن عورة فكأنما احيا موؤدة بهم بالانسان ان يستر ولا يفضح هذا هو الاصل لكن اذا تفاقم شر شر انسان وعرف بالشر فانه يمكن ان يعني يوقف عند حده ويعني يفضح حتى لا يغتر به. اما اذا كان كبوة جواد وليس من فعله دائما وانما حصل بعض الاحيان فان هذا يستر لكن يناصح ويوعظ ويبين له الحق ثم قال جل وعلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله رؤوف رحيم ولولا هنا حذف جواب لولا لولا فضل الله عليكم صار ماذا قدره العلماء لكان امرا اخر لولا فضل الله عليكم ورحمته لكان امرا اخر ولكنه تعالى رؤوهم بعباده وقال الطبري ولولا فضل الله عليكم ورحمته لهلكتم فيما افضتم فيه فهناك شيء مقدر وحذف جواب لولا قالوا لتذهب النفس كل مذهب في تقديره لولا ماذا ماذا سيقع لهلكتم لعذبتم لادخلتم النار تذهب النفس كل مذهب ما تدري ماذا سيقع وهذا ابلغ في الردع والزجر عن هذا الذنب ولهذا يقول جل وعلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله رؤوف رحيم هي لعذبكم او لاهلككم لكنه سبحانه وتعالى رؤوف بعباده شديد الرحمة رحيم ايضا بهم فهو رحيم شديد الرحمة بعباده ولهذا وفق من وفق منهم للتوبة واقيم عليه الحد ورحمه بذلك فلا يؤاخذ بهذا الذنب. واما الذي تولى كبره وابى التوبة واستمر على طعنه في النبي صلى الله عليه وسلم وفي دين الاسلام وفي بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فله عذاب عظيم وهو نار جهنم حين يلقى الله وعلا ثم قال سبحانه وتعالى آآ او نقرأ كلام ابن الكثير يقول اي لولا هذا لكان امر اخر ولكنه تعالى رؤوف بعباده رحيم بهم فتاب على من تاب اليه من هذه القضية وطهر من طهر منهم بالحد الذي اقيم عليه ثم قال جل وعلا ولولا فضل الله عليكم نعم يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان قال ابن كثير يعني طرائقه ومسالكه وما يأمر به والخطوات جمع خطوة وخطوة يقال خطوة وخطوات ويقال خطوة وخطوات وهما بمعنى واحد على قول اكثر اهل اللغة يعني لغتان في الكلمة وبهذا قرأ قرأ نافع وابو عمرو وحمزة وابو بكر عن عاصم والبز عن ابن كثير بسكون الطاء خطوات وقرأ الباقون بظمها خطوات وهما لغتان فاكثر اهل اللغة على ان الخطوة والخطوة بفتح الخاء وضمها لغة واحدة لغتان بمعنى واحد وذهب الفراء الى انها بالفتح خطوة للمرة الواحدة وبالظم خطوة لما بين القدمين اذا يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان. اي طرائقه ومسالكه ولا تقفوا اثره وعمله وكل ما لم يرد به الشرع ثم قال ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر تبع خطوات وطرائق ومسالك الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر وهذا تنذير وتحذير من ذلك بافصح عبارة وابلغها واوجزها واحسنها كما قال ابن كثير وقال ابن عباس خطوات الشيطان عمله وقال اكرمة نزغاته وقال قتادة كل معصية فهي من خطوات الشيطان وقال ابو ابو مجلس النذور في المعاصي من خطوات الشيطان وقال مسروق سأل رجل ابن مسعود فقال اني حرمت ان اكل طعاما فقال هذا من نزغات الشيطان كفر عن يمينك وكل وقال الشعبي في رجل نذر ذبح ولده قال هذا من نزغات الشيطان وافتاه ان يذبح كبشن لان هذا معصية قال فانه يأمر بالفحشاء والمنكر الفحشاء هي كل قبيح من قول او فعل والمنكر ما انكره الشرع بالنهي عنه وقد فرق ابن القيم في مدارج السالكين بينهما بما خلاصته ان الفحشاء هي كل خصلة او قول ظهر قبحه لكل احد والمنكر هو الوصف او الفعل الذي تستنكره العقول والفطر السليمة ثم قال فالمنكر ما لم تعرفه ولم تألفه والقبيح المستكره الذي يشتد نفرتها منه وهو الفاحشة ولهذا قال ابن عباس الفاحشة الزنا والمنكر ما لا يعرف في كتاب الله وسنة رسوله وهذا تحذير شديد. لا تتبعوا خطوات الشيطان وطرقه ومسالكه فان ميتبع خطوات الشيطان فانه لا يأمر بالعدل والخير انما يأمر بالفحشاء والمنكر بالذنوب القبيحة ثم قال ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد قال الطبري لولا فضل الله عليكم ايها الناس ورحمته بكم ما تطهر منكم من احد ابدا من دنس ذنوبه وشركه. ولكن الله يطهر من يشاء من خلقه ونحوه قال ابن كثير قال ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. اي لولا هو يرزق من يشاء التوبة والرجوع اليه ويزكي النفوس من شركها وفجورها ودنسها وما فيها من اخلاق رديئة كل بحسبه لما حصل احد لنفسه زكاة ولا خير لما حصل احد لنفسه زكاة ولا خيرا ولكن الله يزكي من يشاء من خلقه ويظل من يشاء ويرديه في مهالك الضلال والغيب اذا لولا فضل الله ورحمته يا عباد الله علينا جميعا ما زكى احد ما تطهر ما تخلص من ذنوبه ما سلك الطريق المستقيم ابدا النبي صلى الله عليه وسلم يقول كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون هذا من توفيق الله وفضله على العبد ان يوفقه للتوبة. فكم من اناس يخطئون بالليل والنهار ولا يتوبون ومن العباد من يوفقه الله ويتوب ويخلص سواء في الحال او بعد ذلك يوفق لتوبة عامة وهذا والله من فظل الله ورحمته جل وعلا قال ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم متشكي ويطهر ويوفق للتوبة والزكاة التطهر من الذنوب والمعاصي من يشاء من عباده ليس كل العباد يوفق لذلك والله سميع قد احاط سمعه بكل شيء جل وعلا سميع لمن تاب سميع لمن اناب وهو عليم ايضا قد احاط علمه بكل شيء فيوفق فيوفق من هو كفؤ للتوبة والرجوع والتزكي والتطهر ويخذل من يشاء بعدله جل وعلا بسبب اعمال العبد وما ظلمهم الله وما ربك بظلام للعبيد ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد