الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة النور الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات اولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم هذه الايات المبارك او هذه الاية المباركة هي في سياق قصتي الافك التي رميت بها ام المؤمنين وما تبع ذلك من قطع ابي بكر الصديق النفقة عم مسطح بن اثاثة ما اخبر الله به بعد ذلك من شدة العذاب للذين يرمون المحصنات الغافلات وانى له وانهم ملعونون في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم ويوم القيامة تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون ويوفيهم الله دينهم الحق جل وعلا لانه الحق المبين بعد تلك الايات قال جل وعلا هذه الاية الخبيثات للخبيثين قد اختلف العلماء في معنى قوله الخبيثات للخبيثين على قولين مشهورين على قولين ورجح بعضهم العموم فصارت ثلاثة اقوال والقول الاول وهما قاله ابن عباس فغيره بل نسبه ابن حجر في الفتح للجمهور قال الخبيثات من القول الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من القول والطيبات من القول للطيبين من الرجال والطيبون من الرجال للطيبات من القول قال ونزلت في عائشة واهلي الافك فهذا هو القول الاول يعني يجعل ان الخبيثات هنا راجع على القول الخبيثات يعني الاقوال الخبيثات وكذلك الاقوال الطيبات وانها تكون للخبيثين من الرجال والنساء فجعل الخبث هنا راجع على الاقوال نعم وهذا القول قال به ايضا مجاهد وعطاء وسعيد بن جبير والشعبي والحسن البصري والضحاك واختاره ابن جرير الطبري ايوة بقى ووجهه الى ان ووجهه الى ان المراد به الكلام القبيح اولى باهل القبح من الناس والكلام الطيب اولى بالطيبين من الناس فما نسبه اهل النفاق الى عائشة ام المؤمنين من كلام هم اولى به وهي اولى بالبراءة والنزاهة منهم ولهذا قال اولئك مبرؤون مما يقولون اولئك مبرءون مما يقولون وهذا القول هو قول الجمهور كما قدمنا وقول جمهور اهل العلم والقول الثاني قال به عبدالرحمن بن زيد بن اسلم ومن معه قالوا المراد الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء والطيبات من النساء للطيبين من الرجال والطيبون من الرجال للطيبات من النساء فصار عندنا قولين وذهب ابن القيم الى العموم وهو ان الاية تشمل الاقوال والافعال تشمل الاقوال والافعال قال الامير الشنقيطي رحمه الله في دفع ايهام الاضطراب عن ال الكتاب طالما حاصله ان في معنى الاية وجهين للعلماء الاول قال به ابن عباس وروي عن مجاهد واعطاه سعيد ابن جبير والشعبي والحسن البصري وحبيب بن ابي ثابت والظحاك كما نقله عنهم ابن كثير واختاره جرير ان معناها الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من القول. والطيبات من القول للطيبين من الرجال والطيبون من الرجال للطيبات من القول اي فما نسبه اهل النفاق الى عائشة من كلام خبيث هم اولى به وهي اولى بالبراءة والنزاهة منهم ولهذا فقال تعالى اولئك مبرؤون مما يقولون ثم قال وبناء على هذا فلا تعارض اصلا بين الايات. لانه رحمه الله اورد قول الله آآ جل وعلا ضرب الله مثلا الذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط وقوله وظرب الله مثل الذين امنوا امرأة فرعون حيث ذكر الله عز وجل ان امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين فهما خبيثتان فكيف تكونان للطيبين لنبيي الله نوح ولوط يعني كأن هذا ظاهر هذا يعارض الاية لان هنا اخبار ان الطيبات للطيبين والخبيثات للخبيثين فذكر الامين الشنقضي رحمه الله القولين والقول الاول لا لا تتعارض الاية معه اذا حمل الطيبات والخبيثات هنا على الاقوال فانها لا تتعارض مع مع هاتين الايتين في اخر سورة التحريم واما اذا قلنا ان المراد به النساء اي النساء الخبيثات للخبيثين والطيبة الطيبين فهنا يرد الاشكال الذي اورده رحمه الله واجاب عنه بما حاصله ان هذا من العام المخصوص ان الاية ان الايتين او ان الاية هنا عامة الطيبات الخبيثات للخبيثين للطيبات للطيبين ولكنها من المخصوص فيما دل عليه النص هكذا قال رحمه الله والاظهر والله اعلم هو القول الاول ان ان معنى الاية الخبيثات من الاقوال تليق بالخبيثين قصة الافك رمي عائشة بالفاحشة هذه تليق بعبدالله بن لؤي وامثاله والخبيثون من الرجال او من الناس لهم الاقوال الخبيثة تليق بهم وتنطبق عليهم وتخصهم وهم بها وهم اولى بها والطيبات من القول للطيبين فبراءة ام المؤمنين ونزاهتها والكلام الطيب يليق بالطيبين فهذا يليق بعائشة الكلمات الطيبة كلام الطيب الكلمات الطيبات وهي براءة عائشة وسلامتها من الاثم لعائشة وتليق بها وتنطبق عليها والطيبون للطيبات ايظا الطيبون من الناس يليق بهم الطيبات من الاقوال واللام هنا للاستحقاق يستحقونه وهم اهلها وهذا هو القول الراجح لانه قال اولئك مبرؤون مما يقولون فهذا كالتفسير لما قبله لما ذكر الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات قال اولئك مبرؤون مما يقولون اي اولئك الطيبون وهم من رموا بالفاحشة عائشة ومعها صفوان مبرؤون منزهون عما يقول اهل اهل الافك والعدوان ولهذا يقول الطبري الطيبون من الناس مبرءون من خبيثات القول وان قالوها فان الله يصفح لهم عنها ويغفرها لهم وان قيلت فيهم ضرت قائلها ولم تضرهم فهذا هو الارجح في معنى الخبيثات للخبيثين الطيبات نعم. والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ان المراد به الاقوال وذكر ابن ابن جرير في تفسيره ان بعضهم قال الافعال فكأنه يقول الاقوال والافعال الطيبات للطيبين لكن سبب نزول الاية يدل على ان المراد به القول وقوله ايضا اولئك مبرؤون مما يقولون مما يقولون. دل على ان المراد به القول والله اعلم فيكون المعنى على هذا الخبيثات الكلمات الخبيثات للخبيثين هما واللام للاستحقاق هم المستحقون لها وهم اللائقة بهم والخبيثون من الرجال هم المستحقون للخبيث من الكلمات والطيبون والطيبات من الكلمات تستحق او يستحقها الطيبون وهي نصيبهم والطيبون من الرجال والنساء لهم الكلمات الطيبات والثناء العاطر ويدخل في ذلك دخولا اوليا ما رماه اهل الافك من الكلام الخبيث بام المؤمنين فانهم اولى به وهم اهله وعائشة مبرأة منه ولها الطيب من الكلمات وهي البراءة والنزاهة والسلامة فهي زوجة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والصديقة بنت الصديق قال اولئك مبرؤون مبرؤون مما يقولون عائشة صفوان ابن المعطل مبرؤون من هذه مما يقوله اولئك المنافقون وعلى رأسهم عبدالله بن ابي فهم منزهون عن ذلك منزهون مما رموا به ولهم مغفرة لذنوبهم يغفر الله جل وعلا لهم ذنوبهم وهذا وعد من الله ولهم رزق كريم في الجنة فهذا وعد من الله جل وعلا يقول ابن كثير بعد ان ذكر قول عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم ان المراد الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال الخبيثات من النساء قال بعد ذلك وهذا ايضا يرجع الى ما قاله اولئك باللازم اي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الا وهي طيبة لانه اطيب من كل طيب من البشر ولو كانت خبيثة لما صلحت له لا شرعا ولا قدرا ولهذا قال اولئك مبرؤون مما يقولون اي هم بعداء عما يقوله اهل اهل الافك والعدوان لهم مغفرة اي بسبب ما قيل فيهم من الكذب ورزق كريم اي عند الله في جنات النعيم. وفيه وعد بان تكون زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ثم ذكر آآ اثرا وبعض الاحاديث لكن آآ كلها لا يصح شيء منها ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها ذلكم خير لكم لعلكم هذه الاية كما قال ابن كثير قال هذا هذه اداب شرعية ادب الله بها عباده المؤمنين. وذلك بالاستئذان امر الله المؤمنين الا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم حتى يستأنسوا قبل الدخول ويسلم بعده وينبغي ان يستأذن ثلاثا فان اذن له والا انصرف كما ثبت في الصحيح ان ابا موسى حين استأذن على عمر ثلاثا فلم يؤذن له انصرف ثم قال عمر الم اسمع صوت عبد الله ابن قيس يستأذن وهو ابو موسى الاشعري ائذنوا له فطلبوه فوجدوه قد ذهب فلما جاء بعد ذلك قال ما رجعك ما رجعك قال اني استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا استأذن احدكم ثلاثا فلم يؤذن له فلينصرف فقال عمر لتأتين على هذا ببينة والا اوجعتك ضربا فذهب الى ملأ من الانصار فذكر لهم ما قال عمر فقالوا لا يشهد لك الا اصغرنا فقام معه ابو سعيد الخدري فاخبر عمر بذلك فقال عمر الهاني عنه الصفق بالاسواق اي الاشتغال بالتجارة وهذا من ورعه رضي الله عنه فالحاصل ان ابن كثير يقول ان هذا ادب من هذه الاية فيها ادب ادب الله به عباده المؤمنين في الاستئذان فناداهم بوصف الايمان يا ايها الذين امنوا لان المؤمن هو الذي يمتثل ما سيأتي من امر او نهي وهو الذي يستجيب لامر الله ورسوله وهو الحريص على ما يؤمر به على على امتثال ما يؤمر به وينتهي عن ما نهي عنه كما قال ابن مسعود اذا سمعت يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم غير بيوتكم وهذا الدليل على ان بيت الانسان يختلف عن غيره وان كان يشرع ايوة بقى اعلام اهله وايناسهم كما سنذكره ان شاء الله بعد ذلك لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها اختلف العلماء في في معنى قوله حتى تستأنسوا فقالوا الاستئناس هو الاستعلام والاستخبار اي حتى تستألموا من في البيت والمعنى حتى تعلموا حتى تعلموا او حتى تعلموا ان صاحب البيت قد علم بكم وتعلم انه قد اذن بدخولكم ومنه قوله انس مين فان انستم منهم رشدا وذكر السلف الطوائف من السلف ان معنى ذلك الاستئناس قالوا هو بالتنحنح او التنخم وما اشبه ذلك حتى يعلمون انكم تريدون الدخول يعني اذا جاء عند الباب يتنحنح او يقرع الباب قرعا يسيرا او يتنخم كما لو انه تنخم في منديل او نحوه واظهر الصوت حتى يعلموا وينتبهوا ثم يقول السلام عليكم ثم يقول السلام عليكم ويستأذن. اادخل هذا هو القول الاول يعني ان الاستئناس المراد به طلب الانس وهو فعل بعض الشيء اما تنحنح او تنخم او قرع باب حتى يستأنس اهل البيت ويعلمون وينتبهون فيطمئنون اليه فيأذنون له بالدخول. هذا هو القول الاول والقول الثاني ان معنى حتى تستأنسوا اي حتى تستأذنوا حتى تستأذن ولهذا جاءني ابن عباس انه كان يقول طبعا هذا غير مسلم لكن نذكره كما ذكره ابن جرير وابن كثير انه كان يقول لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا قال انما هي خطأ من الكاتب حتى تستأذنوا وتسلموا يقول يعني انها تستأنس خطأ من الكاتب حينما كتب المصحف وجاء ايضا عن ابن عباس انه كان يقرأها على قراءة ابي ابن كعب حتى استأذنوا وتسلموا واذا جاء في مصحف ابن مسعود حتى تسلموا على اهلها وتستأذنوا لكن اولا هذه كلها قراءات شاذة ولا تعارض القراءة المتواترة الراجحة بقراءات شاذة لكن يستفاد منها في التفسير استفادوا بهذه القراءات الشاذة في تفسير اه الاية واما قول ابن عباس هذا فهو ضعيف عنه اصلا لانه من رواية العوفي عن ابن عباس وهو معروف طريق ضعيف لا يصح فلا يعول عليه ولكن لو صح ان ابن عباس قال اخطأ الكاتب يقال هذا اجتهاد منه رضي الله عنه ولا يسلم له ذلك فان الله قد حفظ القرآن فلم يزد فيه ولم ينقص اه فما هو الراجح من هذين القولين يعني الانصار عندنا قول بان المراد بالاستئناس هنا ان المراد بالاستئناف المراد بالاستئناس الاستئناس على ظاهره والمراد احداث بعض الافعال او الاقوال او الاصوات التي تنبهوا اهل البيت فيأنس للداخل ويطمئنوا حتى يأذنوا له بالدخول ومنهم من قال ان الاستئناس هو الاستئذان هو الاستئذان لكن هذا يرد عليه اشكال يرد عليه اشكال ما هو انه قال حتى تستعيزوا وتسلموا ومعلوم ان فذكر السلام بعد ذلك ومعلوم ان الاستئذان في السنة جاء بعد الاستئذان ان الاستئذان جاء بعد السلام. ولهذا كان يقول علم النبي وسنذكره ان شاء الله. النبي صلى الله عليه وسلم يقول علموا هذا كيف يستأذن وقل السلام عليكم اادخل السلام عليكم اادخل يعني جاء الاستئذان بعد السلام وهنا اه يترجح والله اعلم ان القول الراجح هو قول الجمهور ان المعنى حتى تسلموا وتستأذنوا طيب ظاهر الاية هو لا شك ان ظاهر الاية معتبر هذا هو الاصل ولا يقال في الاية تقديم ولا تأخير لان الاصل ان الاية لا تقديم فيها ولا تأخير لكن اذا قامت القرينة التي تدل على خلاف ذلك يشار اليها والادلة على هذا كثيرة يعني يعني اقوى الادلة عندنا ما جاء وثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم علم بعض اصحابه الاستئذان بل هو كان بنفسه يسلم اولا وعلم بعض اصحابه اكثر من رجل ان يقول السلام عليكم اادخل والنبي صلى الله عليه وسلم يبين القرآن ويفسره لتبين للناس ما نزل اليهم من ربهم وبناء على هذا نصير الى ما ذكره الامير الشنقيطي رحمه الله من ان الواو هنا لمطلق التشريك يعني ليست للعطف فليس معناه ان السلام معطوه على الاستئناس فيكون الاستئناس اولا ثم السلام ثانية. لا وانما الواو تقتضي مطلق التشريك فالعطف بالواو لا يقتضي الترتيب الا اذا قامت قرينة على ذلك اذا قامت قرينة على ان الواو تفيد الترتيب كقوله جل وعلا ان الصفا والمروة من شعائر الله دل قول النبي صلى الله عليه وسلم ابدأوا بما بدأ الله به او ابدأوا بما بدأ الله به فبدأ بالصفا لكن مجرد مجيئها لا يدل على الترتيب وهذا كثير في القرآن كما في قوله جل وعلا يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين والركوع قبل السجود معلوم وقوله جل وعلا ومنك ومن نوح ونوح قبل نبينا صلى الله عليه وسلم وهذا معروف يقال ان الاية هنا فيها تقديم وتأخير تقدير الكلام لا تدخلوا بيوتا حتى تسلموا وتستأذنوا حتى تسلموا وتستأذنوا واما من قال ان المراد بهن التنحنح وما شابه ذلك فهذا لا شك ان له وجه من النظر لكن ظاهر السنة فعل النبي صلى الله عليه وسلم هو البدء بالسلام ثم بعد ذلك الاستئذان والسلام يحصل به الاستئناس لان السلام معناه السلامة الامن لك من اسماء الله معناه الامن لك فهذا ايناس لصاحب البيت لما يأتي واحد فيقول السلام عليكم هذا ايناس له لانه بدأ باسم السلام الذي هو الامن والامان وهذا هو الاظهر والله اعلم ما قاله الامير الشنقيطي رحمه الله من معه من اهل العلم ان الاية من قبيل المقدم والمؤخر فتسلموا مقدمة كل معنى على تستأنس وان كانت تستأنسه قد قدمت عليها بالذكر في الاية مما يدل على ذلك وان السنة ان الانسان عليه ان ان يسلم ويستأذن الحديث الذي قدمناه في الصحيحين حديث ابي موسى واستئذانه على عمر انه قال السلام عليكم السلام عليكم السلام عليكم ولم يقل غيرها وكذلك ما رواه الامام احمد بسند صحيح اه كما يقول الالباني في اداب الزفاف ومختصر العلو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة فقال السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال سعد وعليك السلام ورحمة الله ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلم النبي ثلاثا ورد عليه سعد ثلاثة ولم يسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه سعد فقال يا رسول الله بابي انت وامي ما سلمت تسليمة الا وهي باذني ولقد رددت عليك ولم اسمعك واردت ان استكثر من سلامك ومن البركة ثم ادخله البيت فقرب اليه زبيبا فاكل نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ قال اكل طعامكم الابرار وصلت عليكم الملائكة وافطر عند الصائمون ورواه ابو داوود والنسائي من حديث ابي عمرو الاوزاعي بسند آآ قال عنه ابن كثير هذا حديث جيد قوي وصححه ايضا الالباني في اداب الزفاف اه عن قيس بن سعد ابن عبادة قال زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال السلام عليكم ورحمة الله. فرد سعد يعني سعد بن عبادة ردا خفيا. قال قيس فقلت الا تأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيس هذا ابنه ابن سعد. فقال دعه يكثر علينا من السلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله فرد سعد ردا خفيا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه سعد فقال يا رسول الله اني كنت اسمع وتسليمك وارد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام قال فانصرف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر له سعد بغسل فاغتسل ثم ناوله بملحفة مصبوغة بزعفران او ورس فاشتمل بها ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول اللهم اجعل صلاتك ورحمتك على ال سعد بن عبادة ثم اصاب رسول الله عليه وسلم من الطعام فلما اراد الانصراف قرب اليه سعد حمارا قد وطئ عليه وطأ وطأ عليه وطئ بقطيفة ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد يا قيس سعد بن عبادة يقول لابنه قيس اسحب اسحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قيس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اركب فابيت فقال اما ان تركب واما ان تنصرف. قال فانصرفت اذا هذا يدل على الاستئذان ايضا مما يدل عليه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما جاءه عبدالله بن بصر او قال عبدالله بن بصر كان اذا اتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الايمن او الايسر ويقول السلام عليكم السلام عليكم لاحظ السلام عليكم السلام عليكم وايضا روى الامام احمد بسند صححه الالباني في صحيحه الترمذي عن كلدة ابن الحنبل ان صفانا ابن امية بعثه في الفتح يعني بعد ما اسلم صفوان ابن امية ارسله او بعثه بلبأ وجداية وضغابيس بلبأ اللبأ اه هو اللبن اول ما تلد الشاة في الحلبة الاولى وقد يكون الثانية والثالثة. يسمى لبأ ولا يكون لبنا خالصا ويؤكل اكلا لا يشرب شربا وجداية والجداية هي اولاد الظباع الصغار يعني ابي ظبي صغير عمره ستة اشهر وظغابيس والظغابيس صغير القثاء القثال معروف قثاء يؤكل قال والنبي صلى الله عليه وسلم باعلى الوادي قال فدخلت عليه ولم اسلم ولم استأذن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فقل السلام عليكم اادخل وذلك بعدما اسلم صفوان. ورواه ابو داوود والترمذي والنسائي. اذا علمه الاستئذان كيف يستأذن وكذلك ايضا عن ربعي قال وكذلك اخرج ابو داوود بسند صححه الالباني في صحيح داوود الصحيحة عن ربعي قال حدثنا رجل من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فقال االجوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه اخرج الى هذا فعلمه الاستئذان فقل له قل السلام عليكم اادخل؟ فسمعه الرجل؟ فقال السلام عليكم ادخل؟ فاذن له النبي صلى الله عليه واله وسلم وكفى في هذه اه بيانا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ان السنة ان الانسان يسلم ثم يستأذن بعد ذلك فتكون الاية والله اعلم من قبيل اه التقديمي من قبيل المقدم والمؤخر فالاستئناس وان ذكر اولا فهو مؤخر والتسليم وان ذكر ثانيا فهو مقدم فيكون معنى الاية حتى تسلموا وتستأنسوا او تستأذن ومن قال بان المراد بالاستئناس يعني احداث بعض الصوت او لينتبه له فلذلك وجه من النظر واكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد