بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فان قد انتهينا بالامس الى قوله جل وعلا والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا واتوهم من مال الله الذي اتاكم وبينا ان هذه الاية انما هي في المماليك المكاتبين وان المملوك اذا طلب من سيده ان يكاتبه فان عليه ان يكاتبه وذلك بان يتفق معه ويكتب كتابا بينهما انه يشتري نفسه مثلا بالف ريال يدفع كل شهر مائة مثلا فاذا يؤديها الى سيده فاذا اتمها واتم له المبلغ فانه يصبح حرا عتيقا بعد ذلك وذكرنا خلاف العلماء هل هذا على سبيل الوجوب ام على سبيل الندب فالذي يظهر انه على سبيل الوجوب لان هذا هو ظاهر الامر هذا هو ظاهر الامر فكاتبوهم واحتج جمع من اهل العلم بان هذا على سبيل الندب لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل مال امرئ مسلم الا عن طيب نفس منه وقال هذا مال المملوك مال لسيده وقلنا بان هذا في عموم المال اما المملوك فانه انسان من بني ادم والاسلام يتطلع الى عتقه والى اه ازالة الرق عنه ثم امر جل وعلا بان يؤتون من مال الله واتوهم من مال الله الذي اتاكم فيه قولان او فيه اقوال الاول ان المراد يعني غظوا لهم واطرحوا عنهم من مال الله الذي اتاكم وهو المال الذي اتفقتم معهم عليه فاتفقتم على الف سيأتيكم الف ريال منهم هذا مال الله الذي اتاكم من هؤلاء المماليك فغظوا اتوهم منه يعني اطرحوا لهم. اسقطوا عنهم شيئا منه اسقطوا عنهم شيئا من هذا المال وقد جاءت في ذلك عدة اثار اه اوردها وذكرها ابن كثير رحمه الله في تفسيره وقيل ان المراد به ايمان الزكاة واتوا من مال الله الذي اتاكم هو مال الزكاة فان لهم الحق ان يعطوا من مال زكاة كما قال جل وعلا انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب. قال هم هم الذين في الرقاب وقيل ان المراد انه يحث غيره يعني يغظه هو من حقه ويسقط شيئا من حقه ويحث غيره والله اعلم ثم قال جل وعلا ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء لا تكنوا فتياتكم الفتيات جمع فتاة وهي الشابة من النساء هذا هو الاصل لكنها تطلق على بالنسبة للاماء تطلق على المرأة تطلق على المرأة الامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول احدكم عبدي وامتي وليقل فتاي وفتاتي والغالب يعني التعبير هنا جاء بحسب الغالب انهم يكونون شبابا لانهم هم الذين يرغب في خدمتهم ويكون النشيطين في العمل ولكن المراد به آآ المملوكات مطلقا قال جل وعلا ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء والبغاء هو الزنا وهذه الاية لها سبب نزول وهو ما رواه الامام مسلم في صحيحه وابو داوود والنسائي عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه قال ان جارية لعبدالله بن ابي سلول اي المنافق يقال لها مسيكة واخرى يقال لها اميمة فكان يكرههما على الزنا فسكتا ذلك الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فانزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا وفي لفظ عند مسلم لفظ اخر كان عبد الله ابن ابي يقول لجارية له اذهبي فابغينا شيئا يعني ابغينا مالا فانزل الله عز وجل الاية اذا هذا هو سبب نزول الاية انها نزلت بسبب اكراه عبد الله بن ابي وكان يشاركه بذلك آآ كثير من اهل الجاهلية ومن المشركين يكرهون فتياتهم على البغاء من اجل تحصيل المال او من اجل ان تأتي باولاد من سادة الناس اه فيكون لهم شأن بعد ذلك او غير ذلك كان هذا امرا موجودا عند البعض فحرمه الله جل وعلا ولا شك انه محرم ايضا بالنصوص الاخرى لكن خصه بالذكر لوجوده قال جل وعلا ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء اي على الزنا ان اردنا تحصنه ان اردنا تحصن يعني تعففا عن الزنا وامتناعا ولكن هذا القيد هذا القيد خرج مخرج الغالب هذا القيد خرج مخرج الغالب والا لا يجوز ان تكره المملوكة على الزنا سواء كانت تريد التحصن والعفاف او كانت لا تريد بل اذا كانت اذا اردت هذا وزنت فانه يجب ان تجلد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا زنت امة احدكم فليجلدها الحد ولا يثرب فان زانت للثانية فليجلد الحد ولا يثرب ثم قال في الرابعة فليجلدها وليبعها ولو بحبل من شعر لانه لا خير فيها فهذا فيه بيان ان الزنا حرام حرام سواء كان في حق من تريد ذلك وحق وفي حق من لا تريده وايضا حرام في حق الحرة والمملوكة لكن هنا خرج مخرج الغالب وهو ان الاكراه لا يكون الا لمن ارادت التعفف الاكراه بالزنا لا يكون الا في حق من اراد التعفف والامتناع تمتنع سيدها يكرهها ويلزمها ويجبرها اما التي لا تريد التحصن ولا التعفف فانها لا تمانع ولهذا لا تكره لكن ليس معنى هذا ان الزنا حلال بل الزنا حرام كما سنذكر النصوص في ذلك فاذا قوله ان اردنا تحصن هذا خرج مخرج الغالب كما في قوله جل وعلا وربائبكم اللاتي في حجوركم والربيبة هي بنت امرأة الرجل من غيره فلا يجوز للرجل اذا تزوج امرأة ولها بنت لا يجوز لها ان يتزوج ابنتها حتى لو طلق امها فقوله وربائبكم اللاتي في حجوركم هذا خرج مخرج الغالب لان الغالب ان البنت تكون مع امها فاذا تزوج امها تكون البنت مع امها في حجر زوجها وليس معنى ذلك انه يجوز اذا لم تكن في حجر زوجها فالحاصل ان قوله ان اردنا تحصنا هذا خرج مخرج الغالب اي لا تكر المرأة الامة مطلقا وخص التي تريد التحصن لانها كارهة لهذا الامر ومجبرة عليه اجبارا لكن الزنا عموما حرام لا يجوز والدليل على ذلك قوله جل وعلا في كتابه الكريم ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيله وهذا نهي للجميع للرجال والنساء للاحرار والمماليك وقال جل وعلا والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون قال ولا يزنون هذه من صفات المؤمنين قال ومن يفعل ذلك يلقى اثاما. نسأل الله العافية والسلامة يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما وثبت ايضا في الصحيحين بل هو متفق عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وكذلك جاء في البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث النفس بالنفس والتارك لدينه المبارك للجماعة والثيب بالثيب او والثيب الزاني اي نعم دليل على عظم اثمه لانه اذا زان يقتل يرجم وهم اذا زنا وهو محصن يرجم هالدليل على خطر هذا الذنب ومما يدل على ذلك ايضا ما رواه البخاري في الحديث الطويل وفي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فانطلقنا فاتينا على مثل التنور مثل التنورة الموقد الذي توقد فيه النار قال واحسب انه كان يقول فيه لغط واصوات فاطلعنا فاذا فيه رجال عراة ونساء واذا هم ياتيهم لهب من اسفل منهم فاذا اتاهم ذلك اللهب ضو ضووا ومعنى ضو ضو يعني صاحو من شدة الحر نعوذ بالله قلت من هؤلاء يا جبريل؟ يا جبريل؟ قال هؤلاء الزناة والزواني. نسأل الله العافية والسلامة فالزنى جريمة كبيرة وذنب كبير عظيم ولا يجوز لاحد يفعله لا حرا ولا مملوكا لا ذكرا ولا انثى سواء كانت وسواء كانت المملوكة تريده او لا تريده فهو حرام قال جل وعلا ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردنا تحصنا امتناعا وتعففا فهن من باب اولى واحرى الا يكرهنا ولا يجوز اصلا ان يأمر جاريته بالزنا فان هذا من كبائر الذنوب ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ثم قال جل وعلا لتبتغوا عرظ الحياة الدنيا من اجل انكم تبتغون بذلك عرض الحياة الدنيا وعرض الحياة الدنيا المراد به متاع الدنيا يعني تريدون به المال لان الذين يفعلون هذا تريدون ان تكسبهم اموالا ويأخذ اموالا مقابل ذلك اذا زنت وهم يلزمونهن من اجل ابتغاء عرض الدنيا ومتاع الدنيا والعرض بالفتح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس فالعرب هو متاع الدنيا قالها ابن كثير في تفسير هذه الاية كان اهل الجاهلية اذا كان لاحدهم امة ارسلها تزني وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كل وقت فلما جاء الاسلام نهى الله المسلمين عن ذلك نهى المسلمين عن ذلك اذا حرم الله عز وجل اكراههن بل وحرم الزنا وكان الحامل لاولئك الذين يفعلون هو طلبوا متى الدنيا. قال ابن كثير لتبتغوا عرض الحياة الدنيا اي من خراجهن ومهورهن واولادهن لان خرجهن يعني ما يأتي من مال مقابل زناها او اولادهن بعضهم يريد كثرة الاولاد وما شابه ذلك ولهذا قال ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام ومهر البغي وحلوان الكاهن رواه البخاري ومسلم وحلوان الكاهن يعني كسبه ومحل الشاهد مهر البغي البغية هي الزانية يسمى مهرا والا هو في الحقيقة ليس ليس المهر الشرعي المعروف المهر المعروف هذا اذا كان الزواج زواجا شرعيا يعطي الزوج لامرأته مهرا لكن سمي مهرا هنا لانه يشابه ذلك المهر من جهة انه اذا اعطاها شيئا آآ اذنت له جماعها وما شابه ذلك و ايضا جاء في رواية عند الامام احمد قال النبي صلى الله عليه وسلم مهر البغي خبيث طبيب وكسب الحجام خبيث وثمن الكلب خبيث فهو من الخبيث الذي لا يجوز اكله نحو قول ابن جرير قال الطبري رحمه الله في تفسيره عند قوله تبتغ عرض الحياة الدنيا قال يقول لتلتمسوا باكراهكم اياهن على الزنا عرظ الحياة الدنيا وذلك ما تعرض لهم اليه الحاجة من رياشها وزينتها واموالها وخلاصته ايضا كما قال الطبري في موضع اخر ان عرض الدنيا الشيء الذي تكسبه الامة بفرجها والولد يسترق فيباع يعني يشمل آآ الذي تكسبه المال وكذلك الولد لان ولدها يصبح تبعا لها رقيقا فيباع ويؤخذ اه تؤخذ قيمته فكل هذا من عرض الدنيا قال جل وعلا ومن يكرهن فان الله من بعد اكراهن غفور رحيم ومن يكرهن فان الله من بعد اكراهن غفور رحيم قال ابن كثير اي لهن كما تقدم في الحديث عن جابر احد يجابر فيه ذكره ابن كثير ولكن فيه نظر فالحاصل ان الامر هنا كما قال ابن كثير وقاله ايضا ابن عباس قبله من طريق علي ابن ابي طلحة قال فان فعلتم فان الله لهن غفور رحيم واثمهن على من اكرههن وكذا قال مجاهد وعطاء الخرساني والاعمش وقتادة وقال الحسن ايضا فان الله من بعد اكراهن غفور رحيم قال لهن والله لهن والله يعني غفور رحيم لهؤلاء الاماء المكرهات المجبرات ليس لمن اكرههن ما الذي اكرهن معرض للعقوبة الشديدة لانه امرها بان ترتكب معصية من معاصي الله وكبيرة من كبائر الذنوب وهو الزنا وهذه الاية او قوله ومن يكرهن فان الله من بعد اكراهن غفور رحيم كقوله جل وعلا الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ان الانسان اذا اكره واجبر لا وهو مطمئن بالثبات على امر الله وعدم مخالفته فان ذلك لا يضره ولهذا ايضا جاء في الحديث الصحيح آآ الذي رواه ابن ماجة وغيره بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رفع عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه رفع عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. ثم قال جل وعلا ولقد انزلنا اليكم ايات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم بعد ان فصل الله جل وعلا هذه الاحكام وبينها بيانا ما بعده بيان قال جل وعلا ولقد انزلنا اليكم ايات بينات يعني القرآن قال ابن كثير يعني القرآن في ايات واضحات مفسرات او مفسرات نعم وهي ما سبق هذا الاحكام انزلها الله الينا في ايات مبينات يبينا الحق ويوضحنه ويجلينه لا خفاء ولا غموض فيهن ومثلا من الذين خلوا من قبلكم ايضا في في هذه الايات خبرا عن الامم الماضية وما حل بهم في مخالفتهم اوامر الله جل وعلا كما قال جل وعلا فجعلناهم سلفا ومثلا للاخرين وموعظة اي زاجرا عن ارتكاب المآثم والمحارم اذا في هذه الايات مثلا جاء فيها تفصيل هذه الاحكام وتبينها وايضا جاء فيها ضرب مثل لنا من اخبار الامم السابقة كيف عصوا الله جل وعلا فاحل بهم عقوبته ونقمته فاخذهم اخذ عزيز مقتدر فالواجب ان تتعظوا بذلك وتحذروا منه. ولهذا قال وموعظة للمتقين ومثلا من الذين خلوا من قبلكم اي مظوا وهي الام السابقة وموعظة للمتقين موعظة عبرة يتعظ بها المؤمن يتعظ بها المتقي وقال المتقين لانهم هم الذين يتعظون واما غير المتقين فانهم لا يتعظون فخصهم بالذكر لانهم هم المنتفعون بذلك ولكن هذه الاحكام موعظة للجميع لجميع الناس قال ابن كثير وموعظة للمتقين اي لمن اتقى الله وخافه ثم قال قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في صفة القرآن فيه حكم ما بينكم وخبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه ومن جبار قسمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره اظله الله يشير الى الاثر الوارد عن علي رضي الله عنه يرفعه النبي صلى الله عليه وسلم لكن الصحيح ان سنده ضعيف وان كان معناه صحيح وان كان معناه صحيح. ثم قال جل وعلا الله نور السماوات والارض. مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة. الزجاجة كانها كوكب دري من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله وبكل شيء عليم آآ قوله جل وعلا الله نور السماوات والارض فاولا يجب ان يعلم المسلم ان النور المضاف الى الله قسمان نور هو صفته النور المضاف الى الله قسمان القسم الاول نور يضاف الى الله وهو صفته كما قال جل وعلا واشرقت الارض بنور ربها وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين من حديث ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل يقول اللهم لك الحمد انت قيم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن انت نور السماوات والارض ومن فيهن. وايضا جاء في السيرة وان كان في سنده مقال لكنه صحيح اه في سيرة محمد ابن اسحاق النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعائه يوم اذاه اهل الطائف اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل بي غضبك او او ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بالله او كما قال لكن في سنده ضعف ضعفه الالباني وغيره لكن معناه صحيح ولهذا اه جاء الحديث ان سبحات وجه رب وجه ربنا جل وعلا انها يعني ان له سبوحات. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح مسلم وغيره. لما قيل له هل رأيت ربك؟ آآ هل رأيت ربك؟ قال نور انا اراه ولهذا سبحات وجهه لو انكشفت لاحرقت كل ما على الارض وجاء ايضا في الحديث الصحيح حجابه النور صلى الله عليه وسلم يحجب وجهه عن ان يرى في الدنيا واما في الاخرة فهو اعظم نعيم يحصل لاهل الجنة اذا النور المضاف الى الله نوعان او قسمان. القسم الاول يضاف الى الله سبحانه وتعالى على انه صفته فوصفة الله غير مخلوقة والنوع الثاني هو القسم الثاني نور يضاف اليه وهو خلقه مخلوق القسم الثاني قسم مخلوق اذا نور المضاف الى الله اما ان يكون اضافته الى الله اضافة صفة الى موصوف او من باب اضافة مخلوق الى خالقه وهذا النور الذي هو خلقه كما قال علامة ابن عثيمين قال انقسموا الى قسمين حسي كالشمس والقمر والنجوم يعني نور المخلوق ينقسم الى قسمين حسي يحس ويرى وينظر بالعين كما ترى نور الشمس ونور القمر ونور الكواكب ونور الكهرباء وغير ذلك ونور معنوي ونور معنوي وهو ما يقوم في قلب المؤمن من العلم والايمان وهو ما سيأتي الاشارة اليه مثل نوره كمشكاة المراد به نور الايمان في قلب العبد المؤمن اه ونأخذ من هذا اثبات صفتي النور لله سبحانه وتعالى اختلف العلماء هل يسمى الله بالنور؟ او هل من اسماء الله النور فقال بعض اهل العلم بذلك وقال بعضهم انه لم يثبت حديث صحيح وما جاء من الاحاديث لا يثبت او انه يراد به صفة النور والله اعلم ونأخذ من قوله جل وعلا الله نور السماوات والارض ايضا نأخذ منها ان نور السماوات اثر صفة الله جل وعلا لا صفته ولهذا اكثر اهل العلم على ان معنى قوله الله نور السماوات اي اي ذو نور السماوات اي ذو نور السماوات اي الله هو صاحب نور السماوات هو خالق هذا النور الذي في السماوات في الكواكب والشمس والقمر آآ ولهذا عبر كثير آآ عبر جمع من السلف ان معنى قوله جل وعلا الله نور السماوات والارض قال منورهما منورهما اي منورهما وسنأتي على مزيد بيان له ونذكر ما قاله ابن عباس قال الله نور السماوات والارض. قال ابن عباس اه من طريق علي بن ابي طلحة وهي اصح الروايات عن ابن عباس قال الله نور السماوات والارض يقول هادي اهل السماوات والارض جل وعلا الله نور السماوات والارض قال هادي اهل السماوات والارض واختاره ابن جرير الطبري فقال هادي من في السماوات والارض فهم بنوره الى الحق يهتدون وبهداه من حيرة الضلالة يعتصمون جاء عن ابن عباس ايضا انه قال الله نور السماوات والارض يدبر الامر فيهما نجومهما وشمسهما وقمرهما يعني يخلق فيهما النور جاء اه عن الربيع عن ابي ابن كعب في قوله الله نور السماوات والارض قال هو المؤمن الذي جعل الله الايمان والقرآن في صدره فضرب الله مثله فقال الله نور السماوات والارض فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن فقال مثل نور من امن به قال فكان ابي بن كعب يقرأها مثل نور من امن به وهو المؤمن جعل الايمان والقرآن في صدره قرأ بعضهم قراءة ابي او جاء عن بعضهم انه قرأ وهي قراءة شاذة قال الله نور السماوات والارض يعني القراءة المشهورة الله نور وهناك من قرأها لكنها قراءة شاذة الله نور السماوات والارض ولهذا قال شيخنا الشيخ ابن باز رحمة الله عليه في هذه الاية الله نور السماوات والارض قال معنى الاية الكريمة عند العلماء ان الله سبحانه وتعالى منورها فجميع النور الذي في السماوات والارض ويوم القيامة كله من نوره سبحانه والنور نوران نور مخلوق وهو ما يوجد في الدنيا والاخرة وفي الجنة وبين الناس الان من نور القمر والشمس والنجوم وهكذا نور الكهرباء والنار كله مخلوق وهو من خلقه اما النور الثاني فهو غير مخلوق بل هو من صفاته والله سبحانه وبحمده بجميع صفاته هو الخالق وما سواه مخلوق فنور وجهي ونور ذاته غير مخلوق بل هما صفة بل هما صفة من صفاته سبحانه وتعالى اذا هذا معنى الاية الله نور السماوات والارض اي منور السماوات والارض او ذي نور السماوات والارض فهو الذي ينورهما فهذه الكواكب وما تنير ما ينير السماء من الكواكب والشمس والقمر الله الذي خلق ذلك ونوره وجعلها وجعله منورا بخلقه اياها سبحانه وتعالى. ولكن ليس معنى هذا ان واول صفة النور فنحن نثبت لله صفة النور ونقول يجب اثباتها صفة لله جل وعلا ولكن الاية هنا المراد بها النور الذي هو مخلوق ولهذا اه نقول ان نور السماوات والارض آآ اثر صفته لا صفته واكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد