الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة النور ولا يأتلأولوا الفضل منكم سعتي ان يؤتوا اولي القربى والمساكين والمهاجرين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا. الا تحبون ان يغفر لكم والله غفور رحيم ولا يأتلي فيها قراءتان هذه قراءة الجمهور ولا يأتلي وقرأ ابو جعفر وهو احد القراء العشرة فهذه ايضا من القراءات العشر. قال ولا يأتلي ولا يتألى. قرأ ابو جعفر ولا يتألى بتاء مفتوحة بعدها الياء بتاء مفتوحة بعد الياء وبعدها همزة مفتوحة وبعدها لام مشددة مفتوحة على وزني يتفأأ بحذف لام الكلمة مضارع كان لا بمعنى حلفا ولا يتألى ولا يتألى وقرأ الجمهور ولا يأتلي يقول بعض علماء القراءات ان القراءتين بمعنى واحد سواء قلنا ولا يتألى او قلنا ولا يأتلي لان هذا كله من الحلف من الالية يقال هو مأخوذ من الائتلاء افتعال من الالية الا يؤلي ايلائا وائتلاء ولا يأتلي يعني ولا يحلف ولا يقسم وسبب ذلك ما مر معنا في الصحيحين من ان ابا بكر رضي الله عنه لما طعن مسطح بن اثادة وهو ابن خالة ابي بكر لما طعن في عائشة واشاع الحديث الذي افتراه عدو الله عبدالله بن ابي بن ابي سلول وكان ممن خاض فيه واشاعه وقال غضب عليه ابو بكر وكان ابو بكر ينفق عليه وكان رجلا فقيرا لا مال له وكان ابو وكان رجلا فقيرا لا مال له الا ما ينفق عليه ابو بكر فغضب ابو بكر من صنيعه هذا فحلف الا ينفق عليه اقسم الية يمينا الا ينفق عليه فانزل الله عز وجل هذه الاية ومر معنا انه يعني ان ابا بكر قال بلى والله احب ان تغفر لي فارجع اليه النفقة وقال والله لا اقطعها عنه ابدا اذا هذا هو سبب نزول الاية فالاية نزلت في ابي بكر حينما امتنع او فيما حينما حلف وامتنع من الانفاق على مسطح ابن اثاثة بسبب قوله وشاعته الخبر السيء عن ام المؤمنين عائشة ولكنه رجع لما سمع هذه الاية لانه الصديق رضي الله عنه فقوله جل وعلا ولا يأتل اولي الفضل اي ولا يحلف ولا يقسم اولو الفضل اي اصحاب الفضل والفضل في الاصل الزيادة وهو ضد النقص وشاع اطلاقه على الزيادة في الخير والكمال الديني. هكذا يقول ابن عاشور وكلامه صحيح ومتوجه قال وشاع اطلاقه وشاع اطلاقه على الزيادة في الخير والكمال الديني وهو المراد هنا. ويطلق على الزيادة في المال فوق حاجته ايظا يطلق الفضل يعني عنده كذا من كان له فضل مال يعني عنده مال وعنده زيادة قال ابن عاشور وليس مرادا هنا لان عطف والسعة عليه يبعد ذلك هذا كلام جميل لان بعض المفسرين جعلوا الفضل والسعة بمعناه لهذا يقول ابن كثير ومنهم ابن كثير قال اولو الفضل منكم اي الطول والصدقة والاحسان والسعة اي الجداء الطول هو الغنى والسعة هي الجدة يعني هي الغنى ان يجد مالا والصواب والاصل يا اخوان ان القرآن يحمل على التأسيس لا على التأكيد تحمل اللفظة على تأسيس معنى جديد ولا نقول انها مؤكدة لما سبق وان كان يأتي التأكيد لكن هنا نحملها على ان اولي الفضل المراد به هنا اهل الزيادة في الخير والاحسان والصدقة والسعة اهل الغنى وهم جمعوا بين امرين اغناهم الله وسع عليهم وايظا وفقهم الى الاحسان والانفاق والتفضل على الناس باعطائهم الاموال لان كثيرا من الاغنياء لا يفعلون هذا الا ما رحم ربك اذا ولا يحلف اولو الفضل اصحاب الفضل وهي في ابي بكر لكنها عامة وشاملة فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولا يأتل اولي الهبل منكم والسعة اي الغنى اي يؤتوا اولي القربى والمساكين اي لا يحلفون عن ايتاء اولي القربى وهم القرابة قرابة الرجل من جهة النسب سواء من جهة امه او من جهة ابيه لان القرابة هم قرابة الرجل من جهة نسبه سواء من من جهة الاب او الام. ولهذا ذكر العلماء ان القرابة خمسة انواع جهة الابوة وجهة البنوة وجهة الاخوة وجهة العمومة وجهة الخؤولة فالاباء الابوة يطلق على الابوين وعلى الاب والام واباؤهما واجدادهما وان علوا هذا كله يدخل في باب الابوة والبنوة هم ابناء الرجل وبناته وابناؤهم والاخوة اخوان الرجل من ابويه او من احدهما وابناؤهم والعمومة وهم اخوان الاب من ابويه او من احدهما وابناؤهم والخؤول وهم اخوان الام من ابويها او من احدهما وابناؤهم اذا ولا يمتنع ولا يحلف اصحاب الفضل واصحاب واصحاب الاحسان واصحاب العطاء والسعة والغنى عن ان يؤتوا اولي اولي القربى ان يعطوا اصحاب القرابات والمساكين كذلك وهو كل من يجد مالا لا يكفي لحاجته والمهاجرين والمهاجرين في سبيل الله ايوا بقى لا يمتنعوا لان لان مسطح ابن اذاذة كان من المهاجرين قال والمهاجرين في سبيل الله يعني في سبيل الله من اجل دينه ومن اجل اعلاء كلمة الله من كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. كما في الحديث الذي في الصحيحين المراد انهم هاجروا الى الله والى رسوله يبتغون وجه الله والفرار بدينهم ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما هاجروا من اجل دنيا او امرأة ينكحها احدهم وليعفوا وليصفحوا وليعفوا وليصفحوا قال ابن قال الامير الشنقيطي ما خلاصته ان العفو هو طمس اثار الاساءة اليهم بحلمهم وتجاوزهم هذا معنى العفو يطمسون يعفون من عفا الشيء اذا عفا اثره والمراد عفت الريح الاثر يعني طمسته والمراد كذلك طمس اثار الاساءة اليهم كما حصل من مسطح لابي بكر ولعائشة فانهم يطمسون اثار ذلك بحلمهم وتجاوزهم عن هذه الامور ثم قال والصفح الاعراظ عن مكافأتهم على اساءتهم فجعل العفو هو هو طمس واذهاب اثري الاساءة والصفح هو الاعراض عن المكافأة على ذلك الفعل ويقول ابن كثير وليعفوا وليصفحوا عما تقدم منهم من الاساءة والاذى وهذا من حلمه تعالى وكرمه ولطفي بخلقه مع ظلمهم لانفسهم كلام جميل نعم يدل على رحمة الله جل وعلا وقبلها يقول ابن كثير اي لا تحلفوا الا تصلوا قراباتكم المساكين والمهاجرين. وهذا في غاية الترفق والعطف على صلة الارحام وصدق رحمه الله والله هذا في غاية الترفق والعطف على القرابات وعلى الارحام مع هذه الاساءة اساءة عظيمة ترمى ام المؤمنين المبرأة من كل سوء بالفاحشة فما بال بعض الناس يقطعون ارحامهم من غير ان يحصل لهم اساءة مع ان الواجب ان يصبروا عليهم ويصلوهم حتى لو اساءوا اليهم ويصبر على ذلك ثم قال ابن كثير رحمه الله بعد ان فسر الاية التالية وليعفو وليصفحوا قال وهذه الاية نزلت في الصديق رضي الله عنه حين حلف الا ينفع مسطح ابن اثاثة بنافعة بنفع يعني باي منفعة بعدما قال في عائشة كما قال كما تقدم في الحديث فلما انزل الله براءة ام براءة ام المؤمنين عائشة النفوس المؤمنة واستقرت وتاب الله على من كان تكلم من المؤمنين في ذلك واقيم الحد على من اقيم عليه شرع تبارك وتعالى وله الفضل والمنة بعطف يعطف الصديق على قريبه ونسيبه. وهو مسطح بن اثاثة. فانه كان ابن بنت ابن ابنة خالة الصديق كما في الاصابة وابن كثير يقول فانه كان ابن خالة الصديق صواب انه ابن بنت خالته ابن بنت خالتي وهي ام ام مصباح ومر معنا ذكر اسمها فانه كان ابن بنت خالة الصديق وكان مسكينا لا مال له الا ما ينفق عليه ابو بكر رضي الله عنه وكان من المهاجرين في سبيل الله وقد ولق ولقة تاب الله عليه منها. مر معناه ورقة والورقة يعني خاب في شيء تكلم فيه يعني بخطأ قال وقد ولا قوة تاب الله عليه منها وضرب الحد عليها. وكان الصديق رضي الله عنه معروفا بالمعروف له الفضل والايادي على الاقارب والاجانب فلما نزلت هذه الاية الى قوله تعالى الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم اي كان الجزاء من جنس العمل فكما تغفر ذنب من اذنب فكما تغفر ذنب من اذنب اليك نغفر لك وكما تصفح نصفح عنك فعند ذلك قال الصديق بلى والله بلى والله انا نحب ان تغفر لنا يا ربنا ثم رجع الى مسطح ما كان يصله من النفقة وقال والله لا انزعها منه ابدا بمقابلة ما كان قال والله لا في مقابلة ما كان قال والله لا انفعه بنافعة ابدا ولهذا كان الصديق هو الصديق رضي الله عنه كلام في غاية الجمال من ابن كثير رحمه الله فان الله سبحانه وتعالى بهذه الاية نهى ان يحلف اولو الفضل والسعة عن ان عن ايتاء اولي القربى والمساكين والمهاجرين من اموالهم وامرهم بالعفو والصفح عما سبق ثم قال الا تحبون وهذا كما يقول ابن عاشور استفهام انكاري مستعمل في التحظيظ على السعي فيما به المغفرة وذلك العفو والصفح في قوله وليعفو وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ وهذا دليل ان النفقة والاحسان الى الاقارب والى المساكين والى المحتاجين من اسباب مغفرة الذنوب حتى لو حصل لك ما حصل ولهذا بعض الناس ولهذا بعض الناس يعطي فاذا اساء اليه المعطاء او لم يحسن التعامل معه فانه يغضب عليه ويقطعه اين هم من هذه الاية العظيمة اذى عظيم فالطعن في ام المؤمنين في ابنة ابي بكر وابو بكر ينفق عليه ويحسن اليه وهذه الخاتمة هذه النتيجة شديدة عن النفس ولكن مع ذلك الله جل وعلا قال الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ يعني اغفروا واعفوا عنهم وابشروا بمغفرة الله وعفوه جل وعلا لان الجزاء من جنس العمل ولهذا ختم الاية بقوله والله غفور رحيم غفور يغفر الذنب رحيم يرحم العبد ويرحم الخلق جل وعلا ثم قال الله جل وعلا ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون. يومئذ يوفيهم الله يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين يقول جل وعلا ان الذين يرمون المحصنات قال ابن كثير هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات خرج مخرج الغالب فامهات المؤمنين اولى بالدخول في هذا من كل محصنة ولا سيما التي كانت سبب النزول وهي عائشة بنت الصديق رضي الله عنها فقوله مخرج الغالب يعني يريد الانعام يعني خرج مخرج العموم لم يخص امهات المؤمنين مع ان الخبر كان عن احدى امهات المؤمنين لكن ليس معنى ذلك انه في عموم الناس دون امهات المؤمنين ودون عائشة خاصة؟ لا هن يدخلن في هذا دخولا اوليا وخاصة عائشة رضي الله عنها لانها سبب نزول هذه الايات المباركات قال ابن كثير وهذه فائدة مهمة جدا يا ابناء عائشة رضي الله عنها يقول وقد اجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على ان من سبها بعد هذا يعني من سب عائشة رضي الله عنها بعد هذه بعد نزول هذه الاية قتل على ان من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به الذين ذكروا في هذه الاية فانه كافر. لانه معاند للقرآن. اي نعم القرآن يبرئه وانت تقول لا صحيح تكذب القرآن تعانده تكفيه بحرف واحد من القرآن نسأل الله العافية الكفر فكيف بعشر ايات قال ابن كثير وفي بقية امهات المؤمنين قولان يعني منهم من يقول من سب امهات المؤمنين فانه كافر عائشة ومنهم من قال سبها من سب بقية امهات المؤمنين لا يكون كافرا لكنه مرتكبا ذنبا عظيما. ثم رجح رحمه الله فقال اصحهما انهن كهي ان امهات المؤمنين كهي يعني كعائشة فالحكم واحد والله اعلم قال جل وعلا ان الذين يرمون المحصنات والمحصنات كما مر مرارا انها مأخوذة من الاحصان والاصل احصان المنع المحصنات يعني اللاتي منعن انفسهن انفسهن من الوقوع فيما حرم الله جل وعلا عليهن. فالمراد بهن العفيفات النساء العفيفات الحرائر اللاتي منعن انفسهن فلا يقعن في الفاحشة ايظا غافلات عن الفواحش وهن اللاتي لا علم لهن بما رومين به. غافلات عن الفواحش تاركات لهن ومنها الزنا وايظهن غافلات عن ما رومين به لماذا؟ لانهن لم يخطر ببالهن ولم يفعلنه ولم يفعلنه هذا دليل يعني قوله الغافلات دليل على عدم وقوعهن فيما رمين به لان الذي يفعل الشيء لا يكون غافلا عنه الذي يفعل الشيء لا يكون غافلا عنه. وما دام الله جل وعلا اخبر انهن غافلات هذا اكبر دليل على انهن لم يفعلن ذلك قال جل وعلا المؤمنات نعم لابد ان تكون مؤمنة او المؤمنة بالله ورسوله لان هذا مقتضى الايمان هو منعها يمنعها ويزبرها ويزجرها عما حرم الله عليها ومن ذلك الزنا الذي حرمه الله جل وعلا في كتابه كما مر تقرير ذلك قال لعنوا في الدنيا والاخرة. هذا جزاء الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات اللعنة في الدنيا والاخرة واللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله ولا يطلق اللعن الا على كبيرة اذا جاء ذنب توعد الله عليه او توعد رسوله صلى الله عليه وسلم عليه باللعنة فهو من كبائر الذنوب ولهذا قال ابن عباس وهو التعريف الراجح وهو ما اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية واضاف عليه بعض الاضافات ان الكبائر كل ذنب ختم بلعنة او غضب انه كل ذنب رتب عليه حد في الدنيا او في الاخرة او ختم بلعنة او غضب او نحو ذلك وهو من كبائر الذنوب ولهذا رمي امهات المؤمنين ورمي النساء بالفاحشة من كبائر الذنوب. ومر معنا ايضا بيان معنى قوله يرمون من الرمي يعني يقذفون المؤمنات المحسنات الغافلات يرمونهن الزنا بالفاحشة قال جل وعلا لعنوا في الدنيا والاخرة لشدة هذا الذنب. فلا يكفي لعنهم في الدنيا بل يلعنون في الدنيا مطرودون مبعدون من من وفي الاخرة ايضا مطرودون مبعدون عن رحمة الله وعن جنته وهذا لعظم ذنبهم ولهم عذاب عظيم فوق ذلك في الاخرة بل في الدنيا والاخرة ففي الدنيا يقام عليهم الحد وهذا عذاب وفي الاخرة يجازون على ذلك اشد العذاب يعذبون في النار على ما قاموا به ان لم يتوبوا ويقلعوا عن هذا الذنب العظيم قال جل وعلا يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون اه قبل ذلك ابن كثير ذكر ان فيه خلاف هل هذا الحكم خاص بامهات المؤمنين او انه خاص بعائشة او انه عام ورجح العموم وهو الصواب الذي لا مرية فيه. ان هذه الاية عامة في كل من رمى محصنة في كل من رمى محصنة ويدخل في ذلك امهات المؤمنين وعائشة خاصة كما قررناه في اول الكلام على الاية. ويدل قال ابن كثير وقد اختار ابن جرير عمومها وهو الصحيح ويعبد العموم ما رواه ابن ابي حاتم وهو في الصحيحين ما هو في الصحيحين عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات. قيل يا رسول الله وما هن الموبقات والمهلكات التي توبق صاحبها صاحبها في النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف صلاة الغافلات المؤمنات اذا الحديث دل على العموم اجتنبوا السبع الموبقات المهلكات الصواب هو العموم كما اه قدمناه ثم قال جل وعلا يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون جانب ابن عباس انه قال ان المشركين اذا رأوا انه لا يدخل الجنة الا اهل الصلاة لا يدخل الجنة الا اهل الصلاة قالوا تعالوا حتى نجحد فيجحدون فيختم الله على افواههم وتشهد ايديهم وارجلهم ولا يكتمون الله حديثا آآ ايضا ثبت في مسلم في صحيح مسلم والنسائي من حديث اه انس بن مالك قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال تدرون مما اضحكوا قلنا الله ورسوله اعلم قال من مجادلة العبد لربه يوم القيامة يقول يا ربي الم تجرني من الظلم؟ فيقول بلى. يقول الله بلى. فيقول لا اجيز علي الا شاهدا من نفسي ما ارضى شهادة احد علي يشهد علي الا نفسي قال فيقول جل وعلا كفى بنفسك اليوم عليك شهيدة وبالكرام عليك شهودا. فيختم على فيه يعني على فمه فيختم على فيه ويقال لاركانه انطقي فتنطق بعمله ثم يخلى بينه وبين الكلام يخل بينه وبين الكلام بعد ما شهدت عليه جوارحه فيقول بعدا لكن وسحقا فانكن كنت اناضل يقول لاعضائه واركانه يديه ورجليه ولسانه يقول سحقا بعدا لكن وسحقا الدعاء ابعدكن الله وسحقكن فعنكن كنت اناضل انا كنت اناضل انكن في جحودي وكذبي ولكن لا ينفع هذا الكلام الانسان يوم القيامة تشهد عليه جوارحه بما كان يعمل. فالانسان يتقي الله عز وجل سيشهد عليه سيشهد عليه اعضاؤه لا يظن ان الامور مهملة سدى يفعل ما يشاء لا تشهد عليك يشهد عليك فمك يدك رجلك اعضاؤك تشهد عليك بما عملت فاتق الله في السر والعلن قال جل وعلا يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون ويوم هنا ظرف اي في يوم تشهد عليهم او حين او وقت تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بماذا بالذي عملوه بعملهم لان ما هنا مصدرية او موصولة ما الذي عملوه؟ لان الله جل وعلا لا يظلم احدا ولا تشهد عليه اعضاؤه بشيء لم يفعله. وانما تشهد عليه بعمله الذي قام به قال جل وعلا يومئذ يوفيهم يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق اه الحقيقة هنا اثر عن قتادة اود ان اذكره لكم وتسمعونه في قوله يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم قال قتادة ابن ادم والله ان عليك لشهودا غير متهمة من بدنك فراقبهم واتق الله في سرك وعلانيتك فانه لا يخفى عليه خافية والظلمة عنده ضوء والسر عنده علانية فمن استطاع ان يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل ولا قوة الا بالله ثم قال جل وعلا يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق. قال ابن عباس دينهم اي حسابهم وكل ما في القرآن دينهم اي حسابهم اي حسابهم. وكذا قال غير واحد نعم مالك يوم الدين يعني يوم الجزاء والحساب. فهنا يومئذ يوفيهم الله دينهم يعني حسابهم وجزاءهم والحق هذه هي قراءة الجمهور بنصب الحق راجع على دينهم حسابهم الحق حقا لا زيادة فيه ولا ظلم ولا بخس وهناك قراءة لكنها قرأ بها مجاهد بالرفع لكنها قراءة شاذة فكأنه يريد ان يجعل الحق نعت لله يومئذ يوفيهم الله الحق دينهم وهذا فيه نظر لان القراءة شادة وايضا الله اخبر انه الحق في اخر الاية والاصل حمل الكلام على التأسيس لا على التأكيد يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين المونا علم اليقين ان الله هو الحق جل وعلا فهو الحق وقوله حق ووعده حق وحكمه حق قال ابن كثير اي وعده ووعيده وحسابه هو العدل الذي لا جور فيه نعم المبين البين الواضح لا يخفى على احد لانه جل وعلا عدل ولانه جل وعلا هو الحق بنفسه ورحمته سبقت عذابه ولهذا قال بعض المفسرين الحق المبين قال الذي يبين لهم حقائق ما كان يعدهم في الدنيا من العذاب والاية اشمل من ذلك ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد