بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فكنا قد انتهينا في الدرس او في اخر درس القيناه الى قوله جل وعلا او التابعين غير اولي الاربة من الرجال وكنا نشرح قوله جل وعلا في سورة النور وقل للمؤمنين وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليظربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا الا لبعولتهن او ابائهن او اباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن او اخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن او التابعين غير اولي اربتي من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن توبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون وكنا قد تكلمنا على معظم اه احكام هذه الاية المباركة الكريمة. وكان اخر ما تكلمنا عليه قوله جل وعلا او التابعين غير اولي الاربط اول اربة من الرجال ذكرنا ان المراد آآ غير اولو الاربا اه انهم كما قال ابن كثير قال هم كالاجراء كالاجراء والاتباع الذين ليسوا باكفاء وهم مع ذلك في عقولهم ولهن وخوف اي تكسر ولا هم لهم الا النساء ولا يشتهونهن وقال ابن عباس فغيري اولي الاربة هو المغفل الذي لا شهوة له وقال المجاهد هو الابله وقال عكرمة هو المخنث الذي لا يقوم ذكره وكذا قال غير واحد من السلف و اولي القربة الاصل في الاربة هي الحاجة هي الحاجة المراد انهم غير اولي الاربا يعني غير اصحاب حاجة بالنساء لا يشتهونهن ولا يرغبون في اتيانهن ولهذا اولي قربة هو من اجتمع فيه امران التبعية يعني الذين يتبعون الانسان كما قال ابن الطبري قال الذين يتبعونكم لطعام يأكلونه عندكم مما مما لا ارب له في النساء من الرجال ولا حاجة به اليه ان ولا يريدهن فيكون تبع يعني يتبعك معك يأتي اليك دائما او يعيش عندك في بيتك وهو لا حاجة له في النساء فالاول التبعية والثاني عدم الرغبة في اتيان النساء وذلك مثل المجبوب الذي قد جب ذكره او العنين الذي لا يقوم ذكره او الشيخ الهرم كبير السن وما اشبه ذلك ولكن اذا كان يتكلم بامور النساء حتى ولو كان يظهر منه انه من غير اولي الاربة فانه يمنع منه ويدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة ان مخنثا كان يدخل على اهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يعدونه من غير اولي الاربة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينعت امرأة انها اذا اقبلت اقبلت باربع واذا ادبرت ادبرت بثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ارى هذا يعلم ما ها هنا لا يدخلن عليكم فاخرجه فكان بالبيداء يدخل كل يوم جمعة يستطعم وايضا جاء في الصحيحين نحو ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ام سلمة وعندها مخنث ينعت امرأة والمخنث بفتح النون وكسره. يقال المخنث والمخنث وهو الذي يشبه النساء في اخلاقه وكلامه وحركاته كما اشار الى ذلك النووي قال وعندها عبدالله بن ابي امية يعني اخاها والمخنث يقول يا ابا يا عبد الله ابن ابي امية ان فتح الله عليكم الطائف غدا ان فتح الله عليكم الطائفة غدا فعليك بابنة غيلان فانها تقبل باربع وتدبر بثمان فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لام سلمة لا يدخلن هذا عليك ومعنى قوله تقبل باربع وتجدد بثمان كما قال ابو عبيد وسائر العلماء معنى ذلك ان ان لها اربع عكن والعكن جمع عكنة وهي الطيء وهي الطي في البطن من السمن وثمان عكن قالوا معناه ان لها اربع عكن تقبل بهن من كل ناحية ولكل واحدة طرفان فاذا ادبرت صارت الاطراف ثمانية والله اعلم فالحاصل انه اذا كان يظهر انه من غير اولي الاربة لكن ظهر من كلامه او رأينا من نظراته ما يدل على انه يعتني بهذه الامور او يصف لغيره فيمنع من هذا او يجب ان تتحجب المرأة منه ولا يدخل عليها ثم قال جل وعلا او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ايوا هذا مما لا جناح على المرأة ان يدخل عليها لا جناح على المرأة ان تبدي زينتها له ويدخل عليها والمراد بالطفل. الطفل هنا اسمه جنس الطفل هنا اسمه جنس ليس المراد طفل واحد وانما جنس الاطفال ولهذا قال بعده الذين فاتى بالجمع ولهذا يقول السمين الحلبي والطاهر بن عاشور الطفل يطلق على الواحد والاثنين والجمع تدل بقوله ثم نخرجكم طفلا نخرجكم طفلا واحدا لا اطفالا لكن الطفل يطلق على الواحد ويطلق على الاثنين ويطلق على الجمع هذه لغة العرب قوله هنا الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء قيل هم الذين لم يطلعوا عليها وهذا اشارة الى خلو قلو بالهم من الشهوة من شهوة النساء وقال السعدي هو دون التمييز وقال الطبري الذين لم يكشفوا على عورات النساء بجماعهن في ظهر عليها بصغرهم ونحو ذلك قال ابن قال ابن كثير قال اي يعني لصغرهم لا يفهمون احوال النساء وعوراتهن من كلامهن الرخيم وتعطفهن في المشية وحركاتهن وسكناتهن فاذا كان الطفل صغيرا لا يفهم ذلك فلا بأس بدخوله على النساء فاما ان كان مراهقا او او قريبا منه بحيث يعرف ذلك ويدريه ويفرق بين الشوهاء والحسناء فلا يمكن من الدخول على النساء وقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اياكم والدخول على النساء نحذر قالوا يا رسول الله ارأيت الحمو؟ قال الحمو الموت والسعدي يقول دون التمييز والتمييز يحصل في سن السابعة سن السادسة والسابعة قد يكون مميزا وقد لا يكون مميزا فاذا كان مميزا فانه يمنع ان يميز الامور وربما يصفها لغيره اه وهذا من حرص الاسلام على بعد المرأة عن الرجال وعمن يظهر حالها ويتكلم به وينشره للغيب لان هذا يكون من اسباب الفتنة هذا يدل على وجوب الحجاب اذا كان الطفل اذا كان مميز يمنع من الدخول على المرأة تمنعه ولا تلقي ولا تكشف حجابها عنده فكيف اذا كان كبيرا او خرجت المرأة الى السوق او للرجال البالغين هالعلة موجودة فيجب على المسلمين ان يحجبوا نسائهم ونحن سبق ان تكلمنا عن الحجاب واذكر بان الحجاب لا يختلف العلماء لانه افضل حتى العلماء الذين يقولون ان الحجاب ليس بواجب لا يمانعون في انه سنة بل يرون انه هو السنة وهو الافضل لكن هل الحجاب على على وجه الوجوب او على وجه الاستحباب لكن لا يختلفون بانه الافضل والاكمل والاحسن اما وجوبا واما استحبابا ومع كثرة الفتن الان والشر وانفلات الامور يجب الولي ان يحافظ على موليته وان يعودها على الحجاب وان يأمرها به لان هذا صيانة لها صيانة لها من النظرات الخبيثة الفاسقة لانك ما تستطيع ان تملك اعين الناس في الشارع او في في مكان العمل او في المستشفى او غيره من ان لا ينظروا الى امرأتك ما تستطيع لكن اذا تحجبت اغلقت باب الشر والله امر به امهات المؤمنين الطاهرات المطهرات ابعد النساء عن الريبة وابعد النساء عن الشر بل كما سبق ان اشرنا انه لا يجوز لهن ان يتزوجن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يمكن ان يحصل الزواج بهن آآ مع ذلك امرهن بالحجاب وليس هذا خاص بهن كنا اقرب الى العفاف والطهر وابعد من الوقوع فيما حرم الله ومع ذلك امرنا بالحجاب فغيرهن من باب عولة واحرى قال جل وعلا ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن هذا نهي للنساء ان يضربن بارجلهن يعني بعد ان امرهن بغض ابصارهن وحفظ فروجهن وعدم ابداء الزينة الا ما ظهر منها وبعد امرهن بضرب الخمر على جيوبهن وعدم ابداء زينتهن الا ذي جنس معين للازواج والاباء واباء الازواج والابناء امرهن او نهاهن عن الضرب بالارجل من اجل ان تعلم زينتها الباطنة قال ابن كثير كانت المرأة في الجاهلية اذا كانت تمشي في الطريق وفي رجلها خلخال صامت صامت يعني ساكت ما يسمع له صوت وفي رجلها خلخال صامت لا يسمع صوته ضربت برجلها الارظ فيعلم فيعلم الرجال طنينه يعني صوته فنهى الله المؤمنات عن مثل ذلك وكذلك اذا كان شيء من زينتها مستورا فتحركت بحركة لتظهر ما هو خفي دخل في هذا النهي لقوله تعالى ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن يعني نهى عن ان تضرب برجلها فيسمع صوت الخلخال فيدعو الى الانتباه اليها وتطلع النفس اليها ويدخل في ذلك كل شيء خفي في المرأة لا ينبغي ان تعمل عملا لتظهره او تفطن الرجال له او تشعر الرجال به قال ابن كثير ومن ذلك ايضا انها تنهى عن التعطر والتطيب عند خروجها من بيتها ليشتم الرجال طيبها فقد قال ابو عيسى الترمذي حدثنا محمد بن بشار وساق بسنده عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال كل عين زانية كل عين زانية قال والمرأة اذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية قال وفي الباب عن ابي هريرة وهذا حديث حسن صحيح يعني صح الحديث وكذلك صححه الالباني ورواه ابو داوود والنسائي من حديث ثابت ابن عمارة ولفظه عند النسائي اي ما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية لكن المراد هنا زنا النظر زنا دون زنا ليس الزنا الذي هو الزنا بالفرج لكنه يسمى زنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم العين تزني واليد تزني وبين ان زين العين هو النظر هذا يحتم على الانسان ان يغض بصره ان يسلم من هذا الذنب هي الامر خطير وكذلك يجب على المرأة ان تحذر من التطيب اذا اردت الخروج وهي مظنة ان تلتقي بالرجال وتركب مع السائق يجد ريحها وتركب مع زوجها لكن معهم رجل اجنبي عنها او سيارة يجتمع فيها اناس كثر لئلا يشم الطيب منها. ولهذا جاء في الحديث الذي رواه ابو داوود والنسائي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اي اي ما امرأة اصابت بخورا فلا تشهدن معنا العشاء اي العشاء الاخرة والحديث صححه الالباني لانه يلفت اليها ويجعل نفوسنا تتطلع اليها وهذه كلها وسائل الى الشر سائل الى تعلق القلوب وربما يكون سببا للوقوع فيما حرم الله وهذا من سد الذرائع وهذا الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم ارشد اليه الله جل وعلا في كتابه ونبيه ولا يقال هذا تشدد كل شيء سد الذرائع هذا ما نطقت به الشريعة نطق به القرآن والسنة فاذا قال الانسان ما دل عليه الكتاب والسنة كيف يطعن فيه؟ بل يجب ان يشكر ويذكر له ذلك يقال فهم فهما صحيحا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابو داوود وحسنه الالباني وغيره عن حمزة ابن ابي اسيد الانصاري عن ابيه ابو اسيد الانصاري رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج من المسجد وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال فقال صلى الله عليه وسلم للنساء استقهرن فانه ليس لكن ان تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى ان ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به انظر ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اولا بحكم ان المسجد واحد فلما خرج الرجال والنساء مع بعضهم حصل اختلاط هذه المرأة تريد تذهب الى الجهل مثلا اليسرى بتضطر ان تمشي بهذا الاتجاه ورجل مثلا يريد ان يذهب الى الجهة اليمنى فحصل نوع اختلاط ها ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال استأخرنا استأخرنا يعني تأخرنا ولا تحققنا الطريق تحققني ان لا تتوسطنا الطريق تمشين مع وسط الطريق عليكن بحافات الطريق اترك العواص الطريق للرجال انت ابتعدي خليكي في حافة الطريق ولهذا فهمت النساء واقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك اقرهن انهن كن تلتصق بالجدار حتى ان ثوبها يتعلق بالجدار نعم هكذا ارشد النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا حرم الاختلاط مع انهن الذي يظهر على الجميع انهم اهل تقى اتوا للصلاة كلهم صلوا والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر مع ذلك سد النبي صلى الله عليه وسلم الذرائع هذه هي نصوص الشريعة ومن خالف ذلك لا يهمنا مخالفته على نفسه لكن يبين الحق للناس لمن اراد الخير لان لا يغتروا بكثرة كلام المتكلمين في مثل هذا و ايضا روى ابو داوود بسند حسن حسنا لغيره كما يقول الالباني ورواه ايضا ابن ماجة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه لقيته امرأة وجد منها ريح الطيب ولذيلها اعصار ذيلها لانها لبست جلبابا غطى بدنها وايضا ارخته سدلته على الارض حتى لا تظهر حتى قدميها يغطي قدميها وجزء منه يسحب مع الارض. فاذا مشت تسحبه مع الارض فيثير الغبار لاحظ متحجبة تحجبا تاما قال ولديلها اعصار فقال يا امة الجبار يا امة الله جئت من المسجد يعني اجئت استفهام قالت نعم قال لها وله تطيبت ها قصدها سليم فهم انها او سألها المقرر لها انها تطيبت من اجل ذهابها الى المسجد قالت نعم قال اني سمعت حبي ابا القاسم صلى الله عليه واله وسلم يقول لا يقبل الله صلاة امرأة تطيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة سبحان الله هذه هي تعاليم الاسلام وهذا والله هو الخير للمرأة ولتبشر والله ان هذه هذه النصوص وهذه الاحكام لاجل حمايتها وصيانتها. ولاجل ان تدخل جنة ربها وتعيش عيشة طيبة سعيدة نقية هنية في هذه الدنيا وتنتقل الى رضوان الله جل وعلا في جنة الخلد فافرحنا بهذا واغتبطنا به يا نساء المؤمنات واياكن ان يقع في نفوسكن ان هذا من سلب حرية المرأة او من كبتها لا والله هذه احكام الذي خلقها واوجدها جل وعلا واحكام رسول الله الذي ارسله الله بالهدى ودين الحق قال جل وعلا وتوبوا الى الله ايها المؤمنون لعلكم تفلحون امر بالتوبة لان الانسان لابد ان يقع في المعصية. كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون لكن عليه ان يتوب الى الله عز وجل ويكثر وقد ذكرنا هذا الموضوع مرارا وتكرارا ان السنة الاكثار من الاستغفار والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول صبيحة كل يوم استغفر الله مائة مرة وكان يستغفر في في المجلس الواحد كما قال الصحابة في المجلس يستغفر الله في المجلس الواحد اكثر من مئة مرة. يقول ربي اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور وقال توبوا الى الله واستغفروه فاني اتوب الى الله في اليوم اكثر من سبعين مرة بعض الالفاظ مئة مرة الصفار والتوبة بمعنى اذا انفرد الانسان يتوب الى الله دائما فيكون الاستغفار والتوبة على لسانه اللهم اغفر لي وتب علي اللهم اغفر لي وتب علي استغفر الله واتوب اليه جميعا ليس خاص بالرجال ولا بالنساء ولا بالكبار ولا بالصغار هل مكلفون كلهم مأمورون بهذا ثم قال ايها المؤمنون لانكم انتم الذين تستجيبون للاوامر لعلكم تفلحون لعلكم تفلحون تنالون الفلاح وهو الفوز بالمطلوب والظفر به والنجاة من المرهوب ويحصل لكم ادراك ما تريدون من الخير فالتوبة من اسباب الفلاح والنجاة ثم قال جل وعلا وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم وانكحوا وانكحوا اي زوجوا انكحوا اي زوجوا والخطاب هنا للاولياء اي ايها الاولياء زوجوا اولادكم وبناتكم وقيل ان الخطاب هنا الازواج وهذا فيه نظر لو كان الازواج لقال وانكحوا انتم ما قال انكحوا انكحوهم قال انكحوا انتم ومناسبة هذه الاية مع ما قبلها كما قال وصاحب التحرير والتنوير ابن عاشور قال اردف اوامر العفاف بالارشاد الى ما يعين عليه الايات السابقة الايتان السابقتان كلاهما بالامر بالعفاف اما الرجاء الرجال يغضوا ابصارهم ويحفظوا فروجهم وامر النساء يغضن ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها ولا يظن ان بخمورهن ولا يبدين زينتهن الا الى غير ذلك. مما مر كل ذلك امر بالعفاف تستعف المرأة والرجل بعد ذلك اردفه اردف الامر بالافاف الى ما يعين عليه ما الذي يعين على العفاف وعدم الوقوع في الفاحشة الزواج قال وانكحوا الايامى والايامى جمع ايم الايام جمع ايم وهو من لا زوج له يطلق على الرجل والمرأة الرجل الذي لا امرأة لا لا زوجة له ايم والمرأة التي لا زوج لها اي وبعض اهل اللغة يقول الاصل ان الايم هي المرأة التي لا زوج لها ولكن الصواب انه يشمل الجنسين وسواء كان الرجل والمرأة قد تزوج ثم طلق او حصل الطلاق او لم يتزوج اصلا ما دام انه ليس عنده زوجة فهو ايم وهذا في الاحرار الايامى منكم يعني الذين لا ازواج لهم من الاحرار من رجالكم ونسائكم من الاحرار والحرائر هذا في الاحرار والدليل انه قال والصالحين من عبادكم وامائكم فهنا بدأ بالاحرار ثم ذكر بعد ذلك العبيد والمماليك فقال والصالحين من عبادكم وامائكم. اي وانكحوا الصالحين من عبادكم وامائكم وعبادكم او قبل ذلك الصالحون لماذا خص الصالحين والصالح هنا المراد به كما قال ابن عشير ابن عاشور قال الصالحين والمراد اتصافهم بالصلاح الديني اي الاتقية صالحين يعني الاتقياء صلاح الدين مستقيمون على امر الله ثم قال ولا يحملكم والمعنى لا يحملكم تحقق صلاحهم على اهمال نكاحهم لانكم امنون من وقوعهم في الزنا بل عليكم ان تزوجوهم رفقا بهم ودفعا للمشقة والعنت عنهم ثم قال ويفيد ان تزويجهم ان لم يكونوا صالحين اكبروا امرا نعم فهنا حمل الصلاح على انه صلاح الدين طيب لماذا خصه قال يدل على تأكد انكاحهم وتزويجهم فلا يحملنكم صلاح عبيدكم وامائكم على عدم تزويجهم فتقولون هذا رجل صالح تقي ما يقع في الفاحشة لا زوجه ومن باب اولى اذا كان الامة او العبد غير صالح ما باولى يزوج حتى يستعف عن الوقوع فيما حرم الله وقيل ان المراد بالصلاة نعم وصلاح الدين يقتضي ايش؟ عدم الزنا محصنات غير مسافحات ولا متخذات اخدان يعني ممتنعات من الوقوع في الزنا وقيل ان الصلاح هنا يراد به الصلاح للتزوج كونوا صالحين للزواج والقيام بمسؤولية الزوجية وشؤونها ثم قال جل وعلا ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. والله واسع عليم ان يكونوا فقراء يعني لا يمنعكم كون الرجل والمرأة فقير الا تزوجوهم ولهذا يقول ابن كثير قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رغبهم الله في في التزويج وامر به الاحرار والعبيد ووعدهم عليه الغناء فقال ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله وقال وقال ابن ابي حاتم بلغني وساق بسنده عن ابي بكر الصديق قال اطيعوا الله فيما امركم به من النكاح ينجز ما وعدكم من الغناء قال ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله وقال ابن مسعود التمسوا الغنى في النكاح يقول الله تعالى ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله رواه ابن جرير وذكر البغي نحوه عن عمر ويدل ذلك من السنة ما رواه الامام احمد والترمذي والنسائي وابن ماجة بسند قال عنه الترمذي حسن صحيح صححه الحاكم وابن حبان وحسنه الالباني عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة حق على على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الاداء عبد مكاتب كتب عليه شيء حتى يؤدي فيعتق والمكاتب يريد العفاف والغازي في سبيل الله وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي لم يجد الا ازاره ولم يقدر على خاتم من حديد ومع هذا فزوجه بتلك المرأة وجعل صداقها عليه ان يعلمها ما يحفظه من القرآن هي ما عنده شيء ومع ذلك زوجه طيب سيتزوج امرأة وما عنده شيء ولا خاتم من حديد يغنه الله الزواج سبب للغياب قال ابن كثير والمعهود من كرم الله تعالى ولطفه ان يرزقه ما فيه كفاية لها وله واما ما يريده كثير من الناس على انه حديث تزوجوا فقراء يغنكم الله فلا اصل له ولم اره باسناد قوي ولا ضعيف الى الان وفي القرآن غنية عنه وكذا هذه الاحاديث التي اوردناها ولله ولله الحمد اه نذكر هنا مسألة ونختم الكلام بها حكم النكاح من العلماء من قال انه واجب قالوا لقول النبي لقوله وانكحوا والامر الوجوب ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصيام فانه من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحسن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء وقال صلى الله عليه وسلم تزوجوا الودود الولود فاني مباه بكم الامم يوم القيامة رواه اصحاب السنن وسنده صحيح ومن العلماء من قال ان حكم النكاح سنة ومنهم من قال تجري عليه الاحكام الخمسة قد يكون واجبا بحق من يجد المال ويجد شهوة ويخشى ان يقع في الظرر يجب عليه ان يتزوج ويكون مندبا لمن لا يخشى ان يقع في ظرر ويكون مباحا من يستوي عنده الامران ويكون مكروها اذا كان سيقع منه بعض الامور او التقصير ويكون محرما ان كان سيحمله على ظلم المرأة او الاضرار بها والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد