الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد في درس الامس اه ذكرنا اه النكاح وحكمه وان جمهور اهل العلم او طائفة من العلم من اهل العلم ذهبوا الى وجوبه واستدلوا قوله في الاية التي معنا وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم فقالوا هذا امر والامر يقتضي الوجوب وكذلك استدلوا بالحديث الذي في الصحيحين من حديث ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء واستدلوا ايضا بما رواه البخاري ومسلم من حديث انس في قصة الرهط الثلاثة الذين نظروا في عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ثم كانهم تقالوها وقالوا اينا مثل رسول الله؟ فقال احدهم انا لا اتزوج النساء والاخر قال انا اصوم ولا افطر فان النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع بخبرهم قال ما بال اقوام يقولون كذا وكذا ثم قال اما اني اصوم وافطر واقوم وانام واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني فمن رغب عن سنتي فليس مني فمن سنته صلى الله عليه وسلم الزواج ولهذا يقول من رغب عن سنتي فليس مني ذهب بعض اهل العلم الى ان الزواج تجري فيه الاحكام الخمسة احكام اقسام الحكم التكليفي وهي الواجب والمندوب والمباح والمحرم والمكروه كل بحسبه فمن كان يخشى على نفسه ان يقع فيما حرم الله عليه فيجب عليه ان يتزوج ولو كان فقيرا فان الله سبحانه وتعالى قد وعده بالغنى كما اشرنا الى اه الاثار في ذلك والى قول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة حق على الله عونهم. وذكر الناكح يريد العفاف وعلى كل حال الزواج خير سنة ابي القاسم صلى الله عليه وسلم وهو خير للانسان على الانسان ان يحذر من ان يؤجل الزواج لاجل ان يحصل العلم او يحصل كذا او يحصل كذا كما قيل للامام احمد قال له سائل اريد ان اؤجل الزواج ولا اتزوج حتى اه يعني اطلب العلم وانتهي من طلب العلم فقال له اوه وقعنا في بنيات الطريق بالعكس الزواج يعينك ويعينك على طلب العلم ويغض بصرك ويحسن فرجك والزوج والزوجة تعينك وتساعدك وتطبخ لك وتغسل ملابسك وتخدمك فهو خير فينبغي المبادرة اليه ينبغي المبادرة الى الزواج اه ولكن هناك بعض الامور التي اود اه ان انبه عليها اذا اراد الرجل الزواج فانه ينظر في المرأة التي يريد ان يتزوجها هل يرضى خلقها ودينها ام لا وينظر ايضا في نسائها هل هن من اللاتي يلدن هل هن من الرحمات الشقيقات على الاولاد هل هن من ذوات الخلق؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لاربع لمالها وجمالها ونسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك اظفر بذات الدين. نعم لكن اذا جمع الله لك بين ذات دين وبين امرأة جميلة ونسيبه فهذا خير عظيم هذا نور على نور وخير الى خير لان الجمال من مطالب النفوس من مطالب الرجال واذا كانت امرأته جميلة فان هذا يكون اعون له على غض البصر واحسان الفرج ولكن لا يمنع او اذا كانت جميلة فقط لكن ليست بذات دين فلا لا يتزوج بها الدين هو اساس الامور لان دينها يحملها على الالتزام بامر الله ومن امر الله امرها بطاعة الزوج والترفق به وعدم معصيته بغير معصية الله والاحسان اليه كما جاء في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه واله وسلم لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها. لماذا لعظم حقه عليها بل حقها مقدم حتى على حق الوالدين حق الزوج وفي الحديث الاخر قال النبي صلى الله عليه وسلم امرأة عن زوجها هو جنتك ونارك يعني تدخيل الجنة به او تدخلين النار ومما ينبغي ايضا ان يراعى في حال الرجل اذا تقدم رجل ليه خطبة امرأة على الاولياء ان ينظروا في امرهم وكذلك المرأة فان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال اذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه اهم ما يكون الدين ديانته تمسكه وايضا اخلاقه هل هو حسن الخلق سخي جواد صاحب صبر واحسان وتجاوز عن الزلات لابد من النظر الى هذا لان الزواج يختلف عن غيره الزواج ليس سيارة تشتريها وتبيعها وتبيعها او جوالا تشتريه وتبيعه بل ولا عقارا دارا تشتريها تستطيع ان تبيعها وتتخلص منها لكن الزواج لا عقد الاصل فيه الديمومة فيعيش هذا الرجل مع هذه المرأة على سنة الله ورسوله الى ان يفرقهما الموت ليست يوم ولا يومين فهي حياة عمر كما يقال فلابد من التحري في هذه الامور. لماذا لانه يكثر الطلاق في المسلمين والغالب ان ذلك سببه عدم التقيد باوامر الشريعة عدم طاعة المرأة للزوج وخضوعها له وعدم نشوزها او ان الزوج ايضا لا يحسن خلقه ولا يرضى بما بحال امرأته يوجهها الى الخير وان رأى منها ما يكره يصبر عليه مقابل ما يحب كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لا يفرك مؤمن مؤمنة ومعنى لا يفرك يعني لا لا يبغض مؤمن مؤمنة يعني من كل وجه لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها اخر فقد يكره فيها هذه الخصلة لكن فيها خصال اخرى حميدة فلابد من الصبر والتغاظي ولهذا قال قدوتنا وهذا الحديث الذي اشرنا اليه لا يفرك مؤمن مؤمنة رواه مسلم في الصحيح اقول لابد من الصبر والتغاظي ولهذا كان قدوتنا صلى الله عليه واله وسلم يقول خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وتقول عائشة رضي الله عنها ما ظرب احدا بيده لا امرأة ولا دابة ولا مملوكا الا ان يكون جهادا في سبيل الله كان صلى الله عليه وسلم اذا عتب عتب عتب على احد رأى منه ما يخالف لا يزيد على ما له تربت جبينه او ترب جبينه ليس سب ولا شتم ولا قذف بالعبارات السيئة يجب على الزوجين ان يعرف كل واحد منهما حق الاخر وان يفي له بذلك وعليهم بالرفق والصبر اصبر احدهم على الاخر والتغاظي عن الزلات لان التغاضي من شيم الكرام التغاضي والتغافل عن الاخطاء هذي من شيم الكرام ولا تستقيم الحياة الا بالتغافل سواء مع الزوجة او مع الابناء او مع الزملا ومع الاصدقاء ومع الناس كلهم فاذا احسن الاختيار افاد ذلك ان شاء الله حياة طيبة والرجال والنساء يختلفون كل ميسر لما خلق له هذا الرجل قد يوافق هذه المرأة وتعيش معه عيشة هنية وتلك المرأة توافق ذلك الرجل ولهذا كما هو مشاهد يتزوج الرجل والمرأة فيطلقها ثم يعني تقع بينه وبينها مشاكل وامور فيتزوجها اخر وتعيش معه الى الموت لكن مع ذلك الانسان يتحرى ويسأل ولا يستعجل ويستخير ويستشير حتى يقدم على بينة ولا يتسبب في طلاق هذه المرأة بعد ذلك ومما انبه عليه عدم جواز عضل المرأة عدم جواز عضل المرأة وعظلها يعني منعها من الزواج فلا يجوز للولي ان يعضل موليته ويمنعها اذا تقدم لها الكفؤ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ان لم تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم لان بعض الناس نسأل الله العافية والسلامة يعظلها من اجل ان يكون راتبها له زوجته آآ ابنته او اخته مدرسة او موظفة فيقول لو زوجتها ذهب الراتب اخذه زوج او شاطرني هذا ليس عذر او بعضهم يقول لا ما عندي احد يخدمني او يسترد شروطا اريد مهرا كذا وكذا وكذا هذا كله لا يجوز فاذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه اتق الله في موليتك ايها الاب ايها المسؤول عن المرأة اتق الله فيها فاذا جاءها الكفر فزوجها وبادر الى ذلك واترك عنك الامور التي تعسر الزواج وتصعبه فانها امانة عندك وستسأل عنها يوم القيامة فاعد للسؤال جوابا نعم اذا رضيت دينه وخلقه فاياك اياك ان تتأخر بل اعتبر نفسك اثم لكن اذا لم يوافق الولي لان هذا المتقدم دينه فيه نقص او مثلا لا يصلي لهذا ما يجوز ان يزوج او رجل احمق او رجل عنده بعض الامور اما اذا جاءهم من يرظى دينه وخلقه وعليه ان يبادر الى الزواج ولا يكون ميزان الناس الوظيفة. كثير من الناس الان ينظر يقول عنده وظيفة ولا لا؟ متوظف وش وظيفته يا اخي الرزق من الله جل وعلا والله جل وعلا وعد المتزوجين بالغنى ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله وكم من صاحب ماء وكم من صاحب مال سيء الخلق يضرب المرأة يسبها يشتمها يمنعها حقوقها يهينها ماذا ينفع المال وكم من رجل قليل ذات اليد لكنه حسن الخلق تعيش عنده في جنة الدنيا فينتبه لهذا ويقوم كل مسؤول بمسؤوليته فاتقوا الله جل وعلا في مولياتهم وبناتهم ومما ومما ايضا اذكر به تخفيف المهر اتقوا الله ايها الاولياء اتقين الله ايتها النساء لا تغالون في المهور تطلبون اموالا طائلة فان ذلك مخالف لهدي وطريقة وسنة ابي القاسم صلى الله عليه واله وسلم بل ثبت عنه انه قال ابرك النساء ايسرهن مؤونة بمجموع طرقه او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ابركوا النساء او خير النساء اقلهن مؤونة ما لها كلفة فينبغي المكاثرة وهذا له اثار وخيمة وعواقب سيئة منها العنوسة فتأخر المرأة عن الزواج ولا تزوج الا بعد ان يتقدم عمرها يكاد ينقطع يعني نسلها تأخر عمرها فلا تلد او يتأخر الرجل كذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر الشباب معروف ايش معنى الشباب تزوجوا مع ايضا ما يورث من الامور الاخرى فكم من انسان طلق بسبب كثرة المهر يدفع اموالا طائلة فاذا رأى منها تصرفا سيئا او اخطأت قال دفعت فيك كذا وكذا واستدنت وفعلت وفعلت هذه النتيجة اذهب يطلق ليسترجع ماله او شيئا من ذلك والمرأة ليست سلعة تباع تزويج المرأة هذا اتباع لسنة الله في خلقه خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجة خلق الزوجين جل وعلا فهي امانة انت لا تبيعها بيعا امانة تبحث عن امين يتولى القيام عليها ويكفيك مؤنة القيام عليها بشرط ان يكون يصونها ويحميها ويحسن اليها وايضا قد يدخل الشيطان عند بعض الناس في رفع المهر واذا قيل له قل المهم قال بنتنا ليست باقل من ال فلان او بنت فلان نحن ايضا لنا مقامنا بنتنا لها مقام نحن اسرة معروفة هذا والله كله من عقبات الشيطان التي يجعلها في طريق الزواج قيمة ابنتك ليس بمهرها بخلقها ودينها لكن قد يخشى ان يكون من عنده نقص يحاول ان يكمل نقصه ونقص ابنته بكثرة المال حتى يقنع الناس بانها امرأة مهمة يدفع فيها الاموال الطائلة هذا لا يجوز المغالاة ومنه ايضا حفلات الزواج يبالغ بعض الناس في الحفلات ويدفع الاموال الطويلة الطائلة قد تحدثني بعضهم انه استمر يسدد دين زواجه حتى درس ابنه في الابتدائية يعني مر علي ست سنوات الابن بعد ولادته هو ابوه لا يزال يسدد في مهر امه هذا والله من الصد عن الزواج تأثير الزواج تأخير الزواج فاتقوا الله عباد الله هذا ما اردت ان اضيفه حول هذا الموضوع لانه موضوع مهم وايضا علينا ان نحذر من وسائل الاعلام والتواصل الحديثة التي تريد من الزوجة ان تنشز على زوجها وينادون بالمساواة وليس الذكر كالانثى نعم الاصل التساوي لكن هناك امور يفارق الرجل فيها المرأة ولا يسوى بينهما هذه شريعة النبي صلى الله عليه وسلم. هذا شرع الله وليس الذكر كالانثى فاحذري يا امة الله من ان تصغي لهؤلاء الذين يحملونك على التمرد والترفع على الزوج والنشوز وعدم طاعته ليقلبوا حياتك جحيما وليفتحوا باب الشر على بنات المسلمين والله المستعان ثم بعد ذلك نكمل ما توقفنا عنده وكنا قد توقفنا عند قوله جل وعلا وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله قال الطبري وليستعفف الذين لا يجدون ما ينكحون به النساء عن اتيان ما حرم الله عليهم من الفواحش حتى يغنيهم الله من سعة فضله ويوسع عليهم من رزقه وقال ابن كثير هذا امر من الله تعالى لمن لا يجد تزويجا بالتعفف عن الحرام كما قال عليه الصلاة والسلام يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصيام فانه له وجاء ثم قال وهذه الاية مطلقة والتي في سورة النساء اخص منها وهي قوله تعالى ومن لم يستطع منكم قولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات الى ان قال ذلك لمن خشي العنة منكم وان تصبروا خير لكم هاي صبركم عن عن تزوج الاماء خير لكم لان الولد يجيء رقيقا مملوكا والله غفور رحيم قال عكرمة وليستعنف الذين لا يجدون نكاحا قال هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي يعني ابن كثير ذكر بها قولين القول الأول المراد وليستعفف يعني يمتنع لأن الإستعفاف الاصل هو الامتناع من الشيء وتركه فامر الذين لا يجدون النكاح ولا يستطيعون ان يتزوجوا بالتعفف والامتناع من الوقوع فيما حرم الله ويلجأون الى الصوم اذا كانت الشهوة غالبة يتعفف عن الوقوع فيما حرم الله هذا هو القول الاول وهذا قول جمهور اهل العلم وقال بعض المفسرين وما اورده ابن كثير بالقول الثاني اورده قولا اخر وهو قول عكرمة وهو قول عكرمة في قوله وليستعذب الذين لا يجدون نكاحا قال هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي فان كانت له امرأة فليذهب اليها وليقضي حاجته منها وان لم يكن له امرأة فلينظر في ملكوت السماوات والارض حتى يغنيه الله يعني يصرف باله عن المرأة يقول هو الرجل يعني يخرج للسوق او فيرى امرأة هذا هكذا يعني فجأة من غير ان يتقصد فتثور عنده الشهوة وامر النكاح فان كان له امرأة يرجع الى امرأته ويأتي امرأته وان لم يكن له امرأة يصرف نظره ولابد من صرف النظر ويتفكر في مخلوقات السماوات والارض وقد جاء في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة قال رأى امرأة فاتى امرأته زينب فقضى حاجته ثم خرج الى اصحابه فقال ان المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فاذا ابصر احدكم امرأة فليأت اهله فان ذلك يرد ما في نفسه انظروا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على منح الوقوع في الفاحشة وعلى سد وسائل الشيطان وطرق الشيطان فقال اذا خرج الرجل ورأى امرأة فوقع في نفسه شيء يرجع الى زوجته ويأتيها حتى يذهب ما في نفسه من طلب النسا علاج عظيم حتى لا يتمادى في الشر ويفكر ويتابع الى ان يقع في الشر هذا مما يدل ايضا على وجوب الحجاب ان المرأة اذا كشفت صارت مدعاة للتشهي بها والنظر الى جمالها والافتتان بها اذا يكون معنى على هذا القول يكون معناه وليتعف وليستعفف يعني يرجع الى امرأته ويأتي منها يصيب منها حتى يعف نفسه ولا يتطلع الى نساء الاخرين لكن القول الاول وهو ظاهر السياق هو هو الصواب يستعرظ الرجال الذين لا لا يجدون نكاحا لا يستطيعون ان يتزوجوا بقلة مالهم او لغير ذلك عليهم ان يتعففوا ويمتنعوا ويتجنبوا الوقوع فيما حرم الله عليهم حتى يغنيهم الله من فضله لان الله جل وعلا واسع عليم وسيغني عباده كلهم وقد وعد الفقيرة اذا تزوج بالغنى اه قال الامين الشنقيطي في اضواء البيان الاستعفاف المأمور به في هذه الاية وليستعفي في الذين لا يجدون نكاحا هو المذكور في قوله قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم وقوله تعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا افاد رحمه الله ان هذا من تفسير القرآن بالقرآن فليستعفف هنا فسرت في ايات اخرى بغض البصر حفظ الفرج عدم قربان الزنا وهذا حق لا شك فيه ثم قال جل وعلا والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا بمعنى يبتغون الكتاب يعني الذين يطلبون المكاتبة وهم عبيدكم واماؤكم المماليك الذي يطلب المكاتبة والمكاتبة هو ان يؤدي العبد سيده ان يعطي العبد سيده مقدارا من المال يتفق عليه على اقساط ويسمى كل قسط نجما فاذا اداها صار حرا كما فعلت بريرة اشترت نفسها من كاتبة اولياءها بتسع اواق من فضة. كل سنة اوقية هذا المكاتب يكاتب سيده ويكتب بينه كتاب انا اشتري نفسي منك مثلا بالف ريال ادفع لك كل شهر كذا وكذا فاذا انتهت الف ريال خلاص انا اصبح حر عتيق وهذا من حرص الاسلام على الحرية وعدم الرق فتح ابواب ذلك ولهذا قال والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم ملك اليمين معروف الايمان سواء كان عبدا او او امة اللي يملكهم الرجل فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا فكاتبوهم كاتب اذا قال انا اريد تكاتبني وادفع لك كذا حتى اسدد فاصبح حرا. كاتبه وذهب بعض اهل العلم الى الوجوب يجب المكاتبة ان علمتم فيهم خيرا ان علمت فيهم خيرا قيل الخير امانة فيهم امانة قال بعضهم ان علمت فيهم صدقا وقال بعضهم ان علمتم لهم مالا وقال بعضهم حيلة وكسبا والى هذا يميل كثير من المفسرين يعني نعنتم فيهم خيرا يعني علمتم ان عندهم كسب يستطيع ان يتكسب اما اذا كان يعلم انه ليس عنده مال ما فائدة المكاتبة وذهب جمهور اهل العلم الى ان هذا على سبيل الندب ان المكاتبة على سبيل الندب وقالوا ان الامر في الاية وان كان ظاهره الوجوب لكن صرفه صارف وهو قول النبي صلى الله عليه واله وسلم في الحديث الذي رواه الامام احمد وغيره بسند صحيح لا يحل مال امرئ مسلم لا يحل مال امرئ مسلم الا عن طيب الا بطيب نفسي الا بطيب من نفسه او الا عن طيب نفس منه والمملوك مال له فلا يحل لاحد ان يأخذ ماله ولا يحل للمملوك ان ينازعه في ذلك. لانه اذا ما طابت نفسه ما يحل له ذلك والذي يظهر والله اعلم الوجوب يجب عليه المكاتبة واما الحديث فهو في عموم المال ليس المملوكين لانها لانهم انفس انفس بشرية من بني ادم يختلف حكمها عن غيرها والشارع فتح ابواب العتق على مصراعيه فاذا طلب منه مملوكه ان يكاتبه يجب عليه ان يكاتبه والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ان علمتم عندهم غنى ايضا علمتم فيهم خيرا من صدق وامانة وغير ذلك لا يمنع ان يحمل على الجميع لكن المهم ان يكون عنده مالا يعتق نفسه فيه جاء عن بعض اه الصحابة ما يدل على ذلك وجاء في مرسل يحيى ابن ابي كثير النبي صلى الله عليه وسلم قال ان علمتم فيهم حرفة يعني فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا قال ان علمتم فيهم حرفة ولا ترسلوهم كلابا على الناس كلابا يعني يسألون الناس بس لكن تعرف انه ما عنده شي ولا يستطيع يعمل ما تعلم فيه خير لا ابقه عندك وانفق عليه اما اذا علمت فيه خيرا فكاتبه وايضا ضع له ولهذا قال واتوهم من مال الله الذي اتاكم هذا اختلف فيه المفسرون على اقوال الاول قال اطرحوا لهم من الكتابة مقدار الربع او مقدار الثلث او مقدار النصف او جزءا من من الكتابة على غير حد على خلاف بين السلف وقال بعضهم واتوه من له الذي اتاكم المراد به اعطوه من الزكاة والنصيب الذي فرضه الله لهم من اموال الزكاة كما قال جل وعلا انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها مؤلفة القلوب وفي الرقاب هذا هو الذي في الرقاب في الرقاب يعني المماليك. الرقبة الذي كاتب قال ابراهيم النخعي في قوله واتوه من ماله الذي اتاكم قال حث الناس قال حثوا حث الناس على مولاه وغيره. يعني المراد بها ان يحث الانسان الناس على العتق واعطائهم والتخفيف عليهم واعانتهم بالمال سواء مملوك الذي كاتبه او مملوك غيره وليس هناك مانع الا انه ظاهر النص والله اعلم ان الخطاب للذين امروا بالمكاتبة للاولياء واذا ثبت ان عمر كان يغظ ويطرح عن مملوكي شيئا اذا كتب احدا يطرح عنه شيء من المال الذي كتبه عليه ويستدل بهذه الاية واتوه من ماله الذي اتاكم ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد